|
المعارضة الموالية تعني المشاركة والالتزام...تحت قبة البرلمان!!!
سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:32
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
بداية ومن منطلق ثوابتنا كما طرحتها دائما قبل الانتخابات عند التصدي للتدخل الأمريكي والإسرائيلي السافر في شاننا الداخلي وعدم القبول بتصنيفات من يحق له من شعبنا ومن لايحق له...وقلت في مقالاتي إن أبناء حماس جزء أصيل من شعبنا ووجهت للجميع النقد الصاخب بما فيهم حركة حماس للابتعاد عن المشاحنات وتصليب الجبهة الداخلية وقبل الجميع الاحتكام لعدالة الصناديق ولم يسجل أي اختراق أو تزوير فدعونا لصمام الأمان((لجنة شرف تنظيمية)) وشُكلت اللجنة واتت أُكلها وفوتت الفرصة على الخفافيش المتربصة وكانت النتيجة بغض النظر عن المعطيات والتفاصيل فوز لحماس وإخفاق لفتح. طالما قرئنا معطيات ذلك الإخفاق الذي لم يفاجئ به كل من قرء مابين السطور فقد تحدثت حتى عن المؤامرة الداخلية في تهميش المحاور والأقطاب وعدم ضمان ولاء هؤلاء والعمل بقوة من اجل الفشل حتى تظهر أهميتهم وقلنا بتقارب الرؤوس واستخف المغرورين وقلنا بوجوب ان تجهز نفسها فتح لكي تصبح حزب معارضة فسخط البعض الأخر واستهزأ التافهين وقلت الأهم وهو بيت القصيد (فتح مقبلة على أربع سنوات عجاف) لامحالة ولم يكن كل ذلك تمني أو ضربا في الرمال لابل قراءة دقيقة لمعطيات طالما تعامى عنها المستورثين ومن تشغلهم مصالحهم الرخيصة عن ثوابت ومصير الحركة فتحصيل حاصل أن تترجم المعطيات وبدء المنخفض والغيوم التي أشرت إليها وسقطت الأمطار فكان الغيث نقمة لفتح ونعمة لحركة حماس وربما نعمة لفتح ليكبح جِماح القطار الذي غرد خارج السرب الحركي وعبء لحماس التي تتفادى مسؤولية استحقاقات المرحلة السياسية!!
وطالما اتفقنا جميعا على أن العملية تمت دون تزوير أو تدليس فاني أبارك لحركة حماس فوزها المبين ومن لم يبارك راضٍ أو محتج على النتائج يعتبر ابن عاق للوطن فلسطين فالمكابرة لاتعني البطولة بقدر ماتحمل في الأحشاء هزيمة أخرى. وحتى على اعتبار أن حركة حماس لم تتوقع تلك الاطلاقية في نسبة النجاح والتمثيل وكانت تجهز نفسها لحصيلة توصلها لمركز المعارضة الفاعل القوي المؤثر في القرار وقد جاءها المدد من السماء فسقطت أصوات محاور فتح سهوا!!! أم عن تقصد!!! في معية حركة حماس وكان ذلك عبارة عن جلد وسادية للذات ليحمل حماس عبئا ماكانت قد أعدت العدة له لتتفرد بقيادة السفينة وما كان ذلك رغبة حركة حماس فالنعمة تصبح أحيانا نقمة في حالة الإرباك فالنتيجة بغض النظر عن التفاصيل هي نتاج إجراء ديمقراطي وحرية متناهية سواء من صوت عن ضرر لم تتوقعه حماس كما توقعناه ووثقناه سابقا أو تصويت عن رضا ورغبة حقيقية في التغيير والإصلاح الذي أصبح ضالة الملايين المسحوقة بغض النظر عن العرق والجنس السياسي طالما دارت الدوائر واحتاج الوضع إلى مُخَلِصْ..فمن الشعب من أراد التخلص من الظلم والفساد ومنهم من أراد التخلص من الند التنظيمي والتفرد المصيري ومنهم من أراد التخلص من الجميع طالما لم يكن هو من أطراف المعادلة فانتهج سياسة هدم السقف على من تحته وقد وثقنا ذلك سابقا ولاحياة لمن تنادي...فهنيئا لحركة حماس بما حصدت شعاراتهم وتراصهم.واتجاه صوتهم الموحد الواحد والتعالي فوق خلافاتهم..وحي على الفلاح حي على الصلاح بالنسبة لحركة فتح واهلا بالأربع العجاف لتروى الأزهار التي تيبست جراء السموم والإهمال وتستثمر السنوات في بناء الذات بعد جلدها بقسوة!!!
