جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور:
كتابات ساخرة
لم يتحدث أحد يوماً عن الديموقراطية إلا وتنطع له الشباب ( اللي فوق ) وصرخوا في وجهه: نحن لا نريد ديموقراطية مستوردة يكفينا ما نزرعه في تربتنا المحلية..!؟ وكنا نبحث في التربة حتى ندوخ فلا نجد غير الفجل.! وهكذا مضت الأيام بعضهم يتحدث باللغة المحلية وقد يتجاسر فيطالب بنعمة الديمقراطية فيما ( بعضهم ) الأخر - أقصد بعثهم – يغضب، ويتوعد، ويزمجر في وجوه أولئك البعض، وكيف لا يحدث ذلك وهم لم يعودوا معجبين بالفجل المحلي مع أن لونه أحمر داكن.! ولا ترضيهم غير المستوردات المشبوهة التي إن لا سمح الله وتسربت إلى أجواء البلد فقل على ثقافتنا الخصوصية، وقيمنا التحتية، وبنيتنا الإسمنتية ( قبل رفع سعر الإسمنت 50% )، وقل أيضاً: السلام عليكم ورحمته بدون بركاته بالمرة.
مناسبة هذه الأحدوثة، ما جرى في مدينة دير الزور القريبة من معمل الورق إياه.! فقد كنا في طريقنا إلى مضارب بني عطوان لحضور وليمة فنحن منذ بضعة عشر سنة لم نأكل منسف ولا من يحزنون، وإذ يا مرحومي البي تفاجئنا غيمة ديرية لا هي تحط على الأرض مطراً أو فجلاً ولا هي تسرح في طريقها فتنقشع اللوحة.. وظلت هكذا واقفة ( بالزور ) في سماء دير الزور إلى أن عرفنا السر حين جاء المرسال وتغير الحال.! حينذاك ( كوّعنا ) وقد فقدنا شهيتنا بخصوص المنسف، وذهبنا يدفعنا الفضول إياه الذي ياما سبب لنا وجع الرأس.! وسألنا عابر سبيل يحمل رزمة من الفجل الأحمر تبين أنه حرفي كحتان عن الحكاية فقال: كنا نحن أعضاء مجلس اتحاد الحرفيين المنتخبين منعقدين اليوم الخميس 26/1/2006 لانتخاب المكتب التنفيذي لحضراتنا الذين يعدون أكثر من عشرة ألاف حضرة حرفية، و كان أن ظمطت العملية الانتخابية ليس كما يشتهي فلان ابن علان الذي حصل على أدنى عدد من الأصوات / 4 / أصوات والذي تريده الهيئة الارتوازية في الشام رئيساً للاتحاد.! والكلام على ذمة الراوي الفلتان الذي أردف يقول: هذه هي حكاية الغيمة التي أمطرت فجلاً فور وصول الأوامر التي قلبت سافلها عاليها فصار الأدنى أعلى بامتياز ويحق لنا أن نقول بالفم الملآن منذ الآن: قرب شوف الديمقراطية الفجلية على الطريقة الديرية.! وهاكم رزمة الفجل ( مالتنا ) ورمى الرزمة في وجوهنا فعدنا أدراجنا نحمل الهدية الديرية بعد أن خسرنا المنسف يا حسرتاه.!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