هديل الماء والنار

باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 09:13
المحور: الادب والفن
    

لامرأة باتساع اللغة
" ليلة ولدت
غاب القمر ثلاث متواليات "
عن وجنتيها كي يشتهي المكان
ويعبر للضفة الأخرى من النهر
كانت الشمس التي أبصرتني
غداة التقينا مع آخر الفجر
تحدث عن فراشة حملت ثلاثين زهرة
من حقول الشقائق
مذ كان القمر الذي غاب عن وجنتيها
ثلاث متواليات
يحتسي كأساً من عبير الصفات
هو النور ذاكراً توهجه في العيون
طالعاً منذ أولموا حتى انكسار التراجع
ناشراً فضة روحه
حاملاً نصفه في أولها
كي تحسن الفراشة ارتشاف الرحيق
وتولم في احمرار الوجنتين نشيد الشقائق
وافتتاح اللغة

كانت تشرب قهوتها معي
وتنتصر على انكسار البريق
تولم من جديد في حضرة الجسد / الحبر المتناثر
على ورق الروح
نستحضر القمر الذي مر في ثلاثين زهرة حالمة
وكان هنا
يرتب المكان البهي لعينيها
ليولد الكلام / الرحيق
لها / فيها
حيث يفيض الندى في حضرة الصوت
كاسراً لغة الجفاف
لتورق الأغنية
في ثلاثين زهرة مرّت على حقول الفراغ فيّ
تهمس لافتتاح الندى المبكر
تشرب شراييني / انشداهي / لهفتي البكر / قهوتها
وتسألني
ـ هل اشتقت لي ؟
وأصمت معلناً انتصارها فيّ
وانتصاري المنكسر على ضفاف صوتها
مثل موجة صاخبة لا تعرف المكان
فأوقظ زنبقة لعينيها
ويمامة تفر إلى شباكها المتسع
لأراني
ـ هل تمثّل مشهداً ؟
ـ لا أتقن إلا افتتاح دمي
فأطيلي وقوفك فيّ
ثمراً يانعاً وأنفاس بساتين
مياه بحيرات لا تعرف الملح
شمساً تكتنز بقاياي
برائحة الخبز وأحلام الفقراء
لكي لا تسرقنا الحرب من بهجة الغناء
كزمان مثقل بعباءات تكسر الألوان
تُسقط مطراً قاتماً لاحتفاء النواح

#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات