|
لندن والأرهاب الأسلامي .. مرة أخرى / مع أستطراد لواقعتي مانشتر و لندن بريج
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 09:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النص : خلال أقل من أسبوعين ، تتعرض المملكة المتحدة ، لعملين أرهابيين ، أسردهما بالتسلسل الزمني ، وكما يلي : 1 - ففي موقع / الجزيرة في 22 مايو أيار 2017 : هجوم انتحاري نفذه شاب ليبي مسلم يدعى سلمان عبيدي بعبوات ناسفة ، بقاعة للحفلات في مجمع " مانشستر أرينا " ، شمالي بريطانيا أثناء مغادرة الجمهور القاعة ، بعد حضور حفل موسيقي كبير أحيته مغنية البوب الأميركية " أريانا غراندي " . وأعلن داعش / تنظيم الدولة الإسلامية ، مسؤوليته عن الهجوم ، وقال في بيان له إن المنفذ فجر عبوات ناسفة في مبنى أرينا ، ما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين وإصابة سبعين آخرين ، وتوعد البيان بشن هجمات أخرى على " عباد الصليب " !! . 2 - جاء في موقع /BBC 3.6.2017 : حافلة تدهس عددا من المشاة على جسر " لندن بريدج " بوسط العاصمة البريطانية ، والمشتبه بهم يطعنون عددا من الأشخاص في سوق شهيرة ، تدعى " سوق بارا " مساء السبت ، والشرطة البريطانية تقول : مقتل 7 أشخاص وإصابة نحو 48 آخرين جراء حادثتي الدهس والطعن . ومن جانب أخر ، أفادت صحيفة " ديلي ميل " البريطانية أن الإرهابيين الذين شنوا سلسلة هجمات في العاصمة البريطانية الليلة الماضية هتفوا " في سبيل الله " بعد دهس 20 شخصا عند جسر لندن بسيارتهم . وقالت الصحيفة ، نقلا عن شهود عيان ، إن أشكال المهاجمين توحي بأنهم من أصول متوسطية . وجاء في موقع / (CNN) قي 4.6.2017 ما يلي : أعلن تنظيم " داعش " مسؤوليته عن هجوم جسر لندن ، حسب ما نقلته وكالة " أعماق " ، ذراعه الإعلامي ، اليوم الأحد، إذ نشرت أن كتيبة لمقاتلي " الدولة الإسلامية " هي من قامت بالهجوم الذي شهدته لندن أمس السبت 3 يونيو / حزيران . القراءة : أولا - من الضروري ، تسمية الأحداث بمسمياتها الحقيقية ، والتي يأبى الكثير من السياسيين نهجه ، وهو : أن ما يحدث من عمليات أرهابية بشعة التنفيذ ، هي " أرهاب أسلامي " بكل معنى الكلمة ، وليست " عمليات أرهابية " عامة ، كما هو متداول في أكثر وسائل الأعلام العربي وحتى الغربي !! منه ، وذلك من أجل عدم جرح شعور الدول الأسلامية ، التي هي أصلا أما أن تكون راعية للأرهاب أو ممولة له أو داعمة له صراحة أو ضمنا ، وتقف في مقدمة هذه الدول ( المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ) وغيرها ، وهذه الدول زرعت الأسلام المتطرف في الغرب ، وهذا نتاجه ، وهذه الدول من جانب أخر لها مصالح مع الدول الكبرى ، لذا يغض الطرف عنها !! ، لما تستدعيه المصالح الدولية !! . ثانيا - بريطانيا دستورا وقانونا وحكومة وأحزابا وسياسيين ، يتحملون الوزر الأعظم من هذه الأعمال الأرهابية ، لأنهم تركو " الحبل على الغالب " ، وتركوا الشعب البريطاني فريسة للأسلاميين ، حتى وصل الأمر بالأسلاميين الى أن يؤسسوا مناطق للشريعة الأسلامية ، فقد جاء في موقع / الموسوعة الحرة ، ما يلي ( مناطق تطبيق الشريعه فى بريطانيا Shariah Controlled Zone in Britain هى حملة اعلانات شنها المتطرفين الأسلامين في بريطانيا فى اواخر شهر يوليه 2011 بزعامة منظمه اسمها " الإماره الاسلاميه Islamic Emirate " اللى يقودها باكستانى متطرف اسمه " أنجم شودارى Anjem Choudaryy " ، أصحاب الحمله عملو بوسترات و منشورات بلون اصفر مكتوب عليها " انت داخل منطقه بتحكمها الشريعه - الأحكام الاسلاميه مطبقه You are entering a Sharia-controlled zone – Islamic rules enforced " ، و تحت الكتابه اتحطت صورالمحرمات اللى ممنوع اقترافها فى المنطقه اللى تحت الحكم و منها الموسيقا و المشروبات الكحوليه و القمار . ) !! . ثالثا - بريطانيا ، تائهة في غياهب الديمقراطية ، وفي الحريات العامة ، وحقوق الأنسان ، وقوانين اللجوء ، فهي سمحت بنفسها وبسياسيها أن تضع للمتطرفين الأسلامين لبنة لكي يبنوا لهم دولة أسلامية عميقة داخل بريطانيا نفسها ، وسمحت مثلا ، للداعية الباكستاني " أنجم شودارى " ، أن يصول ويجول بلندن ، بنشر الأسلام التكفيري المتطرف ، ويدعوا الى تأييد داعش علنا ، ويدعوا للجهاد صراحة ، وأخيرا حكم عليه في 6 سبتمبر من عام 2016 ، بالسجن لمدة خمس سنوات وستة أشهر بتهمة دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية . رابعا - ووصل ببريطانيا الحال ، وبدافع الديمقراطية دون ضوابط !! خاصة لوضع التركيبة السكانية !! ، أن تنتخب مواطنا باكستانيا ، مسلما ، وهو " صديق خان " ، بمنصب رسمي مهم ، وهو " عمدة لندن " ، وهذا الشخص لخلفيته الأسلامية ، والتي من الممكن أن تكون ملتزمة أسلاميا ، أن لا يصرح صراحة للأعلام بأن الذي حدث هو أرهابا أسلاميا !! ، حتى وصل الأمر بالرئيس الأمريكي ترامب ، أن يكتب على التويتر ، التالي ( 7 قتلى على الأقل و 48 مصابا في هجوم إرهابي ، وعمدة لندن / صديق خان ، يقول لا داع للقلق ! ، ثم يضيف الرئيس ترامب ( يجب علينا ألا نتبع الشكليات السياسية وأن نتطرق إلى كيفية تأمين سلامة شعوبنا ، إن لم نكن أذكياء بطريقة تعاملنا مع الأمور فإنها ستزيد سوءاً . ) ، وأرى في هذا ضربة شخصية الى أمكانية صديق خان في معالجة الوضع ! لخلفيته الأسلامية ! ، وعمدة لندن الذي نحن بصدده ، لا يرتدي " ربطة عنق " في أغلب ظهوره ، لأنها حرام !! أو غير مقبولة أسلاميا !! أو لأنها تدلل على مظهر غربي ! ، أنسى صديق خان أنه يعيش في لندن وليس في أرض تابعة لطالبان !! . خامسا - متى تصحوا بريطانيا والعالم الغربي من سباتها ، خاصة من مظاهر الأسلام المتطرف المتضخم ، والذي يتفجر عنه مستقبلا الأرهاب ، والمتمثل ب ، بناء الجوامع المثير للجدل ! / الممول سعوديا وقطريا !! ، وبغير حاجة فعلية للمصلين ! ، متى يمنع النقاب الأسلامي في العالم الغربي ! ، متى تمنع الصلاة في الشوارع ! ، متى تلغى مناطق الشريعة في بريطانيا وغيرها ! ، متى يدقق في السجلات الأمنية لللاجئين ، الذين يدخلون العالم الغربي / أشارة الى ألمانيا !! ، دون الموازنة الدينية !! ، وذلك لأن معظم اللاجئين مسلمين وعددهم يقدر بمئات الألاف ! ، علما أن المسلمين أصلا ، لم يستطيعوا التأقلم مع العالم الغربي وحضارته ! ، وحتى المولودين منهم في الغرب لم يندمجوا ، لأن عوائلهم ملتزمين أسلاميا !! ، وهؤلاء سيتولد عنهم مشاكل كارثية مستقبلا !! . الخاتمة : من قراءة الأحداث أعتقد أن بريطانيا في الوقت الحالي ، تمر بأسوأ وضع سياسي وأمني وأجتماعي !! ، والأمر يستلزم مراجعة دقيقة للوضع السكاني ، وهذا يتمركز ، حول الوجود الأسلامي المتفاقم ، خاصة الأسلام المتطرف الذي يولد من رحمه الأرهاب ببريطانيا وفي كل الغرب عامة ، أن التخلخل السكاني سيخلق وضعا مستقبليا ستعجز كل الحكومات عن حلحلته ، وما يحدث الأن في بريطانيا أكبر شاهد على ذلك !! ، فالوضع يحتاج قرارا ستراتيجيا جريئا وحاسما بالنسبة للتركيبة السكانية والتي باتت بريطانيا وفرنسا تعاني منه ، وستعاني منه بالمستقبل القريب ألمانيا .. ف " أفيقوا أفيقوا أيها النائمون " !!! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أذا كان القرأن كلام الله ، فأذن هو كلام المسيح !! .. قراءة ن
...
-
الأقباط يتعمذون بالدم
-
مناظرة حداثوية بين - أيات القتل - و - الوليمة الطوطمية - لفر
...
-
قراءة لحديث الشيخ سالم عبدالجليل - المسيحيين أصحاب عقيدة فاس
...
-
بناء المساجد بين الحاجة العقائدية والغاية الخفية
-
قراءة نقدية حول موضوعة - هل كان الرسول أميا -
-
قراءة عن المعلن و المخفي في الأغتيالات
-
قراءة .. في قضية - الخمس - بين الشيعة و السنة
-
الأرهاب الأسلامي وتفجيرات الكنائس في مصر
-
هدم الكنائس بين الفتاوى والموروث الأسلامي
-
قراءة في شبهات أحاديث البخاري
-
قراءة حداثوية ... لدور الخليفة أبو بكر الصديق في - حروب الرد
...
-
قراءة في مسؤولية الخطاب الديني عن التحرش الجنسي
-
قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُ
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني ك
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني ك
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن / مع أستطراد لأراء العالم الألماني
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العا
...
-
قراءة في .. تعدد الزوجات في الأسلام
-
قراءة في .. - تأخر دفن الرسول محمد - وعملية - نقل السلطة -
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|