أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تعدد أسماء الآلهة بتعدد لغات الشعوب















المزيد.....

تعدد أسماء الآلهة بتعدد لغات الشعوب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 12:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان أول ظهورللميتافيزيقا عندما تصوّرالإنسان الأول أنّ الظواهرالطبيعية (من رعد وأمطاروعواصف وبراكين إلخ) قوى خارقة للطبيعة، وتمتلك القدرة على إيذاء البشر، أو منحهم بركتها. وبعد آلاف السنين أخذتْ الميتافيزيقا بُـعدًا آخرتمثل فى الاعتقاد بأنّ الكون لابد أنْ يكون له (خالق) وأخذ اسمًا عامًا أوشاملا بمعنى (الرب أوالإله) وذكرالعالم جيمس فريزر أنّ شعب تاهيتى أطلق على اسم الإله (تاروا) وأنه هوالذى خلق أول زوجيْن. بينما أطلق شعب (ماليكولا) إحدى جزرالمحيط الهادى اسم (بوكور) على الخالق الذى خلق أول رجل وامرأة من الطين. وأطلق شعب إقليم (نو- هو- روا) أحد الجزرالأندنوسية على اسم الإله (داودليرا) وأنه خلق جدودهم من الطين.. وهكذا تعدّدتْ أسماء الآلهة لدى الشعوب مثل الإله (سالامبانديا) والإله (ليوزاهو) ويوجد إجماع بين علماء الأنثروبولوجيا على فكرة خلق البشرمن طين، بل فى إحدى قصص سكان منطقة (الكوميكون) فى الهند الشرقية أنّ الرب خلق العالم والأشجار والحيوانات الزاحفة فى بداية الخلق. وبعد ذلك شكــّـل رجلا واحدًا وامرأة واحدة. ثمّ جاءتْ حية ليلا بعد أنْ فرغ الرب من عمله وابتلعتْ النموذجيْن، فأعاد الرب صنع النموذجيْن من جديد أكثرمن مرة، وفى كل مرة تأتى الحية وتبتلعهما. فشكــّـل الرب نموذجًا لكلب وبثّ فيه الحياة وعيّنه حارسًا على نموذجىْ الرجل والمرأة. فلما تسللتْ الحية نبح الكلب فهربتْ الحية فزعًا. وبغض النظرعن باقى تفاصيل تلك الحكاية، فإنّ الملاحظ فيها وجود دورللحية كما جاء فى التراث العبرى بعد ذلك. وذكرفريزرالعديد من أساطيرالشعوب القديمة عن قصة الخلق وأسماء الآلهة، فى أفريقيا والإسكيمووالهنود إلخ (الفولكلورفى العهد القديم- ترجمة د. نبيلة إبراهيم- ج1- هيئة قصور الثقافة- عام 98- من ص107- 138)
وفى ملحمة جلجامش التى ذكرتْ قصة الطوفان السابقة على نفس القصة فى سفرالتكوين فى العهد القديم والقرآن، ما يؤكد على أصلها البابلى. وفى الأناضول ظهرتْ نصوص لمحمة جلجامش بلغة الحيثيين. ونظرًا لسيطرة الميتافيزيقا على كاتب الملحمة، لذلك فإنّ أول سطرفيها ((هوالذى رأى كل شىء)) إشارة إلى الخالق. كما أنّ جذورالملحمة البابلية تعود إلى أصل سومرى، مما يدل على التلاقح وانتقال الأساطيرمن شعب لآخر. وأنّ جلجامش فى الأسطورة السومرية جمع بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية. ورفعه الكهنوت الدينى إلى مصاف الآلهة بعد موته وتنصيبه قاضيًا لأرواح الموتى فى العالم السفلى، وهونفس الدورالذى أداه الإله أوزير فى الأسطورة المصرية. وكما كان (رع) فى الأساطيرالمصرية يرمزللشمس، كذلك جاء اسم (أوتو) فى ملحمة جلجامش ليكون هوإله الشمس والعدل البالبلى (شمش) وكذلك نجد اسم الإله (أنليل) إله العواصف الغضوب ((ورب مدينة نيبورأونفروالسومرية القديمة التى عثرفيها على بعض ألواح الملحمة)) وفى الملحمة البابلية نجد اسم (إينانا) ربة الحب والحرب، وهى نفسها ربة الحب السومرية التى أطلق عليها البابليون – فيما بعد – عشتار. أما إله السماء فاسمه (آنو) وكما فصل (شو) إله الهواء بين (جب) الأرض و(نوت) السماء فى الأسطورة المصرية، كذلك تمّ فصل السماء عن الأرض فى الملحمة البابلية بقوة إله الرياح (أنليل) وكما أطلق القرآن على الإله صفتىْ (الحكيم الخبير) كذلك وردتْ هاتان الصفتان على جلجامش فى اللوح الأول من الملحمة.
