منتصر الحسناوي
الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 21:21
المحور:
كتابات ساخرة
موارد بشرية !
كنا ولا نزال نسمع إننا نمتلك العدة البشرية و الذكاء المفرط الذي تفوقنا به على غيرنا تفاخراً ...
نعم لما لا ونحن أرض الحضارات والمجد والعلا ...
لكن هل نحن مورد ؟!
من حقنا أن نتحقق من كلمة "مورد " فهي تعني المصدر أو المنبع وتارة يراد بها ما تَهُبنا الارض من خامات طبيعية و مياه واخرى نعني بها موارد الافكار والخدمات التي ينتجها البشر لتنمية وتطوير مجالات الحياة الخاصة بهم وهو ما يدعى المورد البشري أو رأس المال البشري ....
اذ يعد في عصرنا من أهم الموارد التي تعتمدها الدول لتطوير قابلياتها الانتاجية والاقتصادية ، ولاسيما مع التطور التكنلوجي وتنوع تقناته التي تداخلت في جميع مفاصل الحياة ...
لذا نجد ان هناك العديد من الدول التي تفتقر الى الموارد الطبيعية لكنها استطاعت ان تنمي وتطور القابليات البشرية لتكون مورداً انتاجيا ً يعتمد عليه اقتصادها الوطني من خلال تنمية العقل البشري وتحديد مساراته بالاتجاه الصحيح لدرجة ان الافراد فيها أصبحوا هم من يُقوم بلدانهم بالمشاريع الذكية والاستثمار الأمثل للافكار ولا مجال للمقارنه بين المورد البشري والطبيعي فرغم ان احدهما مكمل للأخر نجد ان الأول هو الاعلى قيمة واعتباراً والدول المتقدمة التي تستحوذ وتسيطر على العالم اقتصادياً وسياسياً ليست بالضرورة هي الاغنى في الموارد الطبيعية بل كثير منها يفتقر لها اساساً ...
واذا ما رجعنا الى مواردنا البشرية ماذا نجد
ما نسبة ما صنعناه لانفسنا مما نلبس ونأكل و نستعمل في حياتنا اليومية ؟
اين علماؤنا وهل هم منتجون ام مستهلكون ؟!
هل البحوث التي تنتجها الجامعات لأجل إنتاج يطور لشئ ما أم لاجل الترقية العلمية او لملأ رفوف المكتبات المتربة !؟
هل الموظف بإختلاف موقعه يعمل ليطور أم ليستلم راتب فقط ؟!
وهل السياسي يطور الوطن ام يتطور على حساب الوطن ؟!
لنشكر ونقبل الأرض التي تحملنا وتتحمل أعبائنا فمنها خُلقنا ومنها مُوردنا وجميع النعم التي ننعم بها من خيراتها دون فضل منا لها ... عسى أن نكون يوماً مورداً لا عدداً ....
لنسدد دينها الذي علينا قبل أن نسدده بأجسادنا الرخيصه ...
#منتصر_الحسناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