العُرفَات

مولاي جلول فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 10:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عَرفات او ( العُورفات) كما اعتاد ان ينطقها اهل منطقة توات عبر ربوع ولاية ادرار الجزائرية ، وطلاب مدارسها الدينية او ما يسمى بأقربيش الى جانب الزوايا
ان العُورفات او عَرفات هي اليوم الذي يصادف وقوف عرفة ففي هذا اليوم يزين طلاب الكتاتيب االدينية لوحاتهم بأشكال ومضلعات مستوحات من تراث وفن المنطقة ويكتبون في وسط اللوح بعض الآيات القرآنية ابتهاجا بهذا اليوم حيث يجمع الاطفال الصغار القمح والبيض من جميع البيوت ، يذهبون جماعات يرددون ما تيسر من القرآن امام كل بيت وبعض القصائد القديمة المستوحات من التراث.
حيث يتوزعون جماعات جماعت على السكان كل مجموعة تذهب لناحية يقفون مرددين قوله تعلى " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ( 1 ) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ( 2 ) وينصرك الله نصرا عزيزا " صدق الله العظيم ،ثم يتبعونها بقصيدة قصد الحصول على البيض من عند اهل الدار اقصد بيض الدجاج فيقولون " :
بيضة بيضة لله
باش نصور لوحي
لوحي عند الطالب
والطالب فالجنة
والجنة محلولة
صورها مولانا
مولانا مولانا
لا تقطع رجانا
بجاه محمد
وبعد جمع القمح والبيض يتم الذهاب به الى معلم القرءان فيوزعه بالتساوي على طلابه في حين ان الطلاب يذهبون بنصيبهم الى بيوتهم فيعدون الكسرة ويطهون البيض وفي المساء يذهبون لزيارة المقابر ويوزعون ما قاموا بطهيه على المساكين والمحتاجين وحتى الاصدقاء فيتبادلون الأكل في جو يغمره الفرح والأبنهاج بالذكرى .
قد يراها الكثير بأنها عادات وتقاليد ويحاول ان يفرغها من مضمونها لكن يراها غيره تعبد وتسلية في قمة الروعة والادب ، لان مبتكروها ابتكروها عندما لم تكن هناك شاشات تلفزيون ولا هواتف ولا حتى مذياع فكان طربهم قرآن ومديح مستمد من دينهم الحنيف فلمعرفة مقدار تلك العادات والتقاليد ودورها في الحياة لابد ان يتجرد الانسان من كل الوسائل المادية المتطورة حاليا ويضع نفسه في تلك العصور التي كانت فيها الحياة بدائية لكن الدين في أوجه ومعالم الأخلاق الحميدة عالية.

#مولاي_جلول_فضيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات