|
أم الارهاب..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 19:50
المحور:
كتابات ساخرة
أم الارهاب...!!
توفيق الحاج
تحاكوا قديما عن الامهات غير الصالحات.. أم المعارك ..أم المهالك..أم الفتن.. أم جميل (زوجة ابي لهب).. ام اربعة واربعين..أم قويق..أم قرص.. أم بريص..!! واليوم يتحاكون عن أم القنابل قنبلة ارتجاجية زنة 10 اطنان لضرب الاعماق من كهوف و انفاق !! وأنا سأحكي عن أم أبشع واحقر وألعن ألا وهي أم الارهاب !! أم الارهاب.. بالأدلة والشهود و باجماع الفقهاء والخبراء هي امريكا وبالوراثة عن جدتها اوروبا العحوز وبجدارة تاريخية.. بدون لف وتدوير .. أو فذلكة و تنظير..! اسستها مجموعة من عتاةالمجرمين المنفيين والمغامرين والمستعمرين اقتلعو ا اهل القارة الاصليين..بحرب ابادة! وهنا في الشرق التعيس كان الموروث الاستعماري البغيض منذ الفاتح نابليون يجرب أدوات ا رهابية واستخبارية بشعة ولا أدل على ذلك ان صنائعهم من مؤسسي اسرائيل هم اول من ادخل التفجيرات والمفخخات والمجازر والاغتيالات ! كان الغرب يعتمد دائما على ولاءات زعامات اقليمية وقبلية وطائفية رافضة للاستبداد العثماني في العصر الحجري ومؤملة بحال أفضل في العصر الكرتوني وكذلك على حركات دينية مستنبتة مرتزقة وعميلة !! طورها ألغرب كفيروسات شيطانية تحسبا للظروف والتحديات! ...وتثبت الوقائع والاحداث التي جرت وتجري حقائق دامغة يتعامى عنها كل مستغرب غساسني متأمرك..مسيس بالتبعية أو أعمى قلب قليل دين لابس الدين .. صاحب فكر ظلامي دموي جاهل التاريخ..حجاج عنيد لا قيمة للانسان عنده ويذبحه كما خروف العيد ! كل مجده..فتوى للقتل باسم الله ..عبوة ناسفة في كنيسة.. عجلة مفخخة في سوق..نفق للعدم ..حرق وسبي.. امارة نهب أو خلافة رعب!! واهم هذه الحقائق ان التابع والمتبوع هدفهما واحد.. صناعة وادارة الارهاب من أجل السيطرة !! وكانت البداية من الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس وصاحب وعد بلفور 1917 باسلمة الارهاب الحديث سنة 1928 بولادة فكر جماعة الاخوان المسلمين الملوث ببكتيريا التطرف الوهابي.. فكر الولاء والبراء.. فكر البيعة والطاعة التامة للمرشد .. فكر الحاكمية وتكفير المجتمع بكامله.. وقد بدأ الامام حسن البنا نفسه هذا الارهاب قبل ان يكون اماما في مجتمع جهل واحتلال منحل اخلاقيا عندما كان يرسل في طفولته كما عرفنا في السيرة الهلالية رسائل تهديد الى محلات بيع الخمور وبيوت الدعارة المنتشرة في الاسماعيلية للترفيه عن جنود بريطانيا العظمى..!! هذا الفكر العدواني الذي استند زورا الى ايات الفتح وقتال الكافرين وجهاد المشركين والمرتدين وارهاب عدو الله..! والتي ادت مرادها في حينها ..ولم تعد الفتوحات موجودة و لاكافرين او مشركين او مرتدين ولم يكن في قدرة العرب المسلمين المفتوحين أصلا منذ قرون بجحافل المستعمرين من نابليون الى فريزر تطبيق هذه الايات مثلا على أحفاد الصليبيين أو قوم لينين.. أوقوم ماوتسي في الصين!! هذا الفكر المتطرف كان مادة ارهاب أولية ونووية لاتنضب.. استغل وسيس وربي في دفيئات خاصة وبحنكة ومكر المستعمر البريطاني.. وجعله ندا وضدا للخط الوطني الذي كانت تمثله ثورة 1919ووفد سعد زغلول المزعج للمندوب السامي ..