هل الشريعة فى الاسلام خاضعة لفكرة الزمان والمكان؟ (1)

نانسى عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل الشريعة فى الاسلام خاضعة لفكرة الزمان والمكان؟ (1)
هذا السؤال طالما سألته لنفسى كثيرا عن العلاقة بين الشريعة الاسلامية وتطور المجتمعات عبر العصور.
فاذا تحدثنا عن حدود الاسلام وفكرنا سنستنتج اللآتى:
اولا: قطع يد السارق:
دعونا نتأمل قول الله عز وجل ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ( 38 ) صدق الله العظيم
فالله عز وجل امر بقطع يد السارق والسارقة تبعا لقوله الكريم ولكن دعونا نفكر ونسأل انفسنا عدة أسئلة ؟
هل هذه الحدود صالحة للتنفيذ فى كل زمان ومكان ؟
وما الفائدة التى تعم على الفرد المقطوع يده والامة من قطع يده؟
وماذا لو قطعت يد احد ظلما ؟ ماذا سنفعل هل سنعيد اليه يده المقطوعة ؟
وهل سيكف الفرد عن السرقة اذا قمنا بقطع يده ؟
وهل سيكف المجتمع بأسره عن السرقة ؟
فأغلب المفسرين والمفكرين اباحوا قطع يد السارق فى المجتمعات المتيسرة ماديا فى حالة توافر سبل الحياة الكريمة فى المجتمع
ولكن هذا يوافق زماننا الحالى ؟
فى زمن تتواجد وتبنى فيه السجون بكثرة فى عصر القانون والقضاء
ام للاية ملمح تاريخى اخر كانت تناسب العصور القديمة ؟
عصور ما قبل انشاء السجون وتواجد القانون العادل
ودعونا نفكر لماذا السارق يسرق ؟
قد تكون السرقة بدافع مرضى فهل يكف الشخص السارق عن السرقة اذا قطعت يده ؟ وما مصيره فى المجتمع بعد ان فقد قطعة من جسده مهمة تعتبر مصدر رزقه وقوته فى الحياه؟ ماذا سيعمل؟
فتجده مشردا يبحث على من يحنو عليه بكسرة خبز او لقمة عيش
ومن ذهب السعودية يعرف ذلك فنجدهم بكثرة عند الحرم المكى يتسولون
وبعضهم اذا كان يلجأ للسرقة اولا بدافع المرض سيلجأ لها ثانيا بدافع العجز فيتم قطع جزء اخر من جسده !
وماذا لو قطعت يد احد ظلما هل يقدر احد بتعويضه عن بتر احد اعضاءه الهامة وما الذى سيعوضه
ولكن فى حالة معاقبته بالحبس يستطيع القضاء بتبرئة الشخص المحكوم عليه بالسرقة مما نسب اليه
سؤال اخر ما الفائدة التى عمت على السارقين وعلى المجتمع ؟
ولماذا لم نقومهم فى العصر الحديث ؟
نحاكمهم بالقانون ونقومهم بالعلاج النفسى والمجتمعى
فمثلا نعاقبهم بالقانون وداخل اسوار السجن ندرس حالتهم النفسية ونقومهم نفسيا ، نعلمهم حرفة يتكسبون منها اذا لم يكن عمل شريف بل ونساعده بقرض حسن يبدأ به عمل شريف عند انقضاء فترة عقوبته.
نعلمهم اسمى معايير فلسفية هى حب الحق والخير والجمال
ندعه دائما يسأل نفسه هل من الحق والخير والجمال ان تسرق ؟
وبالتالى سيخرج من السجن بعد عقوبته شخص اخر جديد نافع للمجتمع وبالتالى سيأثر ايجابيا فى حال الامة وسيكون خير مثال لأمثاله ولغيره من الناس.
يتبع.........

#نانسى_عاشور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات