|
ميراث الدم (1) ... الصراع السنى الشيعى (الصدام بين عمامة العثمانيين وقزلباش الصفويين )
طه يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 10:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مع بزوغ فجر الدولة العثمانية على يد عثمان بن أرطغرل كان العالم على موعد مع أعظم إمبرطورية إسلامية عرفها التاريخ ، إمبراطورية مترامية الأطراف استطاعت أن تجمع تحت لوائها العديد من البلدان فى القارات الثلاث آسيا وأوروبا وافريقيا ، خاضت حروباً كثيرة ، رزحت تحت وطأة الهزيمة والإنحلال فى فترات كثيرة ، لعل أبرزها ما حدث مع السلطان العثمانى الرابع (بايزيد الأول ) على يد الملك المغولى (تيمور لنك ) فى موقعة أنقرة 1402م، بعدها دخل العثمانيون فى مرحلة اصطلح المؤرخون على تسميتها مرحلة الفتور ، حاول فيها السلطان محمد جلبى أن يخرج بالدولة العثمانية من طور الانهيار ويعيد إليها بهائها وسلطتها فى العالم ، وفى النصف الثانى من القرن الخامس عشر تولى محمد الثانى الملقب بالفاتح زمام السلطنة ، وتمكن من فتح آخر معاقل البيزنطيين فى الشرق وهى القسطنطينية ، ومع دخول القرن السادس عشر تحولت أنظار العثمانيين إلى المشرق العربى ، ويعد السلطان سليم الأول وابنه سليمان غازى القانونى من أشهر سلاطين بنى عثمان ، فبهما دُعّمت أواصر الدولة وأضافا إليها بلاداً جديدة . واجه العثمانيون عند انطلاقهم للشرق قوى إسلامية أخرى من أشهرها قوة المماليك فى مصر والشام ، وقوة الصفويين فى العراق وإيران ، ويتمحور المقال عن المواجهات العثمانية الصفوية ، فقد لعب الصراع المذهبى دوراً كبيراً فى تلك المواجهات ، حيث تبنت الدولة العثمانية المذهب السُنى ، فى مقابل المذهب الشيعى الذى مثلته الدولة الصفوية ، أن هذا الصراع قائم فى الأساس على عصبية دينية مذهبية طرفاها السنة والشيعة ، كذلك لا يمكن فصل الأطماع السياسية عن التعصب المذهبى، فكثيراً ما تتدثر السياسة بالمذهبية لبلوغ المرام ، فسليم الأول كان لزاما ًعليه خوض حرب ضد الدولة الصفوية ، بدافع الجهاد المقدس ضد الشيعة أعداء الأمة الاسلامية ، فجمع حوله أهل السنة فكان فى نظرهم الملجأ الوحيد لحمايتهم من خطر الشيعة ، فاستطاع سليم الأول أن يحرز العديد من الأهداف السياسية منطلقاً من زاوية حماية أهل السنة . على الجانب الآخر أيضا فالشاه إسماعيل استطاع أن يحقق العديد من المكاسب السياسية بصرف النظر عن بعض الخسائر التى لحقت بدولته ، فقد تمكن من اقامة دولة على أساس شيعى ، تجمع تحت رايتها أهل الشيعة ، وتبقى على حالة عداء مع العالم السنى ، كل ذلك جعل للدولة الصفوية وزن على الساحة العالمية فى ذلك الوقت ، فقد كانت تعتبر الدولة الثانية فى القوة بعد العثمانية ، وهى تشبه إلى حد