جواد طالب
الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:06
المحور:
الادب والفن
الحلم *
*هذه القصة تعرض مشكلة نفسية وطريقة حلها بطريقة طريفة وسهلة وتبين أن التركيز المكثف لا يجلب النتائج.
((بعد معركة طويلة من النظرات بينه وبين صديقه النائم كان الفشل محزناً. عديدة هي المحاولات التي سلكها المسكين البائس لإيقاظه. الصديق نام لفترة طويلة حتى أن الدببة كانت ستتخلى عن سباتها وتستعد للتزواج وهو لا يزال نائماً. أمضى معظم ليلاته يحاول إعطاءه صدمة تحييه لكنه فشل. مشاعره المبتذلة آلت سلاحه الوحيد الذي فشل كذلك. الصديق لم يكن نائماً بل كان ميتاً. لم يقم بعمله بشكل جيد. ما وجد من أجله لم يتم تحقيقه. ومع ذلك يظل الرجل رجلاً.
وإذا امرأة جميلة بمظهر يحاكي الخيال جمال الورد، وحنكة الطيور، وروح الماء، وحياة الفاكهة. أي أنها ببساطة جمعت بين الإثارة والنقاء. كزبد ضائع في مياه هادئة لعب شعرها مع الريح. هو رآها وأرغم صديقه ليراها. صرخ ودفع وضرب صديقه ليراها. أوقفه وحمله ليراها. شاهدها حتى ذابت عيونه فيها وجعل صديقه يشاهدها. وعندما رحلت، رحلت معها روح مزيفة وعمود فقري مكسور.وعاد الصديق ينام.
ضربة على الباب خجولة وناعمة كخصلة من نبات. ساعية بريد كانت على الباب. بطول كالزهرة، ومذاق كالفراولة كانت الساعية امرأة. حقيبة ظهرها كانت كتلك لخنفساء نضرة وشابة. أخذ الرسالة ووقع السجل وودعها. كانت رسالة من أخ له. مدير معمل اتسخت ثيابه وأضناه الزمن فصار فقيراً ويرسل رسالة لأخيه يطلب فيها : ((بضع جنيهات لأدفع فواتير المياه)).
بينما بعثة من الأفكار احتارت، بعثت رسالة إلى دماغه. رسالة حس. تحت الحزام نظر ومار رأى كان صدمة حقيقية. انتفاخ كروي.
المفتاح في أن التركيز المكثف لا يجلب النتائج بل الأشياء تحدث هكذا. كمرور الساعية مثلاً. والصديق لم يكن نائماً، بل كان في غيبوبة فقط. علينا أن ندع الأمور تحدث كما تريد أن تحدث.))
http://www.sukrat.blogspot.com
#جواد_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