|
تحريم زواج المسلمة من المسيحي مصدره القرآن الكريم أم العقلية الذكورية و الإسلامية المتطرفة؟
عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 07:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حكم زواج المسلمة من مسيحي موضوع مهم جداً ويشغل بال الكثير ولكن الناس يتفادون الحديث عنه لأن البعض منهم لا يحب أن يفتي فيما يخص الأمور الإسلامية والبعض الآخر يعتبر هذا النوع من المواضيع خط أحمر يمكن أن يدخل المتكلم عنه في متاهات يتبعها مواضيع خطيرة إذا كان رأيك غير مطابق أو متفق للعقلية التقليدية الإسلامية العربية، ولكن بما أني ضد أن يحبس الإنسان رأيه وفكره ووجهة نظره خوفاً من أن يلاقي عدم قبول أو معارضة شرسة من المتشددين في هذا النوع من القضايا قررت طرح هذا الموضوع للنقاش ، لقد طرح علي أحد الإخوة الجنوبيين المسيحيين سؤال علي أساس إني مسلمة ويريد هو أن يفهم لماذا يحرم الإسلام أو بالاحري علماء الدين زواج المسلمة من المسيحي بينما يحلل زواج المسلم من المسيحيه؟ فقلت له عادة في المجتمع الإسلامي والعربي بشكل خاص يحرمون علي بعضهم البعض الخوض في كل ما يخص أمور الإسلام وأحكامه وشعائره ويعطون هذه الاحقية لمن يعتبرونهم متخصصين في شؤون الدين أو علماء الدين، صحيح إني لم اتخصص في الشؤون الدينية ولكن منذ صغري وحتى قبل أن أدخل المدرسة كان والدي يحرص على تحفظينا القرآن وتعلمينا الصلاة وفي ذلك الوقت كنا لم نبلغ بعد السن الرسمية لدخول المدرسة وكنا قد تجولنا بين الدول العربية مصر و السعودية وعندما عدنا إلى السودان في سن صغيره قبل أن ندخل المدرسة الابتدائية كنا نذهب إلى (الخلوة )مع بعض أبناء الحي ويتم تحفظينا الأجزاء القرآنية ابتداءً من جزء عم إلى آخره، إلى أن دخلنا المدارس الابتدائية وكانت دراست التربية الإسلامية والفقه والتجويد من المواد الرئيسية ومن ثم هاجرنا إلى الخارج وأكملت دراستي الابتدائية والثانويه والجامعية وغيرها في بلاد المهجر ولكن كان عندي الأساس والبنيان الإسلامي السليم وحافظت علي هذا البنيان وطورته في الاتجاه السليم لأن في أوربا اصطدمنا بإسلام لا نعرفه هو الإسلام المتطرف، ما يهم في الأمر أني أجبت علي سؤال أخي من دولة الجنوب الشقيقة متعمدة كسر القاعده الشرقيه التي تحجب عنا نحن كأ فراد المشاركه براينا في أمور دنيانا وديننا وتخص بهذا فقط علماء الدين الذين لهم الرأي الأول والأخير في التحليل والتحريم ونحن علينا فقط الأتباع دون أن نتشاور أو نطرح ألاسئله التي تشغلنا ولا نجد لها أجوبة عقلانية، ومع إحترامي للعلماء والفتاوى التي تصدر منهم إلا أن لي نظرة مختلفة بحيث أجد أن وضعهم كعلماء أو فقهاء دين لا يعني أن نكون تابعين لهم بعيون عمياء وان ننتظر صدور الفتاوى فيما يتعلق بأمور ديننا ودنيانا ونقوم بتطبيقها دون أن نتأمل ونتفكر في الموضوع، فالعلماء والفقهاء أناس مثلنا كرمهم الله بالعقل كما كرمنا نحن أيضاً بالعقل وخصانا به ولم يعطي البعض عقل وظلم الآخرين وأعطاهم كيلو لحمة، الله لم يظلم أحدا من عباده واعطانا جميعنا العقل لكي نفكر به ويتم استخدامه وليس تجميده والاتكال علي الأخرين في أن يفكروا بدلا عنا ويقرروا ويحللوا ويحرموا ونحن لا نعطي نفسنا حتى حق التفكير أو الإجتهاد في فهم المعنى أو طرح أسئلتنا لأننا نخاف من مجتمعاتنا التي تحكم بما يظهر وتترك ما يبطن، وخوفا أيضاً من أن يتم توجيه عصى الاتهام إليك بتهم عدة، فعلى سبيل المثال أنا أعتقد أنك أن كنت محامياً متخصصا في القانون واتيت لي بقانون أو طرح ليس علاقني فأنا لست مجبورة علي إعتماده أن لم يكن بالنسبة لي منطقي لأن المولى عز وجل أمرنا بالتفكير وباستخدام العقل و بالاجتهاد للتوصل للحقائق لذلك حتى في الكتاب السماوي الشريف وفي العديد من الآيات القرآنية وردت جملة أفلا تعقلون أفلا تتفكرون. أي أن انها دعوة لاستخدام العقل و التفكير. وحتى وجود الله عز وجل كان بفضل العقل لأن إبراهيم عليه السلام تأمل وتفكر ثم توصل إلى حقيقية أنه لا بد من وجود خالق لهذا الكون ، أما سؤال الأخ من دولة الجنوب لماذا يحل لمسلم أن يتزوج مسيحية ولا يحق لمسلمة أن تتزوج مسيحي؟ فردي أنا الشخصي وردي يتمثل في وجهة نظري أنا الشخصية وليست بقاعدة يجب علي الجميع تطبيقها وقد اكون أصبت أو اخطت لذلك أعتبر هذا المقال دعوه للحوار والنقاش والتفكير مع بعضنا البعض، فأنا من وجهة نظري زواج المسلمة من المسيحي ليس بحرام وليس هنالك أسباب واضحه ومنطقيه وعقلانية وموضوعية لتحريم زواج المسلمة من المسيحي ولم أجد في القرآن الكريم ولا السنه النبوية الشريفة ما يحرم ذلك ولم أقتنع بشرح البعض من علماء الدين واجتهادتهم التي بالنسبة لي تظل غير منطقية وغير عقلانية وغير موضعيه ولا تجاوب علي ألاسئله التي تطرح نفسها، لذلك اعتبر مقالي هذا دعوه للحوار والنقاش والتفكير وعسى ولعل أجد الرد المنطقي المقنع، فبعض علماء الدين يرتكز على تحريمهم زواج المسلمة من المسيحي على قوله عز وجل : (وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة البقرة، 221 ، وهنا السؤال يطرح نفسه الخطاب موجه للمؤمنين جميعاً رجالاً ونساء أم لمعشر النساء فقط؟ ثانياً من هم المشركين؟ ومن هم أهل الكتاب؟ علي حسب علمي المشرك هو من لا يؤمن بوجود رب لهذا الكون اي الملحدين،أم أهل الكتاب فهم حملة الكتب السماوية من مسيحيين ويهود، إذن أن كنت قد فهمت الآية جيداً فهذه الآية موجها للمؤمنين رجالاً ونساء من غير تفرقه وهنا يحرم زواج المسلم والمسلمة في آن واحد من المشركين بالله وليس المسيحيين لأنهم من أهل الكتاب وليسوا بمشركين، ويستند علماء الدين أيضاً علي قوله سبحانه وتعالى: (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) سورة الممتحنة، 10 وسؤالي هنا من هم الكفار؟ كلمة الكفار تعني المسيحيين واليهود؟ ام المشركين بالله؟ ثانياً متى نزلت هذه الآية وماهي أسباب نزولها؟ هذا سؤال مهم جداً لأن أي ايه نزلت في زمان ومكان معين ولسبب معين، ولا يجوز تطبيق الآيات من غير الإجتهاد وبطريقة غير موضوعيه دون السعي في فهم المعنى والمقصود، لأن علي حسب علمي ودراستي البسيطة لسيرة الإسلام والسيرة النبويه الشريفه كل من اعتنق الإسلام في ذلك الوقت كان يلاقي ما يلاقي من تعذيب وبطش حتى يعرض عن هذا الدين فمن الطبيعي أن علم المؤمنون بأن هؤلاء النساء مؤمنات أن لا يرجعوهن للكفار لأنه قد يمارس عليهن ضغط للرجوع عن هذا الدين كما مورس ضغط على كل من اعتنق الإسلام من رجال ونساء وشباب وشيب إذن بالنسبة لي لا يمكن الإستناد علي هذه الايه لتحريم زواج المسلمة من مسيحي من وجهة نظري أنا فقط . و هنالك أيضاً من يقول أن الرجال قوامون علي النساء ويتوقفون فقط علي كلمة قوامون علي النساء ولا يكملون الآية: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) سورة النساء، وعدم إكمال الآية قد يؤدي إلى فهم مغلوط وقد يرسل معلومة ناقصه أو خاطئه لمستقبل الرسالة وهذه القواعد لا يحترمها العديد في شرح المعنى ، المهم في الأمر أن بعض المسلمين وعلماء الدين يجعل من هذه الآية دليل لتحريم زواج المسلمة من المسيحي أو الكتابي، حيث يعتقدون أن الرجل المسلم يمكنه الزواج من مسيحية ويهوديه لأنه أولا بطبيعته له تأثير علي المرأة وهو يعلو عليها فيمكن أن يؤثر فيها تأثيرا إيجابيا ويدخلها الإسلام وأن لم يفعل ذلك فهو علي الاقل من سيكون له القرارالاول و الأخير فيما يخص ديانة ابنائه في أن يكونوا مسلمين أو كتابيين لأنه هو من يتحكم في المرأه، ثانياً يستندون علي ان المسلم يؤمن بجميع الكتب السماوية وبما فيها التوارت والإنجيل ويؤمن بجميع الرسل بما فيهم موسى وعيسى عليه السلام لذلك إذا تزوجت المسيحية من مسلم سيحترمها ويحترم دينها وكتابها السماوي لأنه يؤمن بعيسي عليه السلام والإنجيل وسيعطيها حريتها في ممارسة شعائرها الدينيه بكل حرية، أما المسلمة أن تزوجت مسيحي فسوف يؤثر بطبيعته الفطرية عليها وقد يجبرها علي تغيير دينها ويمنعها من ممارسة شعائرها الدينيه لأنه لا يؤمن بالرسول صلعم ولا يؤمن بالقرآن وبالتالي سيكون الأبناء تابعين لديانة والدهم اي المسيحية وسوف يجلب العادات النصرانية إلى الأسرة من شرب خمر واكل الخنزير وستكون المرأة مجبوره علي القبول بما أنه هو رب الاسره ، وهنا في هذه الفقرة الأخيره في رأي بعض المسلمين وعلماء الدين أتوقف عندها وقفة كبيره للنقاش حول هذا الفكر لأن هناك العديد من المفاهيم والأفكار الخاطئة، أولاً من قال أن الرجال بطبيعتهم الفطرية قوامون علي النساء؟ هنالك الكثير من الرجال تعتبر نسائهم هن صاحبات القرار الأول والأخير في حياتهم وهناك نساء ذات شخصيات قوية أكثر من الرجال، وعلى عكس ما يظن الكثير المرأة هي صاحبة التأثير الأكبر علي الطفل من الرجل، فالطفل يضع في أحشائها ويتكون ويتغذي منها ويمكث تسعة أشهر في بطنها، ويرضع من ثديها ويترعرع ويتربي على يديها والعلاقة التي تبنيها الأم مع طفلها منذ أن يكون في أحشائها إلى خروجه إلى هذا العالم هي أقوى من علاقة الأب مع الطفل ، ثم أن الأم تلعب دور كبير في تربية الأبناء من الناحية الدينية ومن كل النواحي وهي التي تمكث زمنا أطول مع الأبناء منذ أن كانوا رضع حتي الكبر، و للمرأة التأثير الأكبر والأكثر فعالية في تنشئة الأطفال من كل النواحي وبما فيها الدينية، أليست المرأة هي نصف المجتمع؟ ، أليست هي من أوصى عليها الرسول في وصاياه العشرة قبل الموت؟ ، أليست هي من يعلم العالم كله بأهمية دورها في أحداث التغيير الأسرى والاجتماعي والسياسي وغيره؟ لأنها تتحكم في مقاليد الأمور فهي التي تعطي الحياة وتنشي البشريه، فهل يعقل أن يكون الإسلام يخاف من الرجل المسيحي في تنشئة أطفال المرأة المسلمة، بينما يثق في المسيحية في تنشئة أطفال الرجل المسلم؟ أما فيما يخص عدم إيمان المسيحي بكتاب المسلمة السماوي ورسوله، هنا أقف لحظه لأقول : المسيحيون غابت عنهم حقيقة أن هنالك رسول يأتي من بعد عيسى عليه السلام إسمه أحمد أو بالاحري تم تحريف الكتاب السماوي فلم يعد هنالك ما يبشر برسول بعد عيسى إسمه أحمد وهكذا غابت عنهم الحقيقة استناداً علي قوله تعالى في سورة الفاتحة :(اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) ،والمغضوب عليهم علي حد علمي هم اليهود والضالين هم النصارى أي أنهم ضلوا الطريق أو تم تضليلهم فغابت عليهم حكاية الرسول الذي يأتي بعد عيسى عليه السلام واسمه أحمد صلاة الله عليه، إذن هذا الزوج المسيحي ضل الطريق لم يتوصل إلى حقيقة الإسلام بعد لكن الله قادراً علي أن يهديه إلى سواء السبيل وليس نحن، إضافة أن الإسلام هو الايمان القلبي والروحي إذن لا يمكن أن يكون شرط زواج المسلمة من المسيحي هو اعتناق الإسلام لأن دين الإسلام اسمي وأطهر من أن يعتنقه اي شخص بهذه الطريقه، لا إكراه في الدين أن أراد الرسول أن ينشر رسالة الإسلام الشريفة بهذه الطريقة لما أخذت الرسالة المحمدية كل ذاك الوقت الي أن انتشر الإسلام في كل ربوع العالم، ثم إن كان هدف المسلمين وعلماء الدين نشر الإسلام فلن ينتشر الإسلام عندما نجزي ونقسم العالم إلى مسلم ومسيحي، واين الحكمة في أن يتزوج المسلمين مع بعضهم ويفصلون أنفسهم عن بقية العالم وبقية الديانات؟ وكيف سوف ينتشر الإسلام بهذه الطريقة الانفصالية الإقصائية؟ هل سينشر الإسلام بأن تأتي وتقرأ علي المسيحي أو اليهودي صوره أو صورتين من القرآن ثم تدعوه إلى الإسلام؟ هل هكذا تمكن الرسول من نشر الإسلام؟ على حد علمي لا، لأن من خلال دراسة حياة الرسول وسيرته الذاتيه نجد أن الإسلام من خلال تعاليمه المتمثله في المعاملات والأخلاق الكريمه من تسامح وسلام وعفو وصدق وأمانة والدفع بالتي هي أحسن وكثير من أفعال الرسول صلعم وأعماله كانت سبب في اعتناق الكثير من الكفار وليس ايه أو اياتين تتلوها عليهم فيخروا ساجدين،يمكن للمسيحي أن يسلم مع الزمن عند زواجه من مسلمة أن ري في جمال أخلاقها ومعاملتها وافعالها وإنسانيتها ما حببه في الإسلام، ثم إن لا الاسلام ولا ثقافته ستنشر بالانغلاق مع بعضا البعض وإقصاء الآخر أو إجباره بأن يدين بما ندين به أن أراد الزواج أو الاقتراب منا، أم قولهم بأن المسيحي سيمارس سيطرته علي زوجته المسلمة ويجبرها علي تغيير دينها فهذا كلام غير منطقي لأن المسلمة أن رضيت أن تغير دينها بمجرد ضغط زوجها عليها إذن إسلامها ليس بصحيح وإيمانها ضعيف لأن الإيمان هو ما أمن به قلبك وصدقه وترجمة عملك، إذن أن كنت مؤمن بديانة الإسلام فسوف يترجم هذا الإيمان من خلال عملك والتمسك به وعدم التراجع عنه مهما كان الثمن، لذلك نرى أن في عهد الرسول الصحابة والمسلمين لم يتراجعوا عن إسلامهم مع كل الذي تعرضوا له من بطش وتعذيب وتجريد من الاموال وتهجير من الديار وهنالك من عصوا آبائهم وأمهاتم عندما أمروهم عن التراجع عن هذا الدين ، فإذا كان إيمان المسلمة ضعيف إلى درجة أنه يخاف عليها من تأثير زوجها فهذا إسلام وإيمان ضعيف لا خير فيه، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) سورة العنكبوت، فإن كانت المسلمة عند أول امتحان تفتن في دينها وترتد لإرضاء زوجها، فمثل هذا الإسلام الذي يفتقد إلى الإيمان الحقيقي لا خير فيه، لأن كلما زاد تمسكك بمبادئك كلما زادت رغبة الطرف الآخر علي التعرف علي هذا المبدأ أو المعتقد، أما الأقاويل التي تقول إن المسيحي لن يترك المسلمة تمارس شعائرها ويحترم ديانتها لأنه لا يدين بها هذا هراء لأن الاحترام وبسط الحريات ليس له علاقه بمسيحي أو مسلم أو يهودي وإنما هو موضوع يختلف ويتباين من شخص لآخر فهنالك من يحترم الاختلاف والتباين اي كان نوعه دينياً أو عرقيا أو لغويا وهنالك من لا يحترم ذلك وكذلك بسط الحريات في ممارسة الشعائر الدينية وغيرها تعتمد على مدى احترام الإنسان وتطبيقه لمعنى الحرية اي ان كان الشخص مسلم أو مسيحي، اما أن رب البيت أن كان مسيحيا سيجلب جميع العادات المسيحيه إلى البيت من شرب خمر، وأكل الخنزير، والزنا وغيرها، فهنا أنا أتوجه بسؤال من هم هم المسيحيون؟ هل هم الذين يدينون بدين عيسى عليه السلام و الإنجيل؟ وماهي تعاليم المسيحيه التي تتكلمون عنها؟ هل هي التعاليم التي جاءت في الإنجيل وعلى لسان عيسى عليه السلام؟ ومن الذي أنزل الإنجيل ومن الذي ارسل عيسى عليه السلام؟ أليس هو الله عز وجل؟ ألم يأمرنا الله أن نؤمن بكتبه السماوية وبما فيهم الإنجيل ورسوله وبما فيهم عيسى؟ إذا كانت تعاليم المسيحيه والإنجيل هي شرب الخمر واكل الخنزير والزنا أيعقل أن تكون من أركان الإيمان السته الإيمان بالإنجيل وعيسى عليه السلام صاحب هذه التعاليم؟ هذا كلام لا يعقل شرب الخمر واكل الخنزير والزنا وغيره ليست هذه تعاليم المسيحية التي سيجلبها الزوج المسيحي إلى البيت لأن المسيحية شأنها شأن الإسلام تنهي عن كل هذه الأفعال، وشرب الخمر وغيره هي أفعال الإنسان لا علاقة لها بالديانات فهنالك من يشرب الخمر ويزني وهو مسلم. إذن أفعال الإنسان لا علاقه لها بتعاليم الإسلام أو المسيحية، وأنا لم أكن أريد التطرق إلى كلام الخمر والزنا وغيره فإنا لا اجعل من نفسي حكماً علي خلقه ، فالله أدر بعباده والله غفورا رحيم والله وحده من له أحقية الحكم على عباده لأنه هو الذي يعلم ما بالصدور لكن انا أردت فقط طرح الأقاويل التي تردد دائما حتى وإن لم أتفق مع بعضها من أجل طرحها ومناقشتها، ومن قال قد علمت فقد جهل لذلك هذا المقال هو بمثابة باب مفتوح للحوار والنقاش في موضوع زواج المسلمة من مسيحي، انا طرحت وجهة نظري وأنتظر معرفة وجهة نظر الأخرين ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:( قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)، فلنفتح إذن أبواب الحوار والنقاش بكل حرية وسعة صدر .
عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية مقيمة بباريس
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حد الردة إنتهاك لحرية الإعتقاد و هدر للنفس البشرية العزيزة
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|