كبير قيام الدولة الفاطمية فى مصر والمغرب على أساس شيعى أيضا ، والتى اقتسمت العالم الاسلامى وقتئذ مع الخلافة العباسية السنية . كما كان للصراع الطاحن بين الدولتين دوراً بارزاً فى بداية دخول العالم العربى فى حقبة جديدة اصطلح على تسميتها بتاريخ العرب الحديث ، وتمخض عنه نتائج كبيرة منها التعرف على نظم حربية متطورة جاءت بها الدولة العثمانية للشرق ، الأمر الذى مكّن العثمانيون من تملك الأراضى العربية . الدولة الصفوية :ـــ يرجع أصل السلالة الصفوية إلى أذريبجان ، وتنسب إلى الشيخ صفى الدين إسحاق الأردبيلى وهو تركى سنى على مذهب الإمام الشافعى ، وشيخ طريقة صوفية ، اعتنق أحد أحفاد الشيخ صفى الدين ، وهو الشيخ جنيد المذهب الشيعى الاثنى عشري ،وقد ترتب على ذلك أن رفض الاعتراف بسلطة الأمراء المسلمين السُنّة ، وراح يعمل على بث مذهبه فى الولايات المجاورة ، وخطا ابنه الشيخ حيدر خطوة أخرى فى دفع عجلة الحركة الصفوية إلى التشيع الاثنى عشرى وذلك بإتخاذه شعاراً يميز أتباعه عن غيره ، وكان الشعار عبارة عن قلنسوة حمراء ذات اثنى عشر ذؤابة؛ كناية عن الأئمة الاثنى عشر ، ويسمى تاج حيدر ، ومن هنا أطلق العثمانيون على كل من يلبس تاج حيدر اسم قزلباش أى : أصحاب الرؤوس الحمراء . توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة حتى تولى رئاسة الأسرة اسماعيل بن الشيخ حيدر ، فالتفّ حوله تركمان الأناضول وراحوا يبثون الدعوة الشيعية بين تركمان الآق قوينلو السنة ، ما دفع هؤلاء إلى اضطهادهم ، وشكّل تركمان الأناضول نواة جيشه ونظروا إليه وإلى خلفائه من بعده كأحد أولياء الله ، وبدأ اسماعيل حركته الثورية ، فلقّب نفسه بالشاه واستولى على شروان ، وانتزع تبريز من أيدى الآق قوينلو واتخذها عاصمة لدولته الناشئة ، وأعلن أن المذهب الشيعى الاثنى عشرى هو المذهب الوطنى والرسمى لإيران ، ومن ثم استطاع توحيد قومه ضد المسلمين السنة الذين طوقوا إيران ، وحتى يُرضى أتباعه ، ويقوم بما يتوجب عليه كولى وكمدافع عن الدين والمذهب ، كان على الشاه أن ينهض للحرب ، وهذا ما تفرغ له ، وكانت ذريعة الحرب بطبيعة الحال دينية ودنيوية ، وتتمثل هذه الذرائع فى نشر المذهب الشيعى الاثنى عشرى بين الأتراك السُنة ، وكذلك التوسع على الأرض طمعاً فى مزيد من الموارد . أما من ناحية نظام الحكم داخل الدولة الصفوية فكان حكماً مطلقاً ، وكان الشاه هو سيد البلاد ، والمتصرف فى حياة الناس ، وأموال رعاياه كما يشاء ، وكل ما يؤمر به يُنفذ فى الحال ، وعلى الشعب أن يطيعه فى كل شئ ، وقد استمد الشاه اسماعيل الصفوى كل هذه الهيمنة من كون حكومته ذات طابع عسكري مستبد ، بالإضافة إلى الجانب الدينى فقد كان يعتبر نفسه نائب عن النبى (ص) وخليفته فى الأرض .
الدولة العثمانية :ـــــ ينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية ، وقد قامت الإمارة العثمانية كأية إمارة أخرى من الإمارات التركمانية التى ورثت الدولة السلجوقية الرومية ، ومؤسس هذه الدولة هو أرطغرل بن سليمان شاه التركمانى قائد هذه القبيلة التركمانية ، وبعد وفاة أرطغرل 1288م ، تولى ابنه عثمان إمارة القبيلة بقرار من السلطان السلجوقى علاء الدين ، وقد خدم عثمان بن أرطغرل السلاجقة بإخلاص ، فحصل على امتيازات كثيرة ، وأغدق عليه السلطان السلجوقى علاء الدين بالألقاب ، وسمح له ضرب العملة باسمه ، وقيّض لعثمان أن يرث إمارة السلاجقة وذلك بعد أن أغار التتار على آسيا الصغرى ، وقتلوا غياث الدين السلجوقى الذى تولى الحكم بعد أبيه ، فاستولى عثمان على جميع الأراضى المقطعة له ، ولقب نفسه باديشاه آل عثمان (سلطان آل عثمان )، واتخذ من مدينة ينى شهر مقراً له ، وجهّز جيشاً بعد ذلك وحارب التتار بقيادة ابنه أورخان ، واستطاع هزيمتهم ، واحتل مدينة بورصة سنة 1317م. جاء بعد عثمان العديد من السلاطين الذين توسعوا فى بقاع شتى ، وجعلوا نصب أعينهم تكوين امبراطورية كبيرة وصد الأخطار الخارجية عنها ، منهم أورخان بن عثمان الذى استولى على مدينة أزمير ، وقد عظمت دولة آل عثمان نتيجة للفتوحات التى تمت فى عهد أوروخان ، كما وُضِعت القوانين التى تخدم الدولة ، وبعد وفاة أورخان خلفه على عرش السلطنة ابنه مراد الأول (1362ـــــ1389م) ، وفى عهده سقطت أدرنة فى يد العثمانيين واتخذوها عاصمة لهم ، وبعد مقتل مراد الأول فى معركة قوصوه تولى الحكم ابنه بايزيد الأول ( 1389ـــ1403م) ، وفى عهده سقطت مدينة آلا شهر فى أيدى العثمانيين وهى آخر ممتلكات الدولة البيزنطية فى آسيا الصغرى ، وقد استطاع العثمانيون أيضاً اخضاع بلاد البلغار لحكمهم ، وتعد معركة نيقوبوليس من أشهر معاركه التى انتصر فيها على حلف صليبى بقيادة ملك المجر وفرسان أوروبا الغربية . (3) تتابعت الفتوحات العثمانية ذات التأثير الكبير فى تاريخ العالم وتاريخ العثمانيين ، ويعتبر أهم حدث فى تاريخ الدولة العثمانية هو فتح القسطنطينية ، فقد تمكن السلطان محمد الثانى من فتحها عام 1453م ، وتولى عرش السلطنة بعده السلطان بايزيد الثانى (1481ــ1511م) ، وقد اهتم كثيراً بالشئون الداخلية فأنشأ المبانى الضخمة ، وقام بإنشاء شبكة من الطرق والجسور ، وفى عهده بدأ الصدام مع اسماعيل الصفوى يلقى بظلاله على الساحة السياسية ، وتولى الحكم بعد بايزيد ابنه سليم الأول (1512ــ1520م) وفى عهده توجه العثمانيون بأنظارهم نحو آسيا وأفريقيا ، وتمكن سليم من ضم بقاع كثيرة منها مصر والعراق وايران وبلاد الشام إلى حظيرة الدولة العثمانية ، وانتهج سليمان القانونى(1520ــ1566م) سياسة والده سليم الأول وواصل أعماله العسكرية فى أوروبا وأفريقيا .
الصراع العثمانى الصفوى فى عهد السلطان العثمانى سليم الأول:ــــ
يعد عهد السلطان سليم الأول (1512ـ1520م) فترة مهمة فى تاريخ الدول العثمانية بشكل عام وتاريخ العرب بشكل خاص، حيث تمكّن من ضم جزء كبير من الأراضى العربية للدولة العثمانية ، فكان سليم غازياً وكان مستبداً بالحكم بشكل مطلق ، وقبض على الإمبراطورية بقبضة من حديد ، وقضى على خصومه من الأمراء العثمانيين الذين ادّعوا بحقهم فى العرش ، ففر الآخرون من أمامه ، ، ودخل فى مفاوضات مع جيرانه من الأوروبيين ، حتى يتفرغ للفتوحات الشرقية خاصة بعد ظهور التحدى الصفوى للعثمانيين . تمثل التحدى الصفوى للعثمانيين فى تزعم الشاه إسماعيل الصفوى المذهب الشيعى، وحرصه على نشره ، ووصلت دعوته إلى الأقاليم التابعة للدولة العثمانية ، وكانت العقائد والأفكار التى تُنشر فى تلك الأقاليم يرفضها المجتمع العثمانى السنى ، فكان من الطبيعى أن يتصدى لتلك الدعوة السلطان سليم الأول زعيم الدولة السنية ، فأعلن فى اجتماع لكبار رجال الدولة والقضاة ورجال السياسة وهيئة العلماء ، أن إيران بحكومتها الشيعية ومذهبها الشيعى يمثلان خطراً على الدولة العثمانية ، وأنه لهذا يرى الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية . ومن الفظائع التى ارتكبها الشاه إسماعيل ، أنه قام عندما دخل العراق بذبح المسلمين السنيين على نطاق واسع ودمر مساجدهم ومقابرهم ، فى المقابل ورداً على اعتداءات إسماعيل الصفوى ، قامت أجهزة الدولة العثمانية الأمنية بحصر الشيعة التابعين للشاه والمناوئين للدولة العثمانية ، ثم قام سليم الأول بتصفية أتباع الشاه اسماعيل ، فسجن وأعدم عددا كبيراً من أنصار الشاه فى الأناضول ، وبذلك بدأ سليم الأول فى أخذ استعداداته للخروج صوب إيران بعد أن اطمأن لاستقرار جبهته الداخلية . معركة جالديران :ــ حدثت هذه المعركة الفاصلة فى سهول جالديران فى منتصف الطريق بين تبريز وبحيرة أرمية عام ( 1514م) ، حيث انهزم العثمانيون فى أول الأمر ، ولكنهم سرعان ما حققوا انتصاراً حاسماً وقتلوا الآلاف من رجال قبائل القزلباش ، وجُرح الشاه اسماعيل الصفوى ، ولم يستطع الفرار إلا بصعوبة بالغة ، غير أن الانتصار العثمانى لم يستكمل بعمل لاسقاط الدولة الصفوية ، إنما اقتصر على جعلها فى موقع دفاعى ، وسبب تراجعاً واسعاً لأنشطتها داخل الأناضول ، وبعد أن استولى سليم على تبريز أرسل الآلاف من تجارها الكبار والصناع والعلماء إلى استنبول ، وقرر مغادرة المدينة ، خوفاً من عدم توفير المؤن اللازمة لجيشه ونتيجة لهذه المعركة نجح العثمانيون فى وقف الزحف الشيعى على العراق لفترة ، وزعزعة النفوذ الإيرانى فى المنطقة العربية ، وهز كيان الموالين له ، وعلى الرغم من انتصارات العثمانيين الكاسحة ضد الصفويين ، فقد اكتفى السلطان العثمانى بضم المناطق الشمالية من العراق والموصل إلى دولته ، وبعدها انشغل عن أمور العراق ، مما أتاح للشاه "طهماسب" السيطرة عليه مرة أخرى إن الموقف العسكرى بعد هذه المعركة لم يحسم الأمور بشكل جذرى ، فهو لم يؤد إلى انهيار إحدى الدولتين العثمانية أو الصفوية ، فكان واضحاً أن سقوط إحداهما بشكل مباشر أمر متعذر ، السبب الذى جعل سليم الأول يتبنى سياسة الاستيلاء على البلاد المحيطة بالصفويين ، خاصة الشام ومصر ، فهُما بمثابة حلقة من حلقات الصراع بين الدولتين العثمانية والصفوية . نخلص من ذلك أن سياسة سليم الأول لعبت دوراً بارزاً فى تخفيف وطأة المد الشيعى على الأراضى السنية ، فقد أثبت قدرته على اتخاذ التدابير اللازمة ، الأمر الذى أفسح المجال لإبنه سليمان لتولى الحُكم من بعده ليواصل ما بدأه سليم الأول .
الصراع العثمانى الصفوى فى عهد السلطان سليمان القانونى :ـــ يعد السلطان سليمان القانونى من أشهر سلاطين بنى عثمان ، ففى عهده بلغت الدولة أوج الكمال والقوة ، وهو السلطان العاشر للدولة العثمانية ، وقد تجدد الصراع بين العثمانيين والصفويين فى تلك الفترة ، فقد كانت الأوضاع الشاذة التى تحكم الأقاليم الصغيرة الواقعة على الحدود بين العثمانيين والصفويين، والسياسة المتقلبة لحكامها أحد الأسباب المباشرة لإذكاء الحرب بينهما فى تلك الآونة ، وكذلك فإن سيطرة الصفويين على بغداد فى عام 1530م ، شكّل خطراً على الطرق التجارية بين الشرق وأوروبا ، بفعل أن العراق كان يربط هذه الطرق ، وحتى لا يستفحل الأمر أرسل السلطان جيشاً فى 1533 تعداده مائة وأربعين ألف جندى بقيادة الصدر الأعظم ابراهيم باشا لمحاربة الصفويين ، فتراجع الصفويون أمام الزحف العثمانى وتخلى الشاه طهماسب عن الأرض على أمل الاحتفاظ بالجيش والدولة ، ودخل الصدر الأعظم مدينة تبريز من دون مقاومة فى عام 1534م ، بعدها توجه السلطان سليمان الأول إلى بغداد بعد انتصاره على الصفويين ، وقد صرح بأن المدينة ملكه بفعل أن حاكمها قد بعث إليه بمفاتيحها ، وأن احتلالها من قبل الشاه هو تحدّ له . وما يجدر ذكره أن الفتح العثمانى للعراق فى عهد السلطان سليمان القانونى لم ينه النزاع العثمانى الفارسى حول هذه البلاد ، فقد عاد العراق إلى السقوط أكثر من مرة فى يد الفرس ، وعلى الرغم من هزيمة الصفويين فإن دولتهم لم تتعرض للضياع ، بالرغم من الخسارة التى لحقت بهم والأجزاء التى اقتطعت من البلاد التى سبقت سيطرتهم عليها ، وقد تعاون الصفويون مع البرتغاليين الذين أعلنوا أن لهم أهدافاً صليبية معادية صراحة للاسلام ، فى حين أن العثمانيين كانوا ينوون تأليف جبهة قوية تستطيع الوقوف أمام اوروبا كلها التى تدعم البرتغاليين لهذا كله كان لابد من الصدام مع الصفويين فقتال الأعداء الداخليين يجب أن يسبق الصراع الخارجى . معاهدة أماسيا 1555م :ــ كان لكل من الطرفين دوافعه لإتمام الصلح ، فالسلطان سليمان قد حقق أهدافه ، ويريد حسم الموقف على هذه الجبهة ، ليتفرغ لحماية أوقاف الحرمين الشريفين ، وحفظ أماناتهما ، أما الشاه طهماسب فقد بات لزاماً عليه أن يتفرغ لحل مشكلات بلاده الداخلية ويؤمن سلامه أراضيه من الأوزبك ، وهكذا تم توقيع أولى المعاهدات بين الطرفين فى بلده أماسيا . وقد نص الاتفاق على ما يلى : تترك ولاية قارص وقلعتها للدولة العثمانية ، تخطط حدود ولاية شهرزور ، منعاً لوقوع الحوادث المعكرة لصفو السلام ، تأمين سلامة الحجاج الإيرانيين الذاهبين إلى زيارة العتبات المقدسة الشيعية فى العراق وإلى الأراضى المقدسة فى الحجاز ، وتكشف لنا هذه الاتفاقية على قلة بنودها ، عن بعض الأسباب التى أدت إلى النزاعات بين الدولتين وهى :أن الدولة العثمانية كانت تسعى إلى تأمين وضع مستقر على حدودها شرقى الأناضول ، وكانت قارص من القلاع الحصينة التى تعطى العثمانيين فرصاً أفضل لصد الغزوات على حدودها الشرقية ، كما أن مشكلة الحدود بين الدولتين كانت مثار أزمات متطاولة ، وكان أعقد الأزمات ، فى بادئ الأمر تخطيط الحدود الشمالية بين الجانبين .ـ ويعد تأمين الحجاج الايرانيين من أسباب النزاع بين الطرفين ، نظراً لاتهام الايرانيين السلطات العثمانية الحاكمة والسلطات المحلية فى العراق والعشائر العراقية بابتزاز أموال هؤلاء الحجاج ومعاملتهم معاملة حسنة نظراً للاستفادة المادية التى كانت تغذى الخزينة العثمانية وهكذا دخلت الدولتان ، العثمانية والصفوية ، فى مرحلة هدوء استمرت ثلاثاً وعشرين سنة .
