|
...........وأخيرا........ السماء تمطر
دارين الطرودي
الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:08
المحور:
كتابات ساخرة
.......بعد انتظار دام شهرا أو أكثر .... في وقت يفترض أن يكون الجو باردا ، ماطرا ، ومثلجا ربما بنسبة أكبر من أن تسمح الطبيعة للشمس بالسطوع بشكل حارق لوقت طويل أيام طويلة استمرت الشمس تحرق بلهيبها البشر والكائنات الخضراء والشوارع والأرصفة ، حتى صار بعض الأشخاص يتندرون بأنهم يفكرون أن يفكوا مدافئهم وينظفوا بيوتهم تماما كالعادة التي أخذت شكل الطقس في نهاية موسم الأمطار والبرد ، عندما فسح الشتاء مكانا للربيع والشمس والأزهار المهم ، أن تستمر الأمطار وتستمر الطبيعة كما تعودناها... ممطرةً شتاءً ، وأن لا تكون هذه الأمطار نزوةً شتائيةً عابرة لن تلبث أن تنتهي حتى ترجع أيامنا مشمسة صيفية في توقيت سنوي المفروض أنه يمثل عز الشتاء ، إذ لم يعد ينقصنا أكثر من هذا ضربات موجعة من كل مكان ..... من الداخل ومن الخارج .... لا نكاد نتنفس القليل من الهواء ـ الذي لم يكن يوماً ومنذ وقت طويل نقياًـ ـحتى نعود لحالة الترنح والغثيان مرة أخرى بالرغم من أن الشمس في أدبياتنا المحلية ـ والعالمية ـ ارتبطت دائماً بالحرية والعدل إلا أن الشمس هذه المرة كانت ثقيلة و شرسة بكل المعاني ، لم تحمل أبداً الدفء و لا الأمل ووعود الحرية والعدالة ربما لأننا مللنا من كل ما هو لامع وبراق ومن كل ما يحمل الكثير من الوعود التي أهم ما يميزها ، عدم تنفيذها ربما مطلقو هذه الوعود يريدون ولا يستطيعون ، أو يستطيعون ولا يريدون ، أيهما أسوأ ، سيان لا أعتقد أن الفرق يهم أحداً تقلصت أحلامنا أو قلصت إلى الحد باتت معه مجرد أمنيةٍ بأن يكون الخبز بحالة جيدة و لائقة ، جديرةً بأن يوصف صاحبها بأنه حالم مجنون فماذا يكون الوصف الجدير بشخص مثلي ؟ أحلم بوطن كرغيف الخبز اللائق والشهي الذي يكفي الجميع ، ويشارك في صنعه الجميع ويحقق الشروط الإنسانية في العيش والحياة ، لا أقبل لحلمي بأن يكون مشوهاً ، رغم كل التشوهات الموجودة من حولي وفي داخلي ، ورغم أن الكثيرين ما عادوا يحلمون ، بل وأكثر ، أصبحوا ينظرون للحالمين مهما اختلفت مستويات أحلامهم نظرة الشفقة و الاستخفاف والاستغباء رغم كل ذلك أعرف تماماً أن واقعي اليومي والمستقبلي القريب لن يكون فيه مكان ( لأحلامنا الكبيرة ) أو حتى الصغيرة . في كل ما يجري الآن ومنذ تاريخ قريب ، تاريخ صيفي حارق دخانه حجب الرؤيا مؤقتاً ، لتعود الرؤيا لتتجلى في فصول ربيع وشتاءاتٍ أخرى ، مروراً بأعياد حب وأعياد أمهات ........ خلال كل ما مر ، لم أجرب أبداً أن أبحث عن الحقيقة الحقيقة التي تعنيني ليست حقيقة من فعل هذا وذاك ما يعنيني أكثر هو التداخلات الحاصلة بين من يقررون .......... أين يبدأ هذا الدور وأين ينتهي وما هي المساحة التي يملكها كل من هؤلاء ، ومتى يمتلك مساحته كاملة ، وهل عند هؤلاء مساحة مخصصة لنا ، نحن أحجار الشطرنج وما حجمها إن وجدت ، أسئلةٌ كثيرة من هذا النوع أقلعت عن طرحها أو حتى عن التفكير بها مطولاًإذ إنني توصلت لخلاصة مفادها بأنه لا توجد حقيقة واحدة ، في كل مرة ، ومع كل شخص تكتشف زاويةً مختلفة ، أو بعداً جديداً للصورة ، وحتى لو اجتمعت كل الأبعاد و الزوايا ، تبقى الحقيقة غائبة ، لتكتشف بهدوء وبنوع من التراجيديا الصامتة ، بأنه وكلما كانت الإشكالية أكبر ، وكلما كانت متعلقة بعدد أكثر من البشر ، كلما كانت الحقيقة هي الضحية الأكبر ، التي تبقى محتجبة دائماً بشكلٍ يسمح لأيٍ كان بالتصرف على هواه ، مع أن كل هذه المشاعر هي ما ينتابنا حالياً ، من إحساس بالعبثية ، اليأس ، الإحباط والاكتئاب إلا أننا ، نستمر بمحاولات تجاوزنا للحالة السلبية والخروج للتعبير عن الحب لسوريا والأمل فيها بالرغم من أن بعض ما رأينا ، حمل توقيع أحجار الشطرنج إلا أن هناك ، ما هو أهم وأعمق يعبر أيضاً عن أننا لن نستسلم بسهولة رغم كل الإحباطات ،ورغم كل الحالات الكارثية التي نمر بها هل لأننا أقوياء ؟ أم لأننا لم يبق عندنا ما نخسره؟ مرةً أخرى لن أبحث في الأسباب ، ومرةً أخرى سأظل أحلم أحلاماً كبيرةً ... ملونةً ... جميلة ولكنها خاليةٌ من الأوهام
#دارين_الطرودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
-
”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان
...
-
الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|