أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مسافير - لمحة تاريخية على الحركة الإسلامية التونسية ما قبل الثورة!














المزيد.....


لمحة تاريخية على الحركة الإسلامية التونسية ما قبل الثورة!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 10:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


برزت الحركات الإسلامية في تونس منذ أواخر الستينات، دخلت إلى حلبة السياسة رغم أنها لم تشكل في هذه المرحلة قوة سياسية معارضة. جاء ظهورها، على عكس باقي البلدان، كرد فعل ضد العلمانية المتطرفة التي قادتها السياسة البورقيبية، واستلهمت في بداياتها تجربة الإخوان المسلمين، متخذة من أفكار حسن البنا مرجعية لها. كما سارت في خط مواز لجماعة التبليغ التي نشأت في نفس الفترة، متبنية أفكارها، وكان ذلك راجع بالأساس لعدم انخراطها في أي بناء تنظيمي, ما أدى إلى نشوب صراع بين حركة الإسلام السياسي المنحازة لتجربة الإخوان المسلمين، وبين جماعة التبليغ حول الموقف الذي يلزم اتخاذه تجاه النظام وكان هذا هو السبب الرئيسي في قطيعتها مع الجماعة، ونتيجة لذلك، فقد ظهرت خلية نشيطة لحزب التحرير سنة 1973 إضافة إلى مجموعة صغيرة ظهرت في أوروبا، وبالضبط في ألمانيا، أطلقت على نفسها اسم "الطلائع"، لكن لم يعمر نشاط هذه المجموعات طويلا، إذ سرعان ما عرفت اضمحلالا كبيرا نظرا لضعف أدائها، ما جعلها تمارس نشاطها بسرية تامة.
مباشرة بعد سنة 1978، قامت الحركة الإسلامية بتسييس نشاطها، وتحولت إلى حركة سياسية علنية شورية، تهدف أساسا إلى المصالحة مع النظام ونيل الشرعية القانونية، خاصة بعد الحملة المسعورة التي قام بها النظام ضد حركات الإسلام السياسي، وعكست مجلة "المعرفة" هذا التحول، حيث انتقلت من مجال نشر التدين والعبادة، إلى الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والسياسية.
قبل ذلك، نود أن نشير إلى أن ظهور الحركات الإسلامية ارتبط في تونس باسم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، وبعد أن تقوت الحركة الإسلامية وتنظمت في حزب النهضة في أواسط الثمانينات، جعلت من أفكار مؤسسها راشد الغنوشي بوصلة لعملها، وجعلت من شعار " لا وطنية ، ولا ديمقراطية ...نريدها خلافة إسلامية" دليلا لعملها، وتغير موقفها من جماعة الإخوان المسلمين، إذ اعتبرتها حليفا استراتيجي، لكنها أبت أن تكون مرجعية لها. ويعتبر الغنوشي أفكاره جد متقدمة عن أفكار الإخوان المسلمين.
منذ أن اعتلى زين العابدين بن علي سدة الحكم، حاول التوفيق بين نهج سلفه المفرط في العلمانية، ومحاولة صلح الدين مع الدولة، لتكسير شوكة الإسلاميين، وكان ذلك باديا بالخصوص عند بث صوره وهو يرتدي ملابس الإحرام أثناء الحج، مما أثار تفاؤل الإسلاميين حول إمكانية التعايش مع النظام، بعد تحولها من حركة غير شرعية إلى حركة شرعية، وبالتالي خروجها من مرحلة العمل السري.
لكن الآية انقلبت في بداية التسعينيات، إذ سرعان ما غير زين العابدين نهجه، بعد أن ثبت قدميه على كرسي الحكم، إلى أقصى التطرف، حيث هاجم كل ما هو إسلامي، كل من يواظب على الصلاة، كل من ترتدي الحجاب ... وطالت هذه السياسة الكثير من الأبرياء. وشهدت فترة التسعينيات تسارعا في الأحداث من زاوية الإسلاميين، وتدبدبا في مواقفها، وتغييرات مستمرة في تكتيكاتها، حيث تبنت في البداية أسلوب الجهاد، لكنها سرعان ما غيرته تحث ضربات القمع والمنع والملاحقات الأمنية، مما أدى بها إلى العديد من الانشقاقات، فمنها من رغبت في العودة إلى السرية، ونهجت أخرى طريق المشاركة السياسية والقطيعة مع العنف والسرية، وأرادت أخرى توسيع ساحة المعركة، ومواجهة الغرب بدوره.
كما يمكن القول بأن مشهد الحركة الإسلامية التونسية، منذ بداية الألفية الثالثة، قد طغت عليه بشكل عميق أفكار السلفية الجهادية التي تأثرت بأحداث 11 سبتمبر، حيث استطاعت أن تخترق الساحة السياسية التونسية بشكل ملفت للنظر، وخلقت استنفارا أمنيا من قبل السلطات من أجل صدها، كما فتحت الأبواب لأمريكا من أجل التدخل لمواجهتها، بخلق قواعد عسكرية غلى التراب التونسي.
في نهايات العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، غير حزب النهضة من تكتيكاته، خاصة بعد اقتناص أغلب قياديه، والزج بهم في المنافي والسجون، فأبدت رغبتها في الانفتاح، واعتبرته تكتيكا مرحليا وسعت خلف التعايش السلمي مع النظام، وهذا ما كان يعكس رغبتها في التصالح.



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهان الثورة الظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!
- الإعاقة الذهنية والجنس!
- طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!
- سيرا على درب الريف... طنجة تستغيث!
- إلا الإسلام... مش زيهم!
- مستملحات رمضانية!
- تنويعات في الجنس!
- تنويعات في التنوير!
- الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر!
- دردشة رمضانية!
- مكمن الخلل...
- حوار مع صديقي الملحد
- نزيف القبلات!
- موعد مع الجن!
- استراتيجية التغيير... الخيار الثالث!
- سعودي ببني ملال..
- مستشفيات تستنزف الجيوب وتزهق الأرواح!
- واقع المال... دون جدال!
- أدب الآخرة
- حتى جيوب العاطلين تسيل لعابهم؟؟


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مسافير - لمحة تاريخية على الحركة الإسلامية التونسية ما قبل الثورة!