أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية














المزيد.....

الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 19:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تنفع عراضة السيوف التي اداها الملك سلمان مع كبار الامراء في البلاط السعودي، ولا قسمات وجهه التي اعتادت الوقار، لم تستطع ان تفرض الهيبة الذكورية على المجلس الملكي، هذه المرة.
الاجواء نفسها، زينة الجدران التي تفتقد للالوان، وجوه الامراء التي لم تبتسم حتى في الاعياد.. حتى الصمت المطبق على الحاضرين.. لكن حضور الفتاة الامريكية الشقراء، ايفانكا، برفقة والدها، الرئيس ترامب، كان له حضور اقوى من هيبة المجلس، ومن وجل الحاضرين، ومن صرامة تقاطيع الملك نفسه، فقد استطاعت بابتساماتها الجريئة، وحريتها في الحركة وعفويتها بالتلفت، ان تعصف بشخصية المجلس الذكورية، وكانها تسونامي من الانوثة، جرفت في طريقها مملكة الرمال الذهبية، بكل تراثها البدوي.

ولا شك، من خلال قراء مزاج الشارع السعودي، ومتابعة ردود الافعال الحقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي، المفتوحة هناك، يستشف المرء حدوث زلزال اجتماعي، او هزة فكرية اجتاحت الثقافة السعودية، وارثها الديني، وحتى تطرفها المذهبي المعروف عبر القرون.
تبين للسعوديات، للمرة الاولى، بأنها، المرأة انسان كامل، يستطيع اختراق حاجز التزمت الذكوري، والجلوس في مجتمع عام، مختلط، تستطيع احتساء القهوة البدوية، على طريقة الرجال، باسترخاء، وابتسامه توحي بثقة بالنفس، كانت تنقص اكثر الحاضرين من الذكور، ان لم نقل كلهم.
نعم، في مجتمع مغلق، لا يحق للمرأة الظهور في الشارع دون ان غطاء الوجه، فان مجرد ظهور تلك الخصلات الشقر، والرقبة الفضية التي تشبه رخام التماثيل الاغريقية، في مجلسىالملك سلمان، نفسه، يعتبر حدث يمكن التاريخ من خلاله، لاجيال قادمة، مثل عام الفيل، وظهور لورانس العرب، ودفق اول براميل النفط، الملوث بالرمل من بئر في الجزيرة.
الى ما قبل زيارة ترامب، كانت المراة السعودية تطالب ومنذ عقود بابسط الحقوق الممنوحة للنساء في البلدان المجاورة، مثل قيادة السيارة، او كف هيئة الامر بالمعروف من ملاحقة غير المنقبات، او الحق في العمل بالمتاجر العامة...
البلاط الملكي، كان قد لعب دورا رئيسيا في فرض هذه القيود الموروثة، وترسيخها. كما يعتبر المجلس هذا، الذي لم تدخله امراة بهذا الوجه السافر من قبل، رمزا للسلطة الذكورية في المجتمع السعودي. واذا بالشعب، رجاله قبل النساء، يشاهدون تلك الاريحية التي تستطيع المراة ان تقتحم بها عالم الرجال المغلق، الذي ظل موصدا لقرون.
لا شك ان ابتسامات ايفانكا في المجلس الملكي، التي شاهدها الملايين، قد احدثت هزة في كيان المراة السعودية، تلك التي تتطلع الى الحق بحرية الابتسامة في الاماكن العامة. تعتبر حافز معنوي لاجراء المزيد من التغييرات في البنية الاجتماعية، وكسر الجمود الذكوري الموروث من مجتمع البداوة..
الهزة هذه لابد لها من تبعات... وهي تعني، للنساء، حافز جديد للمطالبة بالحقوق المدنية، وللرجال عامل لتفهم انسانية المراة، وتذليل معارضتهم لمطاليبها.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المرشح الانيق.. زوروني كل سنة
- خلوها تعفن
- الجرح الدبلوماسي... اردوغان يأسف
- عمار الحكيم يفتح المزاد مبكرا
- الغرب يحتاج تركيا اليوم على قائمة الاعداء...
- عراق واحد ام عراقان... في ذكرى تهجير الكرد من واسط
- ازمة العلم في كركوك... 10 سنوات من حسن النية
- الكرد الفيلية وكذبة نيسان
- قانون لتجريم التحريض في الصحافة
- العمالة الاسيوية في بلدان الخليج
- اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى
- ماذا حدث في طوزخورماتو؟
- هل تحل مشكلة العراق باستبدال سليم الجبوري؟
- لم يبقى الا اعتصام السادة الوزراء
- اصلاحات.. ام ترقيع وزاري
- التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد
- الصدر .. وسؤال المليون دولار
- عن اي تكنوقراط يتحدثون؟
- جائزة نوبل للتملق
- ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية


المزيد.....




- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية