أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة بوزيان - réseauالصعود الى














المزيد.....

réseauالصعود الى


فاطمة بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


في البدء كنت أصعد بمفردي إلى هناك ،مرة في كل أسبوع ، الآن كثيرون يصعدون لذات الغرض ، حركة دائمة يعرفها طريق الصعود، زملائي يتندرون بحكايتي مع العلوة ، يسمونها أمريكا ويسمونني كولومبوسة .
*****
عندما وصلت.. اكتشفت ان المكان اسوأ حتى من أسودتوقعاتي...بيوت من طين يتدفق بينها الخلاء في استرخاء .. طبيعة متقشفةلم تجد الاببضع اشجارترى في الافق كانها نابتة في سحب جامدة، صمت لا يناوشه الا نهيق حمار.. نساء متشحات بالسواد يعبرن الصمت بكلام رتيب لايتعدى طرح سؤال او الجواب عنه..رجال يقهرون الفقر بنهر النساء واطفال بلا طفولة غير قامات صغيرة تتطلع ان تعلو قليلا لتتحمل شظف العيش، وأنا كائن سقط بشكل صاعق من احلام وديعة ووجد نفسه دون سابق تدريب على نقيض كل ما عاشه لربع قرن ، لست انثى ولاذكر، مجرد خيبة كبيرة اسمها معلمة وماراهنت عليه كحد ادنى يقيني صدمة الانتقال المفاجىء اختفى قبل ان اوطن قلبي على الاستسلام..حاولت أن أعتصر ذاكرتي بحثا عن المكان الذي صادفته فيه.. بطريقة مركزة استعدت شريط الأحداث منذ وصولي.. كانت الساعة تشير إلى العاشرة،مررت بالإدارة وقعت محضر الحضور ثم غادرت رفقة احد تلاميذ المؤسسة للألتحاق بالسكن المدرسي .. كنت طوال الوقت أبحث عنه بشغف ام تقتفي اثر ابنها التائه.. مررنا بأحراش كثيرة عمقت من احساسي بعزلة المكان، الطبيعة جميلة فقط حين نهرع اليها من اجل التخفف من حصار الاسمنت لكنها جحيم حين تتحول الى مآوى مقيم ..لم أصادفه..استبد بي العطش ، أعربت عن ذلك، مال بي التلميذ إلى ممر جانبي أفضى بنا الى بئر .. شربنا ظل العطش فادحا في عمقي رغم امتلاء معدتي بثقل الماء ..تابعنا المسير.. في لحظة ما وفي مكان ما وجدته.. فرحتي به آنستني وأنستني تحديد المكان..أتذكر أشجار ا ومنطقة عالية.. ولكن ثمة أشجار ،ثمة هضاب في كل مكان.. سألت الأهالي، بعد شرح طويل وجدتني كمن يحرث في الماء، فقررت أن أبحث عن التلميذ وأطلب منه المرور بكل الأ ماكن التي مررنا بها ذلك الصباح.. حملت ورقة وقلما، لابد أن أحدد في خريطة مكانه بدفة متناهية ..مشينا كثيرا ..تعبت وغمر اليأس أملي الصغير .. ، اللعنة، ويقولون العالم قرية صغيرة !..لأول مرة صعب علي تصديق الزمن الجميل الذي كانت تتحسر عليه امي كلما تذكرت الايام التي عاشتها في البادية، وقلت مرايا الماضي دائما تكذب...ثم خيل الي ان مرآة ذلك الصباح ايضاتكذب ،ربما كنت أتوهم ، ربما فزع هو أيضا من هذه الأمكنة المقفرة ورحل .وربما ظللنا الطريق ؟..سألت التلميذ
-من هنا مررنا ، متأكد انت ؟
حرك رأسه بالإيجاب،
- لاجدوى إذن ..علينا العودة قبل ان يسقط الظلام
خطواتي تسبقها تنهيدات ضياع الحبل السري ..شعرت انني انكمش كما لو اني افقد سنتيمترات كثيرة من قامتي ،وانني بحاجة الى فيلسوف يمنطق لي وجودي هنا كي لا أنهار "هل اتخذت الغاب مثلي منزلا دون القصور.." لاادري من اين تسلل ذلك المقطع ترنمت به ثم ضحكت على نحويشبه البكاء ذهول التلميذ اعادني الى صحوي في لحظة ما قلت بلا اي رغبة في معرفة الجواب
- طبعا لا تستمعون إلى الإذاعة هنا ؟
- لا،نلتقطها
تنفست الصعداء ،على الأقل نسمع أخبار العالم ، قلت بيني وبين نفسي ..نظر الي التلميذ ثم قال
لكن إذا أردت سماع الإذاعة بوضوح عليك الصعود الى العلوة..
- العلوة ؟
- نعم انه مكان عال تسمع فيه الاذاعة بوضوح
-هذا المكان بعيد من هنا ؟
-لا ،قريب، ولكن من الصعب الصعود اليه
لايهم .. في الغد كنت أزحف مثلا الدودة خلف التلميذ.. شمس حارقة ، غبار كثيف تثيرة خطواتنا ، عرق وعطش و ابن الكلب لا أثر له.. وصلنا ..وقفت أسترجع أنفاسي أخرجته من جيبي ثم دون أن أشعر وجدتني أصرخ
-وجدته، وجدته
تأملني في انبهار.. بدأت في تركيب رقم هاتف والدتي.. التقطت صوتها القلق حدثتها عن رحلة البحث و وعدتها بالصعود الى العلوة كل أسبوع، في طريق الهبوط تذكرت كم كانت أمي تستحثني على طلب العلم للصعود الى القمة !!.



#فاطمة_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- rabatليالي االأنس في
- التنوع الثقافي وخطرالاستنساخ
- لماذا نفشل في علاقات الحب؟


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة بوزيان - réseauالصعود الى