هل أصبحت فتح معارضة؟؟ وما هو أهمية تلك المعارضة؟؟ وما مدى تأثيرها في صناعة القرار؟؟؟
هل ستأخذ تلك المعارضة طابع الموالاة فعلا أم مجرد شعار؟؟؟
وهل تملك تلك المعارضة الضعيفة غير نفس الموالاة؟؟؟؟
ولماذا أطلق عليها رغم الغضب والاحتجاج مصطلح المعارضة الموالية؟؟؟
هل يقصد بذلك معارضة بهدف المشاركة في تصويب الدرب تجاه المصلحة العامة؟؟؟
أم يقصد منها شعارا في الشكل ومناكفة في الجوهر؟؟؟
فالمقومات الدستورية لتلك المعارضة لاتخول أصحابها غير التهليل لما ترضى فتصبح مشاركة وموالاه وتشكيك فيما لاترضى فتصبح انفصام ومعارضة واستنكار واحتجاج وسخط ولا ضرر في ذلك طالما دارت كل تلك المتناقضات والمتوافقات ضمن ثوابت المناقشات والمداولات والمداخلات تحت قبة البرلمان فهو المنبر الشرعي والوحيد لاحتواء الصخب!!! فهل يقبل من يطلقون على أنفسهم معارضة موالية اسم ليس على مسمى هل يقروا بعدم تجاوز شرعية وحدود القبة لإثارة أي سخط بعيدا عن لغة التحريض والتشكيك تعويضا للنقص في أهمية ونصاب المعارضة التي لاتملك أن تمنع مرور أو تمرير أي قرار أو قانون بلغة الدستورية والقانون ويتوج العرس الديمقراطي الداخلي تحت قبة البرلمان كما توج العرس الديمقراطي الخارجي تحت قبة سماء الوطن وذلك بالتصويت على أي مشروع قرار أو أي قانون يلتزم الأقلية بإجماع الأغلبية؟؟؟!!! فهذه هي الموالاة!!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر لو بدأت المداولات تحت قبة البرلمان على إعادة النظر في قوانين سنت لخدمة فئة ما((مثلا تشريع الراتب الأبدي لعضو المجلس التشريعي 3000 دولار)) مدى الحياة وتمت المداولات والمناقشات وفي الحقيقة النتيجة محسومة مسبقة بحكم أغلبية حركة حماس وتمثيلها ب80 صوت مقابل معارضة لاتحرك سوى سكون الهواء ويتم التصويت ويعارض من يعارض !!! فهل ينتهي الأمر تحت قبة الشرعية أم ينقل الأمر كلما رفض المعارضون إلى الميدان للاستفتاء!!!!
وهنا الفرق بين الشرعية والفوضوية فالقبول بالوجود ضمن كتلة معارضة تلزم ألا تنقل المداولات والمهاترات والشغب والصخب للشارع لان كل فئات الشعب ممثلة بعدد 132 مندوبا عن مجموع الشعب فتحت القبة تقول المعارضة مايحلوا لها وتشبرح وتصرخ وتمثل وتهدر هدير الرعد المهم أن تخرج بعد التصويت ملتزمة برأي الأغلبية!!! فهل هناك نوايا لهذا الاستحقاق والالتزام؟؟؟
لذا يقول البعض أن عدم المشاركة في الحكومة الفلسطينية الجديدة هي ورطة لسلطة حركة حماس ويرفض المشاركة بها كما رفضت حماس المشاركة في حكومتهم السابقة !!! فوجودهم داخل المجلس التشريعي يتناقض مع المبرر السابق ويعتبر مشاركة في صنع القرار بمفهوم التشريع وسن القوانين قبل إحالتها للسلطات التنفيذية وبمفهوم المعارضة الموالية !!! في حين أن حركة حماس رفضت الدخول إلى المجلس التشريعي عام 96 وذلك برفضها المشاركة في الانتخابات تحت سقف اوسلوا الذي هو أساس كل تلك السلطات مهما تغيرت الأسماء والمسميات والصفات!!!
لذا يكمل البعض قولهم وهي أصوات كثيرة بقدر ماهي أصوات باهتة تقول: طالما أن المبرر هو المعاملة بالمثل في عدم المشاركة في الحكومة لماذا لاتكون المعاملة بالمثل في قبول المعارضة في المجلس التشريعي؟؟ أم ان من فاز بعضوية المجلس يريد ان يحصل على امتياز الفوز الفردي الهزيل ويطلقوا علية ضرورة الوجود للمراقبة والمعارضة من اجل المصلحة العامة!!! وهم في الحقيقة لن يستطيعوا دستوريا ولا ديمقراطيا منع صدور أي تشريع مهما وصفوه ومهما تعارض مع مصالح البعض ليطلق علية تعارض مع المصلحة العامة!!!فيجب المصارحة مع الذات قبل المصالحة!! وهذا سؤال يراود البعض الكثير وليس دعوة للزوال!!
