قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 16:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تغريبةٌ واحدةٌ لا تكفي ..!!
يزحفُ العام السبعون من عمر التغريبة الفلسطينية ببطء شديد، والعالمُ ما زال يبحثُ عن حل... ويجيء دور ترامب ،فلعل وعسى ..
لم يتبقَ إلّا قلةٌ من الشهود الأحياء على النكبة.. لكن الأجيال التي وُلدت بعد ذلك التاريخ ما زالت تحمل ذكريات الماضين وتحلم بتجسيد حلمهم الضائع .. بوطن صغير . وحتى "حماس" التي زايدت وعلا صراخها ، تقبل بدولة في حدود أل- 67، والتي تُصادف بعد شهر من الآن ذكراها الخمسون .. كم تمر الأيام سراعا.. ( والعرب هم نفس العرب) ، كما قال شامير ذات يوم .
ولم يتعلم العربُ شيئا ذا فائدة من تغريبة الفلسطينيين .. ولا من دموعهم .
لستُ في معرض الحديث عن التقصير العربي في نصرة "القضية الفلسطينية". فهم قد نصروها بخطابات وشعارات لو حاول أحدهم جمعها ، لملأت قافلة كبيرة من سيارات الشحن. أجادوا الكلام وأساؤوا العمل .. هكذا هو حالهم ودأبهم منذ قرون . كلامٌ فارغ "وعلاك مصدي" .
بينما اسرائيل تحتفل، ويحق لها هذا.. فكل العرب والمسلمين، يرجون رضاها..
وتمر الأيام لتتذوق شعوب عربية أُخرى، طعم النكبة والتغريبة ..
يفر العرب من بلدانهم نحو شواطئ بعيدة وحدود مفتوحة وقريبة ، للنجاة بأرواحهم .
وتبدأ التغريبة السورية وغيرها من التغريبات العربية، تفرغ الأرض من اهلها ، وتتحول المدن الى اطلال ، لا يبكي على خرائبها أحد .
كل هذا من أجل ماذا؟
لكن العرب الذين لم يُبتلوا بعد بنكبة خاصة بهم ، يُغلقون حدودهم في وجه الفارين من وجه الموت .
خمسون لاجئا سوريا ، لم تتمكن دولتان من ايوائهم ، وكل واحدة تتهم الأُخرى.. بماذا؟!
العِلم في ظهر الغيب ...!!
التغرييات هي حظ العرب منذ "بني هلال" ..
ومع كل تغريبة جديدة .. دمتُم بتمام العافية (إلى حينه طبعا).
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