|
سائق التكسي الهندي المسلم الذي يكره باكستان!
عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 23:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سائق التكسي الهندي المسلم الذي يكره باكستان !: أخبرني سائق تكسي هندي مسلم عندما كنت في زيارة لدبي قبل سنوات عدة أن باكستان كانت السبب في تخريب مشروع أمة الهند الكبرى التي كان من المقدر لها الخروج للنور ،.وذلك بسبب إنفصالها عن الهند عندما إستقل حوالي خمسين بالمئة من المسلمين الهنود عن الهند في هذه الدولة الباكستانية إسلامية الهوية، قبل أن تنقسم بدورها لبنجلاديش وباكستان ، ثم أمعن السائق بعد ذلك في سباب باكستان وقد إستغربت يومها ذلك لأني كنت أعتقد أن المسلمين الهنود يتعاطفون مع باكستان بسبب رابط الدين، وقبل سنوات قليلة فهمت ما يقصده بذلك فالهند على سبيل المثال لو نظرنا إلى الفارق بين الدولتين تعتبر دولة مستقرة ديمقراطيا بينما باكستان لا يمكن أن تعتبر كذلك إلى الآن بسبب الإنقلابات العديدة التي شهدتها .
في الهند لا يوجد فارق في التعامل بين مسلم وهندوسي وغيره في أجهزة الدولة على عكس باكستان التي يتم التفريق فيها بشكل واضح ليس فقط بين المسلم وغيره ولكن أيضا بين المسلم السني والمسلم غير السني حتى في أجهزة القضاء التي تضيق على مايسمى بالأقليات و تقمعهم في كثير من الأحيان بينما تتمتع الهند بجهاز قضائي مهني محترف ومتطور نسبيا.
الهند تعتبر من أرقى دول العالم في مجال الصناعات التكنولوجية و صناعات شرائح الكمبيوتر بالإضافة إلى علوم الفضاء، حيث نجحت الهند قبل سنوات قليلة في إرسال صاروخ إلى المريخ بينما لازالت باكستان تحبو بالمقارنة مع الهند في هذه المجالات، ومعروف كمثال وادي سيليكون في الهند إذ تستقطب الهند صناعة تقنية المعلومات بشكل متزايد، وقد تحولت مدينة بنغالور الهندية إلى معقل عالمي لهذه الصناعة، استوطنت فيه كبرى الشركات العاملة في هذا الحقل على مستوى الأرض، وبرعت فيه شركات محلية أيضاً ويبدو أنّ تنامي هذه الصناعة في الهند بأشكالها المختلفة، وانتشار الخبراء الهنود حول العالم، أصبح يشكل تهديداً لسوق العمل لإخصائيي تكنولوجيا المعلومات في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي دفع ممثل ولاية نيوجرسي في مجلس الشيوخ، لاقتراح تشريع يمنع على غير مواطني الولايات المتحدة، أو الذين لا يملكون رخصا للعمل، أن يعملوا في بعض مشروعات تقنية المعلومات. وقد أعلنت شركة «أوراكل» العاملة في قطاع تقنية المعلومات قبل عدة سنوات عن عزمها على مضاعفة عدد موظفيها في الهند من ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف خلال سنة واحدة. ويأتي ذلك منسجماً مع كون الهند هي المقر الرئيس لعمليات الدعم الفني لهذه الشركة العملاقة، كما يجري فيها قسم كبير من عمليات التطوير، بل تعتزم الشركة نقل خدمات أخرى تابعة لها إلى الهند، بما في ذلك المحاسبة الداخلية.
ويساهم قطاع الخدمات بنحو 51 في المائة من الدخل القومي للهند في حين يشهد قطاع تصدير البرمجيات نمواً سنوياً يتراوح بين 40 إلى 50 في المائة، إلى الدرجة، التي جعلت الهند تتبوأ المكانة الثانية في العالم في تصدير البرمجيات، وسط ظهور متزايد لشركات عملاقة فيها مثل (ويبرو)، و(إنفوسيس). وهذا النجاح الهندي لا يمكن فصله طبعا عن وجود نظام سياسي مستقر وحكومات ديمقراطية، تشجع وترعى تطور صناعة البرمجيات والاتصالات، وتتبع سياسات اقتصادية وضريبية خاصة تجاهها. ويدعم النظام الضريبي الهندي صناعة البرمجيات والتطوير الخارجي للخدمات، فهناك إعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات للشركات المزودة للإنترنت، وإعفاء لمدة عشر سنوات للمجمعات التقنية مثل المجمع، الذي شيدته شركة «صن مايكروسيستيمز» في بنغالور، والذي يضم خمسة آلاف مبرمج وفني، بينما تمنح الهند إعفاء ضريبياً لمدة عشر سنوات للشركات العاملة في البحث العلمي وهو مالم تنجح باكستان الدولة أحادية المواطنة في مواكبته ..
وأخيرا لا بد أن نذكر أن أكثر من مئة مليون مسلم في الهند لا يساهمون في تصدير التطرف والإرهاب على عكس باكستان التي نشط فيها المال الوهابي في تمويل وصناعة المراكز الطائفية للدين الموازي والتي تفرخ وتصدر للعالم مئات الإرهابيين أو المتعاطفين معهم سنويا هذا ناهيك عن الحروب ذات الطابع الديني بالنسبة لباكستان والتي قامت بين الهند وباكستان والتي ساهم قيام دولة باكستان ذات الطابع العنصري في قيامها مما أدخل البلدين في سباق تسلح محموم ومكلف مما أخر العملاق الهندي عن أخذ دوره مبكرا كدولة راقية سياسيا وعلميا و إقتصاديا وحضاريا بين باقي دول العالم المتطور و لكن الأيام القادمة كفيلة بإظهار الهند على حقيقتها الجبارة التي بدأت تظهر ولازال بعض المغفلين في بعض الدول الإستهلاكية الناطقة بالعربية ينظرون للهنود بنظرة فوقية مستغلين الفقر الظاهر لكثير منهم بسبب الكثافة السكانية الهائلة لهذا البلد .. كم كنت عاقلا أيها السائق الهندي وكم كنا مغيبين.
د. عمارعرب
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلف الشيطان
-
معارض!
-
من هو الداعشي؟
-
يريد إسقاط بشار!
-
آليات الكبت الجنسي في الدين الموازي
-
أبو هريرة الدوسي (غوبلز الماكينة الإعلامية الأموية1)
-
كاسترو
-
عشر أسباب تجعل من دونالد ترامب رئيسا ناجحا
-
تقاطعات فكرية ثورية غير مسلحة
-
كيف إستولت الأديان الموازية على إسم الإسلام؟
-
بديهيات حنيفية
-
داعش بين الشيشان وكرة القدم
-
تيار بناء الدولة السورية
-
رسالة إلى الإئتلاف السوري
-
إسرائيليات مقدسة!
-
غياب لاعب النرد
-
علم
-
الكبت في فتاوى الدين الموازي
-
قولا واحدا ..السلفية ليست إسلام
-
الدين الموازي
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|