مراجع المقال :ـــ 1ـــ إسماعيل أحمد ياغى : ـــ الدولة العثمانية فى التاريخ الإسلامى الحديث ، مكتبة العبيكان ، الرياض ، 1995 ـــ العالم العربى فى التاريخ الحديث ، مكتبة العبيكان ،الرياض،2011م. 2ـــ زياد حمد الصميدعى وجمال الدين فالح : تاريخ الدولة العثمانية رجال وحوادث ، المنظمة المغربية للتربية والثقافة والعلوم ، المغرب ، 2013م. 3ــ سيد محمد السيد : تاريخ الدولة العثمانية النشأة والازدهار،مكتبة الأداب،القاهرة ،2010م . 4ــ عبد المنعم ابراهيم الدسوقى الجميعى : دراسات فى تاريخ العالم العربى الحديث والمعاصر ، مطبعة الجبلاوى ، القاهرة ، 1991 م. 5ــعلى حسون : تاريخ الدولة العثمانية ، ، المكتب الاسلامى ، بيروت ، طـ3 ، 1994م. 6ــ على محمد الصلابى : الدولة العثمانية ، مؤسسة اقرأ ، القاهرة ، 2005م. 7ــــ محمد سهيل طقوش : ــــ تاريخ الدولة الصفوية فى إيران ، دار النفائس ، بيروت ، 2009م. ـــ تاريخ العثمانيين ،دار النفائس ، بيروت ، ط3، 2013م. 8 ـــ محمد عبد اللطيف هريدى : الحروب العثمانية الفارسية ، دار الصحوة ، القاهرة ، 1987م. 9ــ محمود محمد الحويرى : تاريخ الدولة العثمانية فى العصور الوسطى ، المكتب المصرى لتوزيع المطبوعات ، القاهرة ، 2002م. 10ـ مفيد الزيدى : موسوعة التاريخ الاسلامى العصر العثمانى ، دار أسامة ، الأردن ، 2009م. 11ـ نزار قازان : سلاطين بنى عثمان بين قتال الأخوة وفتنة الانكشارية ، دار الفكر اللبنانى ، بيروت ، 1992م. 12ـ يلماز أوزتونا : موسوعة تاريخ الامبراطورية العثمانية ، ترجمة عدنان محمود سلمان ، ج 1، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، 2010م.
#طه_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قاهر المسلمين .. صورة من صور الحصار الاقتصادى على مصر فى عصو
...
-
مشاهد من تاريخ الأندلس السياسى والعسكرى (الأمير الحَكم بن هش
...
-
تاريخ مؤدلج .. وواقع مؤلم .
-
عام دراسى مضى
-
وقفة ضد حديث صحيح بالبخارى
-
ازهى عصور الاستبداد
-
على جمعة فارس السلطة المغوار
-
الجماعة تكتب نهايتها بيديها
-
عندما تعلو راية النفاق
المزيد.....
-
رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و
...
-
وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و
...
-
مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا
...
-
2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
-
رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
-
-القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
-
لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ
...
-
زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
-
بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل
...
-
استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|