أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الله - سوء الخاتمة وآيات العذاب (قصة من التراث)














المزيد.....

سوء الخاتمة وآيات العذاب (قصة من التراث)


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


سوء الخاتمة وآيات العذاب (قصة من التراث)
بقلم: د. محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ المناهج وتعليم الإنجليزية المساعد (كلية التربية - جامعة أسيوط)

هذه قصة لها أصل في تراثنا العربي والإسلامي - وربما الشعبي - الذي يزخر بالكثير من الدرر ، ولا سيما تلك القصص والحكايات التي تحمل في طياتها الكثير من الحكم والعبر والمواعظ - والتي لا تتعارض مع شرع الله ومنهج رسوله (صلى الله عليه وسلم)..فالحكمة ضالة المؤمن..أنى وجدها فهو أولى وأحق الناس بها..وربما وردت تلك القصة على النحو الذي أوردته لاحقا أو بشكل آخر..فطبيعتي لا تميل إلى التفاصيل ولا تحب الإطناب..ولا أتذكر متى وأين حدثت؟ ومع من؟ ومن أبطالها؟ ..الخ ..فما يعنيني - في المقام الأول - هو العبرة والعظة من وراء أي حكاية..فقد سمعت الحكاية أو قرأتها مرة واحدة..لذا سأسردها لكم بأسلوبي (بإيجاز غير مخل..وإطناب غير ممل)..

يحكى أنه في قرية صغيرة مليئة بالطيبين البسطاء الذين كانوا - كما كان الحال في ريف بلادنا قديما - ينجزون أعمالهم بالنهار ويتسامرون قليلا بالليل ويؤدون صلاتهم المفروضة ثم ينامون مبكرا كي يستيقظوا مبكرا فيواصلون الكدح والعمل في زراعة الأرض وتربية الماشية وخلافه..و كان يعيش بينهم رجل فاسق شرير ابتلاه الله - كما ابتلى أقواما وأمم قد خلت من قبل - ببسطة في الجسم..وقوة في الجدل والسفسطة.فكان كلامه معسولا تعشقه النساء فيسهل عليه استمالتهن وغوايتهن..ألهمه شيطانه بأن يستغل بساطة الناس بزيف حجته وحلاوة منطقه..فكان يتسفسط كي يجعل "الحق" باطلا و"الباطل" حقا..ويحيل الخير شرا والشر خيرا..فتنه ذلك فاغتر وأصيب بالعجب..واستفحلت حالته حتى كفر بالله واستأسد على الناس فصار يقتل ويزني ويسرق - دون أن يتحرك ضميره أو يشعر بأي ندم..وبدأ يجاهر بكفره ويقول: "لو كان الله موجودا ما جعلني أفعل ما أفعله ولأنقذكم مني" (معاذ الله وتعالى كما يشركون)..وكان لسانه سليطا فأخذ يسب ويلعن ويفتري على الناس بالباطل..وينشر الفاحشة بين الناس فما ترك ذنبا من الذنوب إلا واقترفه..ولم يدع معصية إلا وفعلها..وكلما زاد استسلام الناس وخضوعهم له - زاد تجبرا وتبخترا وطغيانا..أخذته العزة بالإثم فأساء لجميع أهل القرية - فما ترك صبيا أو شابا أو عجوزا إلا وأخطأ في حقه أو ظلمه..ولم يدع سيدة شريفة كريمة لم تتأثر بغوايته ولم تستجب لرغباته الدنيئة إلا وخاض في عرضها ونعتها بأقبح الألفاظ والعبارات..ونشر عنها ما تعف الألسن عن ذكره..

زاد في طغيانه وكفره فأخذ يسلب الحقوق ويفرض الإتاوات على البسطاء ويغتصب نساءهم ويستغل غلمانهم في أعمال شاقة..ومن يرفض منهم - فالويل كل الويل له..أبسط ما كان يفعله هو أن يسلط عليه غلمانه .. فيسخرون منه في الطرقات وينشرون عنه الإشاعات..كرهه أهل بلدته بشدة ولم يجرؤ أحدهم على مواجهته وأخذ الحق منه اتقاءا لشره وبذاءة لسانه..فقد كان يوقع بين المتخاصمين..وينشر الإشاعات..ويحث على المنكرات..ويرمي المحصنات..ويجادل في آيات الله..ويجاهر بالمعصية وكأنه حليف الشيطان..لم يجرؤ أحد من أهل القرية البسطاء على مواجهته أو النيل منه..وكان دعاؤهم عليه ليل نهار بالموت حتى يستريحوا منه ومن شروره..حتى أصيب هذا الرجل بداء عضال..

فرقد على الفراش..يعاني من أشد الآلام..فنقص وزنه..واسود وجهه..وسقط شعره..واحمر لسانه فعجز عن الكلام ثم سقط من فمه! وبدأت أصابعه وأطرافه تسقط من جسده على فراشه - وهو يصرخ! وبدأ لحمه يتحلل حتى صار كالعجين..وبالتدريج سقط اللحم من بين العظام..فاشمأز من هيئته أقرب الناس إليه..ولم يحتمل أي منهم هذا القرف فتركوه وحيدا يصارع آلامه حتى تصفى جسده ولم يبق منه سوى عظامه..فمات وحيدا كالكلب الأجرب..ولم يصل عليه أو يتبع جنازته إلا أهله..وبعد أن قبر حدث شيء عجيب...

توافد الكثير من أهل القرية على قبره ومعهم المصاحف وأخذوا يقرأون القرآن ليل نهار..فتعجب البعض من فعلهم هذا الذي يتعارض مع سوء خلقه وسيرته ..ولما سؤلوا عن ذلك قالوا: "نحن نقرأ عليه كل آيات العذاب التي أنزلها الله على نبيه..عسى أن يعذبه الله بها في قبره"..



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف تربوية: عندما يكون الصمت عبادة!
- مأساة الإعلام..وذكريات البرنامج العام!
- ذكريات..ما بلاش نتكلم في الماضي! عمرو دياب (1992)
- خواطر فيسبوكية: هونا ما
- سر -اللهو الخفي-!
- ثورة...ثورة...ثورة! أيتها ثورة فيهم؟؟
- كلمة باطل..أريد بها باطل!
- خواطر ليلية: عبير الذكريات
- حكايات..من زمن فات
- ما يميز تعامل البشر مع حيوان -الكلب- المصري
- من عجائب الفيسبوك في بلدنا: أخلاق البرص!!
- معلومة تهمك: الشخصية السيكوباتية psychopathic personality
- همسة اليوم: خلينا -منطقيين- و-واقعيين- لما نتعامل مع بعض!
- مجرد رأي: لازم حد يشيل الليلة!
- عشم إبليس في الجنة؟!
- إضطراب -الفيسبوكسيا- Faceboxia Disorder
- لهذه الأسباب...أعشق فن -عمرو دياب-!
- فن إدارة الوقت: المرونة!
- تأملات..وحكم..وأقوال (تجربة شخصية)
- محترفو الشر


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الله - سوء الخاتمة وآيات العذاب (قصة من التراث)