إذن هل يقبل أو يقدم هؤلاء الفائزون على الاستقالة الجماعية كما يقول الكثيرون وترك الجمل بما حمل لحكومة حماس الفلسطينية كما يتركون لهم السلطة ويرفضون المشاركة على أساس ان رصيد المشاركة ضعيف ولا هيبة لمن يُمَنُ عليه بمنزلة دون رصيد؟؟؟فالمعارضة والوجود في المجلس كذلك لن يغير من واقع ما أرادته وارتأته الأغلبية ((حماس)) بشيء فهل يقدموا استقالاتهم للإعراب عن عدم رضاهم وعدم اعترافهم بالنتائج!!! أم عند هذه النقطة وشرف المسمى ستوجد المبررات للوجود؟؟
اعتقد أن الحقيقة تقول دون مواربة أو تجميل أو تفصيل شعارات إما وجود في الحكومة والمجلس أو لا وجود طالما أن الحرص على مصلحة الوطن العليا؟؟؟ وحتى ذلك الوجود من عدمه يكون بقرار حركي وليس فردي من اجل الذات وتحرق الحركة والبلاد!!!!
يجب أن يكون الجميع من الواقعية على قدر المسؤولية وعدم تجزيء الوجود واللا وجود إما حكومة ومجلس مشاركة ووحدة وإنقاذ وإما لاوجود وتوريط واختبار!!! وعلى ذلك ترسم الخارطة السياسية الجديدة وفي كلتا الحالتين وجود أو لاوجود فالخلاف والتطهير والتعديل يتجه إلى داخل البيت الفتحاوي بكل أمانة وإخلاص وإنكار للذات حتى لاتجلد وتعاقب من جماهيرها المتخبطة مرة ثانية وحتى تستعيد أنفاسها بإطلالة فجر جديد ووجوه مشرقة صادقة مخلصة لله وللوطن وللحركة لتجسد على ارض المعركة في الجولة القادمة حجم الحركة وحجم نضالاتها وعمرها الذي قارب الخمس قرون بعد تطهيرها من العنتريات العفنة والفساد والوراثة والاحتكار واللعنة والشياطين.... ولكن السؤال الأهم من يقوم بالتطهير والإصلاح فلا يجوز أن يطهرها من هو أساس تدنيسها ولا يجوز أن يصلحها من هو أساس خرابها ولا يجوز أن يلبس الشياطين ثياب الملائكة ليقدموا نفسهم ثانيتا كمنقذين ومن اخطأ فعليه بكرامة ان يتواضع ولا يتشبث بالمملكة الغائرة في الجرح ليجهز عليها وتغرق تلك السفينة طالما سينزل منها وينسحب كبطل يعترف بالفشل بدل أن يسحب كخائنا ووارث ولعين!!!!
الوحدة الوطنية هي ضمانة النصر وتطهير حركة فتح من الطفيليات هي ضمانة النصر واحترام الديمقراطية الفلسطينية التي انتصرت على الديمقراطيات والدكتاتوريات الغربية والعربية هي ضمانة التحرير والنصر.
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جلطة دماغية تصيب حركة التحرير الوطني الفلسطيني ((فتح)) 1
-
اغتيال ياسر عرفات...الثورة الصامتة... بركان مع وقف التنفيذ
-
خطأ فادح ترتكبه(حماس)بتحريض منتسبي الاجهزة الامنية
-
((أزمة وعي)) حق المشاركة السياسية والتنظير للجماهير
-
التدخل الأمريكي السافر..ابتزاز وتهديد..يسقط زيف شعارات الديم
...
-
صمام الأمان..لجنة طوارئ تنظيمية..تحسبا لمخططات الفتنة الانتخ
...
-
الحزن يخيم على كل بيت فلسطيني...الدم المصري مقدس ومحرم
-
المخرج الوطني.. بين أزمة التأجيل.. وتداعيات التهديد.. ومصير
...
-
النداء الاخير... السلطة الوطنية الفلسطينية في مهب الريح... و
...
-
سيدي الرئيس...الديار تنهار...قد أزف القرار...ليس لكم خيار2
-
الازدواجية والفلتان الدبلوماسي الفلسطيني وأزمة التمرد بالسفا
...
-
رسالة مفتوحة للرأي العام البريطاني_حكومة بلير كاذبة...والشعب
...
-
مركز دراسات صهيوني يوصي باستقدام وحدات كوماندوز أجنبية.أو قو
...
-
**تقارب الرؤوس وحمى التنافس بين فتح وحماس**
-
الجزر الإماراتية المحتلة والمؤامرة الأمريكية البريطانية..قرا
...
-
قائمة(المستقبل) وقائمة(فتح) مابين حقيقة الانشقاق وسيناريو ال
...
-
عذرا للشعراء1(لاهي شعر ولانثر** مرثية للفتح صانعة الهمم
-
عجز السلطة الشرعية والمقاومة الشرعية في إيجاد آليات التعايش
...
-
قراءة أمنية سياسية لاستعصاء الوضع الفلسطيني على نموذج إسترات
...
-
بوادر انشقاق تلوح في أفق حركة فتح وتوقع اندلاع أعمال عنف مع
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|