أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - راه فالكونغو / قصة قصيرة














المزيد.....

راه فالكونغو / قصة قصيرة


عبد المجيد طعام

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


في يوم اختفت فيه زرقة السماء وراء لهيب شمس ممتزج بغبار متطاير ناقم على الوضع و بينما أنا في غرفتي ممدد أبحث عن نسائم مخنوقة قد تنعش أنفاسي الملتهبة ، سمعت قرعا على الباب:" ترى من يكون الطارق في هذا الوقت .. وقت الهجيرة؟ " بخطى متثاقلة لبيت نداء الطارق ، فتحت الباب فإذا بثلاثة رجال يحملون ملفا بين أيديهم ، ابتسمت في وجههم ابتسامة تعلن أنني متعب لكن أحدهم عاجلني بالقول:" أ سي الصحافي ..خاصك توقف معانا...راحنا فالمحنة ...الحرارة و "بوخرارب "..أولادنا غادي يموتوا بالحساسية ! !"
عبرت عن طريق ملامح وجهي عن حاجتي للمزيد من الشرح فقال الثاني:" واش تيعرفونا غي فالانتخابات !...راه خاصنا "بوخرارب " حشاك! " استلمت منهم الملف و طمأنتهم بأنني سأوظف صفتي الإعلامية لأضغط على المسؤولين كما سأخبر كل أصدقائي الصحافيين بمشكلهم لنفتح جبهة دفاع واسعة عن مطلبهم المشروع..
بعد ظهر يوم الغد و الشمس تكاد أن تفجر رؤوس المارة بلهيبها المتوحش توجهت إلى مقر البلدية..وصلت إلى مكتب المسؤول المباشر عن هيكلة الأحياء العشوائية طرقت الباب ،دخلت فوجدت موظفا سألته عن رئيسه فرد على الفور :" راه فالكونغو.. !"
قلت في نفسي :"إنه تطور ملموس ..مجلسنا البلدي أصبح يفكر في مشاكل الكونغو الديمقراطية!" و استطردت مخاطبا نفسي دائما :" أظن أن مجلسنا المنتخب يساير التوجهات الرسمية ،هو أيضا انفتح على أصولنا الإفريقية..." لكن في نفس الوقت تساءلت بصوت مسموع :" ماذا عسى المسؤول عن الواد الحار يفعل في الكونغو ؟ هل يعاني سكان هذا البلد الإفريقي من "بوخرارب" مثلنا ؟ ربما .."
لاحت في وجهي علامات الاستغراب و جالت في ذهني تساؤلات كثيرة و طال وقوفي أمام الموظف ، فنظر إلى من خلف نظاراته و قال لي " أسيدي قلت لك راه فالكونغو ! !" قبل انصرافي سألته :" متى سيعود إن شاء الله" رد و هو مقطب الحاجبين : "غادي يكون هنا ، بعد ساعة و نصف .."
ارتفعت حدة استغرابي و قلت في نفسي مرة أخرى :" فعلا تغيرنا...سيأتي رئيس المكتب من الكونغو بعد ساعة و نصف و مباشرة سيلتحق بعمله...لقد تغيرنا فعلا...لا شك أنه حل مشاكل الواد الحار بالكونغو .." أنعشني الفرح و بدأ الإحساس بتضخم الأنا يتلاعب في دواخلي ..:" أخيرا سيعرف جيراني أنني شخصية مهمة بالمدينة"
بعد ساعة رجعت إلى مكتب " بوخرارب"..طرقت الباب فوجدت المسؤول جالسا في مكانه انفرجت أساريري ، سلمت عليه و قلت له : " على سلامتك ..لا شك أن السفر كان متعبا يا سيدي " نظر إلي باستغراب و قال لي :" آش من سفر ! " قلت له :"عرفت من صديقك أنك كنت في الكونغو الديمقراطية و رجعت اللحظة من سفرك..جميل ما تقومون به ..تسهرون على " بوخرارب " الكونغو و " بوخراربنا" ... مسؤوليتكم جد جسيمة. "
نظر إلي بنرفزة واضحة و قال لي :" آش من كونغو الديمقراطية أو الديكتاتورية !...لقد كنت داخل سيارة الكونغو ...سيارة السيد رئيس المجلس.. كنت أنتعش بمكيف هوائها ...مكيف المكتب لا يشتغل.. " بعد صمت قصير أردف قائلا :" سر حتى الغدا و أجي..غادي تلقاني فالكونغو ." ابتلعت ريقي .. انصرفت و أنا أحمل في نفسي أشياء من حتى..
التاسع من يونيو 2017 و الحرارة مفرطة



#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة نائمة تستيقظ قبل كل عيد.. قصة قصيرة
- الكلسيوم هو السبب/ قصة قصيرة
- التوحيمة / قصة قصيرة
- الجو أوروبي / قصة قصيرة
- قصة قصيرة / قالوا ….إنه الزمن الجميل !!
- قصة قصيرة / اعترافات أمام فنجان قهوة...
- حمَارُ عَمّي عمْرو / قصة قصيرة
- الكلاسيكو / قصة قصيرة
- رحل جدّي وأخذ الشمس معه / قصة قصيرة
- حب أول نظرة / قصة قصيرة
- أكيد التحاليل كانت خاطئة / قصة قصيرة
- تفاحة آدم / قصة قصيرة جدا
- يونس المثْليُّ / قصة قصيرة
- زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة
- الطفلة العاهرة / قصة قصيرة جدا
- حبيبي أصبح سمكة / قصة قصيرة
- قصة قصيرة / أنا أرفض...
- قصة قصيرة / بُعَيْدَ آذان الفجر بدقائق...
- قصة قصيرة جدا / شجرة حب غير عادية
- قصة قصيرة / حزام ناسف و ثلاثة أقراص فياغرا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - راه فالكونغو / قصة قصيرة