ومن الأمورالمُـلفتة للانتباه أنه داخل الحضارة الواحدة تعدّدتْ أسماء الآلهة، ففى الحضارة المصرية عشرات (وبعض العلماء ذكرالمئات) الآلهة مثل إيزيس، أوزير، حورس، رع، آتوم (ومعناه التام أوالكامل) خنوم (صانع الإنسان على عجلة الفخار) جب (إله الأرض) نوت (إلهة السماء)، شو(إله الهواء)، تفنوت (ربة الرطوبة)، جحوتى (رب الحكمة والكتابة والمعرفة)، آتون، وهوالاسم الذى أطلقه أخناتون (أمنحتب الرابع) على الشمس، بعد أنْ كان (رع) هورمز الشمس. والمعنى الحرفى لاسم أمنحتب ((آمون راضى)) ومجموعة الأناشيد التى كتبها انتقل بعضها إلى العهد القديم خاصة المزموررقم 104. ومن بين الآله المصرية (بتاح) إله (منف) الذى خلق العالم بواسطة (الخلق بالنطق) وفى قصة الخلق وفقــًا لأسطورة هيرموبوليس (الأشمونين) ثمانية آلهة (الثامون) وهم نون ونونيت (الماء الأزلى) وحح وححت (اللانهائية) وكك وككت (الظلام) وآمون وآمونت (الفضاء اللانهائى) وكذلك الإلهة حتحورفى (منف) التى أخذها الإغريق باسم (أفروديت) والإله (مين) الذى هورمزالخصوبة، وأخذه الإغريق باسم الإله (بان) Pan والإلهة (نخبيت) ربة مدينة الكاب بمصرالعليا. والإلهة (نيت) ربة قديمة فى منطقة (صا الحجر- سايس) والإله (حعبى) Hapy رمزللنيل. ومن أهم الآلهة (ماعت) رمزالعدل والحق والصدق والاعتدال، وحسب النصوص المصرية هى ابنة الإله (رع)
وفى اللغة اليونانية لفظ ثميس themis وكانت تـُطلق على الآلهة التى يتمثل فيها النظام الأخلاقى (ول ديورانت- قصة الحضارة- المجلد الرابع- ترجمة محمد بدران- مكتبة الأسرة- عام 2001- ص27) وكما تعدّدتْ الآلهة وأسماؤها فى الأساطير المصرية، حدث نفس الشىء فى اليونان، ولكن مع ملاحظة أنّ الآلهة المصرية انتقلتْ صفاتها وخصائصها إلى الآلهة اليونانية، وتلك الحقيقة اعترف بها كثيرون من علماء علم المصريات، أمثال العالم الألمانى أدولف إرمان الذى كتب أنّ ((الآلهة اليونانية تمصّرت)) وذلك فى كتابه (ديانة مصرالقديمة- ص437) وكان الحكم بإعدام الفيلسوف سقراط بسبب ((إفساد الشباب والازدراء من الآلهة اليونانية وإدخال آلهة أجنبية لليونان)) وكان المقصود بالآلهة الأجنبية الآلهة المصرية، وإنْ كان سقراط هوالذى تم إعدامه فإنّ نفس التهمة تمّ توجيهها لفلاسفة آخرين أمثال أنكساجوراس وأرسطو. وكتب العالم الأمريكى (جورج جى- إم- جيمس) أنّ الإغريق أخذوا اسم الإله المصرى (آتوم) وصفاته. وأنه نظرًا لأنّ الإغريق لم يكن لديهم دراية باللغة المصرية خلال الفترة التاريخية الخاصة بما يُسمى الفلسفة اليونانية والتى يرجع تاريخها إلى القرن السادس ق.م ونتيجة لذلك فقد نقلوا منطوق أحرف الكلمات المصرية دون اعتبارلمشتقاتها، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشاعرهوميروس من أنّ بروتيوس كان إلهًا بحريًا، بينما صاحب الاسم (بروتيوس) معبودًا فى ممفيس. وأنّ الإغريق لم يكتفوا بترجمة منطوق أحرف الاسم المصرى بل انتحلوه فى الأسطورة. أما (سوينبورن كليمر) فى كتابه (فلسفة النار) فقد ذكرأنّ دراسة أسرارالإلهيْن المصرييْن إيزيس وأوزيرحملها زرادشت إلى اليونان القديمة. وحملها أورفيوس إلى تراقيا. والملاحظ أنّ نظم الأسرارالمصرية فى كل من هذيْن المكانيْن اتخذتْ أسماء لآلهة مختلفة لملاءمتها مع الظروف المحلية. ولهذا أخذتْ فى آسيا صورة الإله (ميترا) وفى ساموتراقيا صورة أم الآلهة. وفى بيوتا صورة (باخوس) وفى كريت صورة (جوبيتر) وفى أثينا صورتىْ (كيريس) و(بروزيربين)
ويؤكد ذلك ما ذكره العالم مارتن برنال من أنّ وثائق ألواح المجموعة الخطية B من القرنيْن 14، 15 ق.م مكتوبة باللغة اليونانية ولكنها تحتوى على الكثيرمن الكلمات المصرية. وعن اللغة كتب أنّ أكثر- إنْ لم يكن أغلب العناصرغيرالهند/ أوروبية فى اللغة اليونانية يمكن تفسيرها على أساس مصرى أوسامى/ غربى كما أشارإلى المحاولة التى قام بها بارتليمى لاستخلاص الكلمات اليونانية من جذورقبطية. وعن أسماء الأماكن أكد على أنّ الأسماء المصرية تغلب على أسماء المدن اليونانية مع الاستشهاد بالعديد من الأمثلة مثل اسم أفروديت المشتق من اسم (بروجيت) المصرية. وكتب أيضًا عن تأثيراللغة المصرية على أسماء الآلهة اليونانية (كأحد الأدلة) أنّ من 20- 25% من الألفاظ اليونانية مشتقة من ألفاظ مصرية (أثينا أفريقية سوداء- المجلس الأعلى للثقافة- عام 97- ص683) وعن أسماء الآلهة فإنّ هيرودوت يُقرّربوضوح أنّ ((جميع الآلهة تقريبًا جاءتْ إلى اليونان من مصر)) (هيرودوت فى مصر- ترجمة د. محمد صقرخفاجة- هيئة الكتاب المصرية- عام 87- ص150، 289) وذكرعالم المصريات فرنسوا دوما أنّ الإغريق دمجوا منذ وقت مبكرجدًا الإله المصرى (آمون) فى إلههم زيوس. وكان آمون يبلغ الوحى فى واحة سيوه، وكان أهل قورينائية يتوجهون إليه لاستشارته. ولكنهم كانوا يُطلقون عليه اسم (زيوس/ آمون) (حضارة مصرالفرعونية- ترجمة ماهر جويجاتى- المجلس الأعلى للثقافة- عام 98- ص761)
وكما تعدّدتْ أسماء الآلهة فى مصرواليونان تعدّدتْ فى روما. وعند العبريين تعدّدتْ أسماء الآلهة أيضًا: يهوه، إيل (بمعنى يسمع) (جواد على – تاريخ العرب قبل الإسم- ج1- ص390)، اليوهيم، اللات والله. وأنّ حرف التاء تحول إلى هاء . وبعل الذى كان معبودًا فى مدينة بنفس الاسم ومعناه الرب أوالسيد (جواد على- المصدرالسابق- ج2- ص216) وهوما أقره القرآن عندما ذمّ غير المؤمنين بالإسلام ويتمسكون بعبادة الآلهة السابقة على دعوة محمد فخاطبهم قائلا ((أتدْعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/ 125) وفى الديانة الهندوسية أطلق الشعب على اسم الإله (راما) وهوالأكثرشيوعًا نظرًا لتعدد أسماء الآلهة والديانات، وأحيانـًا (كريشنا) إلخ. وفى الصين القديمة كان اسم الإله (شانج دى) ويستعمله الصينيون المسيحيون فى العصر الحديث. ويستعمله المسيحيون الكوريون والفيتناميون. أما السيخ فمن أشهرأسماء الآلهة لديهم (أكال بوركا) ومعناه الكائن الأزلى/ الأبدى. وكذلك (إيك أونكار) بمعنى الخالق الواحد و(سانتام) بمعنى الحق . وفى الزرادشتية (أهورا ماردا) ومعناه (الرب نور) وفى اللغة الفارسية فإنّ اسم الإله (خدا) ولا يزال الشعب الإيرانى (رغم إسلامه يستخدم نفس الاسم) وينطقون الرحمان (بخشا ينده) والرحيم (مهربان) وفى البابلية كان عندهم (تموز) الإله الراعى (دوموزى) السومرى ، و(مردوخ) أحد آلهة بلاد ما بين النهريْن.
