أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر السلامي - إشكالية الإحتراف والولاء














المزيد.....

إشكالية الإحتراف والولاء


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 14:48
المحور: كتابات ساخرة
    


قلما يجتمع الإخلاص والولاء مع الكفاءة والاحتراف، ولذا تجد العمل في المؤسسات والأحزاب الدينية ـ على الأغلب ـ متخلفاً والأداء ضعيفاً جداً. وتبدو العلاقة عكسية بين الإبداع والانتماء. فكلما ظهر الولاء المؤسسي أو الحزبي، توارى عن الأنظار الإتقان والبراعة، وكلما لاحت المهارة والإجادة، برز على مسرح العمل الإخفاق والإهمال والاستعجال، ومن ثم هدر الطاقات وفوت الأوقات وتلف الأموال.
ربما هي قاعدة غير مضطردة ـ كما يقال ـ ولكني خبرتها وعشتها على مدى ربع قرن، فما حسبتها تخلفت إلا نادراً.
ولو اطلعت على واقع مؤسساتنا اليوم لوجدت العمل فيها يقوم على أكتاف عدد قليل من المحترفين ممن لم يمحضوا الإيمان محضاً برؤيتها ورسالتها وقيمها وأهدافها.. غاية ما في الأمر أنهم وجدوا فيها فرصة لكسب لقمة العيش الحلال في زمن لا يمنح الفرص لكل أحد، بل لا ينالها إلا من أتى السلطان بقلب سقيم.
الاحتراف يدفع عادة إلى الاعتداد بالنفس والثقة العالية بقدراتها فلا يُحتاج آنئذٍ إلى التودد والتزلف والتملق والتصاغر أمام رب المؤسسة أملاً في كسب ثقته ورضائه. المحترف يحترم ذاته ويقدرها كثيراً ولا يزايد على مهنيته مهما كلفه الأمر. المهنيّ لا يخلط بين العمل والعلاقات الشخصية، فلا يتعكزُ على جاهٍ أو وجهٍ، وإنما يفرض وجوده على المؤسسة بما يمتلكه من مواهب وخبرات ومؤهلات علمية أو عملية أو كليهما معاً.
الصورة معكوسة تماماً بالنسبة لمدعي المهنية، فهو لا يأبى ولا يتردد عن فعل كل ما ذكر، لأنه ضرورة وحتم بنظره، بل إنه كل ما يملك وغاية ما يحسن فعله، لخلو نفسه من الاعتداد والاعتبار والثقة بما لديه لسبب بسيط، هو أنه فاقد للمهنية أو الأهلية، لكنه بالنهاية صاحب الامتياز في المؤسسة والفرص أمامه متاحة والظروف دائما مؤاتية، لذا تجده يتسنم المناصب ويحتل المراتب بسهولة جداً ومتى ارتفع فإنه لا يهبط بعدها مطلقاً.
لا يسقط على رأسه، من كان يرتدي الأقنعة ويغير جلده مع كل طقس وينتهز كل شاردة وواردة ولا يتورع عن ارتكاب المظالم وتزوير الحقائق وتبرير الأخطاء وتنميق الكلام وتزويقه بحسب اشتهاء المسؤول. مثل هذا لا تخف عليه ـ كما يقول العوام ـ لأنه ببساطة شديدة لا يكاد يخسر شيئاً ذا قيمة ولا يني يبيع كل شيء مقابل الوصول إلى مبتغاه، حتى لو دفعه ذلك إلى استعمال الطرق الملتوية والأساليب غير الشريفة وفي مقدمتها التسقيط والقذف والتشهير.
ويندر أن يحتل المحترف موقعاً قيادياً في مؤسسة ما، كبرى أو صغرى، وما عليه إلا أن يعمل بجد واجتهاد، يكدح ويجهد، يتعب ويعرق، ينجح ولا يحدث نفسه بفشل قط. ليس له غير ذلك بتاتاً. أما الناتج والحاصل والامتياز والمكافأة و(العافرم)، فهي عليه حرام أبداً. فما هو من المقربين ولا من أصحاب اليمين ولا من فئة العاملين عليها.
التردي والتدهور في كياناتنا ومؤسساتنا يعود إلى أسباب عدة، أولها شعور المحترفين الأكفاء الماهرين بالإحباط المستمر وإحساسهم بأنهم طارئون على المشروع وليسوا أصلاء فيه ولا يمثلون جزءاً منه بحال من الأحوال. وفي قبال ذلك شعور الأميين المخلصين المتزلفين الموالين بأنهم أرباب العمل والرؤساء أولو العزم. وأنهم المالكون والوارثون والقائمون ما دامت السماوات والأرضون.
وهكذا ستبقى هذه الإشكالية قائمة في مؤسساتنا ما لم ننتبه لمغبتها ونواجه أنفسنا بما لها وما عليها ونتقبل النقد والرآي الآخر ونعيد حساباتنا ونتعامل مع الأشياء بموضوعية، بعيداً عن التشنجات والحساسيات المفرطة التي جعلناها القاعدة والاستثناء، وأسبغنا على شخوصها ـ بعلم أو بجهل ـ هالات من القداسة حتى أصبح الغبي نبياً يجوز له ما لا يجوز لغيره من السلف والخلف.



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب علي حسين الخباز: النظر إلى المنجز يغني الإنسان عن الإ ...
- الشاعر والكاتب سليم رسول حلم -بعرقجين- الجواهري وأدهشته -نغم ...
- الشاعر والروائي علي لفتة سعيد: كتبت اجرأ رواية عن الديكتاتور ...
- الزهراء.. كيف نحيي مولدها؟
- الشاعر والقاص العراقي محمد الميالي: نحن في زمن التكثيف والمف ...
- عيناك يا أسماء
- ماذا جرى
- يحيا القلم
- فصام
- زيارة القاهرة لبغداد.. ما وراءها؟
- من رأى منكم علي هندي؟!
- تحفة النساء
- العيد
- ومضات
- ما اسم الصبية؟
- تعبَ الطريقُ
- رسول الحب
- أنتظر البريد..
- بصَرّيات
- الخبر


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر السلامي - إشكالية الإحتراف والولاء