يسرقون الأضواء من الثّورة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 00:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ثوريون من طفيليي النّظام السّوري هم الآن قيادات للثورة السّورية. يتصدرون الموقف. هم نجوم الفيس حاليّاً.
يكتبون مواضيع الإنشاء بعد أن يعيدوا قراءتها أمام أنفسهم ، وأمام المرآة. يقهقهون!
هذا المنشور سيحصل على آلاف الإعجاب! فعلاً يحصل المنشور على الآلاف.
في عيد ميلاد " الثوري التّارك للنّظام" من أجل إدارة شركاته في دول يقول أنّها ديموقراطية، يمدحها ليل نهار. كانت التعليقات من الثوريين المواظبين على الفيس على الشكل التّالي: "ميلاد مجيد"، " أدام الله عزّك" ،" أنت في القلب" ومصطلحات مبتكرة لإرضائه. أما أن يكون ميلاده مجيداً فهذا شيء يحتاج إلى دراسة متأنّية.
بعض سكان الفيس من متابعي الرّجل لديهم خرف شيخي مبكّر، وبعضهم يمرّ بأزمة منتصف العمر، وهم مقيمون في الفيس يعملون بدوام كامل، يتابعون الصّيد الثمين. علّ مصلحة ما يمكنهم تمريرها عن طريقه. ما المانع أن يشبه المسيح. ألم تقولوا في ميلاده. ميلاد مجيد؟
مقالات، دراسات، مراكز أبحاث ، كتّاب، صحافيّون. الجميع برى قلمه ووجد وليّ أمره، وولي الأمر لديه مدراء أعمال ، وفراشين. لا يقابل من لديه قلم إلا إذا كان قلم أحمر شفاه.
يوجد ثوري جامع مانع، ثوري يصلح لكل زمان ومكان، ثوري لئيم يبتسم كي يبدو لطيفاً، وإن دست على ذيله يلغيك، كلّهم كتّاب وصحافيون حتى أنّني تعثّرت البارحة بحجر خفت أن أقلبها فيظهر تحتها كاتب، أو محلّل.
كلّها تهون عند تعبير ميلاد مجيد!
على الفيس بوك يبدأ الثّوري العابر للقارات، والتارك للنّظام كلامه بالسلام عليكم، ويضمنّه كلمة " السيد المسيح" وينهيه بتعبير " الأخوة الكورد" فكيف لا تحبّ هذا الإنسان، وترشّحه لرئاسة الوزراء أو على الأقل لوزارة بحقيبة؟
سوقوا احلامنا عندما كانوا مشاركين السلطان، واليوم يسرقون الفيس بوك، فقد عاد الفقراء يمجدّون أصحاب الشّأن علّهم يحظون برغيف خبز.
ثوري على الهواء، ثوري يشتم في برنامج الاصطياد بالماء، وعلى الأرض السّلام فقد مات من صاح الشعب يريد إسقاط النّظام، وعاش النّظام بشقيّه الثّوري ، والممانع.
أحد الشيوخ المنافقين علّق مرة على منشور، واصفاً صاحبه بالإيديولوجي الشّيوعي، لكنّ الشيخ الطّيب الذّكر رأى نفسه بالصّدفة يدافع عن الحقّ بمقابل يستحقه في بيئة إيديولوجيّة ستالينيّة، وكلّ يوم يتحفنا بمدحها، ومع أنّه عربي حتى النّخاع رأى أن العروبة لا تطعم خبزاً، فكوّع جهة صاحب الفكر النّير من قوميّة أخرى. ما المانع؟ الرجل منفتح، لو أردتم يمكنه أن يفتي لكم بترك الصلاة شريطة أن يكون المقابل مجدياً.
من لم تخدشه نملة من النّظام، وأصبح فنّان الثورة، وأديب الثورة، ومبدع الثورة بعد أن مات الشّباب يذكّرنا بما كان، وما صار ، وما انفكّ، وما برح.
كل من ينتشر اسمه على السّطح ليس ثائراً. أين الثورة؟ ألم يقتلونها ؟
سيدهُ العظيم. في يوم ميلادك المجيد. يقول لك الثائر " الخرفان" : ميلاداً مجيداً!

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات