أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد ع محمد - الجَبلُ الزُّلاَلُ














المزيد.....

الجَبلُ الزُّلاَلُ


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


1) رسّام
كانتِ الرّيشةُ تتمايلُ بينَ أصابعهِ من فرحِ الرّسمِ
وقبيلَ تقبيل اللوحة بفم الريشةِ كي يدمغها باسمه
نكزه بلا استئذانٍ طفله وقال
أبي هل لي بسؤال؟
هزّ هامتهُ الأبُّ
وكأنه طيرٌ في الواحةِ راح يدنو مِن ماءٍ زُلال
هذي اللوحة توأمٌ لأخرى رأيتها بين ألبوماتك الولدُ قال
تمعّن الأبُّ في المرسومِ المُنجَزِ
وكظل شجرةٍ وارفةٍ مالَ بكل حنانه عليه
حضن الطفل بُكل أنظاره
وأغمض من سُكر الحقيقة عينيه
ابتسمَ كصباحٍ خجولٍ أطلّ للتّوِ على عنقود الدالية
طبعَ جبينهُ بعطر أنفاسهِ الصافية
ثم بحبٍّ خطّ على اللوحةِ اسمَ من أشار الطفلُ إليه.
2) شاعر
لم ينتظرْ الخواتيمَ عندما طعنَ بمكتوبه الظّنُ
ومن دون أن يُمهِل مِقصّهُ جُلبابَ قاضي الإنتظار
بسرعة سائقٍ نَزقٍ يسوق في البراري أحدثَ قطار
مزّق كل ما نسجه من حفيف الكلام في الفلاة
وما كان يتقطّرعليه كالغَمامِ مِن مزن الاستشعار
عقب يقينٍ بأن المُحرِّضَ للرّتقِ
لم يكن ملبساً ممزقاً
ولا كان مسمعاً
أو آثار مشهدٍ تداعى أمامه
فاُسدلَ على سُكّانه حينها سِتارٌ من غبار
لا ولا كان المُسبّبُ حلقةً من عرضٍ مُزلّزلٍ
وعلى إثره تهيّجت المشاعر
لا لم يكنْ سببُ الانسكابِ
مرأى شلال العبرات في خيمة العزاء
ولا كان الذي أحدثَ الأثر تحليقَ سربِ النساء
إنما كلّ ما في الأمرِ
أنّ الضيفَ الجميلَ الماكِر
كان قِطعةً نضرةً من إحدى صروحِ قرينه الشاعر.
3) قاص
توقّف في ذروة إنفجار الأحداثِ بين يديه
لإمساكه كالمتحرِ الحاذقِ
بمتلصصةٍ من الكركوزات
خلسةً كانت قد هبطت عليه
لابدةً رآها في عتمةِ النصِ
متسللةً بمهارةِ السّارقِ انساقت إليه
فأقدم بلا ندمٍ على قصِ أذيالَ المتسلّقةِ
لا كرهاً بالضيوف
أو نفوراً من الزّحمةِ في أيوان القَص
إنما بكونها مُلكَ يمين الجارِ كانت
وقد تكفل يوماً بتنصيبها ملكةً
على كل ما فوق الورقِ لاحقاً سيقص.
4) مُلحِّن:
كما ينقضُّ الباشقُ على زرزورٍ
مِن هلعه يسارع للاحتماءِ بدريئةِ شقٍ رآه يتلألأ
ومن هول الفَزعِ في ظل نهدَي حلاّبةٍ ملهوفاً اختبأ
مطمئناً رأى الزرزورُ لديها الملجأ
ارتمى في ظِلال قُبّةٍ
كادت تنافس بشموخِها سفوحَ قريتها النائية
حيث كان حالُ المُلحِن في السقوطِ
مماثلَ لحال الطيرِ وحالها
فانقضت على خيمته من علٍ
ومضَ معزوفةٍ عاتيه
ولكيلا تتملص شرايين الفكرةِ المنقضّة عليه
أمسك بتلابيبها
وراح يُرتِّق النوتة على مهلٍ لديه
بينما وهو في أوج الإنشغال في الخلوةِ بما يجري في الخلاء
فأوان انهماكه في ذروة حلبة الاختلاقِ
غافلته نغمةً لم يدري من أين برقُها جاء
حتى راحت رويداً رويدا
تُخالط عفوَ الخاطر عوالمه
تسربت الترنيمة كنسغٍ يمشي الهوينا في دمه
يُصيبُ العُمق من غير حمدٍ بأصباغِها الغائرة
مكثت لابدةً في آخر رواقٍ من تلافيف الذاكرة
وفي لحظة إنتباه صائغِ الترنيمة على أبواب النضوج
لتداخُلٍ مُقلِقٍ في رياضِ المُختلق
حزم أمرهُ
امتشق بعد استنشاق هواء التفكير قرارهُ
أوقفَ بلا ندمٍ نموَ النغمةِ قبل إيناعه
وبتر ذيلَ ما تناهى إلى مسمعه قبل إقلاعه
حتى وللأبد ينسى
ولئلا يرديه أبد قدومَ وليدٍ مشكوكٍ بغبارِ طلعهِ
إلى مهاوي الأسى.
5) إنسان
كادَ منطادُ الخيلاءِ يطيرُ عالياً به
إلاّ أنّ جلَبةً ما أوقفته في طريق الصعود
التفت ليرى الخطبَ من علوه
وإذ بنورٍ صافٍ لا يشبه إلا الصدقَ
ماثلاً قِبالهُ
انحنى بخشوعٍ
كناسكٍ بوذيٍّ يحملُ جبلاً من الزُّلالِ لهُ
حيّاهُ
وكادَ مِن الحبِّ
وكشوقِ ملاقاةِ العَبدِ للرّبِ
أن يئن
ثم فجأةً تلاشى أمامهُ
وكأنهُ لم يكن.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرعات الأمريكية وبقرة -أبو صلاح-
- فائدة انضمام PYD للتحالف الروسي الأمريكي
- حال اللغة ما بين كرد الإقليم وتركيا
- فرمان بونجق: أنجزنا ملفات عن انتهاكات خطيرة في روج آفا وقوات ...
- الحياةُ كالصَّبَّار
- مسوخ الإيكولوجيا
- محاكاة سنة سوريا تجربة اخوانهم في العراق
- منبهر
- إزاحة الآخر
- أهمية الضربة الأمريكية للنظام السوري
- جان كورد: أدعو إلى تشكيل «ممثلية كوردية مشتركة» تمثل الكورد ...
- سفسطة أخوة الشعوب
- سيامند حاجو: تحولت ميليشيات PYD إلى ذراع أمني لنظام البعث في ...
- ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (2)
- ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)
- نوروز الإمارات بعيداً عن مناطحات الأحزاب
- شرعية ولا شرعية الإدارة الذاتية
- آذار وحال الوعي قبل الثورة وبعدها
- في مرمى الخط الثالث
- ما بين شنكال ومنبج


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد ع محمد - الجَبلُ الزُّلاَلُ