أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - سلسلة شعراء ( مهرجان الإسكندرية الثاني للشعر العربي ) المنعقد للفترة من 1-4- نيسان 2017 في مصر المعمورة . الأساليب البلاغية في شعر :محمد سعيد العتيق















المزيد.....

سلسلة شعراء ( مهرجان الإسكندرية الثاني للشعر العربي ) المنعقد للفترة من 1-4- نيسان 2017 في مصر المعمورة . الأساليب البلاغية في شعر :محمد سعيد العتيق


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


سلسلة شعراء ( مهرجان الإسكندرية الثاني للشعر العربي ) المنعقد للفترة من 1-4- نيسان 2017 في مصر المعمورة .
الأساليب البلاغية في شعر :محمد سعيد العتيق
قراءة في " بين نطفتين "
محمد سعيد العتيق شاعر طبيب من بلاد التاريخ والحضارة الشام المقاومة حضر بقوة في مهرجان الإسكندرية وهو يمثل شعر الشام العريق الممتزج بهموم الناس وإن كان ذاتيا فقد جاء معبرا اصدق تعبير عن مرتبة الشعر في هذا الجزء النابض من جسد امتنا سنتصفح معا مجموعة شعرية له تحت عنوان( بين نطفتين )
أقول: أن جمال الشعر في بلاغته وبلاغة الشعر في تداول الأساليب البلاغية وفقا لمقتضيات الحال (( كناية ، واستعارة ، تشبيه ، مجاز مرسل)) وما إلى ذلك من الفنون اللغوية التي تفضي في نهاية الأمر إلى تعاقب الصور الشعرية العابرة للواقع المسافرة بعيدا في عالم المخيلة ، فلا جمال للصورة المعبرة عن الواقع في ذاته بل الجمال كله في ما وراء ذلك الواقع ولا يحقق الشاعر هذا الهدف مالم يتمكن من توظيف دقيق لتلك الأساليب .
والشاعر العتيق نجح تماما في استدعاء اللغة وفنونها والمفردة وانسجامها والجملة وحسن سبكها وهو لاشك شاهد على سعة معجم عربية الشاعر وسعة المخيلة . وما لا شك فيه أن القصيدة عند العتيق سلسلة من الصور الجزئية المتعاقبة أو المتداخلة،خصوصا انه يجيد الانتقال الذكي من لوحة لأخرى دون إشعار المتلقي بحركة الانتقال فمثلا نقرأ له في مجموعته (بين نطفتين)
الصورة الأولى :
لو كُنْتُ
أَمْلكُ نُطفَتينِ
منَ المَدَى
لملَأتُ
أفْلاكَ الزَّمانِ
جَمَالا...ص7
الصورة الثانية :
منْ نقطَتينِ
تَلاقَتَا
نَهجٌ بَدَا
عَشِقَ المَكانُ
زَمانَهُ فَتَعَالَى...ص8 .
الإطار العام للصورة هو( النطفة ) باعتبارها أصل الخلق واللفظة أصلا قرآنية وهنا الصورة واضحة نقية ملونة بالجمال ، بيد إن الشاعر استعملها ليس للمعنى القريب ( النطفة ) بل بمعناها الأبعد وهنا اشتغلت ( الكناية ) كأحد الأساليب البلاغية التي يتطلبها الشعر بوصفه كلاما غير مباشر ينفتح على تأويلات مختلفة وبؤرة التأويل مفردة( نطفة)
من نوع الإنشاء ألطلبي من باب ( مستحيل الحصول) الذي لا تصلح له في العربية إلا ( ليت، لو ،لعل) والقصد من وراء استعمال لفظ ( النطفة) وبأسلوب التمني هو عزة الشيء وعدم إمكانية بلوغه ، وعلى هذا سجلت الصورة عامة صورة متخيلة خرجت تماما عن الواقع وأكسبته جمالية وجلال الشعر .
ولنتحرى الصورة الثانية التي شكلت في مضمونها خطوطا مشتركة مع الصورة الأولى ذلك أن الشاعر حرص على وحدة التشكيل العام للموضوع أو ما يسمى ( وحدة الموضوع) ولكن بقراءات متعددة :
ثمة تلاعب لفظي أضفى على الصورة الثانية تصاعدا جماليا من حيث التقديم والتأخير بين المبتدأ والخبر وهذا أيضا أسلوبا بلاغيا وهو من ضرورات الشعر ( عشق المكان زمانه ... فتعالى )
