أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟















المزيد.....


لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست من أنصار الخلط بين الدين والسياسة، ولست من »المريدين« لأي حزب »ديني« أو أي جماعة ترفع الرايات الدينية في مجال العمل »الدنيوي« العام.
كان هذا هو موقفي الفكري السياسي، ولا يزال كذلك.
ومع ذلك.. فانني ضبطت نفسي متلبساً بعدم معاداة الفوز الساحق الذي حققته حركة »حماس« الإسلامية في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة.
أو علي الأقل رفض التعامل مع هذه النتيجة باعتبارها »كارثة«، أو حتي باعتبارها »مفاجأة« من الوزن الثقيل.
وأسبابي في ذلك كثيرة ومتعددة.
منها أننا يجب ألا ننسي أنا هناك فارقاً كبيراً، وربما يكون كيفياً، بين تنظيم ديني تحت الاحتلال وتنظيم ديني لا يعيش في ظل الاحتلال.
فالأول تنطبق عليه قوانين حركات التحرر الوطني والثاني تسري عليه قوانين الصراع السياسي والاجتماعي.
وبالتالي فان حركة مثل »حماس« لها أكثر من هوية شأنها شأن أي حركة لكن الهوية الأساسية هي هوية النضال من أجل التحرر الوطني.
وحتي إذا كانت الهوية الدينية موجودة بقوة، وزاعقة، فان مهمة الاستقلال والخلاص من الاحتلال تسبق مهمة شكل الدولة الفلسطينية التي ستتم اقامتها بعد التحرير.
الأمر الثاني أن البدائل الأخري المطروحة في مواجهة »حماس« أثبتت عدم جدارتها إلي درجة كبيرة.
وأكبر هذه البدائل وأهمها هي حركة »فتح« بتاريخها الطويل، ونضالها التاريخي، وريادتها في حمل لواء الكفاح المسلح وإطلاق الرصاصة الأولي.
لكن هذا الرصيد المجيد بددته سنوات متصلة من الهوان السياسي، والتورط المشين في الفساد، وسوء الادارة، والفشل تلو الفشل في تحقيق تقدم يذكر في إطار استراتيجية التفاوض التي وصلت إلي ذروتها في نهج اتفاقيات أوسلو.
وربما كان هذا الفشل السياسي، المقترن بفضائح تزكم الأنوف عن الفساد الذي وصلت بعض حكاياته الخرافية إلي حد اتهام قيادات »فتحوية« بالتورط في »بيزنس« بناء الجدار العازل،.. ، نقول ربما كان هذا هو السبب الأكبر للتصويت الانتقامي والعقابي لصالح حركة »حماس«، أكثر من الموافقة علي برنامج هذه الحركة الإسلامية.
وهذه قسمة مشتركة بين التصويت لصالح الاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية وبين التصويت لصالح حركة حماس التي هي نهاية الاخوان المسلمين الفلسطينيين - في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ورغم ان الحزب الوطني ليس له سجل حركة فتح فإنه يشاطرها في كثير من سلبياتها.
كما تتمثل قسمة مشتركة أخري في هزال القوي المعارضة العلمانية الديمقراطية وضعف شعبيتها في مصر وفلسطين وهذه مسألة بالغة الأهمية تستحق وقفة تحليلية ومعالجة مستقلة.
القسمة الثالثة المشتركة »التخويف« من هذه »الفزاعة«.
صحيح ان »الاخوان« في مصر لم يحصلوا سوي علي 20% من مقاعد البرلمان، بينما حصلت »إخوان فلسطين« علي أكثر من 60% من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني (76 مقعداً مضافا إليها أربعة مقاعد للمستقلين من اجمالي 132 مقعدا«.. بيد أنه تم إشهار سيف التخويف هناك وهناك من »البعبع الاخواني«.
وصحيح أيضا أن أسباب التخويف مختلفة، لكنها في الحالة الفلسطينية تكتسب وزناً أكبر بكثير لأسباب متعددة، منها أن »حماس« حققت نتيجة كاسحة لا تؤهلها فقط للتأثير في صنع القرار وانما تؤهلها للامساك بزمام السلطة (إذا جاز استخدام هذه الكلمة في ظل الاحتلال!).
ومنها أن هذا الانتصار الهائل لحركة »حماس« يفترض أن تصاحبه تغيرات »استراتيجية« متعلقة بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وما يرتبط بذلك من آثار اقليمية ودولية.
