حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 06:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فازَت حماس، تباري الكل في التحليلِ، لا بد من أسبابِ؛ فتح مصدومة، الخاسرُ يبحثُ عن كبشِ فداءِ، من المؤكدِ أنهم أكثرَ من الحصرِ. بعد الفوزِ النشوةُ، خاصة عندما يكون مفاجئاً، ثم العقلُ، لا مفر منه، ما أصعبه عندما تُباغِتُ ضرورتُه. في المعارضةِ كل شئ ممكن، الرفضُ، العنفُ، التهديدُ، الصراخُ، دغدغةُ المشاعرِ بالتصريحاتِ الملونةِ؛ المسئوليةُ علي النقيضِ، لا مجال فيها إلا للواقع، لحساباتِ الممكنِ، لثمنِ المتاحِ. من واجبِ المسئولين إطعامُ آلاف الأفواه، الحفاظُ علي أمنِهم، بسطُ سيطرةِ القانونِ عليهم، توفيرُ فرصِ العملِ لهم؛ الشعبُ ليس حقلاً للتجاربِ، يُضَحي به في سبيلِ شعاراتِ رفضَها الزمنُ، ليس وقوداً لتهوراتِ تحرقُ بلا تمييز. ولي زمنُ معارضة حماس، جاءَ وقتُ مسئوليتِها، لا يمكنُها التهربُ، الكلُ مترقبٌ.
نماذجُ الحكمِ المستندِ إلي شعاراتِ إسلامية لم تُثمِر، في أفغانستان، في السودان، في إيران، في دول الخليج. نماذجٌ قدمَت القهرَ الفكري والجسدي، اِنتهجَت التمييزَ علي أساسِ من عِرقِِ ودينِ، ركزَت علي المظاهرِ والقشورِ، أضاعت الوقتَ في اِكتسابِ الأعداءِ، تفرغَت للصراخِ، كابَرَت، لم تُقِر بخطأ، أسندَت إخفاقاتِها إلي نظريةِ المؤامرةِ.
الشعوبُ تدفَعُ ثمنَ خطايا من حكموها، من مستقبلها وحاضرها وحتي ماضيها، أهلُ الحكمِ في أنظمةِ القهرِ، لا يرونها إلا أدواتِ، كائناتِ يعوزُها العقلُ وتنقصُها الأخلاقُ، تُسَيَرُ بالشعاراتِ، بتاريخِ لم يُري، بالوعودِ المعسولةِ، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرةِ متسعُ.
تري هل ستختلفُ حماس بعد أن أتَت بها الديمقراطيةُ علي النموذجِ الغربي؟
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