|
وقفة مع تفجير مانشستر.
مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)
الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 09:31
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ما تابعه العالم بعين الاسى امس واليوم هوالتفجير الذي وقع مساء الاثنين في حفل غنائي، في مدينة مانشستر شمال إنجلترا ، وكانت الشرطة البريطانية أعلنت في حصيلة أولية وقوع 22 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً.،وكشفت الشرطة البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن هوية منفذ تفجير مانشستر، الذي استهدف حفلا للمغنية الأميركية، أريانا غراندي، مساء أمس الأثنين، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات. وفي ما يلي أبرز معلومات عنه، بحسب ما كشفتها وسائل الإعلام البريطانية. يبلغ سلمان عبيد من العمر 22 عاماً ولد وتربى في دولة احتوته ووفرت له الامان وكافة حقوقه الانسانية فرد الجميل بقتل اطفالها ، حيث ولد في مانشستر عام 1994، والده ووالدته لاجئان ليبيان، جاءا إلى المملكة المتحدة هرباً من نظام معمر القذافي. ان ما حدث يؤكد على بداية عدة مؤشرات تشير بنقلة نوعية في اتجاه تنفيذ الهجمات الإرهابية ، وكلها معطيات تحسم النقاش على أن الإرهابيين باتوا يعتمدون على الاختيار الكمي والذي يقوم على أساس اختيار الاهداف التي تظهر اجرامهم ووحشيته لتوضح انهم يستهدفون الجميع ولا يفرقون بين امراءة او كبير سن وحتى الطفل الرضيع .
حقيقة الجميع يتسال ويناقش مالحل لمعظلة الارهاب وجنونه ؟ ببساطة لمعالجة مرض ما يجب ان يعلم ماهو وما اعراضه وكيف تنقل عدواه ويدخل الى الجسم , فالمرض هو الإرهاب: يعرف بأنه فعل عنيف منظم وسرى وله هدف محدد ذو طابع سياسى وجنائى معاً، ترتكبه مجموعة او تنظيم، اعراضه : يتم فيه استعمال القوة أو التهديد بها وإثارة الخوف والرهبة، وهو وسيلة للقتال العشوائى لا تحدها قيود إنسانية ولا قيم اخلاقية ، تتضمن الإكراه والابتزاز فى ظل دعاية مدبرة. وضحايا الإرهاب دائما ما يكونون أبرياء من المدنيين غير المقاتلين فالإرهاب فعلاًليس لصيقاً بدين أو ثقافة ، فكثير من الأديان والأيديولوجيات على مدار التاريخ قد أنتجت إرهاباً وإرهابيين، أفرطوا فى التخريب والتدمير، وعاثوا فى الأرض فساداً، متوهمين أنهم أبطال يقاومون الظلم والقهر و ينصرون الحق وينشدون الخير للبشرية . لكن لاسف فإن الحلقة الأعلى صوتاً من الإرهاب فى تاريخ العالم المعاصر تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، تتوزع على أماكن ودول عديدة، وانتقلت فى العقد الأخير من المحلية إلى العالمية،ومتنقلة فى القارات الست ووفق شعارات منها مواجهة «القوى المعادية للإسلام» وإن كان فكرهم لا يمت إلى التفكير العلمى بصلة، لكننا لا يمكن أن ننكر أن التنظيمات الإرهابية الأكثر صخباً فى العالم الآن ترفع الإسلام شعاراً سياسياً ً.
بعد ان عرضنا المرض وشرحنا اعراضه السؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المقام هو: كيف نواجه الإرهاب؟ والإجابة هى أن هناك ثلاث طرق، الأولى دفاعية والثانية هجومية ،وهذه مسؤولية الاجهزة الامنية بمساعدة سكان البلد والمقيمين فيه والثالثة مسؤولية اخلاقية وانسانية. فى الأولى نحن نحصن مواقعنا وشوارعنا ومنشآتنا ونفرض حراسة مشددة على الأشخاص المطلوب قتلهم فلا نجعلهم صيداً سهلاً للإرهابيين. وفى الثانية نذهب إلى الجحور التى يختبئ فيها هؤلاء القتلة فنخرجهم منها صاغرين، وهذا أمر يتطلب جمع لمعلومات كافية عنهم، ووجود خطط محكمة للوصول إليهم. لكن كلتا الطريقتين هما محض تدبير قصير الأمد، يغلب فيه الأمنى ما عداه، وهذا لا يمكن أن يشكل حلاً ناجعاً ومستقراً، وهو إن كان لا غنى عنه فى المواجهة العاجلة والتكتيكية للإرهابيين فإنه لا بد من وضع استراتيجية للقضاء على الإرهاب أو تخفيف حدته وضرب أهدافه بعيدة المدى، وهذا لن يتم إلا من خلال تعليم يعلم أولادنا «أسس التفكير العلمى» لأن الإرهابيين يصطادون من يسلمون بكل ما يقال لهم وأذهانهم مغيبة أو غير قادرة على التمييز والتحليل، ومن خلال ثقافة تنتصر للقيم الإيجابية والمعتدلة، ومن خلال إصلاح دينى تأخر طويلاً، وإلى جانب كل هذا يجب أن تكون هناك خطة لتنمية مجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً لأن الإرهاب يقتات على الفشل.
