أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - الثورة وضرورة المرافقة التنويرية














المزيد.....

الثورة وضرورة المرافقة التنويرية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 11:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



عفوية الجماهير أساسية وضرورية ، لكنها وحدها لا تكفي ، ملاحظة في صميم العمل الجماهيري كان كتبها احد أكبر مؤرخي الفوضى ؛دنيال كالفان . وقد سار على درب كبير الفوضويين برودون الذي كان منبهرا في البداية بعفوية الجماهير قبل ان ينتقد جمودها وبساطتها ونفاقها ، وتمجيدها اللاواعي للحكومة والسلطة ، ما جعله يؤمن بضرورة توجيه العمل الجماعي من الخارج ، عبر نخبة قادرة على استيعاب مختلف المناورات والتحولات .
كان المفكر العربي الذي ارتبطت كتاباته بالعمل الشعبي مطاع صفدي ، قبل وفاته بشهور وهو الذي انخرط من فرنسا مع كل الثورات العربية الجديدة ، يدعو الى عقلنة العمل الشعبي واشباعه بنظرات ومواقف قوية ومبتكرة ، تستند الى التراكمات التاريخية والمقارنة .
لكن للأسف ، لاحظنا أن معظم من كانوا يستثيرون الشعوب ضد حكوماتهم وحكامهم من مفكري وكتاب اليسار مجرد أبواق لامتصاص غضب الجماهير وسحب لغة المقاومة والنقد من أيديهم .حتى اولئك الاسلامويين الانتهازيين وهم يتمردون حين تمردهم على الأنظمة العربية ، كانوا يناورون من أجل غنائم تافهة .مما يتطلب من الجيل الجديد مزيدا من القراءات لشروط وادوات الثورة او الحراك الاجتماعي .
ما لفتني وأنا ابحث عن ثورة الجماهير هو موقف احد أكبر متمردي القرن التاسع عشر "ميخائيل باكونين " الذي أسس لما يسمى "ب اللاسلطوية الجمعوية " ، وشارك في عدة ثورات دولية ، سواء في بلاده روسيا أو في فرنسا وبولونيا . لكنه في النهاية وبعد صراعات فكرية وايديولوجية مع مختلف التيارات ، ومنها التيار الماركسي بفرنسا ، خلص الى ضرورة توجيه الوعي الجمعي ، الذي يبقى في كل حالاته تجمعا فوضويا تتوزعه اهواء عاطفية وأنوات فردانية ، ما منح الطرف المقابل فرصة استثمار ذلك التشتت والتوزع .
ان قدر التقسيم الاجتماعي الذي عمقته الرأسمالية تصاعديا الى مرحلة الامبريالية ، وجعلته قاعدتها الأساسية ، وهو واقع انساني وتاريخي لا يمكن نكرانه . بيد أن محاولات تصحيحه وتعديله وأنسنة المشترك الانساني سواء داخل جغرافيا واحدة او مختلفة ، خاصة ونحن نعيش مكرهين مرحلة العولمة /الهيمنة الكلية ، هذا القدر أصبح يفرز بما لا يدع شكا قطبين أساسيين ، قطب ناتئ ، تمثله قلة من الاحتكاريين والامبراليين ، وقطب شاسع وواسع تمثله القاعدة الشعبية .
وما دمنا نعيش في احدى البلدان النموذجية لهذا التقسيم الطبقي التشققي ، فان تصاعد وتيرة ونسبة الاحتجاجات الشعبية لابد وأن يدفعنا الى تأملها وتفكرها والدفع بها الى مستويات متقدمة في نيل مطالبها وتحقيق أهدافها .
وهنا لابد من الاقرار ان المعارك الفكرية ومهما تقلص دورها ، او أريد لها ان تتوارى للاستفراد بفوضوية الجماهير وسحقها على أسس قانونية وشرعية ، في انفلاتاتها وتجاوزاتها ، تبقى هذه المعارك هي الأضواء المسلطة على ساحة الفعل والحركة . وما محاولة تهميشها وضربها ، الا تعبير صريح عن ارادة اطفاء تلك الأنوار . وقد أذعن الكثير من المثقفين لهذه اللعبة الوسخة وتراجعوا الى ادوار عكس ما تفرضه صفتهم ومواقعهم .
أي ثورة لا يقودها وعي مرن متوثب ، مآلها الى الفشل ، والثوري لا يثور من أجل الثورة ، بل يثور من أجل قضايا انسانية وجوهرية . ان ثورته ما لم ترتبط بما هو وجودي ومصيري ، تبقى ثورة ناقصة وقاصرة . وكلما كانت الثورة نابعة مما هو انساني وكينوني ، فانها على الأقل تشكل لبنة صلبة وقوية في مسار الثورة الانسانية . وساذج من يعتقد اليوم ان حركته هي حركة محلية ، فهو لا يقرأ التاريخ وخارج التاريخ . نحن اليوم شئنا ام أبينا صرنا ذوات أممية وكونية ، وكل فعل أو رد فعل منظورا اليه من خارج هذه الزاوية يظل عاجزا عن فهم وظيفته ولحظته واهدافه .
لابد اذن من النظر قريبا وبعيدا . قريبا من تطهير أي حراك او ثورة من الطفيليات المدسوسة ، والنزعات الفردية المفرطة .وبعيدا في محاولة تدويلها واشراك الأحرار العالميين في اذكائها ودعمها اعلاميا وديبلوماسيا وسياسيا ولوجيستيكيا . قريبا ، وكما رأى المفكر مطاع صفدي لابد من الحذر مما "ابْتليت به بوادرُ الثورات الربيعية هو استبدال جماهيرها العفوية الكبرى بالعُصابيات الإرهابية" . وأضيف من موقع المشارك لابد من الانتباه والحذر من المناضلين المزيفين . ففي الحراك الطنجي وكرأي شاهد ، فان معظم من كان يقود الحراك ويرفع الشعارت ويستحوذ على الساحة ، كانوا مخبرين . وهذا هو المأزق الكبير والضخم الذي يهدد أي ثورة او حراك جماهيري .
فنحن لو حاولنا الاستشهاد بأدوار المثقف عموما ومسؤولياته ، فلن تسفعنا الأيام في ذكرها ، كما اننا لو عمدنا الى تدوين أسماء المثقفين الذين خانوا كتاباتهم وأفكارهم فان الزمن لن يسعفنا ، وحسبنا أن نقوم باثبات الراجح والنافع . فدور المثقف لن يخبو ، قد يتراجع ، لكنه يظل دائما هو القائد والممسك بزمام المبادرة وان على خطى باكونين ، اللاسلطوية الجمعوية . لكن الدور العملي والعضوي يبقى للفئة الميدانية التي تشعل جذوة المطالب العادلة ، ويبقى دور المثقف هو تشسيع مديات تمدد وهج الثورة أو الحراك والتحذير من جميع أشكال الاخماد والأفول .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
- ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
- الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
- الحرف طريق الحرية
- خارج النص
- العالم والأبواب المغلقة .حكومة العالم الخفية
- الاختلاف ضرورة حياة
- ناهض...انهض ....لا زلت تفكر ........الى روح الفقيد ناهض حتر
- مثقفو مواسم الانتخابات
- أفكار عن واقع لافكر فيه
- نفس الايقاع
- حلم سياسي
- ما زال في الشعر بقية
- مفهوم الشعب بين النظرية والتطبيق
- يا الله
- عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي بين الصواب والخطأ
- الانقلاب التركي بين المؤامرة وبين الصناعة
- الميتا مواطن
- رسالة الى الضابط السابق مصطفى أديب
- المكلية الفرنسية الجديدة


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - الثورة وضرورة المرافقة التنويرية