|
موازنة 2017 وفوضى التحكم بالمال بالعراق
صباح علو
الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 15:33
المحور:
الادارة و الاقتصاد
موازنة 2017 وفوضى التحكم بالمال العراقي
جاءت مرتبكة كسابقتها 2016 بسبب الاوضاع المتوترة التي يعيشها العراق لمختلف الازمات التي تختلق او تفرض نفسها نتيجة سوء ادارة الدولة واهم مميزاتها :- • الموازنة من الناحية الشكلية عبارة عن استنساخ لموازنة 2016 و عدم ارتباطها بخطط المشاريع وفق الدستور وقانون الدين العام. رغم مساعي الحكومة تقديم الموازنة في وقتها الا انها مازالت بعيدة عن الشفافية في تقديم ختاميات 2016 او 2015 كي يرى المواطن ويتابع سياسة الصرف والانفاق وخاصة سياسة التقشف التي تؤكدها الحكومة والاستقطاعات والضرائب التي سيتحملها المواطن بشكل مباشر في 2017 . لذلك ندعو الحكومة ان تقترب من المواطن في صدقها وشفافيتها , خوفا ان تكون موازنة 2017 مستنسخة عن 2016 التي خلت من اي تطور يذكر في تطوير الخدمات وبشكل خاص النازحين البنى التحتية المدمرة والتي سيضاف اليها محافظة الموصل بعد تحريرها من الارهاب . 1- تضمنت الميزانية التشغيلية نسبة 75 % . 2- هناك عجز في الموازنة يقد بـ 19 مليار دولار من موازنة 2016 تم ترحيله الى موازنة 2017 3- غياب قطاعات اخرى غير النفط – الزراعة –الصحة – التعليم – الصناعة في دعم الموازنة . 4- انعدام وجود تقديم حسابات و كشوفات ختامية لموازنة 2016 وهذا يؤدي غياب الرقابة و المحاسبة اين صرفت الموازنة والى اي نسبة تنفيذ . 5- الموازنة تخضع للتسقيط السياسي والحزبية والمصالح الضيقة عند اعتمادها واقرارها وخاضعة للابتزاز . 6- الاستثمار يحتاج وفق الدستور - العقود - المتابعة - رقابة فنية - رقابة اقتصادية - رقابة مالية . وهذه تعيش حالة عدم وضوح بسبب الفساد المالي والاداري والسياسي .
7- النفقات الاستثمارية 2016 كانت نسبة التنفيذ في العديد من المشاريع 20% وقد تصل الى 40% او القسم الاكبر منها متوقف منذ 2014 وهذا يسبب خلل كبير كما نراه في المشاريع الخدمية في جميع انحاء العراق .
8- حالة الفوضى في الموازنة وبقاء الاقتصاد ريعي ( اعتمادا على النفط فقط ) ولم تتضح معالم الاستثمار لزيادة الايرادات غير النفطية في الموازنة 2017.
9- في موازنة 2015 و 2016 اقر مبدا الاقتراض داخليا وخارجيا لتعويض العجز بالموانات واستمر ذلك في 2017 وقد تم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي في تمويل العراق بقرض يتراوح 5.4 مليار دولار في 2016 وتم استلامه وتستمر عملية الاقتراض حتى 2020 لتصل بحدود 18 مليار دولار ( حيث الحكومة لا تزال تتحفّظ على فوائد القرض الرسميّة، وشروط البنك الدوليّ وكلّ التفاصيل المعلنة تبدو غير دقيقة، كما يعتقد الخبير الاقتصاديّ الدكتور عبد الرحمن المشهداني الذي أوضح لـ"المونيتور" أنّه "في قوانين صندوق النقد الدوليّ المتعلّقة بالقروض، تبلغ الفوائد الأوليّة لأيّ قرض من 1,4% إلى 2,6% ، لكنّها تتصاعد وتصل من 6% إلى 10 % في الدفعات الثانية والثالثة، أمّا في ما يتعلّق بالشروط، فإنّها تختلف باختلاف الدولة الدائنة" حيث طالب الصندوق العراق بتقليص عدد الموظفين ورفع الدعم عن السلع والطاقة وهذا مثار جدل لازال عالقا ( كما طالب الصندوق رفع الدعم للدينار العراقي وهذا مازال تحت الدراسة ".
10- انخفاض الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة في البنك المركزي منذ نهاية 2014 والتي كانت 78 مليار دولار واليوم انخفضت الى 45 مليار دولار بسبب العجز في 2015 و 2016 وقد يتآكل خلال 2017 التي تحمل عجزا قدره 19 مليار دولار .
