أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة














المزيد.....

ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 02:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما تموت طالبة في ريعان الشباب بين مستشفى الرابطة في العاصمة تونس ومستشفى عزيزة عثمانة والمصحّة الخاصّة لانها تعطّلت في دفع خمسة آلاف دينار مسبّقا فهو اشارة واضحة على نوع النمط المجتمعي الذي يبشّرون به , مجتمع يقوم على احتكار الحياة والصحة على الأغنياء الذين يملكون المقابل وليس غيرهم , مجتمع فيه ترفع الدولة يدها عن رعاية الشؤون وعن مرافق الجماعة من صحة وتعليم وأمن وغيرها لتفرّط فيها لأصحاب رؤوس الأموال في استجابة رخيصة ذليلة لمؤسسات الاستعمار المالية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها ...
وعندما يهجر النّاس المستشفيات والمدارس والمعاهد والكليات نحو المصحّات الخاصة والمدارس الخاصة وكلّ ما هو خاص بسبب اهمال الرعاية في كلّ ما هو مرفق عمومي , وغياب الاحتياجات الضرورية , وبسبب تفاقم الاضطرابات والاعتصامات داخلها تحت رعاية الاتحاد العام للشغل وغيره فهو أيضا صورة مستقبلية بشعة عن نموذج خطير للمجتمع وللدولة يقوم على الفساد وعلى السمسرة بحياة الشعوب وبمصيرهم ومستقبلهم .
*و بعد اغراق البلاد بالقروض وتكبيلها بالديون حتى باتت عمليات خدمة الدين الخارجي وحدها طريقا للابتزاز ومزيد الاستعمار ,هاهي الدولة تنتقل الى مرحلة البيع المؤقت للمؤساسات والمرافق مقابل مزيد من القروض التي لا مبرر لها . البلاد فيها من الثروات والخيرات ما يغنيها عن نهج التسول والتداين ولكنها العلمانية التي يبشر بها البعض ,فهي الحاضنة الوحيدة المناسبة للاستعمار .
*وعندما يكون الاتحاد التونسي للشغل له دور بارز ومهم فيما آلت اليه البلاد من أوضاع كارثية , فهذه المنظمة الشغيلة التي تخفي أهدافها في خدمة المستعمر تتذرع بالدفاع عن حقوق العمال والموظفين .لكنها في الحقيقة تقدم خدمات جليلة للحكام وللنظام باعطائهم الذريعة التي يبررون بها الجدوى من المواصلة في سياسة اغراق البلاد بالقروض والتفريط في مؤسسات البلاد وثرواتها, وهذا أيضا صورة عن الجحيم المستقبلي الذي يبشّرون به .
* تكثر هذه الأيام النقابات الأمنية ومعاهد الدراسات الأمنية والخبراء المتخصصون في الجماعات المسلحة من التحذير من تزايد خطر ”داعش ” على الحدود مع ليبيا , ورئيس الحكومة يتبنى هذه التحذيرات بمزيد التخويف بالقول بأن ”داعش“على بعد 70كلم فقط: من المعلوم أن ”العلمانية ” و“العملاء ” لم يعد بامكانهم الاستمرار الا من خلال استمرار ”الارهاب ” ,فالارهاب ضروري وحاجة ملحة لهؤلاء الحكام العملاء وهذه الأنظمة المهترئة يمكنهم من الاستمرار في خدمة أهداف الغرب المستعمر وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي .لذلك ”الارهاب ” والدولة المدنية ” هما وجهان لنفس العملة .
*ولا ننسى طبعا كلام خليل الزاوية القيادي في حزب التكتل الذي يقول بأن الشيخان راشد الغنوشي والباجي قايد السبسي يحكمان تونس برعاية أمريكية . لقد أصاب هذا القيادي في حزب التكتل ,فالربيع العربي برمته هو مشروع الأمريكان من أجل الاستعمار ,وأميركا هي ترعى ما يسمى بالانتقال الديمقراطي وهي راعية الحوار الوطني وهي أيضا راعية جميع الأعمال الارهابية التي تشهدها المنطقة من تونس وحتى ليبيا والعراق وسوريا .فأميركا لا يهمها الا استمرار هيمنتها واستعمارها سواء باسم الانتقال الديمقراطي أو باسم الحرب على الارهاب . وتناسى قوله هذا المسؤول أن حزب التكتل كان ومازال أداة من أدوات هذا المشروع لا فرق بينه وبين من ذكرهم.
*أمّا في ليبيا : الألماني مارتن كوبلر يتولى مهمة مبعوث الأمم المتحدة خلفا لبرنارد ليون , هذا المبعوث الأممي أسفرت مهمته في العراق عن قتل أكثر من 20ألف عراقي ,فكم تريد أميركا أن تسيل من الدماء في ليبيا ؟
هذه صورة المجتمع في ظلّ خدعة كبرى اسمها " الربيع العربي " وهذه الدّيمقراطية التي يبشّرون بها , ديمقراطية أعيت شعوب الغرب وأثقلتهم بين معاناة وكرب وضيق عيش , ولم يبق لهم الا أن يصدّروها الى أمّة هي خير أمّة أخرجت للناس بما تملكه من عظمة في الثقافة والفقه والعلم , وبما تعتنقه من عقيدة الهدى والنور .



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة المبادئ العامة لحركة حماس : على خطى منظمة التحرير في ا ...
- المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة
- لماذا الاصرار على الاشتراكية اليوم ؟
- الدولة التونسية بين زيف الجمهورية وأوهام الدّيمقراطية
- اقالة وزير التّربية ناجي جلّول وأزمات مفتعلة بين السّلطة وات ...
- تونس : عمليّة سيدي بوزيد اليوم ... وبعد؟؟
- أزمة الدّينار التونسي .. الأسباب والعلاج
- الربيع العربي منذ 2004 بعيون أمريكيّة
- بريطانيا ... من الامبراطوريّة العظمى الى الخادم الذليل والتّ ...
- العولمة وعولمة العلمانية
- أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مر ...
- - صدّام حسين - ودوره في ما آلت اليه أوضاع العراق اليوم :اخلا ...
- - العلمانيّة - جاهليّة العصر الحديث
- السير وراء أميركا تحت شعارها - الحرب على الارهاب - هو الارها ...
- من تونس : نادي رؤية الثقافي يصنع الحدث
- لماذا فشلت ثورة أكتوبر1917 الاشتراكية
- التعليم في تونس عنوان للفشل وطريق لليأس والانتكاس
- النّقابة تحمي فساد السّلطة وعمالة الحكّام تحت شعار -الدفاع ع ...
- يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال
- الولايات المتّحدة الأمريكية لا تنجح في استعمارنا بقوّتها , و ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة