أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .















المزيد.....


هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5517 - 2017 / 5 / 11 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .

القضية الكردية من أكبر القضايا في شرقنا المنبوذ ، و أكثرها أهميةً و أعظمها نيلاً في التجاهل إقليمياً و دولياً .
قضية أمةٍ تعد من أكثر الأمم التي طالها الاضطهاد و الغبن عبر التاريخ ، و ذاق شعبها الويلات من أنظمةٍ أُغتصبت حقه ، و أُلحقت به كل صنوف المآسي و كافة أنواع القهر و الإبادة الجماعية و التهجير القسري .
شعبٌ واصل نضاله رغم القتل و التنكيل و التجويع و الرعب بلا هوادةٍ . و قدم تضحياتٍ جسيمةً في الأرواح و الأجساد لنيل حقوقه القومية و الوطنية و الديموقراطية ، و من منطلق ( حق الشعوب في تقرير مصيرها ) .

ذلك الحق الذي لم يتأزم إلا مع الكرد ، ولم يتمرد إلا عليهم
حق ٌ لبى نداء كافة الشعوب على وجه البسيطة باستثناء الكرد فخذلهم وأدار ظهره عليهم .

أنظمةٌ تهددهم : إما ان نحكمكم أو نقتلكم ، وتحذرهم من التفكير في الذات على اعتبار أن الشعور بالتوازي مع الغير أسوةً بالآخرين محظورٌ عليهم والسيادة لا تليق بهم .
عقولٌ شوفينيةٌ سوداء بغيضةٌ عمياء كغولٍ لو استطلع ابتلاع الشعب الكردي بأكمله لفعل مبتهجاً ، ورمى بنفسه في سحيق أعماق البحار . ليغرقهم فيغرق هو أيضاً راضياً تطبيقاً للمثل القائل : ( علي وعلى أعدائي ).
حتى في هذا المثل هم مخطئوون . فالكرد ليسوا بأعداءٍ لهم إلا في مخيلتهم ، ولا غرابة في ذلك فعقولهم مجبولةٌ بطينٍ إسلاميٍ عروبيٍ. وها هو مؤسس البعث الغارق في الشوفينية حتى الثمالة يقول بالحرف : (( عندما أقول عروبةٌ تعرفون أنني أقول الإسلام أيضاً ، لا بل الإسلام أولاً . العروبة وجدت قبل الإسلام لكنه هو الذي أنضج عروبتنا و أوصلها إلى الكمال إلى العظمة والخلود ، هو الذي جعل القبائل العربية أمةًعربيةًعظيمةًحضاريةً. فالإسلام كان وهو الآن روح العروبة وسيبقى ، هو قيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية . هذا هو الإخلاص للشعب ، هذا هو حب الشعب ، وهذه هي الحقيقة )).

قد لا نكترث بمواقف تصدر ممن تشرب من هكذا ثقافةٍ إقصائيةٍ لا ترى الكمال إلا في العروبة والإسلام – كون الإسلام دين العرب – وترى الحقيقة ناقصةً إلا بهذين المفهومين .
وباعتبار أن الكرد ليسوا عرباً وتخلو عن دينهم ، فأعتنقوا الإسلام عنوةً فلا يحق لهم السيادة والحرية ، ولن يبلغوا الكمال يوماً ، أما المطالبة بحقوقهم المسلوبة فخيانةٌعظمى ، وخطٌ أحمرٌ لا يجوز تجاوزه .

لكن عتابنا على المواقف الصادمة للباحثين والمفكرين العلمانيين والديمقراطيين حتى اليساريين منهم ، فقلوبهم دفينة بالحقد والكراهية تجاه الكرد .
أهي الثقافة الوراثية ، أم الفكر المتحجر ؟! أم إرضاءٌ للذين يغدقونهم بالأموال واستعارة حناجرهم لإلقاء خطبٍ تفوح منها روائح التعصب الكريهة ؟!
لم يكتفوا بهذا بل ذهب البعضُ منهم إلى أبعد من ذلك كقول الحقوقي العجوز هيثم المالح : - العدو اللدود للعقل والمنطق - في تصريحٍ له :(الأكراد عربٌ نسوا انتمائهم القومي عبر التاريخ ) .
أي حقدٍ يكنه للكرد ، وأية كراهية ٍ أعمت بصيرته إلى درجة اللاوعي والهذيان ؟! ، أم هو صدىً لأصواتٍ ضاقت بها ذرعاً بإلغاء أدوارها وإسنادها للمقاتلين الكرد في دحر الإرهاب ؟! .
عبارةٌ قالها القذافي يوماً حينما كان يعتلي العرش بهامة ٍ مرفوعة ٍ :( اتفقنا على ألا نتفق ) .
نعم العرب والكثير غيرهم مختلفون في كل الأمور ، لكنهم لمعاداة القضية الكردية متفقون . فتلك هي مصيبة الكرد ، وتعاسة حظهم .

وحكايتهم مع الأنظمة الديكتاتورية والشمولية أهون بكثير ٍ مقارنةً بمعارضاتها التي تنادي بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . مما ينطبق عليهم هذه الحكمة :( هربوا من الدب ، فوقعوا في الجب ) .

أصواتٌ تتعالى ضد البؤس والشقاء والظلم ، لكنها تملأ الآفاق صراخاً وصدىً لفرض الطغيان وإقصاء الآخر.
أيعقل أن تهرب من العبودية وتستنجد بصانعها ، أو تستقوي بمن يفرخ الطغيان والقهر ؟! .
والأشد أسفاً و يأساً أن تتأمل خيراً ممن تراه كبير القامة ، ولك مسانداً وعوناً وإذ به و بموقفٍ واحدٍ يكشف ما كان يضمره ، ويسقط قناعه فتنكسر قامته ويخرهابطاً ، فيسقط من عينيك بعد أن كان في علوٍ شاهقٍ .

حروبٌ على مدى مئات السنين لم تحسم ، ومعاركٌ لم ولن تبيد شعباً متجذراً بأرضه منذ فجر التاريخ .
عقولٌ متكلسةٌ لم تتأثر بروح العصر ، ولا طالتها مرونة التنوير ، أو استضاءت بنور الحداثة .

وثبت بالدليل القاطع أنه : لا الماركسي كان ماركسياً ، ولا المدني كان مدنياً ولا الديمقراطي كان ديمقراطياً ومثلهما الحقوقي .
الجميع كانوا يقولون ما لا يبطنون ، ويجهرون بما لا يؤمنون .
وحده القومجي كان غارقاً في تعصبه بصدقٍ وما زال متقوقعاً ، ومثله الإسلامي الملتحي ظل وفياً لأسياده في دحرجة الرؤوس وضرب الأعناق ، وقطع الأيادي ونكاح السبايا كما كان يفعله السلف الصالح ( رضوان الله عليهم) .جمعنا الله وإياهم في مستقر رحمته .

عطبٌ في الفكر من هاجس ولادة دولةٍ كرديةٍ ، واضطرابٌ نفسيٌ لا مبرر له من قرار استفتاءٍ اتخذه شعبٌ لتحديد مصيره ، فيحق له ما لغيره .
الناس جميعاً سواسيةٌ في الحقوق والواجبات ( ولم ينبت على رأس أحدٍ ريشٌ أو قرونٌ ).
الجميع يعملون كخلية النحل من أجل الحفاظ على أمنهم القومي المزعوم ، شريطة إسكات صوت الكرد ، و أن ذكر كلمة الكرد أو كردستان ذنبٌ عظيمٌ ، و إفكٌ مبينٌ .
فها هو أردوغان الإسلاموي القومجي الطوراني يفقد توازنه ويهدد : إما تدمير الكرد ، وإما إنه سيفقد فحولته .
أليس أولى به الاعتراف بالحقوق القومية للكرد داخل بلاده قبل الخارج ، وإيجاد حلٍ لهذه القضية التي لن تنعم تركية وبلدان الشرق كلها بالأمان والسلام إلا بحلها ؟! .
إلى متى يعي أردوغان أن ربط القضية الكردية بالإرهاب سفسطةٌ وهراءٌ لن ينطلي على الصغير قبل الكبير ؟! .
إن كنت تقصد إرهاب حزب العمال الكردستاني ، وبهذه الذريعة تحارب قوات الكريلا وقوات سورية الديمقراطية فماذا تقول بحق حكوماتك المتعاقبة التي حاربت كل الثورات الكردية التي أشعلها الكرد قبل تأسيس هذا الحزب ، فَقُمِعَتْ جميعها بالحديد والنار ؟! ولم هدَدْتَ حكومة الإقليم إذاً حينما رُفِعَ العلم الكردي في سماء كركوك ؟! .
إن كانت المطالبة بالحقوق المشروعة إرهاباً ، فللكرد شرفٌ عظيمٌ بنيل هذا اللقب .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟
- اللعنة ترقص على ضمائر بائعي الذمم
- الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى
- الأول من أيار فضاءٌ متنفسٌ للبروليتاريا
- وصمة عارٍ على جبين الغرب قبل المملكة السعودية
- عثور أردوغان على مبتغاه بتغذية الماضي حلمٌ زائلٌ
- في تعلم فنون النسيان فاشلةٌ
- إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع
- نسائم مروج الماضي أغوتني
- أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب
- دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .