أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - بندورة وفجل














المزيد.....

بندورة وفجل


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:00
المحور: كتابات ساخرة
    


المقرن الشرقي هو مجموعة من القرى الواقعة على أطراف جبل بركاني الأصل, تكثر فيه حجارة البازلت ويقع في جنوب سوريا, وكان هذا الجبل يسمى قديماً جبل الريان, ثم جبل حوران, ثم سُمي في أيام العثمانيين وحتى أوائل الستينات من القرن الماضي بجبل الدروز لكون غالبية سكانه من الدروزو والآن يُسمى جبل العرب, ولا أدري ماذا سيكون إسم هذا الجبل في المستقبل, فلربما جبل العنب أو الدبس أو ربما سيصبح سهلاً أو مستنقع فتضاريس الكرة الأرضية تتغير!
المهم أن قرى المقرن الشرقي فقيرة في الموارد الطبيعية, والفقر يخلق ألف سؤال وسؤال, وتعلمنا التجربة أنه لا يوجد جواب على كل سؤال, وهناك أسئلة تظل معلقة بالهواء عشرات السنين, وهناك أجوبة تولد قبل طرح السؤال, هذه سنّة الحياة,
ولمّا كانت طيبة الناس تزداد كلما ازدادوا فقراً, والناس الطيبة تحب كل الألوان بلا استثناء, فاللون الأصفر لا يعني فقط الذهب بل يعني نور الشمس وسنابل القمح, واللون الأحمر لا يعني فقط الثورة والدم بل يعني الحب والورد والبندورة أيضاً!
لكن أحد الموظفين المحظوظين الوافد من بعيد والمرشد السديد أغاظه كلما رأى حبة بندورة حمراء بيد طفل أو فجلة حمراء بيد امرأة, فهو لا يحب اللون الأحمر وحتى وجوده على العلم يزعجه, ويحقد على الهنود الحمر لتسميتهم بالحمر!
الوافد البعيد والمرشد السديد يقطف الوردة قبل وقتها كي لا تصبح حمراء, هذا الصنديد العنيد قال ان البندورة الخضراء والفجل المقشّر ألذ مذاق وأكثر منفعة للجسم, وقضمها بين الأسنان يعطي نغمة (قرقشة)! إلاّ أن الوافد الراشد وقف عاجزاً أمام مشكلة البطيخ الأحمر, فهي معضلة بحق, ورغم أن السيد الرشيد يحب البطيخ حتى العظم, ورغم أنه لا يأكل البطيخ إلاّ في الليل وعلى العتم لكنه لم يجد طريقة لحل معضلة اللون الأحمر في البطيخ!
أهل المقرن الشرقي اعتادوا في موسم البطيخ الجلوس ليلاً أمام البيوت ليس فقط بسبب شحة التيار الكهربائي الذي مددّه إلى قراهم القائد الأول –أمدّ الله بعمر ابنه وأخوه والتابعين أجمعين- بل لأن القمر أجمل, وبقي الناس البسطاء يأكلون البندورة والفجل والبطيخ... ليس لأنها حمراء بل لأنها طبيعية والله خلقها هكذا حمراء, وخَلق الله جميل بما فيه الأحمر.
وبعد سنوات تبين أن الوافد المحترم كان أحمر طالب بين شبيبة صفه, وفشله في المدرسة لا يعني فشله في الحياة الإجتماعية, وفهمه في اللغة ومشتقاتها متميز جداً لاشتقاق الكلمة وجذرها وساقها وبطنها وظهرها!
أحمر طالب في الصف تعني في لغة السياسي الأصفر اللون الأحمر!
ومن يومها يجري في عروق المناضل الأحمق دم أزرق!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري
- البعث السوري و-الوحدة والحرية والاشتراكية-
- أيادي وجيوب
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس
- رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - بندورة وفجل