أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - وثيقة حماس : خطوة إيجابية تحتاج لإثبات جدارة وطنية














المزيد.....

وثيقة حماس : خطوة إيجابية تحتاج لإثبات جدارة وطنية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 12:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


وأنا استمع للمؤتمر الصحفي للسيد خالد مشعل في الدوحة يوم الفاتح من مايو 2017 وهو يطرح الوثيقة الجديدة لحماس ويُجيب عن أسئلة الصحفيين في جو احتفالي ,استحضرت جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 15 نوفمبر 1988 عندما طرح الرئيس الراحل أبو عمار وثيقة إعلان الاستقلال وسط تصفيق وتهليل الحضور .في الحالتين تم التراجع عن المنطلقات والمرجعيات المؤسِسة ،الميثاق الوطني بالنسبة لمنظمة التحرير وميثاق حماس بالنسبة لحركة حماس ، وفي الحالتين تم تمرير الأمر وكأنه انتصار أو تعبير عن واقعية سياسية أملتها متطلبات المرحلة وضرورات التجاوب مع مطالب الأصدقاء وللحفاظ على حيوية القضية الفلسطينية وكسب مزيد من الأصدقاء الخ ،دون أية مراجعات للسياسة التي أدت إلى ما وصلت إليه الأمور .
في التجربة الأولى كانت وثيقة إعلان الاستقلال التي اعترفت بمقتضاها منظمة التحرير بإسرائيل بطريقة غير مباشرة وأعلنت اعترافها بكل قرارات الشرعية الدولية وأن هدفها النهائي هو قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ،وجاء هذا التحول بعد عدة نكسات مُنيَت بها المنظمة وخصوصا بعد إخراج قواتها من لبنان 1982 والانشقاق داخل فتح وخلافاتها مع سوريا والتضييق عليها من عدة دول عربية بالإضافة إلى إسرائيل وواشنطن ، وبعد مؤتمر القمة العربية في عمان الذي حاول الالتفاف على منظمة التحرير ولولا الانتفاضة الأولى 1987 ربما تم شطب المنظمة .
مع أن وثيقة إعلان الاستقلال ومراهنة منظمة التحرير على المبادرات العربية والدولية وخضوعها لابتزاز بعض الأنظمة العربية ، آلت لمزيد من التراجعات الإكراهية وأدى الأمر لتوقيع اتفاقية أوسلو في تجاوز لنصوص وروح الميثاق الوطني وإعلان الاستقلال ، ثم صيرورة الأمور إلى ما هي عليه ،إلا أنه يُحسب لمنظمة التحرير أنها وخلال ثلاثة عقود تقريبا من النضال المسلح استطاعت استنهاض وتثبيت الهوية الوطنية وأعادت وضع القضية الفلسطينية كقضية سياسية وفرضت على العالم أن يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني كما حافظت على وحدة وتماسك الحركة الوطنية الفلسطينية ،كما أن وثيقة إعلان الدولة حظيت بإجماع وطني وكانت واضحة الأهداف.
أما التجربة الثانية والتي تمثلها وثيقة حركة حماس "وثيقة المبادئ والسياسات العامة " ، فقد استحسنا أن تصف حماس نفسها بأنها حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية ،مع أن إضافة كلمة (إسلامية) توحى بالاختلاف مع الآخر أو إخراجه من الإسلام مما يخلق تناقضا بين الوطني والإسلامي ،وجيد أيضا أن تتحدث عن الديمقراطية والشراكة السياسية ، وجيد أن تتجنب الاعتراف بإسرائيل بصراحة لأنه ليس مطلوب من كل الشعب الفلسطيني أن يعترف بإسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ،وجيد أنها تمسكت بالمقاومة ،وأشياء أخرى تمثل رؤية مختلفة عما ورد في ميثاق حماس الأول .
إلا أن الوثيقة أثارت كثيرا من التساؤلات المشككة سواء من حيث التوقيت والهدف منها أو من حيث التباس بعض نصوصها والتلاعب بالمصطلحات والجمع بين المتناقضات ،بحيث تضمنت الوثيقة الشيء ونقيضه أو أنها كجراب الحاوي يمكنك أن تستخرج منها ما تريد ، ويمكننا تفهم ذلك لصعوبة تغيير حركة عقائدية لبرنامجها وسياساتها مرة واحدة .
لكن الأمر ليس مناظرة فكرية أو مفاضلة بين برامج ووثائق لنقول بأن وثيقة حماس أفضل من برنامج حركة فتح والمنظمة أو العكس ، والأمر لا يتعلق بمدى قدرة حركة حماس على إرضاء الخارج خصوصا القاهرة وواشنطن من خلال فك الارتباط التنظيمي مع جماعة الإخوان ، أو تسويق حماس نفسها للخارج كحركة وطنية معتدلة تملك سلطة على الأرض ويمكنها أن تكون بديلا وطنيا عن منظمة التحرير وحركة فتح .
إن المحك العملي لوطنية ومصداقية أي حزب أو حركة هو الممارسة على الأرض وطنيا وما يقدمه للوطن وقدرته على تجميع الكم الأكبر من أبناء الوطن بما يخدم المصلحة الوطنية وليس بما يرضي الأطراف الخارجية ، مع تلمسنا وتفهمنا لثقل وتأثير المحيط العربي والإقليمي والدولي على الحالة الفلسطينية . أيضا فإن الحكم على حدوث تغيير إيجابي عند حركة حماس لا يتأتى من خلال وثيقة جديدة ، ولا من خلال تفسيرات وتصريحات بعض قادة حماس المعبِرة عن حسن النية ،بل من خلال الممارسة ما بعد الوثيقة وقدرة المستجدات التي تتضمنها الوثيقة على تفكيك ملفات الانقسام والالتقاء وسط الطريق مع منظمة التحرير في إطار استراتيجية للمصالحة والانخراط في المشروع الوطني.
مضمون الوثيقة يقول ضمنا بأن (حماس الإخوانية) وصلت لطريق مسدود ،ونتمنى أن تتجاوز (حماس الوطنية) التغيير في الكلمات والوثائق إلى مرحلة الاعتراف بالخطأ ومحاولة تصحيحه من خلال خطوات عملية للوحدة الوطنية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وأن فلسطين قبل و فوق الجميع وأن تقابل الرسائل المطمئنة التي أرسلتها الوثيقة للخارج برسائل وممارسات عملية لـ (الشريك الوطني) المفترض ،الذي عليه أيضا أن لا يتعجل بالحكم السلبي على الوثيقة وأن يبادر بخطوة إيجابية لاختبار مصداقية حركة حماس(الجديدة) . وللحديث بقية .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرانا أشرافُنا وتاج على رؤوسنا
- المثقفون والمبدعون لا يتقاعدون
- ما زال في الإمكان تدارك الأمر
- الرواتب كاداة لتصفية حالة التحرر الوطني وتكريس الانقسام
- قرارات قمة عمان تخفي اكثر مما تُفصح
- مثقفون بدون ثقافة : مثقفو الشتائم والإحباط
- لقاء ما بعد الصدمة بين ترامب وابو مازن
- الهروب نحو الحل الإقليمي لن يحل المشكلة
- في خفايا العلاقات المصرية الفلسطينية
- الدولة الفلسطينية ليست منة أو منحة من أحد
- تهافت مقولة عبقرية اليهود والغرب وتخلف العرب
- تصفية حالة التحرر الوطني قبل إنهاء الاحتلال
- كفى مكابرة ، فقد أنكشف المستور
- ترامب وسياسة حافة الهاوية
- تحديات الهوية والثقافة الوطنية ودور الشباب في الحفاظ عليهما
- السلام : هذا المصطلح المراوغ
- مؤتمر باريس : أهميته في انعقاده وليس في مخرجاته
- اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت كان دون اتوقعات
- اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت كان دون التوقعات
- انتصرت الرواية الفلسطينية فمتى سيتغير الواقع ؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - وثيقة حماس : خطوة إيجابية تحتاج لإثبات جدارة وطنية