|
في العراق نظام غير جدير بالأحترام
عادل النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 5516 - 2017 / 5 / 10 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد الأطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، على أيدي الأمريكان، تنفس العراقيون الصعداء، لخلاصهم من ذلك النظام القمعي، الذي جثم على صدور العراقيين لثلاثة عقود ونيف، تأمل العراقيون، من النظام الجديد خيرا، بنقلهم الى رحاب الحرية التي حرمتها منهم ألانظمة الدكتاتورية، في العيش الكريم وتوفير الخدمات واطلاق الحريات العامة، وصون حقوق الانسان في معتقداته الدينية والمذهبية والأثنية والفكرية، توجه العراقيون لمرات عديدة الى صناديق الأقتراع لأنتخاب ممثليهم في البرلمان، وتوجهوا جموعا تحت وابل الرصاص وقنابر الهوانات التي كانت تصب على رؤوسهم من ايتام الدكتاورية وقوى الارهاب، ليصوتوا على دستور فيه أعوجاجات كثيرة، قالوا لابأس انها بداية الطريق ربما ستقوَم الاعوجاجات بالتدريج، حسب المقولة التي تقول (العافية بالتدريج). ما الذي حصده العراقيون من كل تلك التضحيات، عبر السنوات العجاف التي حكم فيها هؤلاء بأسم المظلومية، لم يحصدوا غير خيبات ألأمل من الذين انتخبوهم، عندما ظهروا على حقيقتهم، ما هم ألأ زمرة من السراق ومزوري الشهادات وألأنتهازيين الذين غيروا جلودهم وانتقلوا من ضفة حزب صدام الى ضفة أحزاب، ألأتقياء والأنقياء جدأ!! بدَلوا الزيتوني بالعمامة وما أكثرها من عمائم، واستبدلوا عبارة رفيقي بمولاي، نهبوا وما زالوا مستمرين بنهب المال العام غير آبهين بصرخات المستضعفين الذين تاجروا بمظلوميتهم، لم يحصد العراقيين غير مآسي القتل والتشريد والهجرة الى بلاد تحترم فيها آدمية الانسان، بلاد الكفار حسب زعمهم، أكثر من عقد من السنين والمعاناة تتفاقم والفقر يزداد والجريمة المنظمة تسود طول البلاد وعرضها، والبطالة تضرب بأطنابها ولا يجد المواطن البسيط الذي لم ترتض له كرامته في الأنضواء تحت عباءات مافيات السلطة عملا شريفا ليسد رمق عائلته. بعد ان تمكن القائمون على السلطة من التحكم بمصير البلاد والعباد بمباركة مرجعياتهم، وبالاموال التي اكتنزوها من قوت العراقيين، اصبحوا اصحاب فضائيات تروج لأكاذيبهم وترهاتهم، استولوا على احسن العقارات في افضل مناطق بغداد والمدن الأخرى بدون وجه حق ولا وازع من ضمير، اضاعوا ثلث العراق بيد شراذم من شذاذ آلآفاق، زجوا بمئات الشباب في معسكرات بدون تدريب او تسليح او حماية، ليكونوا طعما سهلا لعصابات داعش وايتام النظام المقبور. لم يحاسب أحد على كل تلك الجرائم التي نفذت بحق العراقيين. لما صحى الملايين من ابناء الشعب العراقي من غفوتهم ليمارسوا حقهم القانوني والدستوري، مطالبين بالاصلاح وتغيير الاحوال لأحسن من هذا الحال، حركوا مخالب عصاباتهم، لتمارس الأختطاف والقتل ومنع الناس من العودة الى ديارهم التي شردوا منها على يد عصابات داعش. قتلوا الناشط المدني هادي المهدي، اختطفوا الناشط المدني الشاب جلال الشحماني قبل أشهر وضاعت اخباره، اختطفوا الناشط المدني النجفي علي الذبحاوي واطلقوا سراحه بعد تهديد عشيرته بفضح الذين اختطفوه، وقد عاد الى أهله يأن من الجراحات التي تملئ جسمه نتيجة تعذيبه، بنفس الطريقة الصدامية، تمكنوا من اسكاته، اقاموا مجزرة في ساحة التحرير، ذهب ضحيتها عدد من الشباب الذين كانوا يطالبون الحكام باقامة العدل وانصاف المظلومين، كان آخر ضحايا عصاباتهم السائبة، اختطاف الشبان النشطاء المدنيين السبعة، على يد عصابات اصحاب السلطة، والخوف كل الخوف من تضيع اخبار هؤلاء الشبان كزملائم الذي اختفت أثرهم. لم يسجل لحكام العراق الحاليين، ولا انجاز واحد يذكر لهم عندما يلقي بهم العراقيين في مزبلة التاريخ. أما رائد الاصلاح ومدعيها، حيدر العبادي، ظهر أنه طبل أجوف لا غير، فهو لا يجيد سوى الثرثرة، يأس العراقيون من كلامه الفارغ، فلا اصلاح ولا هم يحزنزن بل مزيد من الخراب،لأنه هو جزء من منظومة سلطة البلطجية، يأبى التنصل منها. بدأ ظلام كالح جديد يلوح في آفق العراق المبتلى بهذه النماذج من الحكام الفاسدين والفاشلين والدكتاتوريين والجهلة. أما حامي حمى الدستور فينطبق عليه مقولة (فحل التوت بالبستان هيبة) فهو لا يحل و لا يربط والسكات عن الحق شيط... بربكم هل هذه حكومة تستحق الاحترام؟ أم عصابة من اللصوص والقتلة، فأن كانوا حكومة فما الذي فعلوه تجاه عصابات الاختطاف والقتل والسلب والاستيلاء على ممتلكات المواطنين وعقارات الدولة. بالقلم العريض، ان ماتسمى بحكومة هي صاحبة هذه العصابات، انها لا تستطيع استعمال وسائل القمع والقتل والاختطاف بواسطة اجهزتها الرسمية، انما تستخدم تلك العصابات لأرعاب الناس، على طريقة الحرس القومي البعثي وعصابات حنين الصدامية. رحم الله الشاعر العراقي الثائر معروف الرصافي الذي وصف وضع الحكم في العراق أبان ثلاثينيات القرن الماضي في قصيدته الشهيرة: علم ودستور ومجلس أمة (نواب في الوقت الحالي) كل عن المعنى الصحيح محرف الا ينطبق هذا الوصف على الحكام الحاليين؟.
#عادل_النصيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثنى السامرائي على حقيقته؟
-
من وراء تنسيقيات جلال الشحماني؟
المزيد.....
-
بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي
...
-
رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م
...
-
مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
-
عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ
...
-
-لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون
...
-
من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص
...
-
بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
-
من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال
...
-
زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف
...
-
الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|