|
الصوم في المسيحية
خالد سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 5516 - 2017 / 5 / 10 - 16:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الصوم في الكتاب المقدس وعلى ضوء تعاليم الكنيسة الأب د. لويس حزبون
في بداية زمن الصوم الأربعيني يطرح المؤمنون أسئلة كثيرة على الكهنة: ما معنى الصوم؟ ولماذا نصوم؟ وفي أي وقت نصوم؟ وعلى ماذا نصوم وكيف نصوم؟ فرأينا من الجدير أن نجيب عن هذه الأسئلة الكثيرة من خلال تأملنا الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية. 1) ما معنى الصوم؟ لما كان الإنسان نفساً وجسداً، فهو بحاجة إلى أفعال الجسد. فالصوم أو الصيام كلاهما مصدر واحد صام يصوم صوما وصياما، وهو لغة الإمساك عن الطعام والشراب لفترة من الزمن، وكأن الحاجة الفيزيولوجية أصبحت في المكان الثاني. وأما الكلمة اليونانية νεστεια (نستيا) تعني الإمساك ويشير الإمساك هنا إلى ضبط الجسد والنفس فيصبح الإنسان سيدا على أهوائه وعلى رغباته. فضبط النفس والجسد بإذلالهما يؤدي إلى التواضع وهو شرط لدخول الملكوت. فالصائم كأنه يقول لله أنا تائب نادم، ولست متعالياً أو متكبراً، فلا حاجة بك لإذلالي أكثر من ذلك. والصوم في الكتاب المقدس هو الامتناع أيضا عن العلاقات الزوجية (يوئيل 2/16). ويتضمن أيضا استرحام الإله، فنجد هذا واضحاً في حالة داود عندما مرض ابنه الذي ولدته يتشبع عقب خطيئته معها. "قد يَرحَمُني الرَّبُّ ويَحْيا الصَّبيّ" (2 صموئيل 12/16-23). وقد يكون الصوم تعبيراً عن الاتضاع أمام الرب ، كما يقول الرب لإيليا النبي عن أحآب الملك عندما جعل المسح على جسده وصام: "أرَأيتَ كَيفَ ذَلَّ أحآبُ أمامَي؟ فلأَنَّه قد ذَلَّ أمامَي، لا أَجلُبُ الشَّرَّ في أَيَّامِه" (1 ملوك 21/27-29). وبعبارة أخرى، الصوم هو الاعتراف بان الله هو السيد المطلق ومصدر حياة الإنسان قبل الخبز الذي يجود به الله علينا: "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله (منى 4:4). وأما كيفية الصوم فهو التبرؤ من الرياء والنفاق إلى صدق الإخلاص وخالص الصفاء للبحث عن وجه الله تعالى الذي يرى في الخفاء, وقد وبخ الرب يسوع صوم الرياء والتظاهر قائلا: وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين” (متى 6/16-18). وبكلمة الصوم فعل من أفعال الديانة الثلاثة (الصوم والصلاة والصدقة) الموجّهة نحو الآب السماوي الذي يرى في الخفية بخلاف الرغبة في أن يرانا الناس على ما جاء في كلام سيدنا يسوع المسيح: "أَمَّا أَنتَ، فإِذا صُمتَ، فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وَجهَكَ، لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك" (متى 6/17-18). 2) لماذا نصوم؟ إن الصوم شريعة إلهية اذ هي كما يقول القديس باسيليوس الكبير الوصية الأولى في الكتاب المقدس: "وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا" (تكوين 2: 17). ثبّت سيدنا يسوع المسيح وصية الصوم بقوله: “سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون” (متى 9/14). الصوم هو شكل من أشكال التوبة الذي يعبر عن الارتداد في علاقة الإنسان مع الذات والله والآخرين. 1. الذات للصوم وجهان جسدي وروحي. فالوجه الجسدي للصوم هو يعرض الإنسان ذاته عن العواطف المنحرفة ويكبح الرذائل وسيما كبرياءه ويُمكّنه من التسلط على غرائزه من حرية القلب ومغريات العالم كي تجدد روحاً ونفساً ويتعلق قلبه بالله. لذا فالصوم لا يقوم على الفم فحسب، وإنما العين والأذن والقدمين واليدين وكل أعضاء الجسم، ولا يقوم على التبدل الذي طرأ على طعامنا فقط بل على قلبنا. فمن يستطيع أن يسيطر على الأشياء المسموحة يستطيع أن يسيطر على الأشياء الممنوعة. فالصوم يتطلب جهد يقوم بقهر الإنسان لذاته، بغية التقرب من الله ومن البشر، إذ أن "الرُّوحُ مُندَفع وأَمَّا الجَسدُ فضَعيف" (متى 26: 41). أما الوجه الروحي للصوم فهو الامتناع عن الخطيئة ، هو موقف القلب، القلب المتواضع التائب، الرحيم، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقة مع الله. كما يقول يوئيل النبي "مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وأرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة ونادِمٌ على الشَّرّ” (يوئيل 2/13). الصوم هو عدم تفكير الإنسان بالشر في قلبه. (زكريا 7/1-14)، هذا القلب المجروح بالخطيئة الميّال إلى الشر والأنانية. (مز51/7) فهو زمن التوبة والعودة إلى الذات بالتقشّف، وفقاً لأول كملة تفوّه بها يسوع بعد صومه الأربعيني:” فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة ” (مرقس 1 :15). والتوبة باللفظة اليوناينة (متانويا) μετανοια تعني تغيير العقلية وباللفظة العبرية (شوف) שוב تعني الرجوع، إنها ترمي إلى مراجعة الذات، إلى التجديد والتغيير والتطوير في الشعور والحكم والحياة، إلى هجر الإنسان العتيق ولبس الجديد، إلى الانتقال من الحياة القديمة والعودة إلى الشباب المتجدد. ويقول القديس يوحنا السلمي في كتابه “السلم الى السماء” الصوم هو كبح رغبات الجسد وابتعاد عن الأفكار الشريرة وتحرر من التخيلات المذنبة، هو طهارة الصلاة، نور للنفس ويقظة العقل والقلب معا. فهو انتظار الرب، هو فتح القلب وتحرره من كل شيء يمكن أن يعرقل هبة فصح المسيح. 