أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - كلمة في استفتاء الاقليم















المزيد.....

كلمة في استفتاء الاقليم


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اهم ضمانات المستقبل دوام الحضور الفعال لأرادة السلام والتعاون والانفتاح والتواصل الحضاري والانساني، التي استقر عليها العراقيون، لأدارة اختلاف الخيارات بين الاقليم وبقية العراق. ولا شك عندي ان لهذا النمط الايجابي في التفكير والسلوك صلة، لا يمكن انكارها موضوعيا، بالمشتركات الثقافية والاجتماعية التي صنعها تاريخ طويل لحياة البشر على هذه الارض في الدين والسياسة والاقتصاد والخوف والامل. و قد ساعد نفوذ تلك الاردادة الخيرة في الحاضر مثلما في الماضي القريب على تهذيب السياسة لتجنب الكثير من المآسي والخسائر المحتملة.
كما ان منطق المشاطرة والمغالبة، ومجاراة القوى الفاعلة في كردستان والعراق لسياسات وولاءآت اقليمية ودولية متعارضة، والتطلعات الحزبية والشخصية لدور اكبر ونفوذ اوسع، كان لكل هذه وما اليها، نتائج سلبية كبيرة، بما في ذلك اسهامها في الانهيار الامني الواسع الذي اعقب احتلال الموصل، وضياع فرص سانحة في التنمية والازدهار وبناء قوة الدفاع عن امن العراق وحقوق شعبه في الحرية والعدالة والرفاه.
وقد استمعت اليوم، التاسع من حزيران 2017، لتصريح من شخصية قيادية في كردستان مفاده ان الاستفتاء، بنعم وهو المتوقع، لا يعني الاستقلال تلقائيا انما هو مقدمة للحوار، او التفاوض، مع بغداد، واذا كان المقصود مقايضة الاستقلال بمكاسب، مالية وجغرافية وترتيبات امنية وعلاقات اقليمية ودولية لكردستان مع البقاء اسميا ضمن العراق فهذا المسار بعيد عن الايجابية. لأنه، وإن يوصف بالحصافة السياسية حسب الدارج، سوف يؤدي الى تآكل مقومات الاستقرار والتعاون الامني والاقتصادي في العلاقة بين الاقليم والدولة العراقية.
والافضل من ذلك الوضوح التام والمباشرة بمفاوضات عالية التنظيم والاستمرارية لترسيم حدود الاقليم . لأن التوصل الى حدود معترف بها من كافة الاطراف العراقية هو نقطة البدء المنطقية لجميع الخيارات . وهنا يكون نطاق الاستفتاء البشري والجغرافي مطابقا من الناحية القانونية للاقليم الذي يراد تقرير مصيره، وهي مسألة ليست شكلية، اي ان التسوية حول الاراضي المتنازع عليها وسكانها من العرب والكورد والاقليات في غاية الاهمية قبل الاستفتاء.
نعم، ترسيم الحدود بمفاوضات بين كردستان وبقية العراق يسبق الاستفتاء منطقيا، ومن المناسب ان توكل هذه التدابير للهيئات المنتخبة في مجلس النواب والمحافظات، وتستمر الى ما بعد الانتخابات القادمة للاطمئنان الى تمثيل العراقيين في العملية، واكتساب نتائج التفاوض شرعية ملزمة اخلاقيا ودستوريا للاجيال القادمة.
وتتضمن عملية ترسيم الحدود، بالضرورة السياسية ومبادئ الديمقراطية، عناية فائقة بالمجموعات الاثنية والدينية واختيارها بين كردستان وبقية العراق، والتنظيم الاداري لوجودها وحياتها الثقافية وأمنها ومشاركتها السياسة وفرصها في الازدهار الاقتصادي والخدمات العامة... وسواها. ولذا يستحسن تنظيم المفاوضات بين مجموعتي كردستان والعراق الكبير من جهة وبين الطرفين وممثلي النطاق الجغرافي المحيط بكردستان من كافة الاثنيات والمجموعات الدينية من جهة اخرى.
وبعد الاتفاق على الحدود ، عند ذاك، يصبح النظر في مستقبل العلاقة بين كردستان والعراق ممكنا عمليا مع الاخذ بالاعتبار امور ليس من المعقول التغاضي عنها وقد آن الاوان لتناولها دون حرج وهي مجموع عناصر الوضع القائم.
إذ ان كردستان ضمن حدودها التي كانت قائمة عند التغيير عام 2003 يمكن ان تندرج ، على الاغلب، تحت مصطلح ألأستقلال بالامر الواقع De facto independence . وهذا الاستقلال تجلّى في ادارة الثروة الطبيعية لا سيما استكشاف وتطوير واستخراج وتصدير النفط وغيرها. علما إن الثروة الطبيعية هي مرتكز اقتصاد العراق وماليته العامة. وان اصرار حكومة كردستان على التصرف المستقل بالثروة النفطية ليس كما يقال بسبب عدم الاتفاق على قانون النفط والغاز، او التفسير المتفاوت لنصوص الدستور، انما هو مطلب الاستقلال الأقتصادي والسياسي للاقليم.
وايضا، في السنوات السابقة وعندما كان الاقليم يستلم حصة من الموازنة العامة الى وقت قريب، لم تكن للحكومة العراقية اية سيادة مالية هناك. وان الموازنة العامة ليست مجرد قيود محاسبية للايرادات والنفقات بل هي سلطة وتتمثل فيها السيادة على اعلى درجاتها، وهو المعروف في جميع الدول الاتحادية مثل الولايات المتحدة والمانيا والبرازيل ... وغيرها، وهذا لا يتنافى مع سيادة حكومة الاقليم لكنها طبيعة الدولة الاتحادية.
وحكومة كردستان مستقلة امنيا، ولها علاقات خارجية واضحة وواسعة وذات مضامين استراتيجية ايضا. وعنمدا يقال إن الاقليم ينسّق مع حكومة بغداد فهذا التعبير لا يستخدم، في الامن والعلاقات الخارجية، إلا بين كيانات مستقلة.
وخلال المدة التي سبقت الانهيار الامني في الموصل ، خاصة، كانت علاقات كردستان مع حكومة بغداد تتسم بالتقاطع والتشنج ، وهي لا تُفسّر بموقف معارض من التحالف الكردستاني ، في المجلس النيابي، تجاه حكومة بغداد بل تختلف، وليس لها مثيل بين اقليم ودولته المركزية، حسب معلوماتي . وتفرض هذه الوقائع نفسها على السياسي الحريص على امن الناس وواجبات الدولة تجاه مواطنيها في اي توصيف يُقترح لمستقبل الاقليم سياسيا او اداريا.
وبين كردستان وحكومة العراق التزامات ومستحقات مالية معروفة لدى الدوائر المختصة وتحتاج الى تدقيق وافصاح وتثبيت. لأن الوضوح والشفّافية من المتطلبات التي لا غنى عنها في هذا المجال. مثلما هي كذلك بين الحكومة والشركات العامة والمحافظات، فهذه طبيعة التنظيم المالي المعاصر في كل الدول والمجتمعات. ولا يتعارض هذا الأجراء مع اية تسويات، مفترضة في الذهن، يمكن الاتفاق عليها في المستقبل.
فالوضع الحالي لكردستان لا يستوعبه مفهوم الفدرالية ،ولذا يكون لزاما ما بعد ترسيم الحدود التفاوض الهادئ للوصول الى صيغة لأنتظام كردستان ضمن العراق. وفي حالة بقاء هذا المستوى من الاستقلال، وهو الارجح، فان الصيغة الجديدة لا تمثل استمرارا للوضع الحالي لماذا؟
لأن حكومة بغداد تمارس سيادة الدولة على باقي العراق خارج كردستان وهي المسؤولة عن امنه واقتصاده وماليته العامة وفرض القانون وحماية حقوق المواطنين، وليس لها دور مماثل في كردستان ، او اي دور متعارف عليه في الانظمة الاتحادية. فلابد تبعا لذلك ان تمثل الهيئة المنتخبة والحكومة المنبثقة عنها مواطني الارض التي تحكمها تلك الهيئة التشريعية والحكومة. ومن هذه الزاوية تُبحث صيغة ارتباط كردستان مع الدولة العراقية على اسس اخرى، ربما فريدة من نوعها، عند التمسك بالاستقلال في وضعه الحالي، من جانب كردستان، وامتداده الى الاراضي الاضافية بعد ترسيم الحدود نتيجة المفاوضات آنفة الذكر.
اذا ماذهبت كردستان نحو دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة تصبح حدود الاقليم دولية، وهنا سوف يختلف وضع العراقيين والكردستانيين في الاقليم والدولة العراقية على التوالي من الناحية القانونية. ويطال الاختلاف الممتلكات بمختلف انواعها والارصدة المالية للمواطنين والهيئات الرسمية وحقوق التجنس وتقاعد الموظفين وغير ذلك، ومن الافضل التباحث حول هذه الامور لأنها مهمة.
والأولى ان يصار الى اضافة مادة في الدستور العراقي يوافق عليها الشعب تفسح المجال لأجراءات الانفصال عندما تختاره كردستان وتتوافق عليه القوى السياسية المهيمنة.
ورغم ما اعتدنا عليه من التعاطف مع المطالب السياسية والقومية لأخوتنا الكورد، لكن من الصعب على عراقي مثلي يقال له ، في هذه المرحلة من العمر، انك تنتمي الى شعب ليس من ضمنه الكورد ودولة العراق بدون كردستان د. احمد ابريهي علي



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تقرير مجموعة عمل مستقبل العراق وسياسة امريكا في الشرق ال ...
- مفردات غائبة في مجموعة من مقالات الحوار المتمدن
- نحو مقاربات مختلفة لمواجهة المشكلة المالية وتحريك الاقتصاد ف ...
- كهرباء العراق : ارقام ومقارنات
- الوطنية الاقتصادية لليمين والاداء المضطرب للنظام الدولي مع ا ...
- الانتخابات القادمة في العراق: مرة اخرى
- نظام الانتخابات في العراق وتداول مواقع النفوذ
- فهم النزاعات والحروب الداخلية بوسائل البحث التجريبي
- ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحد ...
- ترامب والتطلعات الأقتصادية لناخبيه
- تتقلص فرص النمو الأقتصادي في العالم وبلادنا لم تباشر نهضة ال ...
- اقتصاد العالم وعلاج نقص الطلب في التقرير الأخيرللصندوق: بعض ...
- عقود المشاريع والتجهيزات الحكومية بحاجة إلى إدارة تُخالِف ال ...
- هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق
- ملاحظات عامة حول الحساب الاقتصادي للخطط الخمسية في العراق
- سوق النفط و إخراج الأقتصاد العراقي من المأزق
- تسوية القضايا الخلافية وتعديل الدستور على اسس واضحة
- الأقتصاد المالي الدولي والسياسة النقدية: كتاب في سياق الحوار
- متابعة سوق النفط وملاحظات حول الوضع المالي
- الأستثمار الأجنبي والنمو وسياسات الأستقرار الأقتصادي:مقاربات ...


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - كلمة في استفتاء الاقليم