أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المريزق المصطفى - الى الفنانة سيليا الريفية خلف القضبان














المزيد.....


الى الفنانة سيليا الريفية خلف القضبان


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 09:55
المحور: حقوق الانسان
    


منذ أن تعرفت عليك واستمعت لنشيد حريتك، أحسست بالشجن الأليم يطوقني، وبالقيد يخنقني، وبجراح الماضي وغدر الزمان يؤلمني أشد ألم..
وحين أخبر والدك باعتقالك، تيقنت أن إسمك لوزا وتين، وحنجرتك قرنفل..
ما كنت أعرف أن ميلادك عاصفة ريفية، وشمس حسيمتك رقم هويتي، وقصيدتك مضجع هزيمتي..
لم أرض لك عذاب الزنزانة، فصبرا، صبرا يا سيليا..غداة غد، لنا النصر في الريف وجبالة وفي كل عيون الوطن الجريح..
لم يترك لي اعتقالك مجالا للشك في نسيمك المكابر، سألت عنك صدى لحنك وهو يشدو مزايا العناد..
بحثت عنك خلف القضبان، وبين الجدران، وجدتك صلب لا يركع..فلا تخافي ولا تحزني ولا تبكي..فالسجن جربناه والظلم والبهتان خبرناه..فلن يخنق الجلاد صوتك مهما حاول..
لم أكن أنتظر الرجوع عبرك إلى زنزانتي هذا المساء، لأفتش عن ذكرياتي وعن أشياء تركتها هناك تحترق..وحلم تبخر..
أتصورك مقيدة اليدين ومعصوبة العينين..وحيدة في الإسمنت والصدإ، وعلى ظهرك رقم غيابك..وهم هناك يمنعون عنك الأخبار والمسيقى..
فقريبا تكتمل سنوات حريتي، مع رفاقي وشعبي..لأنظم إلى عرسك الخالد في ساحة أحلامك المغتالة..
تمزقني الحيرة، أقاوم وطأة اليأس وضباب الوطن، عساني أجد مذاقا لكل ما يحصل..
كذبوا على الإنصاف وسكتنا سكوت الأخرس..
كذبوا على المصالحة وصدقناهم..
ثم عزفوا لنا سمفونية جبر الضرر ورقصنا عليها من شدة رغبتنا المتوحشة في طي يأس الآلام وأشرعة الليل وبحار المجهول..
هذه قصتنا يا سيليا..وهناك قصص أخرى لآ يعرفها إلا الراسخون في النضال والعلم..
فمعذرة إن كنا أفرادا وجماعة لعبنا بجلد الثعبان ورددنا وصايا إعادة الفتح..
معذرة إن كنا غنينا ورقصنا والعرس بالعنف يغرق ويتحصر..
فماذا عساني أقول لك يا سيليا؟
ولأن دموعي سقيت بها قبر أمي يوم ماتت وأنا في منفاي القسري، لا أجد أمامي اليوم سوى ريح تصفر للكفاح، وحناظلة صغار وكبار ينشدون لحنك يا أروع نفسك يا أنت..
لقد بات إسمك راية ترفرف في كل مرتفع ومنحدر ومنعطف وشارع..
فمهما اخترقتنا محطات اليأس الفاجع، وشردتنا..وفرقت بين النشيد والجسد..وأحرقت ذكرياتنا وشوهت ملاحمنا..وأعلنت غربتنا..وحطمت عنفوننا..لن نخونك سيليا..فليس لدينا ما نخسره من أجلك..
لذلك أنت البطل فينا، وأنت نشيد الوطن الغالي..أنت خليل ولينة وشادي..أبنائي..وكل بنات وأبناء شعب الحرية والأرض والانسان..
فأنت في القلب..والحسيمة تفاصيل أنبياء وشهداء وحجر وطوب وتراتيل وأحداث وروايات ووقائع..كشفت عورتنا، وعرت عجزنا..وأماطت لثام شيخوختنا..
فصباح الرفض يا سيليا..وصباح الحرية ياسيليا..وصباح الأغاني والمجد..
المريزق المصطفى
ناشط مدني وسياسي
معتقل سياسي سابق



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقهى الثقافي بمكناس يختم دورته السنوية 2016/2017
- رهانات حركة قادمون وقادرون
- الريف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
- الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
- من أزمة الديمقراطية التمثيلية إلى حكومة المقاولة السياسية
- رسالة إلى صديقي اليساري
- حكومة -المونسينيور العثماني-
- النيوأصولية والاحتكام للمشترك بيننا
- مهام النخب وتحديات المستقبل
- السياسة كفكر وممارسة
- حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
- عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
- ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
- من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
- الصحة وحقوق الانسان
- أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
- ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم ...
- المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي


المزيد.....




- مؤسسات الأسرى: 90 معتقلاً سيفرج عنهم يوم غدٍ ضمن صفقة تبادل ...
- بيان مشترك للمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بشأن الأونروا.. م ...
- بيان مشترك -بريطاني فرنسي ألماني-: -الأونروا- لا يمكن استبدا ...
- روسيا تكشف عن جرائم مروعة لقوات أوكرانيا في كورسك وتخطر الأم ...
- رغم قطع إسرائيل العلاقات معها.. وكالة الأونروا تواصل عملها ف ...
- الأونروا تواصل عملها في غزة والضفة رغم الحظر الإسرائيلي
- زاخاروفا تعلق على زيارة زيلينسكي لمعسكرات التعذيب في ذكرى ال ...
- إسرائيليون يحتفلون بإغلاق مقر الأونروا في القدس
- الأسرى التايلانديون المفرج عنهم يصلون إلى مستشفى في تل أبيب ...
- عاجل | أبو عبيدة: كتائب القسام ستفرج غدا السبت عن الأسرى الص ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المريزق المصطفى - الى الفنانة سيليا الريفية خلف القضبان