2. الله الصوم ليس هدفا بحد ذاته، وإنما وسيلة للوصول إلى الهدف، إلى الله، ” خُبزُ الحَياة” (يوحنا 5: 48). لذا لا يمكن أن ينفصل الصوم عن ذكر الرب المحرك الأساسي له. إننا بصومنا نتجه نحو الرب بانفتاح جذري الذي ننتظر منه كل شيء (دانيال 9/3) . فمقومات الصوم الأربعيني هي الرجوع إلى الله وطلب رحمته بكل لجاجة من خلال أعمال التوبة والصلاة والصدقة، وبالطبع هناك أعمال روحية ذات صلة بهذا المثلث وهي الاهتداء، المصالحة الغفران، محبة القريب، والابتعاد عن الكراهية والحقد والانتقام. فنحن بالصيام نعبر أن الله هو مصدر الحياة والعيش وليس الخبز واللحم. ” مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان”. فالله هو مصدر وجودنا فعلينا أن نكون مستعدين أن نفرغ حياتنا لكي نمتلئ منه تعالى. لنصم جميعا متحدين بالرب ولنشبع أنفسنا منه وحده. إذ أن بالصوم ربنا يستجيب لنا ” فصُمْنا وطَلَبنا مِن إِلهِنا لِأَجلِ ذلك فآستَجابَنا (عزرا 8:23). 3. الآخرين الصوم هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبة والصدقة والرحمة وبالمصالحة. فالصدقة هو موقف القلب، القلب الرحيم، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقة مع الآخرين. فلا حب بلا تضحية والتضحية بلا حب أمر خارجي. “الصيام وحده لا يوصلك إلى السماء بل يلزمك لتصعد إليها على أجنحة المحبة”. بالصوم يشعر الإنسان بالجوع وبالتالي مع الجائع. ما نصوم عنه ليس من حقنا، وإنما هو من حق الفقير. ما تحرم نفسك منه، قدّمه إلى شخص آخر. الصوم المقبول عند الرب يقول اشعيا النبي “أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟ ” (اشعيا 58/6) الم يقل المسيح:” تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: أَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ … كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه “. (متى 25: 34-40). الصوم كالطير لا يطير إلا بجناحين الصلاة والصدقة. هذا هو الصوم الذي يفضّله الربّ: الصوم الذي يظهر له أيادٍ مليئة بالحسنات وقلبًا ممتلئًا بحبّ الآخرين؛ صوم مليء بالطيبة. 3) في أي وقت كان يصوم المؤمن؟ في العهد القديم نجد أن وقت الصيام كان في أيام مختلفة حسب الظروف منها: أ) يوم الكفارة: هو اليوم الوحيد الذي أمرت الشريعة بالصوم فيه. وهو اليوم العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري وكل ما هو مطلوب: تذليل النفوس , والامتناع عن كل عمل , وهو يوم عطلة مقدسة , يصومون فيه ويقدمون قربانا للرب. (لاوي 16/29-34 وعدد 29/7). ب) وقت الشدة: كان اليهود يصومون في أوقات أخرى لم تأمر الشريعة بها وهي: وقت الاستعداد لملاقاة الله: كما حدث مع موسى (خروج 34/28) ومع دانيال 9/3). في زمن الحرب أو التهديد بالحرب: (قضاة 20/26). وقت المرض: صام داود عندما مرض ابنه (2 صموئيل 12/16). وقت النوح: صام داود سبعة أيام من أجل مقتل شاول (1 صموئيل 31/13). وقت الندم والتوبة: كانت المصائب تعتبر دليلا على غضب الله، فكان الندم والتوبة وسيلة الخلاص منها. صام أخاب واتضع أمام الله عندما أنذره إيليا بالمصير الذي ينتظره لقتله نابوت اليزعيلي (1 ملوك 21/27). وقت الخطر الدائم: نادى عزرا بصوم ليطلب رعاية الرب له وللشعب الراجع من بابل إلى وطنه (عزرا 8/21). في ذكرى الكوارث: اليوم 10 من الشهر الخامس الذي فيه احرق الهيكل (ارميا 52/12). واليوم العاشر من الشهر العاشر الذي بدأ فيه البابليون حصار أورشليم (2ملوك25/1). زمن الأزمات: يحدث الصوم حالة دمار البلاد يوئيل 14:1). أما في العهد الجديد فنجد مناسبتين يطلب الله فيها الصيام: أ) لطرد الشياطين: هناك شياطين لا تخرج إلا بالصلاة والصوم. ويشير الصوم هنا كمؤشر للإيمان (متى 17/21 ومرقس 9/29). وعلى هذا المبدأ سار المسيح الذي صام السيد أربعين يوما وحارب بعدها الشيطان وجابهه، وعلى خطاه سار الرسل وآباء الكنيسة فيقول على سبيل المثال القديس باسيليوس: “الصوم يهدئ النفس، ينقي الفكر، يبعد الشياطين ويطردهم بعيدا و”يقرّب الإنسان إلى الله.” كما اتبع هذه الطريق القديسون، ونذكر منهم القديس جان ماري فيانيه شفيع الكهنة، الذي اعتمد على الصوم والصلاة لطرد الشيطان:” سأقهرك، أيها الشيطان الخطّاف، بنعمته تعالى". ب) للقيام برسالة الدعوى: عندما قال الروح القدس للتلاميذ في أنطاكية :” أَفرِدوا بَرْنابا وشاوُلَ للعَمَلِ الَّذي دَعَوتُهما إِليه .فصاموا وصلَّوا “(أعمال الرسل 13/1-3. 4) ما هي مدة الصوم حسب الكتاب المقدس؟ في العهد القديم كان الصوم عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها (قضاة 20/26 ، إذ صموئيل 14/24) وربما كان لليلة واحدة (دانيال 6/18) واستمر صوم استير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً( استر 4/16 ) وصام أهل يابش جلعاد سبعة أيام لموت شاول ( 1 صموئيل 13/13 ) وصام داود سبعة أيام عند مرض ابنه (2 صموئيل 12/16-18). وقد صام موسى أربعين يوماً (خروج 34/28، تثنية الاشتراع 9/9) وكذلك صام إيليا (1ملوك 19/8). ويدل رقم “أربعين” وهو عمر جيل بكامله على فترة زمنية طويلة لا تعرف مدتها معرفة دقيقة. يرجح أن هذه المدة تشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل أو إلى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية (عدد14/34) والتي تشير إلى مسيرة إيليا أربعين يوماً (1ملوك19/8). وأما في العهد الجديد فكان الفريسيون يصومون يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع بدافع من تقواهم الخاصة (لوقا 2/37، 18/9-12). الخميس هو يوم ذهاب موسى النبي للجبل لاستقبال الوحي الإلهي، والاثنين هو اليوم الذي عاد فيه من الجبل.
وأما كرنيليوس فكان صائماً لمدة أربعة أيام عندما ظهر له الملاك (أعمال الرسل 10/1-3). وصام الرجال الذين مع بولس في السفينة مدة أربعة عشر يوماً (أعمال الرسل 27/33). وأما الأرملة حنّة فكانت تواظب ليل نهار على الصلاة والصوم “لا تُفارقُ الهيكلَ، مُتعبِّدةً بالصوم والصلاة ليلَ نهار” (لوقا 2:37). وصام يسوع أربعين يوماً ليفتتح رسالته بفعل تسليم لأبيه بثقة كاملة (متى 4/1-4). إن هذه الأربعين يومأً هي أيام مسيرتنا الجماعية إلى ليلة الفصح المقدسة، إنها تمثل صعود يسوع إلى أورشليم. إنها تمثل طول الطريق التي تبعدنا عن الله، وسلوكنا لدرب العودة والرجوع وملاقاة الله ومصالحته في عيد الفصح. “فلا نترك الفصح يمرّ من غير أن ندخل في حقيقته وفي مطالبه” كما وصانا قداسة البابا بولس السادس (10 نيسان 1968) 5) ما هو دور الكنيسة في شريعة الصوم؟ رسم السيد المسيح لنا الخطوط الرئيسية للصوم، غير أن لم يحدد أياما للصيام , ولا ساعة لبداية الصوم كما لم يحدد لهذا الصيام التزامات أو ممنوعات أو مباحات, إنما أنهى عن الصوم الشكلي والظاهري، تاركا التفاصيل للكنيسة لتبتّ فيها، ولتفسر للمؤمنين كيفية الصوم بحسب البيئة والظروف، وبما تراه مناسبا لتحقيق مفهوم وهدف الصوم. فوضعت الكنيسة قوانين للصيام. وغايتها أن تكفل للمؤمنين الحد الأدنى الذي لا بد منه في روح الصلاة وفي الجهد الأخلاقي كي يتحد الجميع في ممارسة مشتركة لأعمال الصوم والانقطاع للكفر بذواتهم والنمو ونمو في محبة الله والقريب. فهناك صيام واجب وصيام مستحب. الصيام الواجب هو ما جاء في الوصية الرابعة من وصايا الكنيسة: "انقطع عن أكل اللحم وصم الصوم في الأيام التي تقرّها الكنيسة” (التعليم المسيحي رقم 2043). يقوم الصوم بالاقتصار على وجبة واحدة في النهار، مع تناول شيء من الطعام صباحاً ومساء، وفقاً للعادات المحلية الموافق عليها، من حيث النوع والكمية (منشور: توبوا، البابا بولس السادس القسم 3: 3: 2). والانقطاع يعني الامتناع عن "الزفر". والزفر هو عندنا اللحوم ومشتقاتها (كتاب التعليمات، 23). ويحافظ على الصوم والانقطاع معاً يومي: أربعاء الرماد والجمعة العظيمة في ذكرى آلام ربنا يسوع المسيح وموته (منشور: توبوا البابا بولس السادس القسم 3:3:2) . وتلزم فريضة الانقطاع وحدها كل يوم جمعة مدة الصوم الأربعيني الذي يمتد من أربعاء الرماد إلى ما قبل عشاء الرب. وقد جرت العادة أن يوضع الرماد على الرؤوس في أربعاء الرماد وفقاً لما عهده العهد القديم (ايوب 42: 6، المراثي 2: 1) دلالة على التوبة والحداد، كما تدل هذه الإشارة على حالة الإنسان الخاطئ الذي يقرّ بذنبه بين يدي الله بطريقة ظاهرة وبها يعرب عن عزمه الباطن على الرجوع لله راجياً منه تعالى أن يكون به رؤوفا رحيماً. يلزم بفريضة الانقطاع (عن اللحم، أو طعام آخر، وفقاً لما تقرره الهيئة الأسقفية،) من أتموا الرابعة عشرة من العمر. أما قانون الصوم، فيُلزم جميع من بلغوا سن الرشد (21 من العمر) وحتى بداية الستين من عمرهم، غير انه، على رعاة النفوس والوالدين ان يسهروا، على تربية من هم غير ملزمين، لصغر سنهم، بالانقطاع والصوم على اكتساب معنى صادق للتوبة (الحق القانوني للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، 1252). وهناك الصوم قرباني الواجب ورد في قوانين الكنيسة "على المؤمنين أن يراعوا الصوم المفروض في كنيستهم ليحسنوا الاستعداد لقبول هذا القربان المقدس" (الحق القانوني رقم 1387) حيث يصبح فيها المسيح ضيفنا. في الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية ينص قانون الصوم القرباني على ما يلي: "على المقبل على تناول الافخارستيا المقدسة أن ينقطع لمدة ساعة على الأقل قبل المناولة المقدسة عن كل طعام وشراب، عدا الماء والدواء" (الحق القانوني للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية 919، البند1). وأما الصيام المستحب فما يفرضه كل شخص من صيام على نفسه وعائلته حسب ظروفه الصحية وعمله. هناك من يصومون يومي الأربعاء والجمعة طوال السنة لأنَّ الأربعاء تمًّت فيه المؤامرة على السيد المسيح عندما وعد يهوذا رؤساء الكهنة أنْ يسلمه لهم مقابل ثلاثين من الفضة. أما الصوم يوم جمعة فهو تذكار لليوم الذي صُلب فيه السيِّد المسيح ومات على الصليب. فالكنيسة الكاثوليكية منفتحة في هذا الخصوص تحترم حريتنا وتعطينا المجال للاختيار فهي تعرض ولا تفرض، ولكي يتم تجنب الفوضى تحدد عمر الصائم وفترة الصوم وأنواع المأكولات وغايات الصوم وطرقها وتطلب من المؤمنين تطبيقها طواعية وليس بالإكراه من باب الروح يحيي والحرف يقتل.
أما شريعة الصوم في كنيسة الروم الكاثوليك كما وردت في الكتب الطقسيّة وفي نشرات الأبرشيّات والرعايا فهي كما يلي: 1- الصوم الأربعيني الكبير: أيام الصوم هي أيام الأربعاء والجمعة من أسبوع مرفع الجبن. وأيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة من أسابيع الصوم والأسبوع العظيم المقدّس. ما عدا اليوم الذي يقع فيه عيد البشارة 25 آذار. 2- سبت النور. هو السبت الوحيد الذي يجب الصوم فيه. بينما يمنع الصوم في السبوت الأخرى لارتباط السبت بأحد القيامة 3- أيام القطاعة تشمل الصوم الأربعيني بكامله بما فيها أيام الآحاد. بالإضافة إلى الأسبوع العظيم المقدّس. ما عدا عيد البشارة وأحد الشعانين حيث يسمح بأكل السمك. 4- القطاعة هي الامتناع عن اللحم ومرق اللحم، وعن البياض، أعني البيض والجبن والألبان والزبدة الخ. أما السمك فيسمح به في أيام معيّنة. وكذلك الزيت والخمر في أيام معيّنة. هذا مع العلم أن السينودس المقدّس قد ترك لكلّ مطران أن يعطي تعليمات وتوجيهات إضافيّة مناسبة لأبرشيّته خلاصة بعد أن حاولنا أن نجيب على الأسئلة التي يطرحها الإنسان على نفسه نجد أن الأهم هو أن يصوم الإنسان ويختبر معنى الصوم وحينئذ يفهم ويكتشف فائدته، إن لم يصم لن يكتشف حقيقة الصوم ولو قرأ وسمع الكثير عن هذا الموضوع. لذا فخير ما نختتم هذا التأمل هو ما قاله القديس يوحنا فم الذهب في إحدى عظاته عن الصوم: "اشحذ منجلك التي أتلفتها الشراهة، اشحذها بالصوم"… فليكن طعامنا في زمن الصوم الأربعيني الكلمة التي تخرج من فم الله، لأنه "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله" (متى 4:4)، والعمل بمشيئته وهو القائل "طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه" (يوحنا 4: 34) وان نلبي دعوته ونقبل بتوبة وإيمان إلى تناول جسده وشرب دمه وهو القائل: "لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ" (يوحنا 6: 55). امنحنا، يارب، أن تؤهلنا رحلة الصوم هذه للاحتفال بأسرار موتك وقيامتك المجيدة. وامنحنا يا ربّ أن تكون كلّ أفكارنا، أقوالنا، وأفعالنا موافقة لإرادتك لأنك إله حنون رحيم طويل الأناة كثير الرحمة لكلّ من يدعونك بقلب نادم متواضع. آمين.
*******
سنوات مع إيميلات الناس! أسئلة روحية وعامة
الصوم في العهد القديم والعهد الجديد
سؤال: ما هي أدلة مبدأ الصوم في الكتاب المقدس بعهديه؟ وهل كل الأصوام ذكرت فيه؟ أليس هو عمل روحي بيني وبين الله فقط؟ وماذا عن نوعية الطعام؟
الإجابة:
* هل كانت هناك أصوام ثابتة في مواعيد محددة في العهد القديم؟
أن الصوم في مواعيد محددة تعليم كتابي؛ فقد حدد الرب أصوام ثابتة لشعبه في العهد القديم. فقد ذكر في سفر زكريا النبي صوم الشهر الرابع وصوم الشهر الخامس وصوم السابع وصوم العاشر (زك 19:8). والحكمة من تحديد مواعيد الصوم هو تنظيم العبادة الجماعية. وفي المسيحية أخذت مناسبات الصوم طابعًا مسيحيًا، لكل منه حكمته وتأثيره وهدفه الروحي.
ومن أمثلة الصوم كذلك في العهد القديم:
(أ) صوم الشعب أيام أستير (أس4).
(ب) صوم أهل نينوى (يونان 3).
(جـ) صوم الشعب أيام عزرا، ونحميا (نحميا 1:9؛ عزرا 21:8).
(د) الصوم أيام يوئيل (يوئيل 12:2-17).
* هل في العهد الجديد إشارة إلى الصوم؟
نعم فمثلا:
(أ) صام الرب يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة (أنجيل متى 2:4) صام عنا وقدم لنا مثالا لتتبع اثر خطواته.
(ب) صام الرسل قبل القداسات (سفر أعمال الرسل 2:13).
(ج) صاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14).
( د) الصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21:27).
يقول البعض أن السيد المسيح لم يحتم الصوم بل تركه للظروف بقوله "متى صمتم". فلماذا نصوم في أوقات ثابتة "سنويا"؟
أن كلمة متى يا تفيد التحقيق والتأكيد وليس الشك، بحيث يكون في حكم الواقع المحتم مثل قول الرب: "متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه" (مت31:25). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وقوله لبطرس "متى رجعت ثبت أخوتك" (لوقا 23:22).
فواضح من ذلك أن بعد كلمة "متى" حقائق مقررة ووقوعها محتم وقد حدد الرب أوقاتًا معينة للصوم (اللاويين 29:16، زكريا 19:8، لوقا 12:18). وحدد الرب يسوع له المجد موعد بدء صوم الرسل بعد صعوده عنهم إلى السماء (متى 15:9) وهذا ما تم فعلا (الأعمال 13،14،27).
أمر الرسول بولس المؤمنين بالصوم (رسالة كورنثوس الأولى 5:7). ويجب الخضوع للترتيب الكنسي الذي وضعه الرسل وخلفائهم.
هل جميع هذه الأصوام ذكرت في العهد الجديد، وإن لم تذكر جميعها فلماذا نصومها؟
الإنجيل مسلم للرسل فمًا لفم، ولم تدون كل تعاليم السيد المسيح (إنجيل يوحنا 30:20؛ 31،25:21). كما أن الإنجيل قد تم تدوينه بعد فترة من صعود السيد المسيح، ونحن نضع تعاليم آبائنا الرسل "كإنجيل شفاهي" يكمل ما حفظ لنا في الإنجيل الكتابي. ونحترم ونطيع ونسمع ونقبل تلك التعاليم كاحترامنا وطاعتنا وقبولنا وسمعنا للرب نفسه (لو 16:10). ويذكر الإنجيل أن المؤمنون قد تسلموا تعاليم الكنيسة من الرسل وخلفائهم. (1كو23:11، 34؛ تسالونيكي الثانية 15:2؛ 2تى2:2؛ فيلبي 9:4،2يو:12). ومن ثم نتسلم قوانين الآباء البطاركة القديسين الذين رتبوا الأصوام الباقية للآن، ونقول كما قال القديس أغسطينوس أن عادتنا لها قوة القانون لأننا تسلمناها من أناس قديسين.
الصوم يجب أن لا يتكرر سنويًا، ويجب أن يمارس في وقت الضيقات فقط؟ وأن يكون في الخفاء؟
الصوم كالصلاة والصدقة يجب أن يتكرر في موعده، وكما وضحنا فإن الرب حدد أوقاتًا معينة للصوم، وذلك لما للصوم من فوائد روحيه كثيرة. كما أن الصوم الجماعي هو تعليم كتابي ويدل على وحدانية الروح في العبادة وفي التقرب إلى الله. كما أننا في حرب دائمة مع الشياطين، لذلك فنحن في حاجة دائمة إلى الأسلحة الروحية المختلفة لمقاومتهم، ومن هذه الأسلحة الصوم. لذلك يجب التعود على أوقات الصوم في أوقاته المعينة وعدم تركه للظروف أو قصره على أوقات الضيقات!
أما عن الصوم في الخفاء، فهو خاص بالعبادة الفردية وليس بالعبادة الجماعية. لأنه يوجد هذا النوعان من العبادة: ففي الصلاة مثلًا توجد الصلاة الفردية التي تصليها في مخدعك، وهذا لا يمنع من وجود الصلاة الجماعية التي تصليها معًا كل جماعة المؤمنين بروح واحدة ونفس واحد وصوت واحد (أع24:4). كذلك في الصدقة، يوجد عطاء في الخفاء كعمل فردي، ولكن هذا لا يمنع العطاء العام الذي يُجمَع من الكل (أخبار الأيام الأول 3:29-9؛ لو1:21، 2). كذلك في الصوم، يوجد الصوم الفردي في الخفاء، وهذا لا يمنع الصوم العام، لكي يشترك كل المؤمنين معًا في صومهم.
هل ربنا حدد لنا عندما نصوم أنواع معينة من الطعام في الصوم؟
نعم حدد الرب أنواعا معينة من الطعام تؤكل في الأصوام كما يلي:
(أ) أمر الرب حزقيال النبي بالصوم ثم الإفطار على القمح " البليلة" والشعير والفول والعدس والدجن "الذرة الرفيعة" والكرسنة "الكمون" (حز9:4).
(ب) صام دانيال عن أكل اللحوم و شرب الخمر (دا12:1) كما صام مع أصحابه الثلاثة وافطروا آخر النهار على القطانى "البقوليات" (دا8:1-16).
(ج) صام داود النبي بالزيت وقال: "ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن" (المزمور 24:109). إن الصوم في كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتي؛ إنما هو انقطاع عن الطعام فترة معينه يعقبها أكل نباتي من اجل لذة محبة الله وحفظ وصاياه بحب وفرح دون ضغط أو إكراه.
*********
الصّوم في المسيحية، متى وأين وكيف؟
ما هو الصّوم؟
هو الإمساك عن الطعام والشراب لفترة من الزمن بغرض الاقتراب إلى الله في توبة وإيمان، وفي الكتاب المقدس، عادة ما يجتمع الصّوم مع الصّلاة. نقرأ عن النبي دانيال قوله في سِفر دانيال 9: 3.
فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ
يصوم المسيحي بناءً على محبته لله ورغبته في التقرّب منه والتذلل والانكسار أمامه طاعة له. لقد التزم شعب الله في العهد القديم بالصّوم كعلامةٍ على تمسّكهم بالله وتعبيرٍ منهم عن خضوعهم لسلطانه وتذللهم أمامه عربون محبةٍ وطاعةٍ له. وكذلك الأمر في العهد الجديد، فللصّوم مكانةٌ هامةٌ في الإيمان المسيحي وفي حياة المؤمن بالمسيح. لقد بيّن الرب أهمية الصّوم وجديّته في علاقتنا مع الله، وقد التزم به رسل المسيح والمؤمنون على مرّ تاريخ الكنيسة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، وسيبقى الصّوم حتى مجيء السيد المسيح ثانيةً علامة إيمانٍ ثابتةٍ في المسيح.
متى موعد الصّيام ولماذا يجب علينا أن نصوم؟
لا يحدد لنا الكتاب المقدس أوقاتاً أو شهوراً للصّوم. فقد تُرك الأمر للضمير الشخصي. وتبعاً لنموذج الكتاب المقدس، قد تقوم جماعة من المسيحيين أو الكنيسة بتحديد وقتٍ للصّوم من أجل أمرٍ هامٍ في حياة المؤمنين، أو من أجل خدمة المسيح والإنجيل، مثال على ذلك ما فعله بولس وبرنابا حيث نقرأ في الإنجيل المقدس في سِفر أعمال الرّسُل 14: 23 وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوسًا فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ، ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ . لكن أيضاً يوجد عند طوائف مسيحية زمن معيّن للصّوم يسبق عيد الفصح بخمسين يوماً، ولكن هذا التحديد الزمني لا يرتبط بتعليم كتابي بل هو يندرج في سياقِ ترتيبٍ أو تقليدٍ كنسيٍّ، الغاية منه الصّوم كعملٍ إيمانيٍّ يسبق موعدَ ذكرى موت المسيح وقيامته. أمّا لماذا يصوم المؤمن المسيحي، فلأن الصّوم علامةٌ مميزةٌ في حياة الإيمان، يعبّر فيه المؤمن بالمسيح عن خضوعه وطاعته للرب كما يطيعه في الصلاة ووصاياه الأخرى. ومثالنا الأعلى وقدوتنا في الصّيام هو السيد المسيح نفسه (إنجيل متّى 4: 2) فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. بالإضافة إلى كون الصّوم مفتاحاً أساسياً للتفرّغ من كل المشاغل والروتين وأمور الحياة اليومية (حتى الطعام) للانصراف إلى الصّلاة، كما يوجد أسباب أخرى هامة للصّوم بحسب نصوص كتابية، كما يلي:
الصّوم عربون توبة وإعلان رجوع إلى الله طلبا لغفرانه ورحمته، (يوئيل 2: 12) « وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ.
الصوم طلباً لاستجابة الرب طلبات وتضرّعات وخاصة في الأوقات الصعبة والظروف القاسية، (إرميا 36: 9 وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِيَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، فِي الشَّهْرِ التَّاسِعِ، أَنَّهُمْ نَادَوْا لِصَوْمٍ أَمَامَ الرَّبِّ، كُلَّ الشَّعْبِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ الشَّعْبِ الْقَادِمِينَ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا إِلَى أُورُشَلِيمَ.
الصّوم (والصّلاة) طلباً لقوة روحية من الله للتغلّب على الأرواح الشريرة أو على أوقات الشرّ، (إنجيل متّى 17: 21 وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ»، رسالة كورنثوس الأولى 7: 5) لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ.
أين يجب علينا الصّوم؟
ليست للمكان أهميةٌ في زمن الصّوم، ولا يوجد تعليم كتابي يحدد المكان الذي ينبغي فيه على المؤمن أن يقضي فترة صيامه، المهم في الصّوم هو الصّوم بحدّ ذاته والنيّة بالالتزام به، وعدم تباهي الصّائم بصومه أمام الناس لكي يكسب منهم مديحاً، بل الصّوم المقبول عند الله هو الصّوم الخفي المعلن لله، لأن الصّوم هو أمر شخصي وليس فرصةً للتظاهر. الله يهتم باتجاهات القلب ونيّاته أكثر من المظاهر الخارجية، ولا يصبح للصّيام أي معنى إن لم نظهر محبة لله ورحمة تجاه الآخرين في حياتنا اليومية. قال السيد المسيح في إنجيل متّى 6: 17 - 18 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
كيف يصوم المؤمن المسيحي وما هي مدة صيامه في اليوم؟
يصوم المؤمن بالمسيح بامتناعه أو إمساكه عن تناول الطعام أقلّه اثنتي عشرة ساعة في اليوم، يقضيها دون طعامٍ ودون شراب. هذه الفترة الزمنية تبدأ، عادة، من بداية اليوم وحتى انقضاء الاثنتي عشرة ساعة، ولكن هذه ليست قاعدة إذ يوجد مسيحيون يصومون وقتاً أطول.
الصوم 12 ساعه (من 12 ليلا الى 12 ظهرا) صوم انقطاعي عن كل طعام وماء بعد ال12 ظهرا الاكل النباتي فقط (عدا في حالة المرض او الحالات الاخرى الخاصة)
******* ما هو مفهوم الصوم في الحياة المسيحية؟
من الملائم جداً أن يأتي الحديث عن الصوم عقب الحديث عن الصلاة في المسيحية لأن الصلاة والصوم مرتبطان معاً، إذ ينبغي علينا كمسيحيين أن نصلّي في كل حين كما هو مكتوب "ينبغي أن يُصَلَّى كلَّ حينٍ ولا يُمَلّ" لكن إن قادنا الروح القدس إلى الصوم مع الصلاة فحينئذٍ تكون حالة خاصة فيها يشترك الصوم مع الصلاة في تذللنا وتضرعنا، وتقديم طلباتنا إلى الرب.
لكن قبل أن نستفيض في الحديث عن الصوم المقبول لدى الله يجب أن نعرف أن هناك صوم مرفوض من الله نقرأ عنه في سفر اشعياء "يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذلَّلنا أنفسنا ولم تلاحظ. ها انكم في يوم صومكم تُوجِدون مسرَّةً وبكل أشغالكم تُسخَّرون. ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بكلمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاءِ. أمثل هذا يكون صومٌ أختارهُ. يوماً يذلّل الإنسان فيهِ نفسهُ يحنى كالأسلة راسهُ ويفرش تحتهُ مسحاً ورماداً. هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب." وهنا نجد أن الصوم المرفوض من الله هو الصوم الشكلي المظهري الغير نابع من أعماق القلب، فهذا صوم يمارسه الإنسان لكي يظهر صائماً وقد حذرنا المسيح من هذا الصوم قائلاً "ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحقَّ أقول لكم إنهم قد استوفوا أَجْرَهم."
علّة أخرى في هذا الصوم تجعله أكثر رفضاً من الله وهو أن الصائم إنما يصوم ويُوجد لنفسه مسرّة في يوم الصوم، وبكل أشغاله يسخر غيره حتى يفقد الصوم فاعليته في حياة الإنسان الصائم، بل كثيراً ما يؤدي هذا الصوم إلى الخصومة والنزاع والضرب بكلمة الشر.
أما الصوم المقبول فيكمل به الوحي المقدس الحديث في سفر اشعياء بالقول "أليس هذا صوماً اختارهُ حَلَّ قيود الشر. فَكَّ عُقَد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كلّ نيرٍ. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوهُ وأن لا تتغاضى عن لحمك" وهنا نرى أن الصوم المقبول بل المختار من الرب هو الصوم الناتج من القلب المُسلَّم ليد الرب والخاضع والمطيع لمشيئة الله والممتلئ بالثمر الصالح والسلوك المستقيم، فأساس الأمر أن الله ينظر إلى القلب وليس إلى المظاهر الخارجية، فهو ينظر إلى الداخل وليس إلى الخارج. فإن كان الداخل أي قلب الإنسان نقياً بنعمة المسيح، يقبل الله صوم الإنسان وصلاته وعبادته، لذلك أضاف المسيح له المجد صفة أخرى هامة لهذا الصوم المقبول حينما قال "وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً"
وهنا يعلمنا المسيح أن ما يؤكد صدق وأمانة الإنسان الصائم أنه لا يريد أن يظهر للناس صائماً بل هو يتذلل في الخفاء أي قلبياً أمام أبيه السماوي الذي هو "فاحص القلب مختبر الكلى"
ونلاحظ أيضاً قول المسيح "أبوك الذي يرى في الخفاء" فكلمة أبوك تشير إلى العلاقة الحقيقية الوثيقة بين الصائم والله فهي علاقة الأب بابنه، فحينما تقود هذه العلاقة الإنسان في سلوكه بقداسة وبصلاة وصوم حينئذ يكافئ الله مثل هذا الإنسان علانية. كما ذكر أيضاً اشعياء النبي بعض هذه المكافآت فقال "حينئذٍ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذٍ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقول هانذا. إن نزعت من وسطك النير والإيماءَ بالأُصبع وكلام الإثم وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنَّة ريَّاً وكنبع مياهٍ لا تنقطع مياههُ. ومنك تُبنَى الخِرَب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى"
ويعبر أيضاً الرسول بولس عن مقدار ما يستمتع به الإنسان الذي له علاقة وشركة حيَّة وحقيقية مع الله الآب إذ يقول " وسلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع.
لكن متى يصوم الإنسان؟
من دراستنا لكلمة الله نجد أن الصوم مرتبط بعدة أمور نذكر بعضاً منها
أولاً: مرتبط بالتوبة والرجوع إلى الله وطلب رحمته
كما قال يوئيل النبي "قدّسوا صوماً نادوا باعتكافٍ اجمعوا الشيوخ جميع سكّان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" وأيضاً يكمل يوئيل النبي كلامه قائلاً "ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلىَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنهُ رؤوف رحيمٌ بطئُ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر. لعلهُ يرجع ويندم فيُبقي وراءَهُ بركة تقدمة وسكيباً للرب إلهكم. اضربوا بالبوق في صهيون قدّسوا صوماً نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدّسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الأطفال وراضعي الثديّ ليخرج العريس من مخدعهِ والعروس من حَجلَتها. ليبكِ الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا اشفق يارب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مَثَلاً. لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم." وهكذا نرى أن "ذبائح الله هي روحٌ منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقرهُ."
ثانياً: الصوم مرتبط بطلب رحمة الله بكل لجاجة في المصائب والأوقات الصعبة
مثلما حدث أيام مردخاي بعدما أقنع هامان الشرير الملك بإبادة اليهود "وأرسلت الكتابات بيد السعاة إلى كل بلدان الملك لإهلاك وقتل وإبادة جميع اليهود من الغلام إلى الشيخ والأطفال والنساء في يوم واحد في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر أي شهر آذار" "ولما علم مردخاي (عبد الله التقي) كل ما عُمِل شقَّ مردخاي ثيابه ولبس مسحاً برماد وخرج إلى وسط المدينة وصرخ صرخة عظيمة مُرَّة" ويقول الكتاب "وفي كل كورة حيثما وصل إليها أمر الملك وسنَّتُهُ كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب. وانفرش مسح ورماد لكثيرين" وماذا كانت النتيجة؟ أباد الله هامان الشرير وعلَّقه على صليبه ورد الغضب عن شعبه وصدر الأمر لليهود أن يكونوا مستعدين لهذا اليوم الذي تقرر قبلاً إهلاكهم فيه لينتقموا من أعدائهم
ويكمل الكتاب القصة بهذه الأقوال المباركة "وخرج مردخاي من أمام الملك بلباس ملكي اسمانجوني وأبيض وتاج عظيم من ذهب وحلَّة من بزٍّ وارجوان. وكانت مدينة شوشن متهلّلة وفرحة. وكان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة. وفي كل بلاد ومدينة كل مكانٍ وصل إليهِ كلام الملك وأمرهُ كان فرح وبهجة عند اليهود وولائمِ ويوم طَيِّب. وكثيرون من شعوب الأرض تهوَّدوا لأن رعب اليهود وقع عليهم."
ثالثاً: الصوم مرتبط بالتذلل لطلب القوة الروحية الإيمانية للانتصار على قوة الشر
فحينما لم يقدر تلاميذ المسيح أن يخرجوا شيطاناً من غلام قدموه للمسيح "فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشُفي الغلام من تلك الساعة. ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نُخرجهُ. فقال لهم يسوع لعدم ايمانكم. فالحقَّ اقول لكم لو كان لكم إيمانٌ مثل حبَّة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيءٌ غير ممكنٍ لديكم. وأما هذا الجنس فلا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم." لذلك إن كان في حياتنا أيّ انهزام أمام العدو فعلينا أن نتذلل ونتواضع تحت يد الله القوية بالصوم والصلاة لكي يرفعنا الله في حينه.
رابعاً: الصوم مرتبط بالخدمة والمهام الجليلة التي يكلفنا بها الرب.
فنحن نقرأ في سفر الأعمال "وكان في انطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلّمون… وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذٍ وصلّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما" وبالفعل إذ انطلقا استخدمهما الرب بقوة فبشرّا وتلمذا كثيرين ويقول الكتاب المقدس أيضاً عنهما أنهما كانا "يشددان أنفس التلاميذ ويعظانهم أن يثبتوا في الإيمان وأنه بضيقاتٍ كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله. وانتخبا لهم قسوساً في كل كنيسة ثم صلّيا بأصوامٍ واستودعاهم للرب الذي كانوا قد آمنوا به."
وهكذا نرى دائماً بركات التذلل أمام الرب الإله والسلوك بالتواضع أمامه "لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم. اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقّوا أيديكم أيها الخطاة وطهّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين. اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم إلى نوحٍ وفرحكم إلى غمٍ. اتضعوا قدام الرب فيرفعكم." .
********
آيات من الكتاب المقدس عن الصوم، الصيام
1
"ففعلوا كلهم وتضرعوا الى الرب الرحيم بابكاء والصوم والسجود مدة ثلاثة ايام بلا انقطاع " (سفر المكابيين الثاني 13: 12)
2
"اعلموا أن الرب يستجيب لصلواتكم إن واظبتم على الصوم والصلوات أمام الرب" (سفر يهوديت 4: 12) 3
"نَادَيْتُ هُنَاكَ بِصَوْمٍ عَلَى نَهْرِ أَهْوَا لِكَيْ نَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلهِنَا لِنَطْلُبَ مِنْهُ طَرِيقًا مُسْتَقِيمَةً لَنَا وَلأَطْفَالِنَا وَلِكُلِّ مَالِنَا" (سفر عزرا 8: 21)
4
"صالحةٌ الصلاة مع الصوم، والصدقة خيرٌ من ادخار كنوز الذهب" (سفر طوبيا 12: 8)
5
"صرخ كل الشعب إلى الرب بابتهال عظيم، وذَلَّلوا نفوسهم بالصوم والصلاة هم ونساؤهم" (سفر يهوديت 4: 8) 6
"نَادُوا بِصَوْمٍ؟" (سفر الملوك الأول 21: 9، 12) 7
"أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي" (سفر المزامير 35: 13)
8
"قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اجْمَعُوا الشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَاصْرُخُوا إِلَى الرَّبِّ" (سفر يوئيل 1: 14) 9
"وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ" (سفر يوئيل 2: 12) 10
"فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ" (سفر يونان 3: 5)
11
"أَبْكَيْتُ بِصَوْمٍ نَفْسِي" (سفر المزامير 69: 10)
12
"أليس هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ، وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى" (سفر إشعياء 58: 6-12)
13
"ثُمَّ صَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ الْجُنُودِ قَائِلًا: قُلْ لِجَمِيعِ شَعْبِ الأَرْضِ وَلِلْكَهَنَةِ قَائِلًا: لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ.. فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْمًا لِي أَنَا؟" (سفر زكريا 7: 4، 5)
14
"هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ" (إنجيل متى 17: 21؛ إنجيل مرقس 9: 29)
15
"أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ!!" (إنجيل لوقا 18: 12)
16
"بَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ" (سفر أعمال الرسل 13: 2)
17
"لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5)
18
"وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (إنجيل متى 6: 16-18)
19
"مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ كُنْتُ صَائِمًا. وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي بَيْتِي، وَإِذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ" (سفر أعمال الرسل 10: 30)
*******
راجع كتاب "في الحوار اللاهوتي: اللاهوت المقارن -1" - قداسة البابا شنودة الثالث
كتاب "روحانية الصوم" - قداسه البابا شنوده الثالث
كتاب "بستان الروح -2" - الأنبا يؤانس (أسقف الغربية المتنيح)
#خالد_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سُوسَنَّة العفيفة وشُيُوخ الجِنْسِ
-
النَّسخ في الكِتَاب الْمُقَدَّس
-
الإسرائيليات بين الإسلام والمسيحية ج1
-
الإسلاميون يردون على سامي لبيب (3)
-
الإسلاميون يردون على سامي لبيب (2)
-
الإسلاميون يردون على سامي لبيب
-
الرِّقُّ والعبوديَّة والأديان السماوية قديما
-
الإسكندر الأكبر فتوحاته وخلفاؤه في الكتاب المقدس
-
المرأة وفريضة البقرة ونجاسة الإنسان ومدبولي !!
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|