أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - الانتصار المؤلم














المزيد.....

الانتصار المؤلم


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 06:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لو كانت الشعوب تنتخب نوابها أو حكامها بعقولها لربما اختلف عالمنا عما هو عليه ألان ولكن معظم الشعوب غالباّ ما تنتخب بعواطفها أو غرائزها مما يشوه العملية الانتخابية برمتها وتنزل بها إلى مستوى تفقد عنده معناها وغاياتها , ومن هنا لم تكن الانتخابات دائماّ طريقاّ مضمونا إلى تحقيق المصالح الوطنية أو مدخلاّ إلى الحكم الأفضل فقد حملت كثير من الانتخابات العاطفية إلى الحكم نواباّ أو حكاماّ أقل ديمقراطية أو أكثر سلطوية من النواب أو الحكام الحاليين ويجد الشعب نفسه عندها في ظل حكم أشد قسوة وعلاقات دولية أشد توتراّوالامثلة كثيرة وحاضر بعضها في وقتنا الراهن .
هذا من جهة وفي الجهة المقابلة لابد آن نعترف بعدم وجود الناخب المثالي حسب المقاييس الديمقراطية المتعارف عليها ولكن الحد الأدنى من المنطق يقول أن درجة وعي الناخب ومدى بعده عن الانتخاب وفقاّ لعواطفه وغرائزه هي التي تجعل العملية الانتخابية أقرب إلى القواعد الديمقراطية ومعبرة أكثر عن الإرادة الحقيقية السليمة والصحيحة للشعب .
والسؤال أين نحن في انتخاباتنا التشريعية بناء على ما سبق من صحة وسلامة العملية الانتخابية الفضلى ولا نقول المثلى مادامت أكثرية الناخبين ذهبت إلي صناديق الاقتراع مدفوعة بنوازع فصائلية أو بدوافع عائلية أو بإغراءات مالية أو بدوافع الانتقام من قائمة لصالح قائمة أخرى , ومن هنا نستنتج أن نتائج انتخاباتنا التشريعية كانت دون التمثيل الصحيح للإرادة الشعب الواعية وأقرب إلى تمثيل انفعالاته الآنية والسلبية .
لقد ذهب بعض الكتاب والمحللين السياسيين بعيدا في تصوير فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية بأنه زلزالاّ مفاجئاّ أو إعصاراّ تسانومياّ أخر علماّ أن فوز حماس كان أكيداّ ومؤكداّ لعدة أسباب واضحة للعيان ومن أهمها :
1- مشاعر العداء المتنامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية بسبب دعمها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي وممارساته الإجرامية ضد شعب جل ما يتمناه هو إزالة الاحتلال عن أرضه ورفع الظلم والقهر عن كاهله والعيش بكرامة وآمان ضمن دولة أقرت بها كافة القوانين الدولية كباقي الشعوب على الكرة الأرضية .
2- الشيخوخة التي ضربت حركة فتح وانهماك قادتها في شحذ السكاكين داخل أروقة السلطة الوطنية الحاكمة .
3- التآكل الذي أصاب السلطة الوطنية بفعل الممانعة الإسرائيلية لأبسط الحقوق الوطنية وتنكرها لكافة القوانين الشرعية الدولية وللاتفاقات التي وقعتها مع السلطة الوطنية مما أدى إلى انسداد الأفق السياسي على المدى المنظور وشيوع حالة من الإحباط واليأس في الشارع الفلسطيني .
4- نجاح العمل الحماسي الملتصق بهموم الحياة اليومية للفرد الفلسطيني من خلال شبكة الخدمات الاجتماعية والصحية .
رغم الاعتراف الكامل بفوز حركة حماس بغض النظر عن دوافع الناخب الفلسطيني والتمنيات الجماعية لها في تحقيق ما عجزت حركة فتح عن تحقيقه فإن لنا الحق بأن نضع أيادينا على قلوبنا ما دمنا لا نجد الأجوبة لكثير من الأسئلة كانت حماس بحكم وضعها في المعارضة معفية من الرد عليها ولكنها الآن ونتيجة فوزها بالانتخابات ستجد نفسها مضطرة إلى الرد عليها بأجوبة محددة لا تحتمل التأويل ومنها على سبيل المثال :
هل تنوي حركة حماس ترتيب المناطق الفلسطينية لتخوض منها حرب هدفها إزالة إسرائيل ؟؟آم هل ستقبل التفاوض مع الإسرائيليين ؟ وكيف ؟ وتحت أي سقف ستتم تلك المفاوضات ؟ وماذا عن الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وهو شرط دولي لقبول حماس في المجتمع الدولي خصيصاّ انه يتعين عليها رد تهمة الإرهاب ودفع ثمن نزعها ؟؟ وماذا عن أوسلو وخارطة الطريق والالتزامات الواردة فيهما ؟؟ يقول العالم الدستوري موريس دوفرجيه : إن الغاية من الانتخابات النيابية لا تنحصر بتمثيل رغبة المواطنين وفئاتهم ومصالحهم فحسب بل تتعداها إلى تكوين أكثرية نيابية مؤهلة لتأليف حكومة قادرة على تنفيذ البرنامج الذي انتخبت على أساسه .
إن الكلام عن أرض فلسطين التاريخية والتمسك بالثوابت ....... الخ هي خطوط عامة تصلح للبرنامج النضالي و لا تشكل برنامجاّ سياسياّ , فالبرنامج السياسي هو مجموعة من الخطوط السياسية الرئيسية الواضحة المعالم والقابلة للتنفيذ لكي يصلح برنامجاّ للحكم .وشتان بين البرنامجين فالبرنامج النضالي ضمن التمسك بالخطوط العامة شيء وبرنامج الحكم شيء آخر تتحكم به التزامات واتفاقات وخطوات براغماتيه لابد منها لتستطيع بواسطتها تنفيذه وآن تكتسب الثقة والغطاء والاعتراف الدولي وبغير ذلك فان حركة حماس ستدخل في المجهول وستحكم العزلة على نفسها وعلى شعبها .



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات التشريعية والمجهول
- كاد يما – إلى الوراء دّ ر
- وطن من الرمال
- فوز حماس نعمة أو ....؟؟؟
- الرهان الخاسر- شارون
- الأستاذ عبد الباري عطوان-كفى
- استهداف مع سبق الإصرار - ميليس
- حماس بديل او شريك
- الابن الشرعي - الفساد
- غزة دولة الطوائف
- الخدعة الاسرائيلية الكبرى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - الانتصار المؤلم