بهذه الصور المتجانسة تجاوز الشاعر محاولات شرحه وتحليله، فضلاً عن إعادة تركيبه بالفاظ منسجمة فتمكن من الحفاظ على المعنى» ويتوالى القبض على الاسئلة الكبيرة مستغلا المساحات التي لا حدَّ لاتساعها في مخيلته ووجدان المتلقي الحاذق، ثم يحشدها في بضعة أسطر، وهذا من سمات الشعر الحديث على أي صورة جاء ، فالشعر الحديث يستدعي تتابع وتلاحق أسراب من الصور المتراكبة التي يصعب علينا أن نحكم بنهاية إحداها وبداية الأخرى؛ ويبرر كولردج لذلك بقوله: (إن الشاعر يرى أن هدفه الرئيس وأعظم خاصية لفنه هو الصورة الجديدة المؤثرة
والمكثفة والموجزة ).
وفي نص (نزعُ الأصيلْ) يقول الشاعر :
حمَلَ النَّدى
منْ جَوفِ فجرٍ
ثمَّ غابَ
معَ الرِّياحْ
أيمُرُّ
منْ ثقبِ الضَّجرْ ؟
لا يَرتَميْ
فـي حُضنِ أغنيةٍ
وَ لا ينسَى البكاءْ
منْ كانَ يبحثُ ...عنْ سماءْ
الشعر مفردات وليس لشاعر ان ينتج حتى يأخذ بتلابيب تلك الألفاظ ويتلاعب بها ويحاكيها وكأنه كائن حي ، لابد إن يكون مفتونا بهديرها واندفاعاتها، منشدا الى الأشياء، منذهلا تماما أمام فوضى الحياة وزخم الألم العارم الذي يغلف حياته خصوصا في عالمنا العربي ، وازعم أن أجمل الشعر ما جاء وليدا للألم ونتج عن المعاناة التي تدفع الشاعر الى البحث والتقصي عن تجسيد لشكل عالمه الذي يعيشه من وسط هذا الارتباك والارتياب تلد الأسئلة الكبيرة والتي قد لا تحتم على الشاعر الإجابة عنها لتشكل الحبل المتين بينه وبين المتلقي .
وهنا يحضرني قول لدرويش مفاده أن " الكتابة واللعب صنوان" بل اللعب هو قانون عليه جريان الشعر وهذا ما يدفع الشاعر للتساؤل الدائم ووضع الابهامات المستمرة في نصه ليصل بالمتلقي الى قمة المشاركة .
(أيمر من ثقب الضجر؟) وإذا كان القصد مرور الأصيل فلا إجابة من الواقع ولا إجابة من المخيلة فالأمر كله لعبة شعرية لفظية حلقت بمخيلة متلقيها إلى العالم الافتراضي الذي لاوجود له أصلا إلا في مخيلة الشاعر.
وعليه هل هو عبث لفظي لا هدف للشاعر من وراءه ؟ والجواب مطلقا فالشاعر على وعي تام بما يريد الوصول إليه وهو بالتأكيد قد بلغ أربه من خلال ذلك ألا ان المشكل يكمن في التأويل والمقاربة لذلك الهدف .
ومن الناحية البلاغية تتوالى الكنايات التي تزيد النص عذوبة وتستحث القارئ على التقصي واستكناه ما وراء المعنى الظاهر .
والملاحظ في النص أعلاه استخدام صيغ النفي والنفي أسلوب لغوي ، لنقض ما يتردد في ذهن المخاطب وإنكار ونفي جملة ما يعني نفي الإسناد الحاصل فيها، وإبطاله فإن النفي في الجملة الفعلية يعني نفي إسناد الفعل إلى فاعله وتلك من الصور البلاغية أيضا ( لا يرتمي ، لا ينسى ).
وفي نص ينتمي للقص الشعري تمكن حقيقة الشاعر في الذوبان مع حالة اجتماعية قد تكون من مشاهداته وهي من نصوص الوجع العربي الملتهب حروبا وحرمانا ولقيمة هذا النص الانسانية وتعبيرها الحقيقي والفاعل من أن الشاعر ناطق عن كل المرومين والجياع فهو النبي بلا وحي والعين التي حباها الله بالدمع الوفير تبكيه المواقف المذلة للانسان وتسعده سعادته لاجل هذا سنركز على مضامينه بعد عرضه دون أي اجتزاء :
خوفُ الكستناءْ
يَا خالتي.. وَ أنَا أبيعُ الكستنَاءْ /فوقَ الرّصيفِ على مشَارفِ دمعةٍ خلفَ الدّماءْ/ما بينَ شرْيَانِيَ شريانِ الحقيقةِ وَ الفَناءْ/سقطَتْ عليَّ قذيفَةٌ وَ أنَا أُحملقُ فِي السَّماءْ / وَقعتْ بقربِي فاستدرتُ بسرعةٍ هبطَ البناءْ /كانَ الطَّريقُ بجَانبي متبعثرًا تتدَحرجُ الأشلاءُ/كانتْ قبلَ ثانيتينِ أطفَالًا تسيرُ معَ النّساءْ/ وَ أنا أراقبُ بينَ خوفِي كيفَ جُنَّ الكستناءْ/ وَ أرى لأوَّلِ مرّةٍ كيفَ/السَّماءُ بكتْ وَ كيفَ الصّيفُ حلَّ معَ الشِّتاءْ/كيفَ الدُّنَا شيءٌ منَ الأشياءْ/ماذَا أقولُ لخالتِي ؟! أينَ النُّقودُ ؟!
وَ أينَ كِيْسُ الكستنَاءْ/ماذَا أقولُ لخالتِي ؟! وَ الكونُ منْ حوليْ هبَاءْ.ص77-78
الخطاب السردي الشعري المباشر بين قطبين أساسيين: الذات الفاعلة والذات المخاطبة، وكلاهما يمثل وجه السياق الخارجي للنص، إن الشاعر المعاصر يعمد إلى توظيف الأحداث المعاشة وهو يدون للتاريخ ؛ وتشكل بالتالي مواقف للشاعر من الحدث ، أو هي محاكمة للعصر ونقائصه من وجهة نظر الشاعر، وهو في ذلك يختار الأحداث والشخصيات التي تتلاءم ومضمون تجربته، فيتصل بها اتصالا يعمقها (وتكون استلهاماته الشعرية صورة رامزة للواقع المستفز بهموم القضايا السياسية حيث يخبئ الشاعر فيها لون فكره وخطوط رأيه).
والكستناء موضوعة في غاية الألم تستعطف القارئ وتبكيه بمرارة مزج الشاعر فيها بين الواقع والمخيلة الشعرية بانسجام حافظ على بنية الموضوع ولم يسبب حالة قطع بين ذات الشاعر وذات المخاطب .
وعندما يتلمس الشعر هموم الناس وقضاياهم ويكون صادقاً أعتقد أن أهميته تزداد ، وبالتالي يعود ينعكس على الشاعر إيجابا فسيحبه الناس يقينا ، وبعد محبة الناس سيتألق ويحلق بشعره في فضاء الهم الجمعي . وإذا كان الشاعر بعيداً عن قضايا الناس وهمومهم، ويعيش في برجه العاجي، يخاطبهم من هناك، فهذا سيؤدي إلى ابتعاد الناس عنه ، وبالتالي عن الشعر، وسوف يخلق غربة رهيبة ومخيفة تشكل خطراً على التجربة الشعرية عموما.
وفي رأيي الشخصي كل شاعر يطمح لأن يكتب للناس، ولكن قدر الشعر أن لا يكون للجماهير عند بعض الشعراء وهذا رأي فيه نظر.. فالمتنبي لم يكن مقروءاً في عصره، فقيمة المتنبي جاءت بعد موته، عبر الاهتمام النقدي الذي تابعه، وهو لم يكن مقروءاً في عصره كما يُقرأ الآن محمود درويش أو أدونيس، لكن الناس دائماً يجب أن يكون لديهم همّ ثقافي، لكن الحقيقة أن درويش واد ونيس القباني وقائمة طويلة امتزجوا تماما مع الهم الإنساني فكانوا أكثر شهرة في عصرهم من شهرة عمالقة الشعر ضمن اطار عصورهم وأن الصنف الثاني نال الشهرة بعد موته من خلال التنقيب في قصائده .
وعلى هذا فإن العتيق ابن الشام هذا الجزء من العالم الذي يحترق كل يوم بنار الحرب فتتلاحق المشاهد المأساوية وتشكل في مخيلة الشاعر مادة أولية خصبة للكتابة بهذا الاتجاه ، وهذا ما التفت اليه شاعرنا في هذا النص ونصوص أخرى تضمنتها المجموعة ، لكن هذا النص يقطر وجعا .
وليس لقارئ أن يحيط بكل نصوص هذه المجموعة المميزة حقا والتي تبشر بأن الشعر العربي بألف خير ويتجدد مع كل جيل شعري .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الرميلي وتغريبة المنافي قراءة في نصوص المجموعة
- قراءة في (كُنتَ الوقت ) للشاعرة هيام الأسد (السودان)
- الدكتورة لطيفة النجار والمنزل النظيف تجريب علمي في عالم الطف ...
- قراءة في مجموعة - فوق اجنحة الهوى-
- واسيني الاعرج وحكاية العربي الاخير
- زهرة البرتقال اتساق الوجع ونزف الدلالة
- بائعة الاعشاب بين الواقع والمخيال
- الاغتراب في شعر حسين حسان الجنابي
- طفل البحر
- شرائع الوجاء
- محمد كاظم ومنى يقظان وعالم الطفولة
- عالم الواسطي وسرية البوح
- يوميات مريض
- عين على داغستان وقلب في بغداد
- رحلة مع شاعر
- الدين بين الشعبوية والنخبوية
- معلم النزاهه
- دريد الوسخ
- سكينه أم الكيمر
- بغدادية بلا زيف


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - سلسلة شعراء ( مهرجان الإسكندرية الثاني للشعر العربي ) المنعقد للفترة من 1-4- نيسان 2017 في مصر المعمورة . الأساليب البلاغية في شعر :محمد سعيد العتيق