فاعطى منحة من شركة قناة السويس للبنا بقيمة 500جنيه مصري لبناء أول مسجد للجماعة.. وفتح لها الباب بشكل ملفت للتكاثر في النجوع والمدن المصرية التي تميل بفطرتها السليمة ودون تفكير الى كل ما يلبس لباس الدين ! في نفس الوقت استغلهم الملك فؤاد لتحقيق حلمه وحلمهم في احياء الخلافة وفشل بمنافسة تركيا.. وبينما كان الوطنيون يتظاهروون ضد المستعمر بشعار الله.. الوطن كان البناءون يهدمون الوطن و يعلنون الولاء لفؤاد ثم فاروق بتظاهرات تحمل شعار الله..الملك!! وأكثر من ذلك تبنى البناءون الفكر الانقلابي سعيا الى الحكم ففشلت مثلا محاولة البنا في قلب نظام الحكم في اليمن حيث صديقه الامام احمد! وكلنا يعرف سلسلة الارهاب الدموي الذي قامت به الجماعة في الاربعينات بدءا من اغتيال القاضي الخازندار...وانتهاء باغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء فاروق مما ادى الى اغتيال المرشد البنا بنفس الطريقة..ولم يشفع له ندمه على انشاء حركة تحولت من زهدالدعوة الى الاسلام السياسي تشهيا فاقعا للحكم ! ورغم شهر العسل القصير مع ضباط ثورة يوليو الا ان الجماعة رفضت المشاركة في مقاومة الانجليز على القناة وصرح مرشدها الهضيبي .. ( ان أمر الاسلام ان نجاهد في اندونيسيا سنفعل ولا نجاهد في مصر..!!) وتفاوضت خفية مع المندوب السامي من وراء ظهر رجال الثورة سعيا للحكم فانكشفت المؤامرة وحجمت الجماعة التي واصلت نفس الفكر بنسخة معدلة من ارهاب الحشاشين في القرن العشرين ومحاولة فاشلة لاغتيال عبد الناصر ! طوردت الجماعة وسجن الكثيرين واعدم بعض قادتها..وهرب البعض الاخر الى أولياء نعمتهم المحركين في بريطانيا وامريكا ! بدات الجماعة تتشظى بعد اعدام سيد قطب أكبر قطب متطرف في التاريخ الحديث وبعد نكسة 67 كان مجيء السادات بمثابة طوق النجاة للجماعة التي مارست لعبة خذ وهات فاستعان بها على الناصريين وخلعت عليه لقب الرئيس المؤمن ففتح لها الابواب لتستعيد أمجادها الغابرة ..ورغم ذلك سمعنا عن جماعة صالح سرية التي هاجمت الكلية الفنية العسكرية لاغتيال السادات 1974 الا ان السادات في النهاية اصطدم معها وقضى بشظية اسلامبولية من شظاياها..!! لتتجلى في الافق جماعة الجهاد للظواهري قبل ان يتقاعد! وتعايش مبارك مع الجماعة بأمر الامريكان ولكن هذا لم يمنع حملات التكفير والاغنيالات الظلامية التي قامت به شظايا الجماعة وكان ابرزها اغتيال المفكر الكبير فرج فودة! كانت حرب افغانستان فرصة امريكية لاتتكرر لطرد الروس باستغلال الزخم الاسلامي من جهاد و مجاهدين واموال بترول الخليج.. وضجت اسماعنا ببطولات خرافية.. لكن سرعان ما اقتتل الابطال المسلمون فيما بينهم لنعرف قاعدة بن لادن الاشهر من قاعدة السيلية القطرية ثم فيما بعد طالبان سليلة المخابرات الباكستانية ..!! هلت حرب الخليج وسقط صدام فارس امريكا والعرب وقاهر ايران في فخ الكويت و غزو العراق بكذبة(الدمار الشامل )!! ليعدم في صباح عيد الاضحى ..