|
القيادية بالحركة الشعبية لتحرير السودان الاستاذة نعمات أدم جماع : الحركة الشعبية حركة تحرر وطني قادرة علي الامساك بجوهر شعاراتها
طارق علي حامد
الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 05:45
المحور:
مقابلات و حوارات
الاستاذة نعمات آدم جماع لا تحتاج الي كثير تعريف، فهي واحدة من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان وشغلت عدد من المواقع داخل الحركة الشعبية منها منصب الأمين العام للحركة الشعبية بولاية النيل الأبيض ـ سابقا ـ وهي حاليا عضو بمجلس التحرير القومي للحركة الشعبية وعضو وفد الحركة بالمفاوضات الأخيرة التي جرت بأديس أبابا بين الحركة الشعبية والحكومة، كما خبرت الاستاذة نعمات قسوة معتقلات وسجون نظام الانقاذ من خلال تصديها للعمل الجماهيري وقيادة المظاهرات والمخاطبات. (الميدان) جلست مع الاستاذة نعمات بمنزلها العامر بكوستي ـ حي الرابعة ـ لتقلب معها بعض الأوراق فيما يخص الحركة الشعبية كجسم فاعل في الساحة السياسية السودانية وفي المعارضة السودانية، ولا استجلاء الواقع الحقيقي داخل الحركة الشعبية في ظل (حرب البيانات) المشتعلة حاليا في عدد من المواقع الأسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف السيارة، واضعين في حسباننا ان وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان في هذا المنعطف التاريخي من نضال شعبنا ضد نظام سلطة الرأسمالية الطفيلية الحاكم في السودان هي جزء لا يتجزأ من وحدة المعارضة. فالي مضابط الحوار. *استاذة نعمات آدم جماع كيف تنظرين كقيادية في الحركة الشعبية لتحرير السودان وكعضو في مجلس التحرير القومي الي الوضع الماثل الآن داخل الحركة الشعبية..؟؟؟ اولا في البداية دعني أرحب بصحيفة (الميدان) وتحية خالصة لهيئة تحرير (الميدان) ولقراءها الكرام، اما بخصوص سؤالك فانا اعتقد ان الحركة الشعبية لتحرير السودان هي حركة تحرر وطني تحمل رؤي وأهداف لمشروع سوداني يستوعب في داخله كل مكونات الشعب السوداني والحركة الشعبية هي (فكرة) تقرب بين المجموعات المتعددة من أجل برنامج يستوعب واقع التعدد والتنوع الموجود علي مستوي الدولة السودانية (رغم انفصال الجنوب) وبناء دولة المواطنة والعدالة والحقوق المتساوية وانهاء التهميش وتحقيق التنمية المتكافئة في ظل حكم ديمقراطي تعددي وانهاء الظروف التي قادت للصراع الذي نشأ بسبب الظلم والتهميش بسبب سياسات الطقمة الحاكمة. ومن هنا فانني اعتقد ان الحركة الشعبية لتحرير السودان حركة قوية وفاعلة في الساحة السياسية ولها دور محوري (محلي واقليمي) ومنوط بها فك حالة الجمود السياسي الراهن، ومنذ التأسيس الثاني للحركة الشعبية في 10 أبريل 2011م بالسودان واجهت الحركة الشعبية حملة شعواء من الخصوم التاريخيين والجدد بالاضافة الي ضغوطات خارجية كبيرة من أجل دفع الحركة للتخلي عن رؤية ومشروع السودان الجديد، وحصر الحركة في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، وشنت هذه القوي حملات منظمة وممنهجة بمستوي عالي ضد قادة الحركة الشعبية وعلي رأسهم القائد عبد العزيز الحلو واستهدفت أكثر القيادات فاعلية في الحركة الشعبية. فالحركة لن تتراجع عن مشروعها في بناء السودان الجديد مهما كانت الضغوطات والتحديات. والحركة الشعبية من خلال نضالها تمرنت علي الصعود في الرمال المتحركة داخليا واقليميا ودوليا وتمسكها برؤية السودان الجديد هو جوهر الصراع وهو ما جعلها تحت (نيران متعددة) كما يحدث الآن، وبالرغم من ذلك فقد استطاعت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بحكمتها السياسية معالجة الأوضاع التي أحدثتها مجموعة صغيرة تعد علي أصابع اليد الواحدة، هذه المجموعة الصغيرة(مجلس التحرير لجبال النوبة) قامت باختطاف قرار المجلس القيادي للحركة الشعبية لتحرير السودان مع العلم ان بعض اعضاء هذه المجموعة ليسو اعضاء بمجلس التحرير القومي والمجلس القيادي حيث حاولوا الغاء الجهة التي عينتهم بجرة قلم كما يقولون وهو المجلس القيادي القومي للحركة. *أرجع بعض المحللين السياسيين وكتاب الأعمدة أن سبب ما يحدث الآن داخل الحركة الشعبية هو عدم قيام المؤتمر العام للحركة بالشمال بعد انفصال الجنوب وتكوين الهيئات القائدة بالتعيين ما مدي صحة ذلك..؟؟؟ قبل الاجابة علي هذا السؤال دعني اسرد لك مقدمة قصيرة لو سمحت، ففي اعتقادي ان تفشي الفقر والممارسات السياسية السالبة في السنوات الماضية علي مستوي الحياة السياسية السودانية عموما في البلاد أدي الي تنامي ظاهرة (التوجهات الفردية) والطموحات الشخصية بالأضافة الي تفشي ظاهرة (الانتهازية السياسية) التي لا تري في العمل السياسي سوي المغانم والمكاسب المالية والوظيفية الأمر يحتاج ـ من وجهة نظري ـ الي معالجات علي المستوي السياسي والتنظيمي واعلاء راية المبادئ التي قامت عليها الحركة الشعبية والتي تجعل من الحركة الشعبية حركة تحرر وطني سودانية قادرة علي الأمساك بجوهر شعاراتها في بناء مجتمع جديد، وهناك دور أساسي في ما يحدث الآن داخل الحركة الشعبية يقوم به نظام المؤتمر الوطني الحاكم والتدخل المستمر من أجهزة أمن هذا النظام وصحافته ومحاولاته المتعددة للنيل من الحركة الشعبية ومحاولة شقها وتفتيتها واضعافها . فوحدة الحركة الشعبية ليست في مصلحة النظام وعلي جماهير الحركة الشعبية أدراك هذه الحقيقة . وهي صراعات في اعتقادي لا علاقة لها بانعقاد المؤتمر العام للحركة الشعبية من عدمه بقدر ما لها من علاقة بالطموحات الشخصية لبعض الافراد. ولكن هذا لا يعني ان الحركة الشعبية غير مهمومة بمسأله انعقاد المؤتمر العام الثالث للحركة. فنحن في الحركة الشعبية أشد حرصا علي انعقاد المؤتمر العام الثالث للحركة أكثر من غيرنا من كتاب الرأي والأعمدة من المختصين في الشأن السياسي كما تفضلت في سؤالك. *في تقديرك استاذة نعمات كيف يمكن احتواء هذه التباينات والخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان من أجل الحفاظ علي وحدة الحركة كجسم سياسي معارض وله وزنه في الساحة السياسية السودانية..؟؟؟ أعتقد ان ذلك يمكن ان يتم عبر التمسك برؤية السودان الجديد وبناء الحركة كحركة تحرر وطني في كافة أرجاء السودان وذلك عبر العمل الجماعي ومكافحة (جرثومة) التكتلات والشلليات والاعلاء من راية الانضباط التنظيمي داخل الحركة وسد جميع ثغرات الاختراق التي تتسلل منها الاجهزة الأمنية لتصل الي غايتها المتمثلة في تخريب عمل الحركة الشعبية والعمل السياسي المعارض في مجمله، بالاضافة الي مكافحة التوجه الأثني والمناطقي الذي يقتل روح وفلسفة السودان الجديد التي تقوم عليها الحركة الشعبية، والتي ترمي الي ازالة الحواجز الدينية والعرقية البغيضة، كما انني أدعو من منبر (الميدان) جميع القوي الوطنية والديمقراطية ان لاتنزلق في فخ (نهش لحم) الحركة الشعبية لتحرير السودان، فالواقع السياسي الراهن والمتمثل في تخريب الحياة السياسية والنهب المنظم لثروات البلاد والفساد والفقر والجوع الذي أصبح يعم جميع أرجاء الوطن يتطلب وحدة المعارضة أكثر من أي وقت مضي الأمر الذي يعجل برحيل هذا النظام الفاسد. *هل تعتقدي ان هناك ـ من وجهة نظرك ـ جهات تابعة للنظام الحاكم أو منابر اعلامية بعينها تعمل علي تأجيج الصراعات داخل الحركة الشعبية وبالتالي بث خطاب معادي لوحدة الحركة الشعبية مبني علي أسس عرقية وأثنية. وكيف تنظرين الي هذا الخطاب..؟؟؟ نعم . اعتقد اننا في ظل نظام يستخدم جميع الوسائل للنيل من وحدة الحركة الشعبية. ففي الأيام القليلة الفائتة تكاد لا تخلو صحيفة أو أي وسيلة اعلامية أخري (مرئية أو مسموعة) من خبر حول الحركة الشعبية واحيانا التدخل في شؤون داخلية تخص العمل التنظيمي للحركة الشعبية وهناك صحف بعينها تخصصت في بث خطاب الكراهية والتفرقة والتحريض ضد الحركة الشعبية، وكل ذلك من أجل تفتييت وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان. ولكن هذا لا ينفي بالطبع ان هناك قله مما يمكن أن أسميهم أصحاب النفوس الضعيفة أو أصحاب المصالح الذاتية الخاصة الذين تبناهم النظام وبالتالي هرولوا نحوه، وقاموا بتكوين أحزاب صغيرة تدور في فلك هذا النظام وفاقدة للارادة السياسية الحرة. ويمدها النظام ماديا عبر (الاستوزار) والصرف علي الرحلات الخارجية لبعض العناصر الانتهازية ـ ومنهم من تم فصله من الحركة الشعبية ـ ومازال يتحدث بأسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، كما انه ما زالت هناك مجموعات صغيرة في الخرطوم ـ بدون ذكر للأسماء ـ تحاول ان تجد لها وظائف او مقاعد في ظل هذا النظام البائس الذي أفقر شعبنا، وهذه التكوينات ليس لها أي سند دستوري أو لائحي وهدفها الأساسي هو البحث عن المناصب، ونسيت تماما ان الحركة الشعبية لتحرير السودان هي حركة ثورية قائمة علي أهداف ورؤية وبرنامج، وان لديها مجلس قيادي قومي ومجلس تحرير قومي هو الجهة الوحيدة المخول لها اتخاذ القرار داخل الحركة الشعبية. ولكن بالرغم من ذلك فانني أقول بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان ثابتة وماضية في طريقها لاسقاط النظام وحققت الكثير من الانتصارات ـ علي المستوي السياسي والعسكري ـ ودفعت قيادات الحركة ثمن هذا النضال الطويل بالسجن والاعتقال والتضييق علي الحريات. بالاضافة الي محاصرة الصحف وتقييدها بخط تحريري محدد يحقق رغبة النظام الحاكم وأهدافه في تفتيت أي حركة سياسية تدعو لاسقاطه، (فاستهداف الحركة الشعبية غير معزول عن استهداف جميع التنظيمات التي تعارض النظام)، وبث خطاب أثني عنصري ضد الرفيق ياسر عرمان وظل النظام يدق بشدة علي حجر أبناء المنطقتين ليحقق بذلك انتزاع ملف التفاوض من الرفيق القائد ياسر عرمان. *تم عقد اجتماع في الأيام القليلة الفائتة للمجلس القيادي للحركة الشعبية بمنطقة كاودا وضم الاجتماع قيادات بارزة في الحركة علي المستويين المدني والعسكري. ما هي مخرجات ذلك الاجتماع..؟؟؟ من أهم مخرجات المجلس القيادي القومي للحركة الشعبية والذي انعقد في الفترة من 25 مارس وحتي الثالث من أبريل الماضي هو ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تجدد تمسكها برؤية السودان الجديد وتمديد وقف العدائيات حتي نهاية يونيو القادم، رفض استقالة نائب رئيس الحركة الشعبية القائد الميداني عبدالعزيز آدم الحلو ، الغاء قرارات مجلس تحرير جبال النوبة (المعين)، لان ما تم أتخاذه من قرارات ليست من صلاحيات هذا المجلس، والمجلس غير مخول له مناقشتها، بالاضافة الي تمتين التحالفات القائمة مع نداء السودان والجبهة الثورية وقوي المعارضة الأخري الراغبة في التغيير، وتمسك الحركة الشعبية بوفدها المفاوض وموقفها التفاوضي، ومن المخرجات المهمة أيضا لهذا الاجتماع التحضير لعقد المؤتمر العام الثالث للحركة . *استاذة نعمات آدم جماع ونحن في نهاية هذا الحوار الشيق والجميل هل تريدي توصيل أي رسالة للشعب السوداني عبر (الميدان)..؟؟؟ نعم . أولا رسالة عاجلة الي الشعب السوداني وهي تنظيم الصفوف والاستعداد لمركة اسقاط النظام الذي تسبب في موت الشعب السوداني عن طريق توطين الفقر والجوع والمرض والغلاء في اسعار السلع الاستهلاكية الضرورية واشعال الحروب في جميع أرجاء الوطن وحاليا الكوليرا ـ كما تعلم ـ تفتك بالمواطن السوداني في ولاية النيل الابيض تحت سمع وبصر الحكومة دون ان تحرك ساكنا. فعلينا ان نتوحد من أجل أسقاط هذا النظام وبناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة. فالنظام قد شغل الشعب السوداني بما يسمي بـ(الحوار الوطني) لأكثر من ثلاثة اعوام وانتهي هذا الحوار (المضروب) بحكومة سوف تكون أكثر عبئا علي السودانيين وثانيا رسالة عاجلة أيضا لجماهير وأعضاء الحركة الشعبية وهي ان لا ينساقوا وراء ما يرشح في وسائل الاعلام في هذه الأيام وهي وسائل أعلام وصحف (مشبوهة) يشرف علي تحريرها النظام ويغدق عليها من مال الشعب السوداني المنهوب وذلك بهدف تكسير وتفتيت وحدة المعارضة والقوي الوطنية والديمقراطية . كما أدعو جماهير الحركة التمسك برؤية السودان الجديد التي أستشهد تحت راياتها القائد الرفيق دكتور جون قرنق دي مبيور والقائد الرفيق يوسف كوة مكي والرفيق القائد يحي بولاد.
#طارق_علي_حامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نفي الصراع الطبقي .. لمصلحة من..؟؟ وقفات مع كتاب (علي عبد ال
...
-
ما أسهل التغريد خارج قنوات الحزب : مناقشة هادئة مع الدكتور ا
...
-
ورحل قلب آخر نابض بحب الانسانية
-
(اليسار السوداني روائيا) قراءة نقدية في رواية (بيني وأم ريتا
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|