رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
ربما كانت الكويت من أبعد البلدان بروزا الى الخاطر عند الحديث عن الصراع الديمقراطي للوصول الى السلطة ليس لكون البلد و أهل البلد غير مهيئين أو مؤهلين للمماسرة الديمقراطية و انما لطبيقة النظام الملكي المستقر هناك . غير أن هذه النظرة التي كان ينظر بها الكثيرون تغيرت مؤرخرا . البلد الذي كان هادئا مستقرا لعقود من الزمن ، و الذي لم يقطع هدوءه و لم يدخله في مسرح الأحداث سوى غزوه من طرف القوات العراقية في تسعينييات القرن الماضي ، يتصدر الاحداث مؤخرا في نشاط سياسي داخلي بين أجنحة العائلة الحاكمة من أجل الفصل في من يستحق التربع على عرش البلد بعد وفاة أمير البلاد .
بالرغم من الطابع الملكي الخام الذي يميز ذلك البلد ، فان الصراع أخذ طابعا قانونيا دستوريا في جو من الهدوء لا يتوفر لدى عدد كبير من دول العالم العربي التي كثيرا ما عرفت عنفا في الانتقال من حال الى حال و ورثت نتائج ثقيلة من جراء ذلك . و على الرغم من أن البلد بحكم طبيعته و تركيبة مجتمعه و ماضيه فانه لا يمكن أن يحيد عن الصراع الهادي و السلمي على السلطة فانه شكل ربما سابقة للأنظمة السياسية العربية في هذا المجال و رسم صورة لنظام يحتكم الى دستور قديم لا يتم تغييره حسب الأهواء و حسب معطيات و متطلبات كل مرحلة سياسيــة . و بقدر ما كان الصراع هادئا بقدر ما كان مؤدبا و بعيدا عن التطاحنات القذرة و السباب و الشتم ضد كل منافس . لم تخرج المساجلات عن نطاق الأدب و لم تبرح دائرة الدستور ، مهما كانت خلفياتها الخفية ، و رسمت صورة لما يمكن ان يكون عليه الحال في عدد من الدول العربية عند الحديث عن المنافسة الديمقراطية .
يأتي رسم تلك الصورة في الوقت الذي نشاهد فيه انتقال السلطة يتم هنا و هناك في عدد من بلدان العالم العربي و الاسلامي محفوفا بمخاطر قد تعصف بمستقبل شعوب بأكملها و ما العراق الحالي الا أبرز مثال على ذلك . الصراع على السلطة فيها أعمى بصائر قوم أصروا على تحقيق مآربهم الشخصية أو الحزبية أو الطائفية على رقاب العباد المستضعفين و على حساب مصالح شعوبهم . البعض من الدول مر بتلك الطريق منذ سنوات و لا يزال يعاني مرارة ما مر به و أمامه بالتأكيد طريق طويلة للوصول ربما الى بر الأمان .
فهل لو تمت التجربة الكويتية بسلام ، فهل ستكون نموذجا لديمقراطية ملكية عربية في أعلى هرم السلطة ؟
رضا محافظي – الجزائر
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