وتهب رياح القتل الشيعي الطائفي من مناذرة العصر على الهوية ليظهر بالمقابل الذبح السني من القاعدة والزرقاوي الى ان قضت عليهما الصحوات..!! اما في غزة فكانت لنا تجربتنا الخاصة مع ذراع اخواني صورة طبق الاصل من الجماعة..! ذراع معبأ بافكار فتنة شديدة الانفجار.. نام ونام في الستينات والسبعيات ثم افطر على معارك تكفيرية محلية وفتوحات داخلية!! بعصي وجنازير حتى ساءت السمعة ثم امتطى الانتفاضة الاولى باسم جديد فجاهد وقتل وعذب واصطدم بالخط الوطني ماشاء! ويستغل قدوم اوسلو وترهل السلطة فينقلب بدم وينقسم بهم طلبا للكرسي !! جاء الربيع العربي وهو طبخة امريكية بنكهة اخوانية ظاهرها دمقرطة الصحراء العربية وباطنها التخلص من زلم امريكا الفاسدين واستبدالهم بزلم امريكا المسلمين.. لكن خاب من دساها..بعد دمار وخراب ودم! بعد هذا الفشل الاخوانيكي بدأنا نسمع عن النصرة الوهابية وحركات اسلامية مستوردة تفقس كما بيض الدجاج قي سوريا وفي ليبيا وعن اذرع عسكرية للاخوان في مصر وخاصة سيناء بعد فشل غزوة رابعة! ليدخل على الخط نجم شباك جديد الا وهو داعش وما ادراك ماداعش ..!! وكما كان مؤسس مصر في الاصل حلواني.. يقر مولانا القرضاوي أطال الله في عمره ان أمير داعش كان في الاصل اخواني..! واقول بعد الصلاة والسلام على أعظم رسول.. ماكان لهذا الماموث الخرافي ان يكتسح البلاد ويحتل ويفعل مايفعل دون جهد استخباراتي ودعم دولي مخطط بدقة لادارة الارهاب في المنطقة و لمرحلة معينة وهو يحارب باسلحة امريكية متطورة!! قد يأتي بعدها ماهو أدعش بشكل وأسلوب مختلف يتناسب والمرحلة القادمة ! وأخيرا فان كل ماورد في هذا المقال ليس من بنات افكاري واجتهادي فقط وانما هو نتاج مشاهدات حيةعشناها ونعيشها دراسات وتحليلات ومتابعات تاريخية دقيقة لكبار الخبراء السياسين في العالم ..ولعل ماجرى من محاولة فاشلة لافتراس الامارات لتصبح قطر ثانية اكبر برهان على وجود مخطط جهنمي ! فمن شاء فليؤمن ومن لم يشأ فليغص في بحيرة جوجل ويبحث..!! اللهم ياعالم كل شيء لك معادنا.. أيدنا بقدرتك وعظمتك ان أصبنا ..واعفر لنا وارحمنا ان أخطأنا..!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
11صورة سيلفي..!
-
لا عزاء لساخر..!
-
اشتباك ..في زمن ماينوس..!!
-
كسب المنجمون ولو خدعوا..!!
-
تاريخنا بلبلة .. لابد من غربلة..!!
-
الجنة فيها كهرب..؟!!
-
توقعات ونهايات..!!
-
مش اخوان ولا مسلمين..!!
-
السابع بين متجنح وتابع !!
-
ومن الغزل ما قتل....!!
-
أبو مازن أنت تمثلني !!
-
سوخنة الذرة السخنة....!!
-
خوازيق ...... قص وتلزيق ...... !!
-
انقلاب ورا الباب
-
دولة تحت الشبهات....!!
-
توتة توتة..وماخلصت الحدوتة.......................!!
-
بيان غير هام....................!!
-
مني السلام...............!!
-
في حضرة مدام X......................!!
-
اوسلو.... الزانية التي ضاجعها الجميع
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|