سعد اميدي
الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 13:21
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
قُمْ للمعلِّم وفِّهِ التبجيلا……
كادَ المعلمُ انْ يكونَ رسولا
ابدا الكلام بقول الشاعر الذي وصف المعلم ايما وصف، تَرَى هل حقا يؤدي المعلم رسالته على اكمل وجه، اقول نعم في كل نقطة على الارض عندما يكون المعلم آمنا وحقوقه وكرامته مصانة ، اما في المجتمعات التي يسودها الجهل والعشائر والطوائف ، والقتل والحروب مثل العراق ، فحتما لا يستطيع ان يؤدي المعلم وظيفته بما يرضي ضميره وان وجد بينهم اكفاء ومخلصين لكنهم لن يتعدون أصابع اليد، ففي العراق الاف المدارس والجامعات والمعاهد ويتخرج منها الاف المعلمين كل سنة لكن التعليم فاشل، ويتخرج منها الاف المهندسين والهندية فاشلة والاف الأطباء وعلاج المرضى وخدمات المستشفيات فاشلة ويتخرج منها الاف المحامين ، لا قضاء ولا عدالة إطلاقاً ، وهكذا !!! ترى ما الخلل في اعتمادنا على استيراد كل المهنيين من الخارج، ولماذا هم افضل منا ؟!، هل لانهم مخلصون لمهنتهم وبلدهم فيبدعون؟، ام ان حقوقهم وكرامتهم مصانة فيجتهدون حتى النجاح ، ورفع اسم بلدهم الى العُلى !!!! خير مثال اقتدي به ومثلي الأعلى ،
هو من كان يدرسنا في جامعة الموصل / كلية الآداب / قسم اللغة العربية ،الى سنة 1994-1995 ,الدكتور والپروفيسور (جليل رشيد فالح),,وهو كوردي فيلي من خانقين,للاسف قرات نبأ وفاته في احدى الجرائد الالكترونية ،ادعو له الجنة !
واقف له اجلالا,لحنكته وبلاغته,وفصاحته ، وجِدِّه وهَزْله،واخلاصه لمهنته الى حد التقديس,كان يحمل دكتوراه,في علم الصرف, والبلاغة ,والنحو العربي,,قال لنا يوما انه:في الحرب العراقية الايرانية المشؤومة ,بينما هو في داخل القاعة يلقي المحاضرة,دق احدهم باب ليخبره بان ابنه الوحيد استشهد في المعركة,وجثمانه امام منزله,قال:بينما انا انفجر حزنا عليه في داخلي ,وقلبي يبكي دماً؛
لكنني لم اترك الطلبة,واكملت محاضرتي ,ومن ثم ذهبت لالقي النظرة الاخيرة,واودع ولدي,,,,ونظر الينا ليقول :- أنتم جميعا أولادي ، وفي داخله حرقة وألم وحزن عميق على فراق ولده ،
الف الف رحمة على روحيكما,كنت نعم المخلصين لواجبك الامين,وافضل المعلمين,اقف ثانية,وانحني لك اجلالا،
وأقول لزملائي وزميلاتي المدرسين والمعلمين :
,ترى هل نحن معلمي اليوم,بقدر جزء من إخلاصه,لمهنتهم ,وواجبهم؟وهل سنكون عند حسن ظن طلبتنا ووطننا ونعدهم بان لانتركهم مهما حدث؟كما فعلها الكثير منا وتركوهم الى غير رجعة ؟؟؟؟؟
#سعد_اميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