وفى العصرالحديث تتعدّد أسماء الآلهة بتعدد لغات الشعوب، فيكون اسم الإله فى الإنجليزية God وفى الإسبانية Dios وفى الفرنسية Dieu وبعد هذا العرض الموجز، يطرح العقل الحر السؤال الذى يتجنـّـبه كل المؤمنين بالميتافيزيقا: ما مغزى ذاك التعدد؟
الإجابة واضحة من خلال العرض السابق، حيث أنّ الشعوب (والأدق مؤلفى أساطيرالخلق) هم الذين اختاروا أسماء الآلهة، ومن هنا ارتبط اسم كل إله بلغة شعبه. وهوما يؤكد الحقيقة التى ذكرها أكثرعلماء الأنثروبولوجيا، وهى أنّ البشرهم الذيم خلقوا الآلهة وليس العكس. وفى دليل آخرأشاروا إلى أنه إذا كانت بعض الشعوب تعيش بدون آلهة، فإنّ (الآلهة) لاتوجد بدون شعوب تؤمن بها. ورغم تلك الحقيقة اللغوية والأنثروبولوجية، فإنّ العديد من البشرلازالوا يؤمنون بميتافيزيقا (إله واحد للكون) خصوصًا أتباع الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ويصل غياب التفكيرالعلمى عند أغلب المُـترجمين المصريين (والعرب) أنهم يُترجمون لفظ (الرب أوالإله) من اللغات الأوروبية إلى العربية بالاسم العربى للإله. وكان المرحوم بيومى قنديل (وفق قراءاتى فى الثقافة المصرية والعربية) هوالوحيد الذى تناول هذا الموضوع فى كتابه (حاضرالثقافة فى مصر) فخصّص له فصلا بعنوان (الله- لفظ الجلالة عربيًا) أثبت فيه أنّ (الله) هوالاسم العربى للإله. وأنّ هذا الاسم يوازى (كيريا) عند اليونانيين القدماء وDeus عند الرومان القدماء وGotte عند الألمان المعاصرين إلخ وانتقد واضعى قاموس اكسفورد الذى جاء به أنّ ((الله هوالاسم الإسلامى للإله)) والسبب أنّ من كتب ذلك تجاهل أنّ الإسلام دين وليس لغة. وأنّ اللغات هى التى تصنع الأسماء وليس الأديان. وبالتالى كان يتوجّب على واضعى قاموس اكسفورد أنْ يكتبوا أنّ (الله) هو الاسم العربى للإله. وأخطأ المقريزى عندما كتب عن ثوارجدودنا فى البشمور((وأذل الله القبط فى جميع أرض مصر)) بينما الحقيقة أنّ الجملة يجب أنْ تكون هكذا ((وأذل العرب- الساميون- المصريين فى أرض كيمى)) ولأنّ الشعب الإيرانى لم يتنازل عن لغته القومية لذلك يكتبون وينطقون (باسم الله الرحمن الرحيم) هكذا (بنام خدا باخشونده مهربان) واسم (الله) عند الأفغان الباشتون (خداى) والأتراك المسلمون يرفعون الأذان هكذا ((تاكرى أولودر) أى (الله) أكبر. والقرآن قال (الله نور السموات والأرض) فلوكان الاسم هو(رع) لوردتْ الصورة الشعرية هكذا (رع ضوء السماوات والأرض) ونقل عن الرحالة الإنجليزى (ليدر) الذى زارمصرفى القرن 19 أنّ المصريين مشوا فى مواكب يطلبون من السماء سقوط المطربعد انخفاض الفيضان، وكان الدعاء بلغتيْن أجنبيتيْن: قسم يقول (كيريا لسون) بمعنى (يارب ارحم) وقسم يقول (لا إله إلا الله) ونقل عن العالم الفرنسى (دوسو) قوله ((أخبرتنا النصوص– وهى نصوص عربية شمالية وبدليل لايقبل الشك كيف أنّ (الله) كان معروفـًا لدى العرب وكان مقدسًا خاصة فى المجمع الإلهى العربى الشمالى قبل أنْ يُبشر الإسلام به كإله للتوحيد)) ودليل آخرذكره قنديل من شعر(أوس بن حجر) الذى قال ((باللات والعزى ومن دان دينهم/ وبالله إنّ الله منهنّ أكبر)) (الطبعة الرابعة- على نفقة المرحوم قنديل- من ص93- 104)