11- اقر في الموازنة 2017 استقطاع 3.8% من مرتبات الموظفين والمتقاعدين وفرض ضرائب على الاتصالات بنسبة 20% و 25 الف دينار عراقي على تذاكر السفر زيادة الضريبة على بعض المواد المستوردة كلها يتحملها المواطن( من شروط الصندوق )
12- المادة - 25 - من موازنة 2017 للوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات كافة صلاحية فرض رسوم أو اجور خدمات جديدة وتعديل الرسوم وأجور الخدمات الحالية باستثناء الرسوم السيادية وفق ضوابط يصدرها الوزير المختص او رئيس الجهة غير المرتبطة بوزارة او المحافظة لغرض تغطية النفقات ومستحقات السنوات السابقة لنفس الوزارة او الجهة غير المرتبطة بوزارة او المحافظة والمدرجة تخصيصاتها ضمن الموازنة العامة الاتحادية لعام /2017 وعلى ان يتم اشعار وزارة المالية أولاً بأول وذلك استثناءً من قانون الادارة المالية رقم /95 لسنة /2004 او اي قانون اخر يحل محله وليتسنى لوزارة المالية اتخاذ ما يلزم في ضوء ذلك.
13- احد بنود موازنة 2017
المادة –33– اولا -على وزارة المالية ضغط النفقات وتخفيض المبالغ المخصصة للوقود وصيانة السيارات المستخدمة وكما يلي: أ- خمس سيارات لكل واحد من رؤساء الهيئات الرئاسية الثلاث وأربع سيارات الى نائبي رئيس مجلس النواب. ب- ثلاث سيارات للوزير او من بدرجته. جـ - سيارتان لكل من وكلاء الوزارة ومن بدرجتهم [المدنيين والعسكريين] والمدراء العامون ومن بدرجتهم [المدنيين والعسكريين]. ثانياُ – يتحمل الموظف الذي يستخدم سيارة من سيارات الدولة نفقات الوقود والصيانة بشكل كامل باستثناء السيارات التشغيلية والحقلية والانتاجية وسيارات الاسعاف وسيارات نقل الموظفين والاجهزة الامنية. ثالثاً– عدم صرف الرواتب التقاعدية لأي موظف من موظفي الدولة والقطاع العام بمن فيهم كبار مسؤولي الرئاسات الثلاث الا بعد ابراء الذمة من ممتلكات الدولة المنقولة وغير المنقولة وبأثر رجعي على ان يقدم ديوان الرقابة المالية الاتحادي تقريراً الى مجلس النواب في موعد اقصاه نهاية الفصل الاول من سنة / 2017. رابعاً – تخفيض نفقات الايفاد الخارجي وحصرها للأغراض الضرورية جداً وتقليص اعداد الموفدين الى [50%] خمسين من المئة مع تحديد فترة الايفاد بالمدة الاقل وعدم تنظيم اي مؤتمر خارج العراق. خامساً – على وزارة الخارجية تخفيض عدد العاملين من موظفي الخدمة الخارجية في البعثات بنسبة لا تقل عن [25%] خمسة وعشرون من المئة من ملاكها الحالي وعلى وزارات الثقافة والتجارة والدفاع والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي غلق الملحقيات او نقلها الى مقر السفارات وتخفيض عدد موظفيها العاملين في الملحقيات بنسبة لا تقل عن النسبة المذكورة انفاً. سادساً – يمنع استئجار الطائرات الخاصة من خزينة الدولة على ان تستخدم الطائرة الرئاسية في مجلس الوزراء من قبل الرئاسات الثلاث وتتحمل كل رئاسة الكلف المترتبة على ذلك. المادة – 34– اولاً: تستقطع نسبة [3.8%] من مجموع الرواتب والمخصصات لجميع موظفي الدولة والقطاع العام والمتقاعدين كافة لسد احتياجات الدولة من نفقات الحشد الشعبي واغاثة النازحين وغيرها ومن ضمن التخصيصات المرصدة ضمن الموازنة الاتحادية للسنة الحالية. ثانياً: تلتزم حكومة اقليم كردستان باستقطاع نسبة [3.8%] من مجموع الرواتب والمخصصات لجميع الموظفين والمتقاعدين في اقليم كردستان لسد احتياجات الاقليم بما فيها احتياجات قوات البيشمركة من أصل حصة الاقليم البالغة [17%] المدرجة ضمن الموازنة العامة الاتحادية للسنة الحالية.
مانراه من حالة من التخبط اللاعقلاني في ادارة المال العام من قبل الدولة يعطينا مؤشرا ان من يقود العراق لايسعى الى استقراره وعلى كل الصعد مستفيدا من حالة الازمات المتوطنة والمرحلة سنة بعد اخرى منذ سنين وخاصة من 2003 وحتى اليوم وبشكل خاص الازمة المالية وما يرافقه من فساد وهدر , محاولة الحكومة انتهاج التقشف ازاء الشعب ومطالبه المشروعة وابسط مشاريع الحلول هو الاقتراض خارجيا وداخليا دون الاستثمار لهذه الاموال بالاتجاه الصحيح . اذا نحن بحاجة الى تغيير الواقع وبسرعة قبل فوات الاوان من غرق العراق بالديون والالتزامات الدولية التي قد تفرض عليه قريبا .
صباح علو الباحث في الشأن العراقي المختص بالسلامة العامة
#صباح_علو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السلامة ومخاطر الكيمياويات المنزلية
-
مستقبل العراق ما بعد داعش ومشاريع التسوية المطروحة اليوم
-
الازمة المالية والنفط العراقي
المزيد.....
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
-
للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م
...
-
مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|