الثالثة وهي مهمة الانسانية اجمع والعرب والمسلمين بشكل خاص الا وهي ادانت الاعمال الارهابية والوقوف مع الضحايا اين ماكانوا ،فبصراحة ان الفعل الارهابي رغم فضاعته ومدلولاته الا انه لا يوازي ما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي من شماته ببريطانيا او اوربا بشكل عام, ولكن هل يعي هؤلاء ان الإرهاب هو الإرهاب ولا يجوز التردد فى إدانته، ولايجوز البحث عن عذر له، لانه يعنى - ضمنياً - الترويج له وتقديم الدعم المعنوي له ، ويكشف عن رغبة مرضية دفينة فى الانتقام من الآخرين، وهى تؤذى أصحابها قبل الآخرين. فلاحظ الجميع ان الشامت من هؤلاء يتعكز بشماتته ويقول.. «ذوقوا بعض ما نذوقه يومياً من أمثال هؤلاء».. و«مثل ديمقراطيتكم وفرت الحماية للإرهاب وللإرهابيين..» و« صنيعتكم.. بضاعتكم ردت إليكم». وينسى هؤلاء جميعاً، أن الإرهاب أعمى، ويدمر كل من فى طريقه، وقد يبدأ الإرهاب بهدف يرضى البعض من المرضى او المغيبين عنه، لكنه ينتقل إلى الجميع، فيما بعد والحق أن مشاعر الشماتة، هى فى النهاية حالة سلبية وتنم عن الضعف الإنسانى، يجب أن نسمو عليها، لأن هذه الحالة، وفى هذا الموقف، تؤدى عملياً إلى تقديم عون معنوى للإرهاب ولأنصاره، حتى لو كان الشامتون من ضحايا الإرهاب ومن أعدائه. فالإرهاب يسعى إلى خلق الانقسام فى اي مجتمع وزرع الفتن بين اديانه وليسهل عليه العيش فيه ، ومن هنايجب ان نقول اننا يجب ان توحد امام اي عمل ارهابي في مكان في العالم لاننا ان لم نكن اخوة في الدين فنحن اخوة في الانسانية
#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)
Mohanad__Albadri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة وخط احمر العصائب !!!!!
-
في 9-4 خذوا كل ماسرقتم واتركوا لنا ماتبقى من الوطن.
-
الموصل وال 50 مليار !!!!
-
ميليشا الصميدعي 2017!!!
-
نعزي المرأة العراقية بأيامها (8-21 اذار)!!!!
-
رسائل في عيد المعلم
-
الشهيد ابو بكر السامرائي - انتصار الدم على السيف
-
في ذكرى محرقة ملجأ -25 العامرية -
-
شبابا خرج بعلم بلاده ليعود مكفننا به(السلمية والدم)
-
بالحرف الواحد (يفوتك من مشعان صدق كثير)!!!!
-
عذرا- بكر الجنابي فأنت مجرد مواطن عراقي!!!!
-
- حرامي البيت ما ينحمي منه - الصدر ،جميلة ،سامراء نموذجا !!!
-
المليشات الارهابيه تكمم صوت الحق (افراح شوقي).
-
إرهاب حزب الدعوة
-
في زمن عديلة ...حتى الملائكه حرقت !!!
-
حدث في مثل هذا اليوم ( 2 - اب ).
-
شهرزاد والعبادي
-
وقفة مع هجمات الارهاب في المانيا وفرنسا .
-
24تموز ذكرى ابتلاع داعش للنبي يونس
-
لماذا داعش يضرب في كل مكان اﻻ ايران !!!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|