أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ظافر اكرم - الجعد بن درهم اضحية الفكر _قراءة في تاريخ محرم














المزيد.....


الجعد بن درهم اضحية الفكر _قراءة في تاريخ محرم


ظافر اكرم

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 09:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الجعد بن درهم اضحية الفكر
قراءة في تاريخ محرم
من مواليد خراسان , اسلم ابوه وصار من موالي بني مروان هاجر بعد ذلك الى دمشق , لتبدا القصة من هناك اذ كان قد سكن حيا من احياء النصارى (المسيح) ويبدو انه ترك فيه اثرا قاده للتفكير الفلسفي والخوض في الفلسفة , حيث الارث الممتد بين مدارس الفلسفة اليونانية والرومانية القديمة اذ اشتبكت الآراء وتقابلت النقاشات ايام كانت دمشق تموج بالفلاسفة وآرائهم ,ولا ينسى ما كان للسريان من اثر في ثقافة الجعد وهم من تحملوا فيما بعد عبأ نقل التراث الفلسفي للحضارات القديمة في عصر العباسيين وتحديدا ايام الخليفة العباسي هارون الرشيد وولده المأمون وبرعوا في ترجمة ذلك التراث فلا ينكر ما لهم من دور في التأثير في افكار الجعد وتوجهاته , ثم ان الاخير التقى في وهب بن منبه احد كبار التابعين واحد اعلام الرواية وصاحب القصص والاخبار الشهيرة في اليمن وقد ترك اثره هو الاخر في الجعد حتى ان الاخير اذا ذهب اليه للقاء اغتسل وقال (اجمع للعقل ) وهي عبارة نقرأ في خفاياها حوارات وتساؤلات مرت عليها الروايات التاريخية مرور الكرام واختزلتها في تساؤلات تدور حول صفات الخالق التي كان الجعد يسال فيها معلمه وهب الذي ينهاه الاخير بحسب الروايات وهنا تتضح اكثر صورة الجعد وهو يلج في مناطق محرمة يعد الولوج فيها من احدى الجرائم , ومع ما كانت تشيعه السلطة من عقيدة جبرية من كون الانسان مجبور على افعاله لا مخير فقد انبثق عن ذلك الاتجاه النفسي والفكري المعارض ويبدو ان ذلك الجو خلق عند الجعد تساؤلات في الكيفية التي يمكن ان يكون الله فيها جابرا للإنسان في ارتكاب المعاصي والاخطاء والمحاسبة عليها فيما بعد وجدير بالذكر ان ذلك العصر لم يخل من امثال الجعد والذين كانوا على رايه امثال ابان بن سمعان او بيان بن سمعان بحسب الروايات والذي لاقى الموت لشيوع افكاره.فهذا هو الجو الذي بزغت فيه روح التساؤل الفلسفي وان تأخر ذلك الجو عند العرب لانشغالهم بالحروب سواء الداخلية او الخارجية ,كما ان عصر الخلافة في شطرها الراشدي وهو عصير الرعيل الاول لم يكن ليسمح بظهور تلك الافكار , كما ان الشعوب التي فتحها العرب بالسيف لم تكن قد استقرت بعد لتتلاقح الافكار مع الوافد الجديد فتظهر فكرا يتردد في بواطن الكتب .
مهما يكن فقد شاع امر الجعد وانتشرت افكاره وهوما يفسر تعقب الامويين لأمره وهنا نقف على تأثير ذلك الامر في نفوس السلطة آنذاك التي جعلت الجعد يهرب ليستقر في الكوفة التي كانت مركزا لمعارضة الحكم الاموي والتي احتضنت ارضها حركات المعارضة والتهبت فيها ابرز الثورات واهمها انذاك , ولا تسعفنا الروايات بان علاقة بين الجعد وممن كان في الكوفة هي التي قادته الى هناك لكن يمكن القول ان اختياره للكوفة ربما اسغب عليه نوعا من الامان النفسي الذي اضافه في مقابل تعقب الامويين له , وفي الكوفة التقى الجعد بالجهم بن صفوان وهو الذي ستتيح له الظروف فيما بعد ان يصبح تلميذا للجعد وناقلا لأفكاره في القدر وخلق القران وفي الكوفة ايضا كانت نهاية الجعد بيد السلطة حيث وقع بيد مطارديه , ولا تنقل الروايات شيئا بعد ذلك الا حادثة توسط ذويه لدى الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك في امره الذي كان جوابه ( الا يزال حيا) وهي عبارة يفهم منها الاثر الذي تركه الجعد في نفوس اصحاب القرار انذاك كما انها اشارة وايذنا بقتله وليكون لمقتله رسالة تصل الى كل من تحدثه نفسه بالأيمان بالقدر ولإرهاب من كان في الكوفة من المعارضين ايضا وليصل ارهاب السلطة الى اقصى حدوده فقد اختير عيد الاضحى وهي المناسبة التي تجمع الناس للصلاة وتبادل التهاني وحيث يكون المسجد هو المكان لذلك فقد اختار والي العراق ذلك اليوم بعد صلاة الفجر والجعد بين يديه مخاطبا الحضور ( ايها الناس انصرفوا الى منازلكم وضحوا بارك الله لكم في ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم ) وذبحه عند اسفل المنبر
انتهى الجعد صريعا بسيف والي العراق وسالت دماؤه في ارض الكوفة وهو الذي لم يحمل سيفا ولم يعرف عنه انه تامر لقتل خليفة او لتقويض سلطان لكن افكاره سالت فيما بعد حتى تلاقفها كثيرون فظهرت المعتزلة وفرقها وتحركت اجواء التساؤل الفلسفي فازهرت دماء الجعد فكرا ردده ابن رشد قولا : (ان للأفكار اجنحة وهي تطير لأصحابها ) وكان فيما بعد ان برع المعتزلة_ وهم تلاميذ الجعد وان بطريقة غير مباشرة – برعوا في التفسير العقلي حتى اطلق عليهم اهل العقل في الاسلام.



#ظافر_اكرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
- الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ظافر اكرم - الجعد بن درهم اضحية الفكر _قراءة في تاريخ محرم