|
موارد العنف -5-
جميل حسين عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 06:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
موارد العنف قراءة في عقلية الكراهية -5- يتبع إن قطع هذه الصلات التي تصل بين البشر، وعلى اختلاف محدداتهم في التراتبية الاجتماعية، ولو كمن في بعض روابطها روحُ ذاتِ القوي، المتغطرس، لن يعبد طريق الشعوب نحو الأمل المنشود، والوعد الموعود، لأنها في استظهارها لمجاهل الغد، ومكامن المستقبل، تبحث عن طرق التواصل بين الكيانات المختلفة، والهويات المتنوعة، إذ هي رغبتها الأكيدة في تصور ما يجب أن يكون عليه العالم من أخلاق، وأهداف، ومقاصد، لأنها ولو عبرت مشاريعها المتآلفة عن الكينونة بكليتها الجامعة، فإن أفرادها لا يتجاوزن هذا المبتغى الذي يظهر به وجهُ الطبيعة جميلا، إذ ما يتراكم من رغبات الأعداد المتحدة في كل ضابط ينظم العلاقات المشتركة، هو ما يستأثر على الآحاد في الجزئيات المنفصلة. ومن هنا، فإن صياغة مبادئ حق الإنسان في الوجود، والحياة، والطبيعة، والكون، لم يصر حدا مقيدا بجغرافية معينة، تحكمها ثقافة محددة المنطق، والمنطلق، وتحركها دائرة منغلقة على ذاتها، وكيانها، بل صار صوتا عالميا مسموعا في كل التشكلات البشرية، ونشيدا كونيا ينطق بلغة الحرية الإنسانية، وينادي بتحقيق المساواة في العدالة الاجتماعية. وسواء في ذلك أولئك الذي حمشتهم الحروب الفاتكة، أو أولئك الذين اكتنزوا بسطة القوة القاتلة، إذ لم يغد هذا الشعار مرتبطا على جهة التخصيص بالفقراء، أو متصلا بالظروف المأساوية التي تقيد معاني الكرامة البشرية، بل هو ما يصدع به الإنسان من تطلاب الحرية في جميع أماكن تواجده على الكرة الأرضية. ولذا، فإن مقتضيات هذه المواثيق، والعهود، لا رجاء في بقائها سليمة المأخذ، والمعطى، ما لم يحس الفرد والجماعة بجدوى فاعليتها في الاستقرار، والانتماء إلى دائرة كونية، تتسم بالمتآلفات المتحدة على العطاء المتبادل، والمتواصل، لأنها كما تتحدد في المساحات الضيقة، فإنها مطلوبة الشساعة في المساحات الواسعة، إذ هي مطلوب الإنسان في حركيته مع الزمان، والمكان. وهكذا، فإن مقتضى صياغة بنود ميثاق حقوق الإنسان العالمية، وما أضيف إليه من إضافات اقتضتها تطور الشعوب، والأمم، لن يكون له أثر في صيرروة العلاقات الدولية، ما لم يكن التآلف عليه غير مفروض بالقوة التي تستفرد بها دول دون ما عداها من الأقوام الأخرى، إذ لا يحتمي الإنسان بما يخافه، ولا يفترش ما يقلقه، بل يهاب ذلك، وينزعج له، ثم يبحث له عن مخارج ينفذ منها إلى ما يخاله أمنا، وأمانا، ويحسبه حماية، ووقاء. ولذا لم تحقق القوانين الدولية تلاحما بين الأقوياء، والضعفاء، ولا تواءما بين رقاع هذه الأرض المستعرة بالحروب، والاقتتال، بل تحرر منها صانعها، وتنكر لها، قبل أن يفرضها على غيره بأذواقه المتعنتة، وأفكاره المتكدرة، إذ غدت مع تشكل العالم في مركزية واحدة، وتحوله إلى قطبية معومة بين محور الخير، والشر، هي الشِّباك التي استبيحت بها سيادة شعوب مستضعفة، يدبر مصيرها جشعٌ ولوع، يوري عنه طالب خيراتها بالحيل، والأكاذيب، ويعميه راغب تخلفها، وتهدلها. فلا غرابة إذا أصابتها جروح غائرة، ونالتها قروح فاترة، لأن قيمة نتائجها التي تعبر عن قدرتها على تحقيق العدالة في الكون، لا تبرز إلا فيمن يدافع عن النواميس بما يستوجبه عهدها من تعدد، وتسامح. وإلا، فإن رفع شعارها في خضم نزاعات مربكة، لن يأتي منه ما يجعلها غاية متسامية، لأنها لن تكون محل قبول عند من لم تضف إليه إلا شقاء، وعناء، ولن تصير في حركية علاقاتها مرجعا أخلاقيا يحمي جوهر الإنسان، وينمي فيه حقيقة اختياره، وإرادته. إذ الغاية منها، هو حماية حق الحياة على الطبيعة، وتدبير دور الإنسان بمقتضى فاعلية التكريم الإلهي لحقيقته التكوينية، والتشريعية. وما دامت هذه النظم التي افترض المتآلفون على استواء دورها في الأفراد، والجماعات، قد تبدل فعلها إلى مفعول يستبيح خصوصيات الدول الفقيرة، ويرغمها على تخريب بيت مكونات بقاء وجودها بيدها، فإنها ستصير منبوذة بين شعوب كثيرة، لم تتحقق بها سعادتها، ورفاهيتها، ولم تتملك بها منابع عيشها، وكسبها، لأنها ستغدو مع الأمد عبئا ثقيلا على حريتها، واستقلالها، لكونها لا تجسد هاجس همومها، ونبض أزماتها. وإذا انفكت عن الالتزام بذلك، فإنها ستواجه واقعا يفرض قوة الناموس الذي حرف معناه، ومفهومه، وعُبد مبناه بغلو، وتطرف، إذ التشبث بتزييفه، وتحويره، لا يدل إلا على ضرورته في قيام العلاقات الإنسانية، لأنه مطلوب الوجود بالحتمية القائمة بين الحقائق، وأضدادها، ولو لم يعبر عن النتيجة التي وضع لها في أصل المواضعة على أحواله، وأعرافه، إذ قبوله في حدود التسمية به، هو الذي يرشد على البحث عن معناه في دائرة أخرى. وهنا يكون الناموس مقبولا في كل ما يخدم الدائرة المتحصنة بقوته، ومرفوضا في كل مناط يراه معطلا لحركته الإرادية. إلا أنه من شدة الحرص على الانتماء إليه، ولو مخادعة لما تحمله الدائرة من عداء موجه له، يلتف حوله بمعناه الذي نفحته فيه ذاتيته المطلقة، ويلتئم عليه بتأويلات تصرفه عن حقيقته، لكي يجعله حاميا لطريقة بنائه للقيم المتداولة في العلاقات البشرية. ولذا يصير الدفاع عن شعاره المرفوع بتناقضاته مطلوبا في أوضاع يستولي عليها الاستبداد، ويستحوذ فيها الاستعباد، لأن مطلوبيته للمحتاجين إلى معناه، يدل على أنها ترى فيه إنقاذا لها مما تعانيه من نهب خيراتها، وسلب حرياتها، إذ ضرورة رفع ذلك الشعار تتراكم عند الطرفين، وتتوارد على النظرين، وإن كان كل واحد منهما ينظر إلى ماهية الحرية فيه بنظرته المحدَّدة بأوضاع واقعه، وسواء كان النظر من موقع الضعف، أو القوة، لأنها هي التي تصبغه بالهوية الخاصة في المختلف عليه من الأنماط، والسياقات. وحقا، إن معضلة الأنانية التي تقود كثيرا من الممارسات العدوانية في الكون، قد نزعت القيمة المعنوية عن مسمى الجماعية التي يحن المحرومون إلى منطق ميثاقها الأمثل، لكونها تجسد الحصن الذي يحمي الهوية بلازم ما تخلف فيها من تاريخ، وحضارة، لأنها، ومهما احتاج المجتمع إلى حقيقتها في ضمان الوجود الكلي، فإنها قد تجسدت مع التحوير لمعناها في تكتلات منفصلة عن بعضها، تجمعها مصلحة مشتركة في حدودها، وتستحوذ عليها قيم متداولة في حوزتها، إذ ضرورة مقتضيات قيام كيانها في سياق الكبد البشري، وتفاعله مع النواميس والنظم الكونية، والطبعية، هو الذي يجعل نوعية الأخلاق الملازمة لها مصنوعة الحدود بأنظارها المكونة لجوهر دائرتها، لأنها إفراز لما يمتزج في عمق علاقاتها من روابط متشنجة، وعلاقات متعنفة، إذ القول بفطريتها، ومثاليتها، يجعلها غير قابلة للتغير، والتحول، لأن إخلادها في الحقيقة، ليس من كونها متفاعلة مع غيرها من السياقات التي تأخذ حيزا معينا في هندسة الاستمرا، والبقاء، بل في كونها تحتوي على مبادئ كلية، يمكن لها أن تحدث انفعالا في واقعها المادي، والمعنوي. وهكذا، فإن تنوعها بين الموارد المتعددة، والتباسها في القضايا المتنوعة، وتناقضها في الغايات المختلفة، هو الذي يؤكد على حقيقة اصطباغها بما يطفح به حال الواقع المتموج بالأحداث من محبة، وضغينة، لأنها تدل على وجود اختلاف في الصيرورة، وتعارض بين القضايا المستكنه مصيرها بحد من الحدود المتآلفة، أو المتباينة. ومن هنا تكون صناعتها مرتهنة بوضع الإنسان في السياق، وحدة قوته، أو هوان ضعفه، لأن أخلاق الخنوع التي برزت في التاريخ البشري، وما زالت ترسم خطوط الانعتاق، والاستعباد، لم يخلقها الإنسان إلا حين طالب المستبد بأخلاق الرعاية، وحارب من أجلها في ضرورة تراكم تجربة وجوده، لأنها هي التي تحدد جدلية العلاقة بين أخلاق الأقوياء، والضعفاء، وتوضح مكمن النشأة لما يسود العالم من عداء، واصطدام. وإلا، فما دور الأخلاق في الصيرورة البشرية، إذا كانت نتيجتها الاقتتال، والتحارب.؟ ولماذا يحمي الأقوياء نمطها الذي يجعل طرف تشريعها في يد، وطرف تطبيقها في يد أخرى، ولو لم يشارك في صياغتها، ولا في تحديد مناط الالتزام بها.؟ إن وجود أخلاق العبودية في سياقات تعادي انتهاك الحريات الفردية، والجماعية، هو البرهان على صناعة الإنسان لحدود مواقعها في التداول، والتحاكم، لأن مضمون الحرية يتنافى مع القيود التي تعطل جهاز الفاعلية في الإنسان، أو إخضاعه لفاعل يفصل بين النواميس وضرورتها الأخلاقية، ومقاصدها الإنسانية، إذ لا يمكن لها أن تكون محلا للعودة إلى منطق الاشتراك المتناسب بين سكان الكون، إلا إذا كانت قابلة لأن تطبق على كل المصاديق بلا تفاضل، لأن قيمتها فيما يكتسبه الفرد والجماعة من وجود حقيقتها بين الأعيان المرتجية للأمن، والسلام. ولذا، فإن المستعبِد لم ينتج من القيم التي يحتمي بها في دروبه، إلا ما ظهر أثره على غيره بالخنوع، والخضوع، إذ هو المظهر الذي يفسر بكليته ميل القوة إلى صناعة كيانات ضعيفة، تقبل باستعدادها كل ما تمليه أخلاق الاستعلاء من نظم، ونواميس، وهو المخبر الذي يبين بحدوده سبل انحراف الضعف من شدة الألم إلى حتمية الرضى بالعبودية القاهرة، والدفاع عن مكتسبها في الحس، والمعنى، لأنها مقدمات يزيفها العقل المنهزم، لكي تمنحه بعض الشعور بالوجود الآني، والمستقبلي، ولو كان غير مرضي النتيجة في حقيقة الغرائز التي يتشكل منها مضمون الحياة المستعرة برغباته، وشهواته، إذ هو القليل الذي لا يمكن للكثير أن يجود بأكثر منه، والكسب الذي يقتنصه من ضروريات تفرض عليه نفي إرادته في نيل ما هو له حقيقة، أو طبيعة. ومن هنا تكون الأخلاق التي نشأت عن انحراف العلاقة بين القوة والضعف نتيجة حتمية للصيرورة المؤسسة على علاقات متشابكة، يطبعها هاجس الخوف من الآخر، ويغلب عليها حس المصلحة، ولو أُخفي ذلك، وأظهر غيره، لأن الإحساس بضرورة التفاعل مع عدائية العلاقة القائمة بين الطبقتين، والتعايش معها في الحدود التي تكسب القوي قوة، وتزيد الضعيف ضعفا، هو الذي يجعل الروابط قائمة بما تقتضيه المنفعة، ولو كان كدُّ العمل فيها قائما بالأجير المستلب، وحظ الربح فيها موجودا للمالك المستبد، إذ ما يلزم ذلك من تفاوت بين بنى المجتمع، ومكوناته الثقافية، والاجتماعية، هو الذي يمنح القوي متعة الاكتساب، ولذة الامتلاك، ويفرض على الفقير الاستغناء بالأمل المخذول، والانتظار المرذول. ولذا، فإن سبب العنف المتجذر في أخلاق الاستكبار، والتجبر، هو حرصها على إحداث مجال يتقبل الفقر، والجهل، والمرض، ويرتضي التملق، والتزلف، والنفاق، إذ جدلية القوة، والضعف، تستلزم ضرورة وجود مساحة تحتوي على هذه المتناقضات، والمتباينات، لكونها هي المناط الذي يجمع كل الإرادات المتحركة بضعفها، أو قوتها، إذ لا يجوز لنا عقلا أن نتخرص سببا آخر غير ما تبرزه هذه العلاقة من أنماط في السلوك المتجاوز لحدود الأخلاق، والقيم النبيلة، لأن وجود الانحراف في الأسباب التي تؤدي إلى هذه الغاية المتميزة باستوائها، واعتدالها، هو الأثر الذي نجني خرابه في نهاية النتائج التي أشعلت فتيل الحروب بين الأمم، والشعوب. وهي في كنه حقيقتها تعبر عن فساد العلاقة التي تربط بين مكونات العوالم البشرية، وفحش قصدها في صيرورة الأفعال التي نستهدي بها إلى صناعة فضاء للسلم الكوني. ومن هنا، فإن تمام القوة في كمال ذات النوع الإنساني، الإلهي، ونهاية جمالها في كبد العيش، وجهد الرزق، ليست فيما تحدثه من خوف، ورعب، وفزع، بل فيما تحدثه من هيبة الكيان، والتزاماته الخلقية بلازم ظهورها بمظهر التواضع، والحلم، والتؤدة، إذ المقصود بها هو ما تكسبه للذات الكلية من معاني المناعة، والحماية، والوقاية. وإذا استحالت إلى طاقة فياضة بالنرجسية، وجبارة بالغطرسة، تستحوذ على غيرها بالعنف، والظلم، والفساد، فإنها قد صرفت المعنى عما وضع له في أصل الوجود، وهو صناعة مهد متماسك، ومتعاضد، يكون حضنا للسكينة، والطمأنينة. وإذ ذاك، لن تكون القوة إلا أداة للاستعباد، لا مقاما للسعادة الإنسانية. وإذا كانت كذلك، انطفأت شمعة الأمل في الضعيف، وانتهت لحظة انتظاره، ثم يصير مع طول اليأس إراداة مسلوبة لخدمة العزائم المتصلبة. وهكذا، فإن هذه التكتلات التي نتجت عن الجماعية المنتهية الوظيفةِ في موقعها، وموضعها، قد يدعو إلى استبيان الخلل الموجود في حركية البنى المتآلفة، لأنها ومهما بدت متوافقة في تداخلها المطلوب ضرورة، فهي في عمقها المتنابذ، والمتعارض، تحتوي على كل عوامل الشقاء، والعناء، وتتضمن كل الآليات التي تفصل بين المجموعات المتعالية بنظمها الأخلاقية، وسياقاتها الروحية، إذ سياق المجتمعات التي تتكلف بمسؤولية رعاية أعيان آحاد أفرادها، لا تكون فاعلة بأثر قوتها التي حددها مضمون النص الديني، أو العقل الفلسفي، إلا إذا كانت الجماعية مبنية على قيم التسامح في العائلة البشرية، لأن اقتصار فضل الطبيعة على فئة معينة، وانحصارها في مجموعة تملك موارد خيراتها، ومجاني ثمراتها، سيغدو نفَسا في الكراهية التي تباعد بين الألوان المتموجة على لوحة الكون، لاسيما مع توارد الرفاهية على أيدي المترفين، وتعاقب الحرمان على ذوات المحرومين. لأن استحواذ فئة على أسمى الأوضاع نعيما في التركيبة الاجتماعية، سيخلق فجوة لولادة منطق شحيح في صوره الفكرية، والمعرفية، وبيئة صالحة لطفيليات تفسد صفاء الكون بما تنجزه من أخلاق مترعة بالظلم، والطغيان، إذ هي التي تغيِّب الإحساس بالألم الجماعي، وتصرف النظر عن الهموم الحقيقية للإنسان، وتبعد الأمل عن الرغبة في بناء علاقات مشتركة بين الألوان المحددة لنظام الكون، ونواميسه في الحياة، والطبيعة، إذ حين تتحول هذه الوشائج الروحية إلى بضاعة مادية، تطلب بالولاء لمشاريع القوي، وخططه الذهنية، وتهدى بالرضى عن السير في ركبه، والحركة في مداره، فلا محالة، سيغدو الكون شقيا، وعصيا، إذ خضوع تلك الروابط لمنطق تبادل المصالح، وما يستلزمه من تقاطب، وتحالف، ولو فيما لا يؤدي إلى نتيجة مكروهة الغاية في الكيانات الضعيفة، هو الذي نستدل به على وجود فراغ بين الصلات الاجتماعية، والأواصر الإنسانية. ولذا، لا نستغرب أن يبيع الفقير عواطفه، ولا أن ينزل عن شرفه، ولا أن يستهين بكرامته، لأنه لم يكن بها حفيا في حوزته، وهي الأقرب إلى ملامسته في أوضاعه المتردية، فكيف بها أن تكون حجته في الحرص على تخليق الكون بمقتضيات العدالة الإلهية.؟ إن تهجير العواطف، أو تدجين ما فيها من معاني السمو، والرفعة، أو إماتتها بما يصنعه القوي من تفكيك للقوى الاجتماعية، والبنى الثقافية، لن يصنع إلا مجتمعا بائسا في حظه، وعنيفا في ردود أفعاله، يجمع بين موضوعاته كل التناقضات التي دأب الإنسان على حماية أوهامها، وأحلامها، لكونها تبني قواعد التزاماتها بمنطق المساوم، أو الممانع، لأن تجارة الوهم من أغلى ما نيلت به غنيمة القوة في الأحوال الرديئة، إذ شرور المكاره التي تطال الإنسان في مجتمعه، لا تؤدي به عند سيادة الاستعباد إلا إلى فساد مفاهيم العقائد، ومعاني الأخلاق. ومن هنا، فإن ما تصنعه الحضارة حين تكون غازية، لا يمكن له أن يبدع فضاء محتويا على فضائل الشيم، وشمائل القيم، يجوز لنا أن نتلاقى حوله، ولا أن ندبر شأننا فيه، بل سيفرض علينا ضياع الحظوة في الطبيعة، وفراغ الفرصة في الحقيقة، إذ لا تأتينا نتائجه إلا بسمج الأقوال، ونتن الأفعال، لأن مشروع الرداءة الذي يتعاوى بجماله المزيف، ويتعالى بكماله المتطرف، ما هو إلا كسب حقير، وصورة بشعة للعلاقات التي أنتجتها تلك الكفاءات المهزومة، وهي في كساد عجزها، لا تتوسط إلا بتسويغ الإقصاء المقصود، والإلغاء المرغوب.
#جميل_حسين_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موارد العنف -4-
-
عطر الصباح (شهادة في حق والدي رحمه الله)-2-
-
عطر الصباح (شهادة في حق أبي رحمه الله) -2-
-
موارد العنف -3-
-
موارد العنف -2-
-
عطر الصباح (شهادة في حق والدي رحمه الله) -1-
-
موارد العنف -1-
-
عقيدة التسويغ -11-
-
عقيدة التسويغ -10-
-
عقيدة التسويغ -9-
-
عقيدة التسويغ -8-
-
عقيدة التسويغ -7-
-
ابن الفقيه (سيرة ذاتية) -5-
-
عقيدة التسويغ -6-
-
عقيدة التسويغ -5-
-
ابن الفقيه (سيرة ذاتية) -4-
-
ابن الفقيه (سيرة ذاتية) -3-
-
عقيدة التسويغ -4-
-
ابن الفقيه (سيرة ذاتية) -2-
-
ابن الفقيه (سيرة ذاتية) -1-
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|