فهذه الحركة لم تحصل علي أصوات الناخبين »خلسة«، وإنما حصلت عليها بناء علي »برنامج« محدد، وهذا البرنامج يختلف اختلافا جذريا عن برنامج »أوسلو« الذي تسلحت به حركة »فتح« وأدارت أغلبية الناخبين ظهورها لها وله.
والآن.. وبعد أن وقعت الفأس في الرأس.. يواصل الكثيرون سياسة التخويف من آثار هذا »الزلزال« كما أسماه الكثيرون.
وأول الأمور التي تعتمد عليها حملة التخويف أن هذه النتيجة ستعطي للاسرائيليين - بكل تياراتهم وفصائلهم من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار - الحجة للتنصل من استحقاقات السلام لعدم وجود »شريك«.
وهذه حجة متهافتة لأن »فتح« التي قدمت كل التنازلات في ظل أوسلو وغير أوسلو، وتحت قيادة ياسر عرفات ومحمود عباس علي حد سواء، لم تشفع لها تنازلاتها و»مرونتها« في أن تحظي بلقب »الشريك«. ولعلنا لم ننس بعد أن الاسرائيليين حاصروا الزعيم التاريخي ياسر عرفات في غرفة ونصف في مبني المقاطعة شهورا متصلة بنفس ذريعة أنه ليس »شريكا« صالحاً.
وبعد أن قتل الاسرائيليون أبو عمار، بالسم، وترحيبهم بالرئيس أبو مازن لم يقدموا له أي مساعدة، بل إنه يمكن القول بأن تصلبهم مع أبو مازن كان أحد الأسباب الاساسية لتصويت الفلسطينيين لصالح »حماس«.
فقد جرب الفلسطينيون »الحمائم« ولم يحصلوا علي شيء.. فلماذا نلومهم إذا صوتوا لصالح »صقور« حماس.. علي أمل أن يأتوا بما فشل فيه »الواقعيون« من أنصار أوسلو؟!
صحيح أن هناك مشاكل في حجم الجبال ستواجه »حماس« بعد أن نزلت من العالم المثالي للمعارضة إلي السفوح الوعرة لمتطلبات الواقع اليومي وموازين القوي المختلفة.
وصحيح انها ستكون مطالبة من اليوم فصاعداً بتوفير رواتب آلاف الموظفين وقوات الأمن في ظل تهديدات بتوقف أو نقص المساعدات والمنح.
وصحيح أنها ستكون مطالبة بالبرهنة علي مصداقية شعاراتها في كل القضايا، وبالذات القضية الوطنية بعد ان اصبح واجبا ترجمة »الشعارات« الي »سياسات«..
لكن ما المانع من اعطاء فرصة لهذا الخيار الجديد الذي منحه الشعب الفلسطيني ثقته؟
وماذا يفيدنا من حركة تقول انها لا تمانع من اللجوء الي »التهدئة« بشرط ان تكون هذه التهدئة احد تكتيكات »المقاومة«؟
ولماذا »نزعل« إذا أصرت »حماس« او غيرها علي تبني استراتيجية »المقاومة« خاصة بعد ان رأينا ان استراتيجية التخلي عن كل صور المقاومة -سياسية وغير سياسية- لم تسفر عن اي شيء سوي زيادة الطين بلة؟
ثم هل هناك »عرض« للسلام الحقيقي تقدمه اسرائيل، وجاء فوز حماس ليهدده؟!
في حدود علمنا لا وجود لمثل هذا العرض، لا في عصر ياسر عرفات او عهد محمود عباس.. فلماذا نلوم »حماس« علي تضييع فرصة غير موجودة أصلا؟
وإذا كان لكل هذا من معني، فان هذا المعني هو أن فوز »حماس« ليس بالضرورة »تسونامي للتدمير«.
ولكن هذا لا يعني أن هذا »التسونامي« ليس بلا مشكلات فلسطينيا واقليميا ودوليا.
لكن هذه قصة أخري.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة ليست مصير جمعية أهلية.. بل مصير وجه مصر الثقافى
- تشيني غادر حدود أمريكا.. إذن توقعوا مصيبة وشيكة!
- أزمة بيت الحكم الكويتي.. جرس إنذار للجميع
- النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!
- ذمة الوزراء علي العين والرأس.. لكن المطلوب آلية قانونية لمنع ...
- كليمنصو!
- هل نكتفي بالتباهى ب -شعر- أختنا اللاتينية؟!
- .. لكن هل يجوز أن تكون الرئيسة مطّلقة .. وعلمانية؟!
- النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء
- رئيس تحرير تحت الطلب
- أربع ساعات مع رئيس الحكومة !
- شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية
- حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