|
أهلاً .. يا ضناي .
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:18
المحور:
الادب والفن
أهلاً ... يا ضناي . سيمون خوري : يوم الاربعاء 28 /4 / 17 تسلل شعاع من خيوط الشمس ، ولحن موسيقى، وإبتسامة جديدة ، انضمت الى جوقة الموسيقى العفاريت، احفادي الصغار . " هرميز و سعيد و سارة وسيمون " واصبح العدد خمسة وهو مرشح للزيادة . نتمنى لكافة اطفال العالم السعادة والسلام . ضناي .. هو اسم متداول في بلاد الشام " سورية الطبيعية " وفي مصر منذ العام 341 قبل الميلاد . يعود جذور الأسم الى الميثولوجيا الإغريقية القديمة . وفي اللغة العربية تكاد تجمع مختلف القواميس على معنى مشترك وهو " كثرة النسل ". وفي اللغة الإغرقية القديمة ، هو اسم لفتاة جميلة ، نصفها ملكة والنصف الأخر إله . وهي إبنة ملك " أرغوس " أغريسيوس . وقد عشقها كبير الألهة " أو ذيوسيس " عندما شاهدها من فتحة في السماء. تقول الأسطورة ، أن إحدى " العرافات " تنبأت بمقتل الملك بواسطة حفيده. لذا إتفق الملك مع زوجته الملكة " أفروديكي " والدة " ضناي " على عزل أو سجن " ضناي " مع مربيتها في قصر نحاسي . تعلوه قبة مفتوحة من الأعلى نحو السماء .وحظر زيارتها على الجميع ، حتى لا تقع في غرام أحدهم . وفي أحد الأيام كان كبير الألهة " أوذيوسيس " يقوم بجولة تفقدية ؟، فشاهد من خلال فتحة السجن المطلة على النجوم ، العذراء " ضناي " وفي الحال هطل مطر ذهبي فوق سجنها وأغرم بها . وهرولت مربيتها لجمع الذهب وتركت " العذراء" ضناي " التي حملت من " أوذيوسيس " وبعد فترة قصيرة من الزمن وضعت ضناي طفلها . بدون " دنس " سمع والدها الملك " أغريسيوس " صوت بكاء الطفل . فقام بعقاب مربيتها . ووضع ضناي في قارب مع طفلها الرضيع في البحر في يوم كان البحر يصرخ فيه من الجوع . لكن أنقذها صياد سمك ، أرسله كبير الألهة . وبعد سنوات أصبح طفلها شابا يمتلك قوة هائلة . لكن لا احد كان يعرف مصدر قوته ، وأنه ابن كبير الألهة . وذات يوم شاهدها ملك " لاريسا " أعجب بها وفكر في حيلة يبعد فيها ابنها الذي اشتهر بشجاعته . وفي خلال مباريات الأولمبياد .أحب الشاب فتاة جميلة ، لكن ملك لاريسا اشترط عليه أن يحضر رأس " ميدوسا " ذات الأفاعي. التي إذا رأها أحد ما فإنه يتحول الى حجر. وهنا إستعار جناحي صديقه " هرميز " ورمح " اخلياس " الذي لا يقتل سوى من كعب قدمه .وفي الأمثال الشعبية يقال مثل " كعب أخيل ". وطار " هركليس" ابن العذراء " ضناي " وقطع رأس " ميدوسا " بعد أن وضع على رأسها غطاء أسود . وذهب بها الى ملك " لاريسا . هناك أغمض عينه ورفع الغطاء الأسود ، فتحول كل من كان في حضور الملك الى حجر . خارج القصر كان جده ملك أرغوس قد حضر للمشاركة في الأحتفالات الرياضية . بيد أن هركليس الشاب ألقى برمحه بعيداً في الهواء . لكن الرمح أصاب جده "أغريسيوس " ملك أرغوس . وهكذا تحققت نبؤة العرافة .ثم قدم رأس ميدوسا هدية الى " أثيناس " ملكة أثينا . وهناك تمثال لها تحمل على رأس رمحها رأس " ميدوسا ". ورث الصياد عرش أخية ملك " لاريسا . وورثت هي عرش والدها وتزوجا بعد ذلك برعاية كبير الألهة. و في المتحف الوطني اليوناني العديد من الاواني الفخارية والمقتنيات الاثرية التي تسجل تفاصيل هذه الاسطورة وكذلك المطر الذهبي. الهدف الرمزي للقصة تحديدا العدالة الاجتماعية .ا فعقوبة القتل كانت ممنوعة وأقصى عقاب هو النفي خارج المنطقة - العائلة .ضافة الى نقاط اخرى .ولاحظ هنا أوجه التشابه مع " اسطورة يوسف وسرجون الأكادي وقصة حمل العذراء واخرى في الهند . وفي مصر القديمة . وأغلبهم ذات منشأ اسطوري واحد . يجسد دور قوى الطبيعة العصية على الفهم والتفسير الإنساني أنذاك . ما اود الوصول اليه هو عادة يجري الخلط بين الاسطورة والخرافة ، ومهما بدا من تشابه بينهما فإن الأسطورة مادتها هي الحدث التاريخي وان كان رمزياً .وهي عموما من صنع الإنسان ولها اهداف محددة اما تفسير صلة الانسان بالكون مثل مدونات " سومر " او وضع ضوابط اخلاقية لها علاقة بالعدالة الاجتماعية كما في العديد من الاساطير الاغريقية والبابلية وعلى سبيل المثال اسطورة " الافعى ايتانا والنسر " الملحمية في الميثولوجيا السومرية او عودة اوذيس اليونانية الشهيرة . وتبدو ملحمة " جلجامش " الأسطورية واحدة من أهم الاساطير التي تتميز بالجدية والشموليه مثل مواضيع خلق الكون والموت والعالم الآخر. وتقابله في بلاد الشام اسطورة " بعل في صراعة مع الأله موت" وفي الأدب الأغريقي الرحلة في نهر الأموات . على كلا الحالات ، عموماً الأساطير والخرافات معاً تمثل طفولة العقل البشري . وتتميز بفنتازيا عالية وجميلة تكشف عن قدرات تخيلية عالية لدى مدوني تلك الاساطير . .وبدايات تفسيره للظواهر الطبيعية ومعرفة ما يدور حوله .ولكل جيل اساطيره وعقائده ونتاجاته الفكرية التي تفاوتت بين مكان وأخر. وفي عصرنا الراهن من السذاجة ان يؤمن البعض بالخرافات او الاساطير وهي تتعارض مع العلم كما تتعارض الافكار الغيبية والمعتقدات الاخرى مع العلم فهما مثل الماء والنار لا يلتقيان.
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل انتهى الفرح من العالم
-
إنه ..القطار ..؟
-
الربيع ...ومواسم أخرى
-
سفر التكوين السوري
-
عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق
-
بعد عشرين عاماً ..؟
-
انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
-
أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!
-
أنكرني الصباح ..؟
-
معطفي الأزرق .
-
صقيع ..وصمت .
-
على رصيف ميناء غريب
-
مياو...مياو / مياو..ووو ووو
-
مريم ...ستنتظر المسيح / عند باب المدرسة في غزة ..
-
عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!
-
في رثاء / الشرق الأوسط القديم .
-
الإتحاد الأوربي، الي أقصى اليمين.. درُ..؟
-
- حزب - الورقة البيضاء.؟
-
الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية
-
العراء ...؟!
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|