أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن














المزيد.....


الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دخل الخطاب الطائفي مرحلة جديدة من ظهوره وعلنيته وإصراره فيما يتصل بسوريا، ناهيك عن العراق. يحدث ذلك اليوم مع إشهار ذلك الخطاب علناً وبوضوح حاسم، معلناً دخول العالم العربي، في بعض أقطاره في مرحلة التقسيم مجدداً، بعد أن كان ظهر في القرن التاسع عشر ملغماً بأحد تجلياته الشهيرة والممثل بمشروع سايكس بيكو، وهذا ما يجعل الأمر يبدو كأنه استعادة جديدة للمشروع الاستعماري الغربي. وبطبيعة الحال، سوف يترتب علينا والحال كذلك محو المشروع العربي النهضوي التوحيدي من ذاكرتنا التاريخية من طرف، والوصول أخيراً إلى الهدف الطائفي والتقسيمي الذي كان قد راح يظهر على مدى قرن من الزمن بمثابته مشروعاً استعمارياً زائفاً ومستحيلاً في الأفق التاريخي.

فمع استمرار الأزمة الخطيرة السورية، واتساع دائرة الصراع الهمجي في بلدان عربية، وظهور أحوال الدمار والجوع والتهجير والموت الفاحش فيها، راحت ملامح جديدة من «موت قادم قريب» للوطن العربي تحت وقع السلاح، وظهور الاستبداد والفساد، مع ذلك كله راح البعض في الغرب يبشر بوصول الدائرة العربية إلى نهايتها الوجودية التاريخية، ومن ثم في صلب هذه الحال الشنيعة راح البعض يبشر ببلوغ التاريخ العربي ما يقترب من نهايته.

أما ما يتصل بسوريا فقد راح الأمر يظهر، وكأن تلك التحولات الداخلية والخارجية العالمية العولمية، «خيانة» للتاريخ والحضارة ومشاريع النهوض، ذلك لأن الأمر راح يبدو كأنه خارج المعقول أن يحدث لسوريا إياها - ومعها بلدان عربية أخرى - ذلك الخرق التاريخي، حين يأتي من يأتي ليقول: إن مهمتنا - ونحن نمثل مليشيا العصائب العراقية الشيعية - تكمن في السيطرة على العراق وسوريا. إنها نزعة خارجة عن العلاقات الطبيعية بين الدول والشعوب، ناهيك عن أن الحديث هنا يتعلق بدول عربية أولاً، وعن علاقات جوار متاخمة لبعضها ثانياً، وعن دول تختلف في الطوائف الدينية، بقدر أو بآخر ثالثاً، ونضيف إلى ذلك أن هذا يحدث في مرحلة أصبح «داعش» فيها مهيئاً لتقلد مقاليد الحكم. والأمر يستفحل ويأخذ طابعاً إجرامياً، بالمقاييس الدولية، حين يتصل بظاهرة أخرى لجأ إليها الاستعماريون ودعاة الأصول الأثنولوجية والطائفية، فتعبر عن نفسها في الجريمة العظمى، التي تفصح عن نفسها في إرغام طائفة أو طوائف دينية على الهجرة القسرية من وطنهم، الذي يعيشون فيه، إلى مناطق أخرى ذوات هويات طائفية دينية أخرى في بلد أو آخر، معبرين بذلك عن مطامع طائفية استعمارية. وقد حدث شيء من ذلك في التاريخ الحديث بين تيارات عرقية مختلفة، واستمر ذلك حتى أوقات ليست بعيدة، مع تأسيس نزعات استعمارية طائفية من الشرق والغرب.

ما يحدث الآن في قسم من العالم العربي المنكوب، أشبه بحالة جديدة من التأكيد على الطائفية، بصور فاضحة، وعلى نحو يقف جنباً إلى جنب مع النزعة الاستعمارية والطائفية الشيعية الإيرانية. في هذا المجال اذكر ما صرح به السيد نصرالله، حين وقف أمام التلفاز، ليعلن بوضوح فاضح مؤسف: لقد دخلنا إلى سوريا بصفة محاربين، لندافع عن مقداستنا فيها، وقد كان لي رد على السيد حسن، أيضاً من على التلفاز، لقد ساءلته: مَن دافع عن هذه المقدسات في سوريا طوال ألف وأربعة عام، أي منذ أوائل الإسلام؟ أليس هؤلاء السوريين؟ وهل حدث ما يدعو إلى الإساءة والأسى لذلك؟

ما كنت أتوقع ذلك من نصر الله، وللأسف أن هذا الذي حدث يعبر عن واقعة رثة في بنيتها الفكرية، غالباً ما استخدمت بغير حق من قِبل دعاة الطائفية والعنصرية. إن الإمساك بسهم الطائفية في الحقل الإسلامي يمثل رهاناً خاسراً، خصوصاً أن نصر الله يعرف سوريا والسوريين في احترامهم العميق والمبدئي لعقائد الشعوب وتراثاتها الدينية، ويعرف أن الصراع الطائفي يُفضي إلى الانتحار الذاتي، كما يُعيق آفاق التقدم لدى الشعوب، كل الشعوب، ومنها الشعب الإيراني.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة
- «الكفر» في حلب!
- العولمة وتفكيكات العصر
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد
- كُفوا عن عار الخطاب الطائفي
- الطوائف والأعراق.. والآخرون!
- المؤامرة الكبرى على سوريا
- الجرح السوري والنظام العالمي
- النظام العولمي وسيادة القوة


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن