معجم ماركس: مقولة العمل التاريخي

حسن بيقي

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 20:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

معجم ماركس: مقولة العمل التاريخي (geschichtliche Aktion)
بقلم: إيمانويل رونو
ترجمة: حسن بيقي

1- استخدمت مقولة العمل التاريخي، المستعارة من برينو بوير(Bruno Bauer) في سياقات مختلفة في"العائلة المقدسة (1845) وفي إطار السجال الذي دار بين إدغار Edgar وبرينو بوير (ص: SF 48, 104, 109). يتعلق الأمر إذن بما كان يشدد عليه ماركس في كون من يصنع التاريخ هو الفعل لا العقل (SF 101-102،108- 109)، وأن موضوع الفعل التاريخي هي الجماهير لا الفرد (SF103-104)، وأن الجماهير تكون مؤثرة في التاريخ وقت سلسلة ثورات. في كتاب"العائلة المقدسة ورد في هذا المضمار "أن الثورة الفرنسية بإمكانها أن تمثل كل" الأعمال"الكبرى في التاريخ" (SF 104). وفي مؤلف"الإيديولوجيا الألمانية":"تعتبر الثورة لا النقد القوة المحركة للتاريخ "(IA39). وفي مؤلف "أطروحات حول فيورباخ" سيعمل على إعادة تسمية العمل التاريخي، وفق تصور ثلاثي المعنى: نشاط موضوعي، إجتماعي وثوري ب"الفعل الثوري والممارسة- النقدية" (الأطروحة th1) أو "الممارسة الثورية" (أطروحة th 3) .
2- إن تحليل الفعل التاريخي يسمح "للعائلة المقدسة "بالتشديد على الدور المحرك للمصلحة:"تفشل الفكرة دوما فشلا ذريعا طالما تكون منفصلة عن "المصلحة" (ص:103SF). إن المصالح التي تكلم عنها ماركس هي نفسها المعبر عنها بعبارة الحاجات، وبشكل أدق : الحاجات الأساسية "والتي هي نفسها الأسس القصوى لإشباع الشعوب"(ص:IH93). لأن إرضاء الحاجات تزود الحافز للفعل الثوري (ص :IA285 )، لكن إذا كانت الحاجات الأساسية تلعب دورا حاسما في التاريخ، فإنه يكون بالخصوص من خلال التجربة السلبية في عدم إشباع الشعوب وما ينطوي عليه ذلك من تدهور."التمرد ضد الانحدار"(ص : 47SF)، أي "مقاومة" الحركة التي تؤدي إلى الانحدار الأقصى" (OI 524-525 , 532-533)، هذا هو المسوغ الداعي للنضال الثوري.
بالرغم من أن الدور المحدد راجع إلى المصالح فإن الوعي أو الأفكار تحافظ على دورها الحاسم. (ص:47 SF). ومن ثمة يتمثل الهدف الفلسفي والسياسي"لإصلاح الوعي" في "إيقاظ الأحلام التي صنعها العالم لنفسه"(P46)، وفي إرجاع القهر الفعلي أشد اضطهادا بإضافة إليه مزيدا من الوعي بالقهر"(ص: 93IH, )، من هنا تكمن أهمية التنظيم النقابي والسياسي الذي قد يؤذي إلى تغيير برولتياريا "الجماهير" إلى "طبقة من أجل ذاتها" (MP, OI 133-135). ومع ذلك لا يتعلق الأمر بالوعي المتمرد بقدر ما هو متعلق بالتطور الثوري الذي يزود الصراعات وعيا مطابقا. وفي سياق هذا المعنى ورد في العائلة المقدسة" أن الثورة الفرنسية أنبتت أفكارا أدت إلى تجاوز كافة أفكار الوضع القديم للعالم"(ص :145 SF)، وأن "الإيديولوجيا الألمانية" تؤكد أن :"من أجل إنتاج هذا الوعي الشيوعي بكثافة، فضلا عن انتصار القضية نفسها، فإنه لابد من وقوع تحول يمس الجماهير، والتي لا تستطيع أن تعمل إلا ضمن حركة عملية، وضمن ثورة" (IA37).
3- إن تحليل العمل التاريخي يتجنب بعناية إقحام المحددات الأخلاقية أو أي مرجعية أخرى قائمة على أساس ما ينبغي أن يكون :"الأمر لا يتعلق بمعرفة ما الهدف (Ziel) الذي يمثله لحظيا هذا البروليتاري أو ذاك، أو البيروليتارية بأكملها. بل يتعلق الأمر بمعرفة ما يكون، طبقا لهذا الوجود، وما سيكون عائقا تاريخيا فعله. هدف البروليتاري وعمله التاريخي يكونان مسطرين لديه بشكل ملموس وقطعي داخل وضعيته الخاصة، كما في كل منظمات المجتمع المدني الحالي"(ص: 48SF). إن ميزة لما هو كائن على ما ينبغي أن يكون تطرح مشكلة الطوبى- المضادة Anti- utopisme، والنزوع اللاأخلاقي لماركس. إن فعالية الممارسة- النقدية" ليس لها من معيارية أخرى، ولا من "دعوة" أخرى (IA285) إلا الدعوة التي تكسبه الحاجات. إذا كان النقد النظري يرغب في إعانة النقد العملي فإنه يتوجب الانطلاق من "الوعي المحايث" (IA462) للفعل التاريخي، وبضرورة تحديد الأهداف من وجهة نظر "واقعية"(G.OI1421)، وعلى أساس حوافز فعالة للفعل التاريخي. بلا شك يفترض وصف المجتمع الشيوعي تعريفا للعدالة(لكل واحد حاجاته) وإتيقا للفردانية، لكن هذه العناصر"الإتيقية" ليست مبادئ للنقد.
Emmanuel Renault : vocabulaire de Marx edition-ellipses 2015
ملحوظة: الحروف المختصرة تحيل إلى مؤلفات كارل ماركس وانجلز:
- OI: la Pleiade( éd M /Rubel).
- P: Philosophie، M /Rubel.
- MP: (Misère de la philosophie(cité dans OI.
- SF: La sainte Famille.
- IA L Idéologie allemande .
- IH: Contribution à la critique de la philosophie hégélienne du droit

#حسن_بيقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات