أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟














المزيد.....

ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟
ــــــــــــــــــــــــ
يوم 19 ماي 2017 على شاشة التلفزيون وقع تقديم الفاسد المجرم عماد الطرابلسي في هيئة الحمل الوديع ورغم أن الكاميرا كانت ثابتة فقد كان المشهد يراد به النفاذ إلى المشاعر لا غير. كان الهدف واضح جدا: غسل جرائم هذا الفاسد بالمفعول السحري "للاعتراف" اعتراف هو في حقيقة الأمر ليس سوى تلاعب بالحقيقة.
لم تكن الحقيقة هي التي تعني ولم تكن الجريمة هي التي تعني ولم يكن الضحايا هم الذين يعنون ولم تكن المصلحة العامة هي التي تعني.
لقد غاب كل هؤلاء وحضر فقط الفاسد المجرم ولكن في صورة الحمل الوديع يتحدث في أريحية تامة ويجيب عن أسئلة موجهة تتوسل أجوبة ملونة باردة أتقنت إخفاء جرائم عصابة لصوص ومصاصي دماء لأكثر من عقدين من الزمن.
في الحقيقة لا شيء يأتي صدفة فليس عماد الطرابلسي فقط من يراد له الخروج بصورة الحمل الوديع. المراد أن تخرج العصابة كلها بوجه الحمل الوديع.
المطلوب كان تمرير عملية واسعة تتظافر فيها كل أجهزة النظام لطمس معالم جريمة ضد عشرة ملايين امتدت لأكثر من عشريتين من الزمن...
والمطلوب كان أيضا الرضوخ لنفس العصابة مجددا .
الرضوخ لنفس العصابة مجددا عملية تشتغل عليها دوائر ذات نفوذ دوائر مشكلة في منظومة كاملة مترابطة مُطْبِقَة على كل الدواليب من الاقتصاد إلى السياسة إلى الإعلام إلى المخابرات و منظمة على طريقة المافيا.
الرضوخ لنفس العصابة عنوانه الكبير في هذا الطور من الانقلاب هو: المصالحة .
ليس مصادفة أن تمرر "شهادة" عماد الطرابلسي في هذا الوقت بالذات.
في منظور العدالة الانتقالية وفي منظور هيئة الحقيقة والكرامة تصبح الاعترافات شهادات
ويتحول المجرم إلى مجرد شاهد وراو وفي بعد آخر يصير ضحية.
إن المطلوب وبكل بساطة هو طمس الحقيقة أو حصرها في أمر مجانب لها تماما.
هذا هو المعنى الحقيقي للمصالحة التي تجتهد أجهزة الانتقال الديمقراطي في تمريرها.
إنها أعمق من مجرد مناكفة بين نداء تونس والنهضة في هذا الطور من الانتقال الديمقراطي و أبعد كثيرا من ذلك.
إنها أمر وقع إقراره من قبل العصابة منذ بعث هيئة الحقيقة والكرامة وربما حتى قبل ذلك بكثير. ربما يعود التاريخ تحديدا لزمن حكومة السبسي في 2011
منذ البداية لم يكن الهدف مما يسمى الانتقال الديمقراطي سوى: المصالحة مع الفاسدين
وقد كانت العصابة أول من يعرف أن الهيمنة السياسية لا تعني شيئا بعيدا عن النفوذ الاقتصادي
لقد كانت السلطة دائما بوجه اقتصادي مكشوف أو غير مكشوف ولقد غاب ذلك دائما عن أحزاب ومجموعات ـ الحريات السياسية مرحلة من مراحل الثورة... ـ
وها أننا نشهد وبالملموس أوهام مثل هذه المقولات البائسة وكيف يتحول هامش الحريات هذه مجالا لا يفتح سوى على مزيد هيمنة العصابة والاستبداد.
ليس غريبا أن يلعب المجرم الفاسد الأكبر بعد الديكتاتور بن علي عماد الطرابلسي الدور للتغطية على كل الفاسدين فلابد للمصالحة من رمز عبره تطوى كل الملفات وتقبر كل الحقائق وبنجاحه يخرج الجميع إلى العلن مطهرين من كل جريمة وفي لباس أبيض ناصع وتستمر اللعبة أشرس مما كانت .
ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
20 ماي 2017



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في ...
- تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسم ...
- في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
- الوضع في تونس ستبلغ الأزمة القاع وسيعود محيط الدائرة للاحتر ...
- تونس قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى
- رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت ريما جاكلين إسبر
- حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة - ...
- تونس نقابة التعليم الإبتدائي ومأزق سياسات الإستعراض والتحشي ...
- تونس قطاعا التعليم الابتدائي والثانوي بين مطرقة الوزارة وسن ...
- هيئة الحقيقة والكرامة في تونس تصنع المشهد المتلفز لتطويع الض ...
- مأزق نقابات التعليم في تونس: الارتباط بسياسة الحاكم والارتها ...
- لماذا يجب تعميم تجربة جمنة
- قراءة في البيان الأخير لبيروقراطية الإتحاد العام التونسي للش ...
- الهدم ليس مشروعا المشروع هو البناء
- تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية
- تونس البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحز ...
- هل سقط الجميع؟
- رسالة إلى السيد مصدق الجليدي
- لماذا دائما يعاد سؤال السياسة والتنظيم والتغيير وبحدّة؟
- في الموقف من نقابة التعليم الإبتدائي و متابعة لمقررات هيئتها ...


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