وبينما أتباع الديانة العبرية فى الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح غرقى الميتافيزيقا فإنّ إبيقور الفيلسوف اليونانى (340- 270ق.م) رفض الميتافيزيقا ورفض الدين وكانت حجته (أننا عاجزون عن معرفة شىء عن العالم الذى لاتدركه الحواس ولذلك يجب ألا نشغل عقولنا بغير التجارب التى تدركها الحواس)) (ول ديورانت- مصدر سابق- المجلد الثامن- ص169) وبسبب تلك الميتافيزيقا قتل مسلمون موحدون مسلمين موحدين مثلهم فى العديد من المعارك التى دارتْ بين عرب الجزيرة العربية لعلّ أشهرها (معركة الحرة) عام 60هـ وراح ضحيتها 4500 إنسان (عربى/ مسلم) وتمّ فض بكارة ألف فتاة بكر(عربية/ مسلمة) على أيدى عرب/ مسلمين وكلهم من أتباع ديانة (التوحيد) الإسلامية. وبسبب الميتافيزيقا قتل مسيحيون مؤمنون مسيحيين مؤمنين مثلهم فى وقائع عديدة لعلّ أشهرها ما حدث بين الكاثوليك والبروتستانت فى حرب الثلاثين عامًا التى اجتاحتْ ألمانيا من عام 1618- 1648. وحكى الأديب الروسى دوستويفسكى فى كتابه (ذكريات من منزل الأموات) عن تجربة شخصية فترة اعتقاله فى سيبيريا عن واقعة حكاها له أحد المسجونين معه، أنّ بعض المسيحيين المتعصبين دينيًا أحرقوا كنيسة أرثوذكسية، لأنهم على مذهب مسيحى آخر. وعندما سأله دوستويفسكى هل يشعربالندم بعد أنْ شارك فى حرق الكنيسة قال بأنّ ((جريمته/ استشهاده– على حد تعبيره- هما من الأعمال المجيدة التى تستحق أنْ يفخربها)) فكان تعليق دوستويفسكى ((كانوا يتبعون عقيدة ملتهم اتباعًا أعمى)) ودعا المؤرخ الفرنسى أرنست رينان (1823- 1892) فى كتابه عن حياة يسوع إلى نقد المصادرالدينية نقدًا تاريخيًا علميًا والتمييزبين العناصرالتاريخية والعناصرالأسطورية فى الكتاب (المقدس) وذكر مارتن برنال أنّ رينان واخوته ((كان لهم موقف من الديانة اليهودية. وأنها هى والمسيحية خرافات عفى عليها الزمن)) (مصدر سابق- ص542) ورغم أنّ الأساطيرتدخل فى باب الميتافيزيقا- مثلها مثل الدين- فإنّ البعض يُفضل الميتافيزيقا التى لم تدع القداسة ولاهى مرسلة من إله (أوحد) وكان الروائى الإنجليزى (وليام جولدنج) الفائزبجائزة نوبل للأدب عام 1983من بين الذين انحازوا للأساطيرالمصرية فكتب ((كنتُ أعتقد فى رع وإيزيس وأوزير أكثرمن الثالوث الأقدس)) كتب ذلك لأنه اقتنع بأنّ التعددية فى الديانة المصرية (قبل كارثة أخناتون الذى دعا لإله واحد "آتون") أفضل من التوحيد، إذْ أنّ الأولى تعترف بالآخرالمختلف، بينما الثانية لاتكتفى برفض المختلف وإنما تـُطلق عليه (كافر) أو(وثنى) إلى آخرتلك المصطلحات غير العلمية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجة الخديو المتمرّدة على تراث التخلف
- صحيفة السياسة وحزب الأحرار الدستوريين
- الجذرالتاريخى للإرهاب وعلاقته بالغزو
- حزب الأحرارالدستوريين: ما له وما عليه
- الحزب المصرى الديمقراطى وظروف نشأته
- هل كان عبدالناصرحليفا للعمال وضد الإخوان؟
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952 (3)
- سليمان بين العهد القديم والقرآن
- الحول الثقافى : نصر أبوزيد نموذجًا
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952- (2) حزب الأمة
- العلاقة بين الرأسمالية ومبادىء الاشتراكية
- المواجهة بين الجامعة المصرية وفكرة (الجامعة الإسلامية)
- الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919) 1- حزب ...
- مقارنة بين التعليم (الحالى) وثقفافة الأميين
- مصطفى درويش: إنسان نبيل ومثقف تنويرى نادر
- التفاعل الثقافى بين نقد تاريخ الإسلام وتهمة التراجع
- ثقافة الأميين المصريين (2)
- ثقافة الأميين المصريين (1)
- أليست الأمثال الشعبية من إبداع الشخصية القومية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة وفكرة (خالق الكون)


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تعدد أسماء الآلهة بتعدد لغات الشعوب