محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 18:24
المحور:
كتابات ساخرة
فعلا أهل الريف انفصاليون يريدون نشر الفتنة، ومتآمرون ضد الوحدة الترابية ومرتزقون تتلاعب بهم جهات خارجية... وإلا:
فلماذا ما زالوا يخرجون إلى الشارع ويعلنون الإضراب العام بشكل مستمر ويقاطعون مساجد الله والحقد يملأ عيونهم الجاحظة... كل ذلك رغم أن...
الدولة استجابت تماما لمطالب الريف، شيدت مستشفى جامعيا مترامي الأطراف ومجهز عن آخره بأحدث التجهيزات وأكفأ الأطباء...
قالوا يريدون وظائف...
ولقد وظفنا بعض حاملي الشواهد، ونحن الآن عازمون، وبضمانات حقيقية، على توظيف باقي المعطلين، وذلك بشروعنا، كما هو بادٍ للعيان، في إنجاز مشاريع اقتصادية كبرى ستوفر فرص شغل سخية لأبناء المنطقة...
ماذا أيضا...
يريدون جامعة... وقد خصصنا لها مساحة 10 هكتارات، ستنضوي تحت لوائها أربع كليات متعددة التخصصات، وقد شرعنا في بنائها منذ 6 أشهر، شهر فقط بعد بداية الاحتجاجات...
لكنهم بماذا قابلوا استجابتنا...
لقد جمدوا الحياة بالمدينة، وزعزعوا الاستقرار بها، فشرعوا في المطالبة برأس النظام...
تخيلوا... لقد تكلفنا بحماية المتظاهرين منذ أول تظاهرة، استقدمنا قوى الأمن والسلام، وطوقوا المظاهرات بحنان الأم، وطاوعوهم في مسيراتهم، وأحيانا، رفعوا معهم الشعارات، وقدموا لبعض المتظاهرين الورود بأمر جلالتنا، وابتسموا في وجوههم، وربَّتوا على أكتافهم، طبطبوا عليها... لكن بعض الصحافة العميلة، صوروا الطبطبة عنفا، وأعلنوا قمعنا للمظاهرات، ولعنة الله على الكاذبين!
وقد بلغت بهم الوقاحة أن اتهمونا بالاعتقال، كيف نعتقل ونحن دعاة الحداثة والديمقراطية والدفاع عن حرية التعبير، صحيح أننا أخذنا من يسمونه الزفزافي وبعض الآخرين، لكن حاشا أن تسموا الأخذ اعتقالا، دققوا في المفاهيم، كل غايتنا من الأخذ وضع النقاط على الحروف، ومناقشة مستقبل الريف، لمصلحة الريف...
ماذا يريدون بعد كل هذا... لماذا لا يعدلون عن الخروج ويعودا إلى حياتهم الطبيعية؟ طبعا إلا إذا كانوا متآمرين ويريدون الهلاك للدولة والعباد!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