أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الحاج صالح - الوجعة العربية














المزيد.....


الوجعة العربية


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يبدو أن الطيور لاتأبه لجوازات السفر ولا لتأشيرات الخروج حتى ولا لإشارات المرور ولاتهتم لأمر الحدود، وهي تطير بحرية تعبر الأجواء سواء أكانت مريضة بأنفلونزا الطيور، أم كانت سليمة لاتحمل فيروس السايروس ،ولقد بدأت زحفها الطائر عبر الفضاءات القريبة إلى سمائنا الحبيبة.

ونحن ندعو أن تبتعد عنا أجنحة الطيور التي تحمل فيروسها, والمشكلة أن حل مسألة ابعاد الفيوس وحامله بالأدعية هو أمر بعيد عن العلم وعن الواقع, فإلى جانب الأدعية والرغبة في عدم موت طيورنا, وعدم انتقال العدوى إلينا نحن البشر يتطلب الأمر منا عملاً جاداً في دوائر الصحة والزراعة والإعلام, لقد اعتدنا فيما مضى على الصمت, وإخفاء الكرب والحقيقة عن المواطنين، أما اليوم فإن الصمت لم يعد يجدي, ويوجد في بلدان العالم وفي بلادنا فيما أحسب علم يسمى: " إدارة الأزمات في الطوارئ" وأتمنى ألا ننسى كارثة سد زيزون وحرائق أحراشنا الشمالية .

وحتى اليوم نسمع في وسائط الإعلام أن بلدنا نظيف مائة بالمئة من أنفلونزا الطيور، وأمنيتنا جميعاً أن يكون هذا الأمر صحيحاً ، وأنا لا أدري حقيقة ذلك؛ لكنني أعلم أن موت الدجاج المباغت قد أخذ يحصد المئات من الطيور.

على الرغم من أن التلفزيون ينشر التوعية وهو في معظم البيوت اليوم؛ لكنَّ الناس يقلبون محطة التوعية والحديث الصحي حول أنفلونزا الطيور إلى روتانا, نانسي عجرم, وهيفاء وهبي, وروبي وغيرهن....

الطيور أخذت بالموت في قرية" حكر سمكة" قرب قرية خربة المعزة التابعة لمحافظة طرطوس منذ رأس السنة، ورغم مرور ما يقارب العشرين يوماً لم يسمع أحد بالأمر إلى أن تحدثت سيدة عن فقدانها 40 دجاجة وديكاً, وفقدان القرية لمعظم طيورها وهم يلقون بالطيور الميتة في البرية, ولا يوجد من يحرقها, ولولا المصادفة البحتة لم تقم تلك السيدة بالحديث, فلقد كانت تستجدي من يعوض لها فقرها نتيجة الفقدان وقال : إنها "الوجعة" ..

أعتقد أن واجبنا جميعاً أن نهب في محاولة لإدارة الأزمة في الطوارئ فهي اختصاص علمي هام ومن واجبنا أن نلتزم ببعض قواعده ، نجند إضافة للزراعة, والصحة, الهلال الأحمر وأن نفتح باب التطوع للعمل الشعبي, أو يكون هناك دائرة لمراقبة الأطفال في هذه القرية والقرى المجاورة, وتنبيه المواطنين بحملات إعلامية في المراكز الثقافية والمدارس للانتباه إلى كارثة محتملة الوقوع.

وعلينا ألا نخجل من مرضنا ومن العالم فالمؤتمر المنعقد في الصين اليوم وتحضره 70 دولة من العالم يطلب تبرعات بمليار دولار من أجل انفلونزا الطيور.

في القرية يقولون إنها ( الوجعة ) وهي مرض قديم يصيب الدجاج فيميته.. واليوم نقول دون رعب: ن ننفي علميا جائحة أنفلونزا الطيور, لا داعي للقلق والاضطراب فما نحتاجه أعصاب هادئة, وإرادة قوية وعمل منظم مستمر للقضاء على الجائحة سواء كانت أنفلونزا أو وجعة ...

ولا ننسى أن يكون هناك طريقة للتعويض على المواطنين الذين أتى المرض ليزيدهم فقراً على فقر .

أرجو من الذين يملكون زمام الأمور المبادرة إلى عمليتي الوقاية والإنقاذ, أو مكافحة المرض, وفحص الأطفال المشتبه بهم, وما نخشاه أن يتم التستر على المرض بحجة السياحة والرعب ومناعة سمائنا من الجائحات علماً بأن المرض لاينتقل من إنسان إلى إنسان، والفيروس يموت بحرارة 70 درجة مئوية، نحن بحاجة إلى حملة شعبية ورسمية واسعة تعمل على توعية المواطنين وإفهامهم بأن حياة أطفالهم أهم من حياة الطيور، خاصة وأننا بدأنا نسمع بعض التلميحات والشائعات عن مرضى أصيبوا ب "الجريب " الأنفلونزا" ثم ماتوا لكن الأطباء يؤكدون بأنها ذات رئة لاعلاقة لها بالفيروس، وعلمت أن اختبار كشف الفيروس موجود في بلادنا في كل محافظة بشكل محدود ،

أخيراً أوأكد بأن الغاية من المقالة ليس دب الرعب والذعر إنما الحيطة والحذر ، فالمواطنون لايخبرون عن مو ت طيورهم، والمحافظات التركية على حدودنا مصابة بالمرض، والمرض ليس عيبا نتهرب منه ، أرجو أن يصغي المسؤولون إلى هذا النداء قبل أن ينتقل الفيروس إلى وطننا وإلى الإنسان وتصبح الأزمة إن وجدت أشد خطورة وأكثر صعوبة من السيطرة عليها.

د. محمد الحاج صالح



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوانين السيئة السمعة
- الزمن بين المعارضة والسلطة
- البطالة وعملية الإصلاح الشامل
- ماالعمل
- أنقذو مقابر عازار
- سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
- تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس ...
- بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
- النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا ...
- مدبولي: مصر سيكون لديها فائض في الميزان التجاري بحلول 2030
- الذهب يصعد وسط ضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية
- تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لتعزيز الكهرباء في إفريقيا
- البرلمان المصري يوافق على قرض جديد من البنك الدولي
- سلطة النقد: نجحنا في تحقيق الاستقرار المالي رغم الأزمات الما ...
- بوينغ تخسر 11.8 مليار دولار في 2024


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الحاج صالح - الوجعة العربية