|
سحر المؤثرات البصرية
راقي نجم الدين
(Raqee S. Najmuldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:19
المحور:
الادب والفن
سحر المؤثرات البصرية
ما هي المؤثرات البصرية؟ انها السرد في جميع جوانب المؤثرات البصرية، هي محاولة خداع العين كي تصدق ما ترى، ما هو على الشاشة هو محاكاة للحياة الحقيقة. هناك فرق مهم بين الانتاج والمحاكاة. المؤثرات البصرية هي سلسلة من الخدع الابداعية وبالتالي هي نمذجة لمؤثرات الفيديو. من المهم ان نفهم التفاصيل وكمية العمل المطلوبة لنخدع العين بنجاح وننجز المهمة. انك لن تصمم نظاماً دقيقاً للجسيمات لعنصر بعيد المسافة لأنه يمكنك استخدام (الستوك) فيديو، تماماً كما هو الحال في النمذجة حيث لا تحتاج الى نمذجة الجزء الخلفي من الاشياء إذا كانت الكاميرا لن ترى ذلك. العمل مع البساطة في الاعتبار والتفكير في المستقبل دائما. في هذا العصر الرقمي قد توقفت المؤثرات البصرية عن كونها فناً واصبحت علماً. تتحكم اجهزة الحاسوب الآن بما هو جاثم، واصبح سحر الصورة جولة لا نهاية لها من مضغ الارقام وتشابك البكسلات! أليس كذلك؟ أليس العكس صحيحاً؟ الا تعني الاحتمالات اللانهائية للصور المنشأة بالحاسوب ان محترفي المؤثرات البصرية لديهم الحرية في صياغة الصور المتحركة التي هي اكثر اثارة ودرامية مما سبق؟ بالتأكيد ان الهدف الاساسي من المؤثرات البصرية هو واحد فقط: لرواية قصة مذهلة.
هل الحقيقة ام الجمال؟ اي منهما؟ او هل هناك مجال لكليهما في العالم المتطور باستمرار للمؤثرات البصرية؟ هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك: هي بالتوجه الى الخبراء. من خلال وضع هذا السؤال البسيط امام مجموعة من محترفي المؤثرات البصرية من جميع انحاء العالم: ايهما اكثر اهمية - الامتثال لقوانين الفيزياء ام انتاج لقطة صحيحة من الناحية الفنية؟
جو ليتيري: تخبرنا الواقعية بكل ما نقوم به. ولكن ليس هناك طريقة للحصول على كل العلم بطريقة صحيحة تماماً. معظمه ما يزال مجهولاً او لا يمكن حله تماماً. اخيراً نستخدم التفسير والغريزة الفنية لجعل الجمهور يصدق ما يراه.
جوان بانيس: المهم هو النتيجة النهائية. كل شيء هو عن الانشاء والتوقيت. ويمكن ان يختلف ذلك من لقطة الى اخرى، ولكن الكثير من الوقت الفيزيائي الحقيقي لا يحقق في الواقع نتائج جيدة. غالباً ما يحتاج فنانو الجرافيك الى الخداع عن طريق الحد من الجاذبية او تغيير اتجاهها، اضافة القوى للحصول على اعمدة الدخان في الموضع الصحيح، او التلاعب بالطريقة التي ينهار بها حطام الانفجار نحو الكاميرا او بعيداً عن الممثل. في بعض الاحيان لا تبدو الامور صحيحة حتى لو كانت دقيقة فيزيائياً. لذا نخلق قوى غير مرئية لجعلها تبدو حقيقية. كل ما يهم هو تكوين لقطة لها معنى لادمغتنا في كل الاطار. اجد ان لأعيينا وادمغتنا تسامح عالٍ جداً لحالة عدم الدقة في العالم الحقيقي.
آندي هايز: البدء مع شيء صحيح فيزيائياً هو القاعدة بالنسبة لنا. ولكن تتطور اللقطة طبيعياً بالتغذية الراجعة. يتم تعديل او تحريك عوامل التجربة، ويتم تطبيق قيود او قوى اضافية لجعل الامور تذهب بطريقة اكثر تحديداً. لذا ننتهي بشيء قد لا يكون صحيح فيزيائياً مئة بالمئة ولكن ينقل رؤية المخرج وهذا هو المهم.
دانيال بيجي: بناء منظومة تمتثل لقوانين الفيزياء يمكن ان يساعد على تحقيق نتيجة يمكن السيطرة عليها ويمكن التنبؤ بها. ومع ذلك هناك العديد من الحالات التي تدعو فيها رؤية المخرج الى نظرة او تأثير معين تكون مدفوعة فنياً بالكامل. في هذه الحالة فإن البرنامج الذي نستخدمه يجب ان يكون مرناً بما فيه الكفاية ليسمح للفنانين بالتراجع عن فيزياء العالم الحقيقي.
رون هيربست: بدون شك، اللقطة يجب ان تتم بغض النظر عن اي شيء، والفيزياء يجب ان تُدان. ما نقوم به هو عن القص تماماً. إذا لم تستطع اللقطة اخبار القصة فإنها لا تخدم غرضاً. مع ذلك، كي نتحرك للحصول على لقطة جيدة فيجب ان نبدأ مع الفيزياء الصحيحة. هناك شيء في لاوعي جميع الجماهير التي تبحث عما تتوقعه. إذا لم يكن هناك شيئاً من الفيزياء لن يصدق المشاهد فيما يراه.
لون مولنر: هذا سؤال صعب. انها معركة داخلية مستمرة: تحدي نزاهتنا التقنية مع القدرة الابداعية على ثني الواقع من اجل ايصال القصة. في عالم صناعة الافلام، اعتقد ان ما نفعله في نهاية المطاف هو خلق الاوهام. ونحن نفعل ذلك بأية وسيلة ضرورية. نحن نهدف الى تكرار الواقع، ولكن قد نخلق ايضاً واقعاً بديلاً. هدفنا هو ارضاء رؤية المخرج الابداعية - في بعض الاحيان على حساب فيزيائية العالم الحقيقي. إذا كانت القواعد تحتاج الى ثني من اجل تحقيق ذلك، فليكن ذلك. النتيجة سيضيع الجمهور في المشهد لاننا اديناه بشكل جيد.
جيمس ريد: من المهم ايجاد التوازن الصحيح بين الواقعية والفن عند تصميم مؤثر معين. ان الوعي بالعلم الذي وراء الظاهرة الطبيعية هو المفتاح لبناء شيء يمكن تصديقه حتى عند التعامل مع المؤثرات السحرية. يمكن ان يكون هذا النهج مفيداً في صقل المؤثر وفي التفكير في طرق لإضافة تفاصيل مثيرة للاهتمام. ومع ذلك، من الاهمية بمكان ان نعرف متى يجب ان نكون أكثر مرونةً وبعيدين عن الواقعية. ومن الناحية التقنية يمكن تحقيق نتائج مماثلة في كثير من الاحيان من خلال مجموعة متنوعة من الاساليب، ونادراً ما يكون النهج الأكثر دقة علمياً هو الاكثر كفاءة فيما يتعلق بوقت الفنان ووقت التجميع. بالإضافة الى ذلك فإن متطلبات تصميم حركة المؤثر غالباً ما تفرض النهج بصورة واضحة.
كيفن كامبل: الشيء الأكثر اهمية هو انتاج اللقطة التي يحبها المخرج. ان ذلك عموماً هو شيء مستوحى من القوانين الفيزيائية ولكن ليس مقيداً بها.
جيف سكوت: كلاهما مهم الى حد ما. من الاهمية بمكان ان تبدأ مع الواقع كقاعدة خاصة بك، سواء كان ذلك حركة شخص او مخلوق، كيف يتفاعل الضوء عندما يمر من خلال نوع معين من المواد، او محاكاة السوائل المعقدة.
لي كارلتون: هذا سؤال مهم ويجب ان تتم الاجابة عليه من قبل الشخص الذي تحاول إرضاءه بإخراج اللقطة. في كثير من الاحيان، الجواب هو انك تحتاج الى مزيد من السيطرة بالاتجاه الفني لتكون قادراً على الامتثال لمفهومٍ مسبق تم تطويره مسبقاً لكونه مثالياً في ذهن ذلك الشخص والانتظار لتحقيقه في شكل رقمي.
ويل مانينغ: اجد ان فكرة الامتثال لقوانين الفيزياء مُعيبة جداً. تتحايل علينا عيوننا وعقولنا بإستمرار، وفي رأيي ان المؤثرات البصرية هي مجموعة من الحيل السحرية المصممة لجعل الناس تشعر بالدهشة والعاطفة والإثارة.
أخيراً، فالتصويت بالإجماع. بالنسبة لمديري الرسوم المتحركة ومشرفي المؤثرات البصرية وخبراء الـ (أف إكس) بالتساوي، فالجواب لا يزال هو نفسه: الفيزياء في العالم الحقيقي قد تكون نقطة انطلاق مثالية لأكثر تحديات المؤثرات البصرية ولكنها تأخذ جرعة صحية من البراعة الفنية لتصنع لقطة مثيرة حقاً. كما لوحظ في كثير من الاحيان، ان الحاسوب هو مجرد اداة، إذ تكمن العبرة في الشخص الذي وراءه، الشخص الذي يسحب الأرنب من القبعة. وتبقى المؤثرات البصرية مثلما كانت دائماً: سحر.
اطيب التحيات د. راقي صباح نجم الدين Dr. Raqee S. Najmuldeen استاذ مساعد، كلية الفنون الجميلة (جامعة بغداد)
ملاحظة: يكون الاقتباس من هذه المقالة على هذا النحو: نجم الدين، راقي. صباح. (2017). سحر المؤثرات البصرية. في الأدب والفن (مائل). تم الاسترجاع من الحوار المتمدن: (يذكر رابط المقالة).
#راقي_نجم_الدين (هاشتاغ)
Raqee_S._Najmuldeen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البلاغة البصرية والتصميم الجرافيكي
-
صُنع في التصميم: تبادل الادوار بين الوظيفية والجمالية
-
نتائج البحوث في حياتنا
-
غلاف الكتاب يتحدث
-
الجمال والوظيفة: تحليل مؤسسي
-
النقد التصميمي وتدريسه
-
الواقعية السحرية: منطقية اللامنطقي
-
الفرق بين الفن والتصميم
-
الغيرة المهنية: هزيمة الحاسد النذل
-
كيف يمكن للرأسمالية ان تنقذ الفن؟
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|